Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ديفو: إيدي هاو مدرب قائد أتطلع للسير على خطاه

المهاجم الإنجليزي الدولي عاد إلى حيث بدأ في نادي بورنموث متطلعاً لنهاية مثيرة لمسيرته

- لندن: بين فيشر

عــــــاد المـــهـــ­اجـــم الإنــجــل­ــيــزي الدولي جيرمين ديفو مرة أخرى إلى نـادي بورنموث الـذي انضم له في أكتوبر (تشرين الأول) عام ٢٠٠٠ على سبيل الإعـــارة قادماً مـــن نــــــادي وســـتـــه­ـــام يــونــايـ­ـتــد، ولـكـن هــذه المـــرة بـشـكـل دائـــم في آخر تجاربه قبل الاعتزال.

وسجل ديفو في أول مباراة له بقميص بورنموث وكسر رقماً قـيـاسـيـاً لـــم يـسـجـل مــنــذ نـهـايـة الــحــرب الـعـالمـي­ـة الـثـانـيـ­ة عندما أحــرز أهـدافـاً فـي عـشـر مـبـاريـات متتالية فـي الـــدوري الإنجليزي الممتاز. وعن ذلك يقول ديفو: »ما زلـتُ أتـذكـر جميع الأهــداف التي سـجـلـتـهـ­ا، لـكـنـي هـدفـي المفضل هو ذلك الهدف الـذي أحرزته في مـرمـى أكـسـفـورد، فقد كـان هدفاً استثنائياً«.

وأضــــاف: »أتــذكــر أن المــدرب هــــاري ريــدنــاب اسـتـدعـان­ـي إلـى مكتبه وقال لي: سوف تذهب إلى بـورنـمـوث، وقـلـت لـه: أيـن يوجد هذا الـنـادي؟«، ويشير ديفو إلى أن والدته، ساندرا، لم تكن راضية عن تلك الخطوة واتصلت هاتفياً بريدناب وسألته عن السبب الذي يجعل نجلها البالغ من العمر ١٨ عاماً يلعب في الساحل الجنوبي لمساعدة سين أودريسكول في نادٍ يلعب في دوري الدرجة الثانية!

وقــــــال ديـــفـــو إن إيــــــدي هــاو (مـدربـه الـحـالـي) الـقـائـد السابق للفريق، وجيسون تيندال »كانا يـركـلان الــنــاس«، مـشـيـراً إلــى أن هاو، الذي يتولى تدريبه الآن في بـورنـمـوث، كـان »قـائـداً بالفطرة ويـمـلـك المـقـومـا­ت الـتـي جعلتني أومن بأنه سيكون مديراً فنيّاً«.

وجـــلـــس ديـــفـــو عــلــى المـقـعـد المـــخـــ­صـــص لــــهــــ­او فــــي الــجــنــ­اح الإعــلامـ­ـي بملعب الــنــادي، وقـال ضــاحــكــ­اً: »الــجــلــ­وس هــنــا بـهـذا الــشــكــ­ل يـجـعـلـنـ­ي أشــعــر بـأنـنـي مدير فني بالفعل. أود أن أسير عـلـى خـطـى هـــاو. عـنـدمـا تتقدم فـي الـسـن تـبـدأ بالطبع التفكير فــي الــخــطــ­وة الــتــالـ­ـيــة. دائــمــاً ما أنــظــر إلـــى المــديــر الـفـنـي وأقــــول: أنا أحب الطريقة التي يفعل بها ذلـــك، ولـــو أصـبـحـت مــديــراً فنياً فسوف أفعل الشيء نفسه. هذه هي الطريقة التي بدأت أفكر بها. أسعى للحصول على كل الدورات الـتـدريـب­ـيـة فــي مــجــال الـتـدريـب وأســـعـــ­ى لــلاســتـ­ـفــادة كــثــيــر­ا مـن خبرات إيدي هذا العام«.

وبــعــد مــــرور ١٧ عــامــاً على رحــيــلــ­ه عـــن بـــورنـــ­مـــوث، يـشـعـر ديفو بأن الوضع الآن لن يختلف كثيراً عما كان عليه في الماضي، فـلا يــزال هــاو وتـيـنـدال وخمسة آخرون من الفريق الذي لعب تحت أودريسكول وميل ماشين في ذلك الموسم يعملون في النادي حتى الآن.

يقول ديفو: »عادة ما تعرف بــــعــــ­ض الـــــلاع­ـــــبــــ­ـين ولا تـــعـــرف المــديــر­يــن الــفــنــ­يــين، لــكــن عـنـدمـا تــكــون تــعــرف المـــديــ­ـر الـفـنـي بالفعل فـهـذا يـسـاعـدك على الاســـتــ­ـقـــرار والــلــعـ­ـب وأنـــت تشعر براحة أكبر«.

وقد أسس والد تيندال، جـيـمـي، نــــادي »سـيـنـراب« لـــلـــفـ­ــتـــيـــ­ان بــــشــــ­رق لـــنـــدن، وهـو الـنـادي الـذي لعب له ديفو وغيره من اللاعبين البارزين مثل سول كامبل وجون تيري قبل احتراف كــرة الــقــدم. وكـــان جيمي يصطحب ديفو بسيارته للتدريبات أثناء وجوده فـي بـورنـمـوث، كما كان جـيـسـون يـعـد لــه وجبة قبل المباريات.

وكان ريدناب، الذي يعيش في ساندبانكس القريبة، قـد دعـا ديفو الــبــالـ­ـغ مـــن الــعــمــ­ر ٣٤ عاماً لتناول العشاء. ويــــــشـ­ـــــغــــ­ــل تـــــيـــ­ــنـــــدا­ل منصب مساعد المدير الفني في بورنموث، فـي حـين يعمل ستيف فليتشر، وهــــــو أحــــــد أســــاطــ­ــيــــر الـــــنــ­ـــادي، كــمــدرب لـلـفـريـق الأول. ويـشـعـر ديفو، الذي توجه قبل يومين إلى ماربيا بإسبانيا للمشاركة في معسكر تـدريـب يستمر ثمانية أيام مع زملائه الجدد في الفريق، بالسعادة لأن رحلته في عالم كرة الـقـدم قـد اكتملت إلـى حـد كبير. وقال ديفو وهو يقود سيارته إلى بـورنـمـوث الأسـبـوع المـاضـي إنه يشعر بالسعادة للدرجة التي تجعله يريد أن »يصرخ في سيارته .«

ووقعديفودي­فو، الذيلاتبدو­عليه عـلامـات الـتـقـدم فـي الـسـن داخـل الملعب، على عقد مـغـرٍ للانتقال إلى بورنموث لمدة ثلاث سنوات. ويـعـتـقـد ديـفـو أنــه مــا زال قــادراً على تقديم مستويات قـويـة مع بورنموث والمنتخب الإنجليزي. ويـــؤمـــ­ن ديــفــو بــأهــمــ­يــة الـيـوغـا وتحسين قدراته البدنية في صالة الألعاب الرياضية وغرفة العلالاج الـعـلاجبا­لتبريد، كما يـركـزكز في الـوقـت ذاتــه عـلـى الـعـمـل بجدية وتفانٍ داخل وخارج الملعب حتى يـسـتـمـر فـــي تــقــديــ­م مـسـتـويـا­ت قوية. يقول ديفو: »لستُ مثالياً، ولــســتُ مــلاكــاً، لـكـنـنـي دائــمــاً ما أتعامل مع كرة القدم على محمل الجد .«

وعـــــــن آمـــــالـ­ــــه مـــــع مــنــتــخ­ــب إنجلترا، قال ديفو إنه تحدث مع المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت، الذي عبر عن سعادته بانتقاله إلى بورنموث.

وعـــنـــد­مـــا سُــــئِــــل ديـــفـــو عـن الطفل برادلي لويري، الذي يعد أحـــــد أصـــغـــر وأشـــهـــ­ر مـشـجـعـي نـــادي ســنــدرلا­نــد، والــــذي توفي بعد معاناة مع مرضضالالسر­طان، بكى ديـفـو بـقـوة ثـم شــرب قليلاً من الماء وأخذ نفساً عميقاً، وقال: »احتفظت برباطة جأشي لفترة طويلة لأنني من هذه النوعية من البشر. في مجال كرة القدم، ينظر إلــيــك الـــنـــا­س عــلــى أنـــك شخص قاسي القلب ومتحجر المشاعر، لكنني إنـسـان فـي نـهـايـة الأمــر، وقد تأثرت كثيراً بما حدث لهذا الطفل. كان من الصعب أن أراه يعاني من المرض ولا يوجد شيء يمكنني القيام به للتخفيف عنه«. وأضاف: »كنتُ أستيقظ كل صباح وأنظر في هاتفي وأنــــا أعــلــم أنــنــي فــي مـرحـلـة مــا سـأتـلـقـى رســالــة سـتـكـون قاسية جــدّاً بالنسبة لـي. إنه وقــت مـهـم بـالـنـسـب­ـة لــي لأننا نستعد للموسم الجديد، لكن الحياة أكبر كثيراً من كرة القدم، ولـــــذا كــــان الــبــقــ­اء مـــع بــرادلــي والاسـتـمـ­تـاع بـفـرصـة الـوجـود مـعـه أمـــراً خـاصـاً واسـتـثـنـ­ائـيـاً، وقد استمتعت بذلك كثيراً«. ويــتــحــ­دث ديــفــو مــع عـائـلـة بـــــرادل­ـــــي، الــــــذي رحـــــل وهـــــو فـي الـــســـا­دســـة مــــن عــــمــــ­ره، كــــل يــوم ويـــتـــب­ـــادلـــو­ن الــــرســ­ــائــــل. يــقــول ديـفـو: »كـنـت بـعـيـداً وأرســلــت له مقطع فيديو مـصـوراً، وقــام هو بالشيء ذاته قبل مباراة المنتخب الإنجليزي أمام فرنسا. لقد أرسل لـي رسـالـة كـانـت لطيفة للغاية. وحتى في هذه المرحلة التي كان يعاني فيها من الألـم، كان دائماً مبتسماً«. لكن هل يمكننا أن نتخيل رد فعل برادلي على انتقال ديفو إلى بـورنـمـوث فـي ظـل عشقه لنادي سـنـدرلانـ­د! يقول ديـفـو: »لـم يقل أي شـــيء. لـكـنـي أعـتـقـد أنــه كـان سينتقدني بشدة«.

 ??  ?? ديفو متعطش لتحقيق إنجاز مع بورنموث (رويترز)
ديفو متعطش لتحقيق إنجاز مع بورنموث (رويترز)
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia