ﺗﺮاﺟﻊ ﻃﻔﻴﻒ ﻓﻲ ﻧﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺑﺎﻟﺮﺑﻊ اﻷول
ﻗــﺎﻟــﺖ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮﻳــﺔ أﻣـــﺲ، إن اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد ﻧـﻤـﺎ ﺑﻤﻌﺪل ٧٫٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺠﺎري، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻞ ﻗﻠﻴﻼ ﻋــﻦ اﻟــﻨــﻤــﻮ اﻟــﺒــﺎﻟــﻎ ٩٫٣ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ اﳌﺴﺠﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ، وذﻟـــﻚ رﻏــﻢ ﺗﺤﺴﻦ أداء ﻗﻄﺎع اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻌﻀﻮ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟـــﺪول اﳌــﺼــﺪرة ﻟﻠﺒﺘﺮول »أوﺑﻚ«.
وﻣﺎ زال اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻣﻌﺘﻤﺪا ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻼن ﻧﺤﻮ ٠٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ، و٤٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣــﻦ إﺟــﻤــﺎﻟــﻲ إﻳـــــﺮادات اﻟـﺘـﺼـﺪﻳـﺮ. ﻓـــﻴـــﻤـــﺎ ﺳــــﺒــــﻖ أن دﻋـــــــﺎ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ ﻓــﻲ وﻗـــﺖ ﺳــﺎﺑــﻖ إﻟـــﻰ دﻋـــﻢ واﺳــﻊ ﻹﺻـــﻼﺣـــﺎت اﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة ﻟﻠﺘﻌﺎﻓﻲ ﻣﻦ آﺛﺎر ﺛﻼﺛﺔ أﻋـﻮام ﻣﻦ أﺳــﻌــﺎر اﻟـﻨـﻔـﻂ اﻟـﻀـﻌـﻴـﻔـﺔ ﻗﻠﺼﺖ إﻳﺮاداﺗﻪ.
وﺗـــﻜـــﺎﻓـــﺢ اﻟـــﺠـــﺰاﺋـــﺮ ﻟــﺘــﻨــﻮﻳــﻊ ﻣـــــــــــــﻮارد اﻻﻗـــــــﺘـــــــﺼـــــــﺎد، وﺗـــﺴـــﺒـــﺐ اﻧﺨﻔﺎض ﺣﺎد ﻓﻲ إﻳﺮادات اﻟﻄﺎﻗﺔ ﺑﺤﺪوث ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ أوﺿﺎع اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، واﺿﻄﺮ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻟـــــﺨـــــﻔـــــﺾ اﻹﻧـــــــــﻔـــــــــﺎق وﺗـــﺠـــﻤـــﻴـــﺪ ﻣــﺸــﺮوﻋــﺎت اﺳـﺘـﺜـﻤـﺎر ﻓــﻲ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟــﺘــﺤــﺘــﻴــﺔ، ﻟــﻜــﻦ اﻹﺻـــــــﻼح ﻳــﺄﺗــﻲ ﺑﻄﻴﺌﺎ ﺧﺸﻴﺔ ﺣﺪوث اﺿﻄﺮاﺑﺎت.
واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ اﳌﺮاﺣﻞ اﻷوﻟـﻰ ﻹﺻﻼح ﻧﻈﺎم اﻟــــﺪﻋــــﻢ واﻟــــﻀــــﻤــــﺎن اﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﻲ اﻟـــﻀـــﺨـــﻢ، ودراﺳــــــــﺔ ﺳــﺒــﻞ زﻳــــﺎدة اﻹﻳــــــــــــﺮادات ﻏـــﻴـــﺮ اﻟــﻨــﻔــﻄــﻴــﺔ، ﺑـﻤـﺎ ﻓــﻲ ذﻟـــﻚ ﻓـــﺮض ﺿــﺮاﺋــﺐ ﺟــﺪﻳــﺪة، وإﻣــــﻜــــﺎﻧــــﻴــــﺔ اﺳـــــﺘـــــﺨـــــﺪام أدوات اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ.
وﻗــــــــــــــﺎل اﳌــــــﻜــــــﺘــــــﺐ اﻟـــــﻮﻃـــــﻨـــــﻲ ﻟﻺﺣﺼﺎء ات، إن ﻗﻄﺎع اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻧﻤﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ١٫٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺠﺎري، ﻣــﻘــﺎﺑــﻞ ٦٫٢ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻓـــﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ﻋﺎم ٦١٠٢.
وأﺿــﺎف أن اﻟﻨﻤﻮ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘﻄﺎﻋﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﺑﻠﻎ ٨٫٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓـــﻲ اﻟـــﺮﺑـــﻊ اﻷول ﻣـــﻦ ﻋـــﺎم ٦١٠٢. وﺣــﻘــﻖ ﻗــﻄــﺎع اﻟـــﺰراﻋـــﺔ ﻧــﻤــﻮا ﺑﻠﻎ ٣ ﻓﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ٨٫٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻗـــﺒـــﻞ ﻋــــــــﺎم. وﺑــــﻠــــﻎ ﻧـــﻤـــﻮ اﻟـــﻨـــﺎﺗـــﺞ اﳌﺤﻠﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋـــﺎم ٦١٠٢، ﺑــﺎرﺗــﻔــﺎع ﻃـﻔـﻴـﻒ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى ٩٫٣ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻪ.
وﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ذي ﺻﻠﺔ، أﻛﺪ اﳌــﺪﻳــﺮ اﻟــﻌــﺎم ﻟـﻠـﺸـﺮﻛـﺔ اﻟـﺒـﺘـﺮوﻟـﻴـﺔ اﻟـــﺠـــﺰاﺋـــﺮﻳـــﺔ »ﺳــــﻮﻧــــﺎﻃــــﺮاك« ﻋـﺒـﺪ اﳌـﺆﻣـﻦ وﻟــﺪ ﻗــﺪور، أول ﻣـﻦ أﻣـﺲ، أن »ﺳﻮﻧﺎﻃﺮاك« ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﺗـــﺼـــﻮر اﻗـــﺘـــﺼـــﺎدي ﺟـــﺪﻳـــﺪ ﻳــﻘــﻮم ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﺤــﻮﻳــﻞ اﳌــﺤــﻠــﻲ ﻟــﻠــﻤــﻮاد اﻷوﻟــــﻴــــﺔ ﻟــﻠــﻤــﺤــﺮوﻗــﺎت، ﻣـــﻦ أﺟــﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ، ﺑﺤﺴﺐ وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ.
وأوﺿــــــــــــــﺢ وﻟـــــــــﺪ ﻗــــــــــــﺪور ﻓــﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت إﻋـﻼﻣـﻴـﺔ: »ﻧﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺷــﺮﻛــﺎء أﺟــﺎﻧــﺐ ﻓــﻲ إﻃـــﺎر ﺗﺼﻮر اﻗﺘﺼﺎدي ﺟﺪﻳﺪ، أي أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺤﺎول ﺗـــﺤـــﻮﻳـــﻞ ﻣــــــﻮاردﻧــــــﺎ اﻷوﻟـــــﻴـــــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻣﻦ أﺟـﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﻨﺎﺻﺐ اﻟــــﺸــــﻐــــﻞ واﻟــــﻘــــﻴــــﻤــــﺔ اﳌـــــﻀـــــﺎﻓـــــﺔ... واﻟـــﺴـــﻤـــﺎح ﻟــﻨــﺎ ﺑــﺘــﺼــﺪﻳــﺮ أﺷــﻴــﺎء أﺧﺮى ﻏﻴﺮ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺨﺎم واﻟﻐﺎز«. وذﻛﺮ وﻟﺪ ﻗﺪور ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد أن اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺗﺴﺘﻮرد ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٢ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮد، وﻗﺎل: »ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﳌﻌﻘﻮل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻠﺪ أن ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﺳﺘﺨﺮاج اﳌـﺤـﺮوﻗـﺎت«، ﻣـــﺆﻛـــﺪا أن اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮ ﻗـــﺪ اﺧــﺘــﺎرت اﻻﻧــﺘــﻘــﺎل »اﻟــﻮﺷــﻴــﻚ« إﻟـــﻰ ﺗﺜﻤﲔ اﳌﺤﺮوﻗﺎت اﻷوﻟﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ أﻛــﺪ أن »اﻟـﺠـﺰاﺋـﺮ ﺗﺼﺪر ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ اﻟـﺨـﺎم وﻟﻴﺴﺖ ﻟــﺪﻳــﻨــﺎ ﻗــﻴــﻤــﺔ ﻣـــﻀـــﺎﻓـــﺔ«، ﻣــﺸــﻴــﺮا إﻟـــﻰ ﻏــﻴــﺎب ﺷــﺒــﻪ ﻛــﻠــﻲ ﻟـﻨـﺸـﺎﻃـﺎت ﺑﺘﺮوﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.