< اﻟﻔﻴﻠﻢ: The Beguiled < إﺧﺮاج: ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻛﻮﺑﻮﻻ < ﲤﺜﻴﻞ: ﻧﻴﻜﻮل ﻛﺪﻣﺎن، ﻛﻮﻟﲔ ﻓﺎرل، ﻛﺮﺳﱳ داﻧﺴﺖ، إﻳﻞ ﻓﺈﻧﻴﻨﻎ، إﳝﺎ ﻫﻮارد. < اﻟﻨﻮع: دراﻣﺎ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ- وﺳﱰن < ﺗﻘﻴﻴﻢ:
ﻻ ﺿـــﺮورة ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋــﻦ اﻟــﻔــﻮارق ﺑﲔ ﻓﻴﻠﻢ ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻛﻮﺑﻮﻻ وﺑﲔ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺬي ﺣﻘﻘﻪ دون ﺳﻴﻐﺎل ﺳﻨﺔ ١٧٩١ ﻋﻦ اﻟﺮواﻳﺔ ذاﺗﻬﺎ، ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ أﺷﻬﺮ ﻣﺎ وﺿﻌﻪ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺮاﺣﻞ ﺗﻮﻣﺎس ﻛﻮﻟﻴﻨﻦ ﻣـــﻦ رواﻳـــــــﺎت )وﺿــﻌــﻬــﺎ ﺗــﺤــﺖ ﻋــﻨــﻮان »اﻟﺸﻴﻄﺎن اﳌﺪﻫﻮن« ﻗﺒﻞ ﺗﻐﻴﻴﺮﻫﺎ إﻟﻰ اﻟـﻌـﻨـﻮان اﻟــﺬي اﺧﺘﻴﺮ ﻟﻔﻴﻠﻢ ﺳﻴﻐﺎل(. ذﻟــــﻚ ﻷن ﻫــــﺬا اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ ﺗــﻨــﺎوﻟــﺘــﻪ ﻣﻨﺬ أن ﺷــﺎﻫــﺪت ﻓــﻴــﻞ ﻛــﻮﺑــﻮﻻ ﻓﻴﻠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ »ﻛﺎن« وﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺨﺮج ﻣﻨﻪ ﺑﺠﺎﺋﺰة أﻓﻀﻞ ﻣﺨﺮج.
ﻟﻜﻦ ﻫـﻨـﺎك ﺟﺎﻧﺒﴼ ﻣﻬﻤﴼ ﻻ ﺑــﺪ ﻣﻦ اﻟــﺘــﺬﻛــﻴــﺮ ﺑــــﻪ: اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ ﻧﺴﺨﺔ أﻧـﺜـﻮﻳـﺔ ﻣــﻦ ﺣـﻜـﺎﻳـﺔ ﺳـــﺮدت ﻣــﻦ وﺟﻬﺔ ﻧـﻈـﺮ رﺟــﻞ وأﺧـﺮﺟــﻬــﺎ ﺳـﻴـﻐـﺎل ﻣﻠﺘﺰﻣﴼ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻮﺟﻬﺔ. ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻓـــﺈن اﻟــﻌــﻨــﻮان ﻳـﻤـﺎﺛـﻞ ﺣـــﺎل رﺟـــﻞ وﺟـﺪ ﻧﻔﺴﻪ »ﻣﺨﺪوﻋﺎ« ﺣﲔ ﻗﺎدﺗﻪ أﻗﺪاره إﻟﻰ ﻣـﺪرﺳـﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﺧـﻼل اﻟـﺤـﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. ﻫﻨﺎ ﻓﺈن اﻟﻌﻨﻮان ﻳﻤﺜﻞ ﺣﺎل اﻹﻧـــﺎث اﻟـﻠـﻮاﺗـﻲ اﻋـﺘـﻘـﺪت ﻛــﻞ ﻣﻨﻬﻦ أن ﻫــﺬا اﻟـﺮﺟـﻞ ﻗـﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ. وﺣﺘﻰ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺎﻟﺠﴼ ﺟﻴﺪﴽ.
إذا ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﻴﻠﻢ، أي ﻓﻴﻠﻢ، ﻳﺤﺘﺎج إﻟـــــﻰ ﺗـــﺒـــﺮﻳـــﺮ ﻟــﺘــﻘــﺪﻳــﻤــﻪ، ﻓــــــﺈن أﺿــﻌــﻒ اﻟﺘﺒﺮﻳﺮات اﻧﺘﻘﺎء وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ أﻧﺜﻮﻳﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺧﺼﻮﺻﴼ إذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ رﺟﺎﻟﻴﺔ. ﻫﻞ ﻫﻨﺎك أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺤﻮار اﻟﺬي ﻳﻬﻤﺲ ﺑﻪ ﻛﻠﻴﻨﺖ إﻳﺴﺘﻮود ﻟﻠﻔﺘﺎة اﻟﺴﻮداء اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﺪ ﺟﺮوﺣﻪ )ﻣﺎي ﻣﺮﺳﺮ( ﻗﺎﺋﻼ: »أﻧﺖ وأﻧﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻜﻮن ﺻﺪﻳﻘﲔ. ﻛﻼﻧﺎ ﺳﺠﲔ ﻫـــﻨـــﺎ«؟ ﺻــﻮﻓــﻴــﺎ ﻛــــﻮﺑــــﻮﻻ، إذ ﺗـﺤـﺎﻓـﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜﻞ اﻟـﺤـﺪث )ﻓـﺘـﺎة ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺔ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﻓﺮﺟﻴﻨﺎ اﳌﻨﺸﻘﺔ ﺗﺠﺪ ﺟﻨﺪﻳﴼ اﺗﺤﺎدﻳﴼ ﺟﺮﻳﺤﴼ ﻳﻨﻘﻞ إﻟﻰ داﺧﻞ اﳌــﺪرﺳــﺔ وﻳـﺨـﻔـﻰ ﻋــﻦ ﺟـﻨـﻮد اﻟﺠﻨﻮب اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﻨﻪ(، ﺗﺴﺒﺮ ﻏـﻮر اﻟﻌﻮاﻃﻒ واﳌﻔﺎرﻗﺎت ﺣﺴﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ. ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻳﺨﻠﻮ ﻣـﻦ إﺟـــﺎدة ﺗـﻔـﻮق ذﻟﻚ اﻟﺬي ورد ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻴﻐﺎل.
اﻟﻌﺒﺎرة اﳌﺬﻛﻮرة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﻣﺼﻴﺮﻳﻦ: واﺣــﺪ ﻟﺠﻨﺪي ﻣـﻦ اﻟﺸﻤﺎل وﻓــﺘــﺎة ﺳـــﻮداء وﻗـﻌـﺖ اﻟــﺤــﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ أﺳــﺎﺳــﴼ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ اﳌﻤﺎرﺳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﺳﻴﻐﺎل ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮب وﻣﺴﺒﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻟـــﻜـــﻨـــﻪ ﺗــﻌــﻠــﻴــﻖ ﻛــــــــﺎف، ﺧـــﺼـــﻮﺻـــﺎ أن ﺻﻮﻓﻴﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ أي ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻓﻌﻠﻲ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﺳـﻮى أن ﻫـﺬا اﻟﺠﻨﺪي )ﻣﺘﻤﺜﻞ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﻮﻟﲔ ﻓﺎرل اﳌﺤﺘﻔﻆ ﺑﻠﻜﻨﺘﻪ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ!( ﺧﺪع اﻟﻨﺴﺎء إذ ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻦ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ رﺟﻠﻬﺎ.
ﻋـــﻼﻗـــﺔ »اﳌـــــﺨـــــﺪوﻋـــــﺎت« ﺑــﺎﻟــﺤــﺮب اﻟﺪاﺋﺮة ﻣﺒﺘﻮرة. ﻓﻲ ﺑﺎل ﻛﻮﺑﻮﻻ، اﻟﺘﻲ ﺑــﺎﻟــﺘــﺄﻛــﻴــﺪ ﻟـــﻢ ﺗــﻜــﻦ ﺗـﺴـﺘـﺤـﻖ اﻟــﺠــﺎﺋــﺰة اﻟـﺘـﻲ ﻧﺎﻟﺘﻬﺎ ﻣــﻦ »ﻛـــﺎن«، إن ﻣــﺎ ﺗﺮﻳﺪه ﻟﻠﻔﻴﻠﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﺎﻟﻢ ﻧﺎء ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﺎن آﻣﻨﴼ وﻣﺘﺠﺎﻧﺴﴼ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺪﺧﻠﻪ ﻫﺬا اﻟﻐﺮﻳﺐ. ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﺤﻴﺎة داﺧﻞ اﳌﺪرﺳﺔ اﳌﻮزﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻀﻌﺔ أﻓﺮاد ﺗﺤﻴﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻻ واﻗﻊ ﻟﻬﺎ. ﻣﻨﻄﻘﻴﴼ، ﻻ ﻟﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ إذا ﻣﺎ دﺧﻞ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻬﺰوزة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وﺟﻮده ﻓﻴﻬﺎ. ﻟﻜﻦ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ أن اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻳﺒﺪأ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ دﺧﻮﻟﻪ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ وﺟــﻮد ﻷﺳﺒﺎب ﺗﻬﺎوﻳﻪ ﻓﻲ اﻷﺻـﻞ. ﻣـــﺸـــﺎﻫـــﺪ اﻟـــﻄـــﻌـــﺎم ﺗـــﻔـــﺴـــــــﺮ، ﻛـــﺴـــﻮاﻫـــﺎ، ﻗــﺪرا ﻣـﻦ اﻟﺘﺒﺎﻋﺪ اﻟﺨﻔﻲ ﺑـﲔ اﻟﻔﺘﻴﺎت واﻟﻨﺴﺎء اﻟﺬي ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ دواﻓﻌﻪ اﳌﺴﺒﻘﺔ وﻫﺬه ﺳﺘﺒﻘﻰ دون ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺸﺮح.
ﻳــﻨــﺘــﻬــﻲ ﺑــﻄــﻞ اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﻫــﻨــﺎ ﻓــﺎﻗــﺪﴽ ﺳﺎﻗﻪ، ﻟﻜﻦ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻛﺎن اﻧﺘﻬﻰ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻣــﻦ ﻣـﺴـﺒـﺒـﺎﺗـﻪ. ﻫــﻨــﺎك ﻣـﺸـﻬـﺪ ﻟـﻠـﺪﺟـﺎج ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ﻳﺒﺤﺚ ﻋــــﻦ ﺑــــــﺬور ﻟـــﻜـــﻲ ﻳـــﺄﻛـــﻠـــﻬـــﺎ. ﻓـــﻌـــﻞ ﻣــــﻮاز ﻟﺒﺤﺚ اﳌـﺸﺎﻫﺪ ﻋـﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﻣـﺎ ﻓـﻲ ﻓﻴﻠﻢ آﺧﺮ ﻟﻜﻮﺑﻮﻻ ﻳﺨﻄﺊ أﻫﺪاﻓﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺼﻴﺐ.