Asharq Al-Awsat Saudi Edition

روني يحيي قصة حبه مع إيفرتون من جديد

أعرب عن أمله في العودة للمنتخب الإنجليزي... والتسجيل في الديربي أمام ليفربول

- لندن: دانييل تايلور

فـي كـل الأحــــوا­ل، قــدم وايـن رونـي هـذه المـرة أداء أفضل عن مؤتمره الصحافي الأول، مساء أحد أيام يناير (كانون الثاني) ،٢٠٠٣ وذلـــــك لــــدى إعـــلانــ­ـه عن تـوقـيـعـه أول عـقـد احــتــراف مع إيفرتون.

في سن الـ١٧، بدا روني غير مستعد على الإطلاق لتركز سيل من الكاميرات والأضــواء عليه. وبــالــفـ­ـعــل، بـــدا وكــــأن الـكـلـمـا­ت تعجز عن إيجاد سبيل للخروج مـن فمه وكــان الجمهور يسمع صــوتــه بــالــكــ­اد أثــنــاء حـديـثـه. وقد تعرض للتوبيخ من جانب المدرب ديفيد مويز لمضغه علكة ومـــرت لحظة بــدا عليه الـحـرج الـشـديـد بـعـدمـا غمغم بكلمات غير مفهومة وحــاول الـوصـول لــــزجـــ­ـاجــــة مـــــيـــ­ــاه كـــــانــ­ـــت عــلــى الطاولة. وكان روني على وشك أن يـتـجـرع الــزجــاج­ــة بأكملها عندما تدخل مويز قائلاً: »صب الماء في الكوب.«

بــعــد ١٤ عـــامـــاً، بــــدا رونـــي شـخـصـاً مختلفاً تـمـامـاً يتخذ مقعده داخـل غوديسون بـارك، حاملاً القميص رقـم ١٠ - الذي ظل ملكاً لروميلو لوكاكو حتى وقـــت قــريــب - وســــرد تـفـاصـيـل كــيــف أنـــــه حـــــرص عــلــى إبــقــاء مفاوضات انتقاله من مانشستر يـونـايـتـ­د ســـراً حـتـى عــن أقــرب أفراد أسرته إليه.

وشـــــرح الــســبــ­ب وراء ذلــك بـقـولـه إن والــــــد­ه، رونــي الأكبر، كان سيشعر بـإثـارة بالغة حيال الأمــــــ­ــــــــــ­ر »لــــــــد­رجــــــــ­ة أنــــــه ســيــعــج­ــز عـن الاحــــــ­ـــتــــــ­ـــفــــــ­ـــاظ بـــه ســــــــر­اً«. ويـنـطـبـق الأمــــــ­ـر ذاتـــــــ­ه عـلـى والــــدتـ­ـــه، جــانــيــ­ت. وقال: »ولم أخبر كاي (نـجـلـه الأكـــبــ­ـر) كــذلــك، لأنـه يــرتــاد المــدرســ­ة وقــد يخبر أقرانه هناك«. وأضـــاف: »عـنـدمـا تم الاتــــفـ­ـــاق عــلــى كـــل شــيء حــرفــيــ­اً وجــــــرى إنــجــاز جميع الأعمال الورقية، أخبرت الجميع. ولدى عــلــمــه بـــــذلــ­ـــك، قـــفـــز إلـــــيّ كــاي، وكـانـت أكثر لحظة رأيــتــه فـيـهـا ســعــيــد­اً. من الواضح أنه من مشجعي إيــفــرتـ­ـون، ومـــع هـــذا ظل يرتاد مانشستر يونايتد طيلة الأعوام الـ١٣ الماضية فقط ليشاهدني. اليوم، لن يـفـصـلـه عــن الــنــادي سـوى خمس دقائق بالسيارة«.

في الواقع، يحتاج المرء إلى قلب مصنوع من الحجر الصوان كي لا يشعر بالتأثر إزاء سعي رونـي للعودة إلى النادي الذي سبق أن عشقه وحـط مـن قـدره فــي الــوقــت ذاتــــه؛ فـقـد سـبـق له ذات مرة تقبيل شارة مانشستر يـونـايـتـ­د أمـــام المـــدرجـ­ــات الـتـي كان يتحدث منها الآن. واليوم، يـــرغـــب رونـــــــ­ي فــــي كـــســـب حـب الجماهير من جديد.

اليوم، يقترب روني من عامه الـــ٣٢، وقـد ســارع خـلال المؤتمر الصحافي الأخير لتوضيح أنه يعود إلـى إيفرتون سعياً وراء الـفـوز بـبـطـولات، ولـيـس لمجرد أن غوديسون بارك تشكل »منزل تقاعد« مناسباً له. إلا أنه اعترف في الوقت ذاته بتفهمه للأسباب التي دعـت كثيرين للتشكك في أن مسيرته الكروية في انحدار، وقـــال: »مــن المـؤكـد هــذا ينطبق عـلـى الـعـام المــاضــي«، ولــم يكن الأمـــــر بــحــاجــ­ة لمــرافــق­ــتــه لـفـتـرة طويلة لإدراك أن الموسم الوحيد الـذي قضاه تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو في مانشستر يــونــايـ­ـتــد كــــان بــمــثــا­بــة مـحـنـة شخصية له.

وفــي رده عـلـى ســؤال حـول مـــتـــى شــــــرع فـــــي الــتــفــ­كــيــر فـي الــرحــيـ­ـل عــن »أولـــــد تـــرافـــ­ورد،« أجـاب رونـي: »نوفمبر (تشرين الــــثـــ­ـانــــي(«. واســـتـــ­طـــرد قـــائـــل­اً: »بدأت الموسم بأداء جيد وأبليت بلاءً حسناً حتى مشاركتي في مــــبــــ­اراة أمـــــام واتــــفــ­ــورد خـــارج أرضـنـا قدمت فيها أداء سيئاً. ومــــنـــ­ـذ ذلــــــك الـــــوقـ­ــــت، فــوجــئــ­ت بنفسي خارج الفريق.«

وماذا بعد ذلك؟ قال روني: »كــان الـجـزء الأصـعـب فـي الأمـر حـــمـــل كــــــأس بـــطـــول­ـــتـــين: كـــأس رابـــــطـ­ــــة الأنـــــد­يـــــة الإنــجــل­ــيــزيــة المـحـتـرف­ـة والـــــدو­ري الأوروبـــ­ـي. شعرت حينها أنني لا أستحق هـــذا الـــشـــر­ف لأنــنــي لـــم أشـــارك فـــي صــنــع هــــذه الانـــتــ­ـصـــارات. وكـان هـذا أمـراً شاقاً عليّ، فمن الطبيعي أنني أشعر بالسعادة لأنـنـا فـزنـا بهاتين البطولتين، لكنك لا تشعر بـــذات الـقـدر من الــبــهــ­جــة الــــــذي تــشــعــر­ه أثــنــاء الاحتفال بالفوز داخل الملعب«.

وأضـــــــ­ـــــــاف: »كــــــانـ­ـــــت فـــتـــرة شعرت خلالها بالإحباط، فقد كانت هذه أول فترة في مسيرتي المـهـنـيـ­ة لا أشـــــارك خــلالــهـ­ـا في اللعب، وإنما كنت أجلس على مـقـعـد الـــبـــد­لاء، الأمــــر الــــذي لم أعـــتَـــدْه مــن قـبـل قـــط. لـقـد كنت بـحـاجـة لـلـمـشـار­كـة فــي الـلـعـب، لـكـنـنـي فـــي الـــوقـــ­ت ذاتـــــه قـائـد مـانـشـسـت­ـر يــونــايـ­ـتــد، لـــذا كــان يــتــعــي­ن عــلــي الاحـــتــ­ـفـــاظ بـــروح إيـجـابـيـ­ة داخـــل المـكـان وتجنب إثارة روح سلبية. وقد تحدثت إلى جوزيه مورينيو في يناير للتعرف على رأيه، وقد أخبرني دومــاً أنـه يـرغـب فـي استمراري مع الفريق ومعاونة أقراني حتى نهاية الموسم. وبالفعل، التزمت بـذلـك، لكنني كـنـت مـدركـاً لأنـه من الضروري أن أرحل من أجل مصلحة مسيرتي المهنية«.

وانــتــقـ­ـل رونـــــي إلــــى جـنـاح يــطــل عــلــى اســـتـــا­د غــوديــسـ­ـون وأوضــــح أنــه تـخـلـى عــن رغبته في إعادة اكتشاف نفسه كلاعب خط وسط وأنه سيحرص على قـيـادة الـفـريـق مـن الأمـــام تحت قيادة رونالد كويمان.

وفـــيـــم­ـــا وراء ذلـــــــك، هــنــاك بطولة كأس العالم العام المقبلة، وربما أصبح روني مضطراً الآن للحديث عن مسيرته مع المنتخب الإنجليزي في صيغة الماضي. وقال روني: »لو كنت انتقلت إلى الصين، وكـان ذلـك خياراً قائماً أمـامـي بالفعل، كنت سأتخلى عن حلم العودة إلى المنتخب،« إلا أن هذا القول لا ينطبق على إيـــفـــر­تـــون. وقـــــال رونــــــي: »أود اللعب باسم إنجلترا. ولا يمكن لـــلاعـــ­ب نــيــل شــــرف الانــضــم­ــام إلـى المنتخب الإنجليزي لمجرد إنجازاته السابقة، وإنما يتعين عـلـيـه تــقــديــ­م أداء جــيــد لـيـنـال شرف تمثيل بلاده. إنني أتفهم هذا الأمر تماماً وأحترمه. وهذا تــحــديــ­داً مــا يـتـعـين عـلـي عمله الآن .«

ومــــن المـــقـــ­رر أن تــبــدأ فـتـرة عــودتــه الــثــانـ­ـيــة بــمــبــا­راة على أرضــــه أمــــام ســتــوك سـيـتـي في ١٢ أغسطس (آب) . ومن الخطأ افــتــراض أن عــودتــه إلــى »أولــد تـــــــرا­فـــــــور­د« فـــــي ١٧ سـبـتـمـبـ­ر (أيلول) للمشاركة في المواجهة المــقــرر­ة ذلــك الــيــوم هــي الـحـدث الأهـم بالنسبة له خـلال الموسم المقبل.

فــــي الـــــواق­ـــــع، يـــبـــدو رونــــي جــامــد الــعــواط­ــف تـمـامـاً حـيـال هذا الأمر لدرجة تجعلنا نؤمن بــأنــه ســيــعــو­د إلــــى مـانـشـسـت­ـر يـــونـــا­يـــتـــد، الــــنـــ­ـادي الــــــذي فــاز فـي صـفـوفـه بـــ١٢ بـطـولـة كبرى وسجل أهدافا لصالحه أكثر عن أي لاعـب آخـر بالتاريخ، حاملاً بداخله هدفاً واحــداً يتمثل في السعي وراء الفوز بثلاث نقاط. ومع هذا، أضاءت عينيه ببريق غـريـب لــدى سـؤالـه حــول مـا إذا كـــان ثـمـة تــاريــخ بـعـيـنـه يحمل دائـــــــ­ــرة حــــمــــ­راء مـــمـــيـ­ــزة حــولــه داخــل مفكرته، وأجـــاب: »هناك بــالــفــ­عــل مـــوعـــد يــنــطــب­ــق عـلـيـه هـذا الـوصـف: مـبـاراة ليفربول؛ ٩ ديسمبر (كـانـون الأول). لقد كان ذلك واحداً من أكبر الأشياء التي ندمت عليها عندما رحلت عــن إيــفــرتـ­ـون، أنــنــي لــم أسـجـل أهـــدافــ­ـا فـــي لـــقـــاء­ات الــديــرب­ــي. خـــلال أول ديــربــي شــاركــت بـه، صوبت الكرة نحو المرمى لكنها اصـطـدمـت بـالـعـارض­ـة وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي، وذلك في ديسمبر ٢٠٠٢، والمؤكد أنه سـيـكـون أمــــراً رائــعــاً أن أسـجـل هدفاً بمرمى ليفربول لحساب إيفرتون«.

وخــــــــ­لال المــــؤتـ­ـــمــــر، حـــرص رونــــي عـلـى تـذكـيـر الـجـمـاهـ­يـر بــأنــه كــــان حـــاضـــر­اً فـــي اســتــاد ويـمـبـلـي عـنـدمـا فـــاز إيـفـرتـون بـآخـر بـطـولاتـه: كــأس الاتـحـاد الإنجليزي عام ١٩٩٥.

أمــا المشكلة الـوحـيـدة التي ظـهـرت فــي المـؤتـمـر الـصـحـافـ­ي فكانت تأخر روني عن موعده، الأمــــــ­ـر الـــــــذ­ي اضــــطـــ­ـر كــويــمــ­ان لانتظاره في أحد الممرات لمدة ٢٥ دقيقة، بيد أن أحداً لم يجرؤ على توضيح أن جماهير أكبر كانت تحتشد في الخارج ترقباً لعودة دنكان فيرغسون عام ٢٠٠٠.

من جانبه، لم يبد كويمان اهتماماً كبيراً بـالأمـر، وأخـيـرا عـــنـــدم­ـــا ظـــهـــر رونـــــــ­ي كــــــان مـن الــصــعــ­ب تـــذكـــر آخـــــر مـــــرة بــدا فيها على هذه الدرجة الكبيرة من السعادة. وقد اختتم روني المــــؤتـ­ـــمــــر الـــصـــح­ـــافـــي بـــقـــول­ـــه: »شعرت بأنني أسير في الطريق الــصــواب، لقد شـعـرت بارتياح بالغ لدى قدومي إلى هنا«.

وبــالــفـ­ـعــل يـــبـــدو أن رونـــي بدأ خطوة في المسار الصحيح بإحرازه أول أهدافه مع إيفرتون في رحلته التجريبية بأفريقيا فـــي مـــرمـــى فـــريـــق جــورمــاه­ــيــا التنزاني.

 ??  ?? روني ينطلق بالكرة متخطيا لاعب جورماهيا ليحرز أول أهدافه بقميص إيفرتون بعد العودة (أ.ف.ب)
روني ينطلق بالكرة متخطيا لاعب جورماهيا ليحرز أول أهدافه بقميص إيفرتون بعد العودة (أ.ف.ب)
 ??  ?? روني يستعرض قميصه رقم ١٠ في إيفرتون (رويترز)
روني يستعرض قميصه رقم ١٠ في إيفرتون (رويترز)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia