ﻣﺴﻴﺤﻴﻮ اﳌﻮﺻﻞ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪون اﻟﻌﻮدة ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ رﺣﻴﻞ »داﻋﺶ«
ﻛﺜﲑون ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻨﻮا ﺣﻴﺎة ﺟﺪﻳﺪة ﰲ إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن
ﻻ ﻳﺮى اﳌﺴﻴﺤﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻫﻴﺜﻢ ﺑﻬﻨﺎم، اﻟــﺬي ﻳﺴﻜﻦ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ إﻗﻠﻴﻢ ﻛــﺮدﺳــﺘــﺎن اﻟـــﻌـــﺮاق، أن اﻟـــﻌـــﻮدة إﻟــﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ اﳌﻮﺻﻞ ﺳﺘﻜﻮن ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺑﻌﺪ إﺧــﺮاج ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋـﺶ ﻣﻨﻬﺎ، ﻣﻜﺘﻔﻴﺎ ﺑــﺎﻟــﻘــﻮل: »ﻫــﻨــﺎك ﻻ أﻣـــﻦ وﻻ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ«.
وﻳــﻘــﻮل ﻫـــﺬا اﻟــﺮﺟــﻞ اﻷرﺑـﻌـﻴـﻨـﻲ اﻟـــــــﺬي اﻧـــﺘـــﻘـــﻞ إﻟـــــﻰ ﻛــــﺮدﺳــــﺘــــﺎن ﺑـﻌـﺪ اﻗﺘﺤﺎم اﳌﺘﺸﺪدﻳﻦ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﺎم ٤١٠٢ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺳﺎﺧﺮة: »ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ اﻟﺒﻘﺎء ﻫﻨﺎ وﻋﺪم اﻟﺘﺸﻜﻲ«.
ﻋــــــــﺎد ﺗـــــﺎﺟـــــﺮ اﳌــــــﻼﺑــــــﺲ ﺑـــﻬـــﻨـــﺎم ﺑﺎﻟﺬاﻛﺮة إﻟﻰ ﻋﺎم ٤١٠٢ ﻋﻨﺪﻣﺎ دﺧﻞ ﻣﺴﻠﺤﻮ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﺘﻄﺮف اﳌﻮﺻﻞ ﻗــﺎﺋــﻼ: »ﺟـــــﺎءوا إﻟــﻴــﻨــﺎ ﻓــﻲ ﻣﺤﻼﺗﻨﺎ اﻟــﺘــﺠــﺎرﻳــﺔ وﻗــﺎﻟــﻮا ﻟـﻨـﺎ )ﻟــﻴــﺲ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺷـــــﻲء ﺿـــﺪﻛـــﻢ، ﻓـــﻲ ﺣـــــﺎل ﺗـﻌـﺮﺿــﺘــﻢ ﻟـﻠـﻤـﻀـﺎﻳـﻘـﺎت أﺑــﻠــﻐــﻮﻧــﺎ(، ﻟـﻜـﻦ وﺑﻌﺪ أﺳــــــﺒــــــﻮع ﻗــــﺎﻟــــﻮﻫــــﺎ ﺑـــﺸـــﻜـــﻞ واﺿــــــﺢ )اﳌﺴﻴﺤﻴﻮن ﺧﺎرج اﳌﺪﻳﻨﺔ(«.
وﺧــــــﻴــــــﺮ ﺗـــﻨـــﻈـــﻴـــﻢ داﻋـــــــــﺶ ﺑــﻌــﺪ ﺳــﻴــﻄــﺮﺗــﻪ ﻋــﻠــﻰ اﳌـــﻮﺻـــﻞ ﻓـــﻲ ﺻﻴﻒ ٤١٠٢ اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ اﻟـ٥٣ أﻟﻔﺎ ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ، ﺑﲔ اﻋﺘﻨﺎق اﻹﺳﻼم، ودﻓﻊ اﻟﺠﺰﻳﺔ، أو اﳌﻐﺎدرة ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ اﻟﻘﺘﻞ.
واﻟـﻴـﻮم، ورﻏــﻢ إﻋــﻼن اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟـــﻌـــﺮاﻗـــﻴـــﺔ ﻓــــﻲ اﻟـــﻌـــﺎﺷـــﺮ ﻣــــﻦ اﻟــﺸــﻬــﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ اﳌــﻮﺻــﻞ، ﻓﻴﺒﺪو أن ﺧـﻴـﺎر اﻟــﻌــﻮدة ﻻ ﻳــــﺰال ﺻـﻌـﺒـﺎ أﻣــــﺎم آﻻف اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ أﻋﺎدوا ﺑﻨﺎء ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧـــﺮ. وﺗــﺎﺑــﻊ ﺑـﻬـﻨـﺎم ﻗــﺎﺋــﻼ ﺑﺘﺤﺴﺮ: »ﺣـــﺘـــﻰ ﻟـــﻮ أردﻧــــــﺎ اﻟــــﻌــــﻮدة ﻓــﺈﻧــﻨــﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ذﻟﻚ«.
وﻹﻋﺎﻟﺔ زوﺟﺘﻪ ووﻟﺪﻳﻪ اﻻﺛﻨﲔ ﺗﺤﻮل ﺗﺎﺟﺮ اﻟﺜﻴﺎب إﻟـﻰ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻓــﻲ ورﺷـــﺔ ﺻـﻐـﻴـﺮة ﻟﺘﺼﻠﻴﺢ اﻟـــﺴـــﻴـــﺎرات اﺳــﺘــﺄﺟــﺮﻫــﺎ ﻓـــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ أرﺑــﻴــﻞ. وﻧـﺒـﻪ ﺑـﻬـﻨـﺎم إﻟــﻰ أﻧــﻪ »ﺧــﻼل اﻟـــﺴـــﻨـــﻮات اﳌـــﺎﺿـــﻴـــﺔ، ﺣــﺼــﻞ ﻏﺴﻴﻞ دﻣـﺎغ، وﺣﺘﻰ اﻷﻃﻔﺎل ﺗﻌﻠﻤﻮا اﻟﻘﺘﻞ وأﺻﺒﺤﻮا دواﻋــﺶ«، ﻓﻲ إﺷـﺎرة إﻟﻰ اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ اﳌﻮﺻﻞ.
ﻓـــﻲ ﻫـــــﺬه اﻷﺛـــــﻨـــــﺎء، وﺻـــــﻞ أﺣــﺪ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ﻹﺻـﻼح ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﻓﻲ ورﺷﺔ ﺑﻬﻨﺎم. وﻗــﺎل ﻋﻤﺮ ﻓــﻮزي )٩٢ ﻋﺎﻣﺎ( وﻫــــﻮ ﻣــﻬــﻨــﺪس ﻣــﺴــﻠــﻢ ﻣـــﻦ اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ اﻟﺸﺮﻗﻲ ﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻮﺻﻞ: »أﻧﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﻴﺤﻴﺎ ﳌـﺎ ﻋــﺪت إﻟــﻰ اﳌـﻮﺻـﻞ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺆﻛﺪ ﻟﻲ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ أﻧﻬﻢ ﻣﺴﺘﻌﺪون ﻟﻠﻘﺒﻮل ﺑﻲ«. وأﺿﺎف ﻓﻮزي أن واﻟﺪﻳﻪ ﻋـﺎدا إﻟﻰ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻒ اﳌﻌﺎرك ﻓــﻴــﻬــﺎ، ﻟـﻜـﻨـﻬـﻤـﺎ وﺟـــــﺪا أن ﻣـﻨـﺰﻟـﻬـﻤـﺎ ﺗﺤﻮل إﻟﻰ ﻣﻘﺮ ﻟﻠﻘﻮات اﻷﻣﻨﻴﺔ. وﺗﺎﺑﻊ ﻗﺎﺋﻼ: »ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻧﺼﺤﻬﻤﺎ اﻟﺠﻴﺮان ﺑــــﺄﺧــــﺬ ﻣــــﻨــــﺰل ﻣــﺴــﻴــﺤــﻲ ﻣــــﺠــــﺎور«. وأﺿـــــــــﺎف: »إﻧــــﻬــــﺎ اﻟــﻌــﻘــﻠــﻴــﺔ ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ (...) ﻓﻲ اﳌﺴﺠﺪ ﺗﺮﻛﺰ اﻟﺨﻄﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺠﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ (...) ﻟﻜﻦ اﳌﺘﺰﻣﺘﲔ ﻳﻌﺘﺒﺮون أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ«.
واﺳﺘﺬﻛﺮ ﻋﺼﺎم ﺑﻄﺮس، ﺗﺎﺟﺮ اﳌـﻼﺑـﺲ اﳌﺴﻴﺤﻲ أﻳـﻀـﺎ، ﻛﻴﻒ ﻓﻘﺪ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻟﺪى ﻣﻐﺎدرﺗﻪ اﳌﻮﺻﻞ ﻋﺎم ٤١٠٢، ﻗﺎل: »ﻛﻨﺎ ﻧﻤﻠﻚ ﺧﻤﺲ ﻣﺤﻼت وﻣﻨﺰﻟﲔ، وﺑﺎت ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻵن أن ﻧﺒﺪأ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺮ«. وﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺑﻄﺮس أن ﻳﺒﻴﻊ ﺳﻴﺎرﺗﻪ، ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﺳﺘﺌﺠﺎر ﻣﺤﻞ ﺗﺠﺎري ﻓﻲ آرﺑﻴﻞ، وﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﻗﻨﺎع ﻣﻮردﻳﻪ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﺈرﺳﺎل ﺑﻀﺎﺋﻊ ﻟﻪ ﻣﻦ دون دﻓﻊ ﻣﻘﺪم.
وﻳـــﺒـــﺪو أﻧـــــﻪ ﻧــﺠــﺢ ﻓـــﻲ أﻋــﻤــﺎﻟــﻪ اﻟــﺘــﺠــﺎرﻳــﺔ، واﻟــﺪﻟــﻴــﻞ اﻣــﺘــﻼﻛــﻪ ﻣﺤﻼ ﻣـــﺆﻟـــﻔـــﺎ ﻣــــﻦ ﻃـــﺎﺑـــﻘـــﲔ ﻳــﺒــﻴــﻊ ﻓـﻴـﻬـﻤـﺎ اﻟــﻌــﻄــﻮر وﻣــﺴــﺘــﺤــﻀــﺮات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ واﻟﺤﻘﺎﺋﺐ اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻟﻔﺴﺎﺗﲔ. ورﻏﻢ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻨﺲ ﻣﺤﻼﺗﻪ ﻓﻲ اﳌﻮﺻﻞ اﻟﺘﻲ ﻟــﻢ ﻳﺘﻔﻘﺪﻫﺎ ﺑـﻌـﺪ ﺣـﺘـﻰ اﻵن. وﻗــﺎل: »أرﻳﺪ أن أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻫﻨﺎك، وأﻧﺎ ﻣـﺘـﻔـﺎﺋـﻞ، ﻟـﻜـﻦ ﻣــﻦ دون اﻟـﻌـﺎﺋـﻠـﺔ ﻷن اﳌﺠﺎزﻓﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ«.
وﺗـــﻌـــﻤـــﻞ اﻟـــﺒـــﺎﺋـــﻌـــﺔ اﳌــﺴــﻴــﺤــﻴــﺔ ﺳﻤﺎﻫﺮ ﻛﻴﺮﻳﺎﻛﻮس ﺣﻨﺎ ﻓـﻲ ﻣﺤﻞ ﺑﻄﺮس ﺑﻌﺪ أن ﻓﺮت ﻣﻦ ﺑﻠﺪة ﺑﺮﻃﻠﺔ ذات اﻟـﻐـﺎﻟـﺒـﻴـﺔ اﳌـﺴـﻴـﺤـﻴـﺔ، اﻟـﻮاﻗـﻌـﺔ ﻏﺮب اﳌﻮﺻﻞ. واﺳﺘﺬﻛﺮت ﺳﻤﺎﻫﺮ، اﻷم ﻟـﺜـﻼث ﺑـﻨـﺎت أﻛـﺒـﺮﻫـﻦ ﻓـﻲ اﻟـــ٣١ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ، ﺗﻠﻚ اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺑﺼﻮت ﻣـﺮﺗـﺠـﻒ: »ﻛـﻨــﺎ ﺧـﺎﺋـﻔـﲔ أن ﻳﻘﺘﻠﻨﺎ ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ داﻋـــــﺶ أو ﻳـــﺄﺧـــﺬ ﺑــﻨــﺎﺗــﻨــﺎ، ﻛــﻨــﺎ ﻣــﺮﻋــﻮﺑــﲔ«. وﺗــﺎﺑــﻌــﺖ ﺑـﺼـﻮت ﻣﺮﺗﺠﻒ: »رأﻳﻨﺎ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮا ﺑﺄﺧﻮاﺗﻨﺎ اﻹﻳـــﺰﻳـــﺪﻳـــﺎت«، ﻓــﻘــﺪ أﺧــــﺬن ﺳـﺒـﺎﻳـﺎ. وأﺿﺎﻓﺖ: »ﻣﺮ ﻋﻠﻲ ﻋﺎم وأﻧﺎ أﻋﻤﻞ ﻫﻨﺎ واﻟﻮﺿﻊ ﺟﻴﺪ، وﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻨﺴﺘﺄﺟﺮ ﻣﻨﺰﻻ وﻧﻘﺘﺎت«. وﺗﺎﺑﻌﺖ ﻗﺎﺋﻠﺔ: »إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺿﻤﺎن ﻷﻣﻨﻨﺎ ﻓـﺴـﻨـﻌـﻮد« إﻟـــﻰ اﳌــﻮﺻــﻞ، ﻣﻀﻴﻔﺔ: »ﻟــﻜــﻦ ﺟــﻴــﺮاﻧــﻲ وأﺧـــﺘــﻲ وإﺧــﻮاﻧـــﻲ ﻛﻠﻬﻢ ﻫﺎﺟﺮوا، ﻟﻢ ﻳﺒﻖ أﺣﺪ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻏﻴﺮي«.