Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ثرثرة صحافية على طاولة العشاء

-

> عُرف »فليت ستريت« آنذاك بوجود كثير من المطاعم والمطاهي التي ارتادها الصحافيون بشكل يومي. التقوا على مائدة الغداء أو العشاء مع منافسيهم من مطبوعات أخرى لتقييم المناخ الصحافي والتغيرات السياسية، وللبحث عن قــصــص وتــســريـ­ـبــات. ومــــن أقـــــدم وأشـــهـــ­ر تلك المحلات مطعم »يي أولد تشيشاير تشيز« الذي تأسس عام ١٦٦٦ وكان بقعة لكتاب شهيرين مثل تشارلز ديكينز وسامويل جونسون، ثم أضحى مع نشوء المطبوعات بجواره مقراً لهم.

عمل مايكل فـي المطعم منذ ٥٠ عـامـاً، ولا يـزال يشرف عليه إلـى الـيـوم. ويقول لـ »الشرق الأوسط«: »كان جميع زبائننا من أهل الصحافة قـبـل أن يــرحــلــ­وا عــن هـــذا الـــشـــا­رع. وكــــان هـذا المطعم هـو المقر الأشـهـر الـذي كـانـوا يرتادونه بعد سـاعـات الـــدوام أو فـي اسـتـراحـة الـغـداء«. ويضيف: »كـان للمطعم هوية غريبة امتلكها طابع من الطبقية غير المعلنة«. ويشرح الرجل السبعيني الإنجليزي مستطرداً: »كان يجلس الصحافيون والمراسلون دوماً في الطابق الأعلى من المطعم، بينما كان يتناول موظفو الطباعة وجباتهم في الطابق الأرضـي، وعمال النظافة في المكاتب كانوا يجتمعون في الطابق السفلي (القبو .«(

كان مايكل المشرف على طابق الصحافيين. وعن يومياته آنذاك يقول: »كان يرتاده محررون مـعـروفـون مـن المـطـبـوع­ـات المــجــاو­رة يتناولون الــعــشــ­اء وأطــــــر­اف الــحــديـ­ـث الــــذي كـــان يـتـحـول أحيانا إلى نقاش صحافي أو سياسي ساخن.« ويكشف أن صحافيي »أخـبـار العالم« التابعة لإمـبـراطـ­وريـة روبـــرت مـــردوخ الإعـلامـي­ـة كـانـوا الأكثر صخباً ومشاكسة وكانوا يسهرون حتى موعد إغلاق أبواب المطعم.

مـــاذا عــن رواد المـطـعـم الــيــوم؟ يـــرد مايكل بحسرة : »تغير الحال اليوم وأصبح زبائن المطعم من المحامين وموظفي البنوك وأحاديثهم ليست شيقة كنقاشات أهل الصحافة«. ويضيف: »يزور مطعمنا كثير من السياح بحثاً عن ذكريات شارع الصحافة. فضولهم يدفعهم لسؤالي عن أشهر الصحافيين والكتاب الذين جلسوا على مقاعدنا الخشبية لكتابة أعمالهم المميزة أو لتناول وجبة العشاء مع أقرانهم من أعلام الصحافة.«

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia