فيدرر الأسطورة يصنع التاريخ بلقب ثامن في ويمبلدون
قهر سيليتش بثلاث مجموعات ليعزز مكانته كأعظم لاعب تنس برقم قياسي جديد
واصــــل الــســويــســري روجــر فـيـدرر صـنـاعـة الـتـاريـخ بعدما انفرد بالرقم القياسي لعدد ألقاب بطولة ويـمـبـلـدون الإنجليزية، ثـالـث الـبـطـولات الأربـــع الكبرى لـلـتـنـس، بـــإحـــرازه لـقـبـه الـثـامـن عـلـى حــســاب الــكــرواتــي مـاريـن سيليتش أمس.
وتـــفـــوق فـــيـــدرر، ٣٥ عــامــا، المصنف ثالثا في النهائي على الـكـرواتـي المصنف سابعا .٣- ٦ ٦-١. و٦-٤. ليصبح أكـبـر لاعب يحرز لقب البطولة المقامة على ملاعب عشبية منذ بدء تطبيق نـــظـــام الاحــــــتــــــراف عــــــام ١٩٦٨، ومعززا رقمه القياسي في عدد بطولات »الجراند سـلام« بلقب تاسع عشر ليعزز مكانته كأحد أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة، إن لم يكن أعظمهم.
ويعد الأسترالي كين روزويل هـو أكـبـر لاعــب خــاض النهائي عـــبـــر تــــاريــــخ ويـــمـــبـــلـــدون عـــام ١٩٧٤، عندما كـان فـي التاسعة والثلاثين من العمر، وخسر أمام الأميركي جيمي كونورز.
وطــبــعــت المـــبـــاراة بـــدمـــوع الــلاعــبــين، فـــيـــدرر بعد حــســمــه الــــلــــقــــب، وســيــلــيــتــش، ٢٨ عـــامـــا، فـــي الأجـــــــزاء الأولــــى مــــن المــجــمــوعــة الـــثـــانـــيـــة، بـعـد استدعائه المعالج الفيزيائي إثر تأخره بنتيجة صفر - ٣.
وكــــــان ســيــلــيــتــش يــخــوض النهائي الثاني له في البطولات الكبرى، بعدما أحرز لقب بطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية عام .٢٠١٤
وبـــــــــــدأت المـــــــبـــــــاراة بـــنـــديـــة، واعتمد فيها سيليتش على قوة إرسـالـه ومـحـاولـة إنـهـاك فيدرر بـالـكـرات السريعة على جانبي المــلــعــب. إلا أن نــقــطــة الــتــحــول فــــي المـــجـــمـــوعـــة الأولـــــــــى كــانــت فــي الــشــوط الـــرابـــع، إذ أتـيـحـت لسيليتش فـرصـة كـسـر إرســال فـيـدرر وهـو متقدم بنتيجة ٢ - ١، إلا أنه لم يحسن استغلالها. ورد الـسـويـسـري بـكـسـر إرســال الـــكـــرواتـــي فـــي الـــشـــوط الــتــالــي وتــقــدم ٣ - ٢ وبــعــدهــا ٤ - ٢ قـبـل أن يحسمها فـــــــــــي ٣٦ دقــــــيــــــقــــــة، بــــعــــدمــــا تــــمــــكــــن فــي الـــشـــوط الــعــاشــر مـن كـــــســـــر إرســـــــــــال سـيـلـيـتـش بعد خطأ مزدوج في النقطة الأخيرة.
أمـــــــــــــــــــــــــــا فـــــــي المجموعة الثانية، فــلــم يــواجــه فيها فــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــدرر مـــــنـــــافـــــســـــة تــــــذكــــــر، إذ تــــــقــــــدم مــنــذ الـــبـــدايـــة ٣ -
صفر بــــــعــــــدمــــــا كــــــســــــر إرســــــــــــال ســـيـــلـــيـــتـــش فـــــــي الــــشــــوط الثاني والسادس. أمـــــــــــا فــــــــي المــــجــــمــــوعــــة الـثـالـثـة، فبقيت الـنـديـة على حالها وحافظ كل لاعـب على إرسـالـه حتى الـشـوط السابع، حـيـنـمـا تـمـكـن فــيــدرر مــن كسر إرسـال سيليتش والحفاظ على تقدمه حتى النهاية، علما بأنه حــســم المــــبــــاراة ولــقــب الـبـطـولـة بإرسال ساحق أنهى به الشوط العاشر.
وأثـنـى فـيـدرر على منافسه بعد اللقاء لصموده وقتاله رغم شكواه من إصابة بعد المجموعة الثانية، وقال: »سيليتش مقاتل ومـا زال الطريق مفتوحا أمامه لصناعة الإنجازات .«
وأشــار فـيـدرر إلـى أن فرحة انتصاره باللقب لا توصف بعد أن كـان يبدو الحلم بعيدا نظرا لتقدمه في العمر والإصابة التي تعرض لها الموسم الماضي. وقدم فـيـدرر الشكر لفريقه التدريبي وعائلته على دعمه ومؤكدا أنه سيعود العام المقبل للدفاع عن لقبه.
وقدم فيدرر وهو على عتبة إتمام عامه الـسـادس والثلاثين (يحتفل بعيد ميلاده في الثامن مـن أغـسـطـس/ آب)، مستوى لا يعرف فيه معنى للتقدم بالسن، لا سـيـمـا عـلـى مـلاعـب البطولة الإنــجــلــيــزيــة الأحــــب إلـــى قـلـبـه، حيث لم يخسر بعد هذه السنة أي مجموعة.
والــلــقــب هــو الأول لـفـيـدرر في ويمبلدون منذ ٢٠١٢، علما بـأنـه خسر مـبـاراتـين نهائيتين عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥ أمام الصربي نوفاك ديوكوفيتش الـذي خرج من ربع النهائي هذه السنة.
وكـــــان فـــيـــدرر يــتــشــارك مـع الأمــيــركــي بـيـت ســامــبــراس في عدد مرات الفوز بلقب ويمبلدون (سبع مـرات) بعد اعتماد نظام الاحــتــراف عــام ١٩٦٨. ويـضـاف إليهما البريطاني ويليام رنشو الذي أحرز سبعة ألقاب بين ١٨٨١ و١٨٨٩ قبل بدء حقبة الاحتراف.
وشكل أداء السويسري هذا الموسم نوعا من المفاجأة، إذ أنه توقف عـن اللعب بعد خسارته نصف نهائي ويمبلدون ٢٠١٦ أمام الكندي ميلوش راونيتش، لمعاناته من إصابة في الركبة، وعاد مع بداية موسم ٢٠١٧.
وقـــــــــدم الــــســــويــــســــري هــــذه الـــســـنـــة أداء يــصــعــب وصـــفـــه، وكـــان أكـثـر ثـبـاتـا مــن غـيـره من المصنفين الـبـارزيـن. فـهـو أحـرز لقب بطولة أستراليا المفتوحة، أولــى الـبـطـولات الأربــع الكبرى، ودورتـــي انــديــان ويـلـز وميامي الأميركيتين للماسترز، ودورة هــــالــــه الألمــــانــــيــــة عـــلـــى المـــلاعـــب الـعـشـبـيـة. وأخــلــد الـسـويـسـري لفترة راحة طويلة، غاب خلالها عـــن كـــل الـــــــــدورات المــقــامــة عـلـى ملاعب ترابية، وأبـرزهـا بطولة فرنسا المفتوحة.
ويــذكــر أن الـلاعـبـين التقيا قـــبـــل هـــــــذه المـــــــبـــــــاراة فـــــي سـبـع مـواجـهـات، فــاز فـيـدرر فـي ست مـنـهـا، وخــســر مـــرة واحـــــدة في نصف نهائي فلاشينغ ميدوز .٢٠١٤ كـمـا الـتـقـى الـلاعـبـان في ربع نهائي ويمبلدون ٢٠١٦. في مــبــاراة صـعـبـة حـسـمـهـا فـيـدرر في خمس مجموعات استغرقت ثلاث ساعات و١٧ دقيقة.
ويــــــــذكــــــــر أن الإســــبــــانــــيــــة غــاربــيــنــي مــــوغــــوروزا المـتـوجـة بلقب فردي السيدات السبت قد أعــربــت عــن أمـنـيـتـهـا فــي إحــراز فيدرر للقب الرجال، لتتمكن من اختبار مهاراته... في الرقص.
ويـــقـــيـــم مــنــظــمــو الــبــطــولــة الإنجليزية عقب نهاية المنافسات »عشاء الأبـطـال،« وهـو مناسبة رسمية تقام في قاعة »غيلدهول« الشهيرة في لندن، ويدعى إليها لاعبون وشخصيات ومشاهير، وغـــالـــبـــا مــــا تــتــخــلــلــهــا رقــصــة مشتركة للبطلين.
وردا عــلــى ســـــؤال عــمــا إذا كـانـت تفضل أن يـكـون شريكها في الرقص فيدرر أو سيليتش، ســــارعــــت الـــلاعـــبـــة الإســبــانــيــة البالغة مـن العمر ٢٣ عـامـا إلى القول : »روجر«.
وعــــلــــى مـــســـتـــوى الـــســـبـــاق عــلــى صــــــدارة الـتـصـنـيـف قـالـت مــــوغــــوروزا إنــهــا تـفـضـل الـفـوز بالمزيد من الألقاب الكبرى على احتلال مركز متقدم في القائمة الدولية لمحترفات التنس.
وبـعـد فــوزهــا بمجموعتين مــتــتــالــيــتــين عـــلـــى الأمـــيـــركـــيـــة المــخــضــرمــة فــيــنــوس ويـلـيـامـز لــتــحــرز ثــانــي ألــقــابــهــا الـكـبـرى بعد فرنسا المفتوحة عام ٢٠١٦، ســـــوف تـــتـــقـــدم مــــــوغــــــوروزا ١٠ مراكز من الـ١٥ إلى الخامس. لكن موغوروزا علقت عن ذلك قائله: »أعتقد أن الأمر لا يهم إلا إذا كنت في المركز الأول لأنه شيء رائع... كـــنـــت مــصــنــفــة ثـــانـــيـــة وثــالــثــة وفشلت في الفوز بأي لقب كبير ولا مجال للمقارنة.« وأضافت: »المهم هو الفوز بالألقاب واللعب في كل المباريات.«
وأوضـــــــــــــــحـــــــــــــــت الـــــــلاعـــــــبـــــــة الإسـبـانـيـة: »أعـتـقـد أنـــه شـعـور مختلف عـنـدمـا تـكـون المصنف الأول عالميا أتمنى أن أحقق ذلك حتى أعرف. لكني أفضل أن أكون المصنفة العاشرة وأفــوز بمزيد من الألقاب الكبرى على أن أكون رقم واحد من دون ألقاب.«
وســــتــــصــــعــــد الـــتـــشـــيـــكـــيـــة كارولينا بليسكوفا التي خرجت من الـدور الثاني في ويمبلدون لــــلــــمــــركــــز الأول فـــــــي قـــائـــمـــة التصنيف الدولية الجديدة بدلا من الألمانية انجليكه كيربر.
وأشــــــــارت مـــــوغـــــوروزا إلــى أنــهــا ســتــوجــه تــركــيــزهــا نـحـو البطولة الكبرى التي ستنطلق فــي نـيـويـورك فــي ٢٨ أغسطس (فـــلاشـــيـــنـــغ مـــــيـــــدوز) وقــــالــــت: »دافعي هو أن أصبح لاعبة تنس جـيـدة والمـشـاركـة فـي البطولات كمرشحة للفوز. التصنيف شيء مؤقت ويتغير لكن هدفي الأول هو أن أصبح لاعبة جيدة تكون دوما مرشحة للتتويج.«
وأردفت: »هذا ما أتدرب من أجله وهــذا هـو دافـعـي... أتذكر دومــا أنـه إذا مـا عملت بكل جد واهتمام فستكون أمامي فرصة للوصول للنهائي وهو ما يعني أنك قوي .«