Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﺷﺮﻃﻲ وراﻋﻲ ﻣﺎﻋﺰ

-

ﺗﻨﺎﻗﺺ اﻟـﻮﻗـﺖ وازدادت اﳌﺸﺎﻛﻞ واﻟـﻬـﻤـﻮم. ﻛﻨﺖ ﻓـﻲ اﳌﺎﺿﻲ أﻋﺸﻖ اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ، وأﺻﺒﺤﺖ ﻏﺮﻳﺒﴼ ﻋﻨﻬﺎ. وﻛﻨﺖ أﺣﻀﺮ ﺑﺸﻐﻒ اﳌﺴﺮﺣﻴﺎت اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ، وﺻــﺎر ذﻟــﻚ ﻧـــﺎدرﴽ. ﻳﺨﺎﻟﺠﻚ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ، وأﻧﺖ ﺗﺴﻠﻢ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﻬﺬه اﻟﻨﺸﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎد ﺗﺮﻓﻌﻚ ﻋﻦ اﻷرض.

ﺷـــﻲء واﺣـــﺪ ﻣــﺎ زﻟـــﺖ أﻋـــﻮد إﻟــﻴــﻪ، رﻏـــﻢ ﻣــــﺮارة اﻷﻣــﺰﺟــﺔ وأﺳــﻰ اﻟــﻔــﻀــ­ﺎءات، ﻓــﻴــﺮوز وﻣــﺴــﺮح اﻟــﺮﺣــﺎﺑ­ــﻨــﺔ. إﻧــﻬــﻢ، ﻣـﺜـﻞ اﻷرض وﻓــﻲء اﻟﺼﻨﻮﺑﺮ، آﺧﺮ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻟﺒﻨﺎن. راﻓﻘﻮﻧﻲ ﻓﻲ اﻷﻏﻨﻴﺔ اﻷوﻟﻰ، واﻟﺤﺐ اﻷول، واﳌﻮال اﻷول، و»اﻟﻌﺘﺎب« اﻷول، وﻟﻦ أﺗﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﻢ اﻵن. ﻻ أﻧﺎ أﻧﻮي وﻻ أﻧﺎ أﻗﺪر.

وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻲ، ﻓﻲ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ، اﻟﺮﺣﺎﺑﻨﺔ ﻟﻴﺴﻮا ﻣﺠﺮد ﻋﺒﺎﻗﺮة ﺷﻌﺮ وﻣﻮﺳﻴﻘﻰ وﻣﺴﺮح، ﺑﻞ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺔ اﻟﻔﻦ اﻟﺬي ﻳﺼﻨﻊ اﻟﻮﻃﻦ. ﻣﺜﻞ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ ﻓﻲ إﻧﺠﻠﺘﺮا، وﻏﻮﺗﻪ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، وﻃﺎﻏﻮر ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ.

ﻟﻘﺪ ﻛﺒﺮت ﻓﻴﺮوز ﺣﺠﻢ ﻟﺒﻨﺎن، وﻧﻘﻠﺘﻪ إﻟﻰ ﺟﺒﺎل اﻷﻃﻠﺲ وﺟﺒﺎل ﻣﺴﻘﻂ وﺟﺒﻞ اﻟﻜﺮﻣﻞ. وﻓﻴﻤﺎ اﻫﺘﺰت ﺻﻮرﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب، وﺗﺨﻠﺨﻠﺖ ﺟﺬور اﻷرز، وﺗﻘﺎﺗﻞ اﻟﻮﺣﻮش، وﻣﺎت اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻬﺎرﺑﻮن، ﻇﻞ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻳــﺮدد »ﺑﺤﺒﻚ ﻳـﺎ ﻟﺒﻨﺎن، ﻳـﺎ وﻃﻨﻲ ﺑﺤﺒﻚ«. وﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗـﻨـﺎزع ﺳﻔﺮاء ﻟﺒﻨﺎن ﻋﻠﻰ ﻃﻮاﺋﻔﻬﻢ وﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ وزﻋﻤﺎﺋﻬﻢ، ﻇﻠﺖ ﻓﻴﺮوز ﺳﻔﻴﺮﺗﻨﺎ إﻟﻰ اﻷرض »وإﻟﻰ اﻟﻨﺠﻮم«.

أﻧﺎ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﺟﺪﴽ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻓﻴﺮوز وﻋﺎﺻﻲ وﻣﻨﺼﻮر، وﻻ أرﻳــﺪ أن أﻋﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ إﻻ ﻣـﻦ أﺟـﻞ أن أزداد ﻗﻨﺎﻋﺔ وﺣـﺒـﴼ. ﻓﻬﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟـــﺬي ﻳﻤﻀﻲ ﻋـﺎﻣـﲔ وﻧـﺼـﻔـﴼ ﻣــﻦ أﺟــﻞ أن ﻳﻨﺘﺨﺐ رﺋـﻴـﺴـﴼ، ﻟــﻢ ﻳﻌﺪ ﺗﺮﺑﻄﻪ ﻟﺤﻤﺔ واﺣـﺪة، ﺳﻮى إرث اﻟﻮﻃﻦ اﳌﻐﻨﻰ، اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي رﺳﻤﻪ اﻟﺮﺣﺎﺑﻨﺔ وﺻـﺪﺣـﺖ ﺑـﻪ ﻓــﻴــﺮوز، وﻻ ﻳــﺰال اﻟﺠﻤﺎل اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟــﺬي ﻟﻢ ﻳﺒﻌﺜﺮه اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮن.

ﻟـﻢ أﻋــﺮف ﻋـﺎﺻـﻲ اﻟـﺮﺣـﺒـﺎﻧ­ـﻲ ﺟـﻴـﺪﴽ. رﺑﻄﺘﻨﻲ ﺻـﺪاﻗـﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﻤﻨﺼﻮر. وأﻗﺼﺪ ﺑـ»اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ« أن ﻛﻠﻴﻨﺎ ﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻋﺮف اﻵﺧﺮ ﻓﻲ وﻗﺖ أﺑﻜﺮ. وﻛﻨﺖ أﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻛﻌﻤﻼق ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻣﺔ، ﺑﻞ ﻛﻌﻤﻼق ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎن. وﻟﻢ ﻳﻐﺐ ﻋﻨﻲ ﻟﺤﻈﺔ وأﻧﺎ ﻣﻌﻪ، ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ اﳌﺜﻴﺮ ﻟﻠﺸﻔﻘﺔ، أو ﻓﻲ »ﻣﻄﻌﻢ اﻟﺤﻠﺒﻲ«، ﺣﻴﺚ ﻫﻮ داﺋﻤﴼ اﳌﻀﻴﻒ، أو ﻓﻲ ﻟﻨﺪن، أو ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ. ﻟﻢ ﻳﻐﺐ ﻋﻨﻲ ﻟﺤﻈﺔ أن ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻼق اﻟﻌﺒﻘﺮي، ﺑﺪأ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺮﻋﻰ اﳌﺎﻋﺰ، ﺛﻢ أﺻﺒﺢ ﺷﺮﻃﻴﴼ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺑﻴﺮوت، ﺛﻢ أﺻﺒﺢ ﻛﻤﺎن اﻟﺸﺮق وﺷﺎﻋﺮ »ﳌﻠﻤﺖ ذﻛﺮى ﻟﻘﺎء اﻷﻣﺲ ﺑﺎﻟﻬﺪب«. ﻋﺎﺻﻲ ﺷﺮﻃﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻧﻄﻠﻴﺎس وﻣﻨﺼﻮر ﺷﺮﻃﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺑﻴﺮوت، وﻫﺬا اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﺳﻮف ﻳﻀﻲء اﻟﺸﺮق أﻟﺤﺎﻧﴼ.

إﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء..

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia