ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻳﻜﻠﻒ اﻟﺒﻴﺌﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٨ ﻃﻨﴼ ﻣﻦ ﻏﺎز ﺛﺎﻧﻲ أوﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن
ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺒﻌﺾ أن اﻟﺒﻘﺮة أﻛﺒﺮ ﻣﻠﻮث ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ، وﻳﻌﺘﻘﺪ آﺧﺮون أن اﻟﺴﻴﺎرة أو اﳌﺼﺎﻧﻊ ﻫﻲ اﳌﻠﻮث اﻷﻛﺒﺮ ﻟﻬﺎ، ﻟﻜﻦ اﻟﺜﺎﺑﺖ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻫﻮ اﳌﻠﻮث اﻷﻋﻈﻢ.
وﺗـﻘـﻮل دراﺳـــﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ - ﻛﻨﺪﻳﺔ ﺟـﺪﻳـﺪة إن اﻹﻧـﺴـﺎن ﻫﻮ اﳌﻠﻮث اﻷﻋﻈﻢ ﺑﺪﻟﻴﻞ أن اﻟﻄﻔﻞ ﻳﻠﻮث اﻟﺒﻴﺌﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﺳﻴﺎرة. وﻳﻌﺘﺮف اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺄن دراﺳﺘﻬﻢ »اﺳﺘﻔﺰازﻳﺔ«، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ، ﻟﻜﻦ اﻟﻘﺼﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻫﻮ أن اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺒﺸﺮي ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮﴽ داﻫﻤﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ.
اﻋﺘﻤﺪت ﻛﻤﺒﺮﻟﻲ ﻧﻴﻜﻮﻻس وزﻣﻴﻠﻬﺎ ﺳﻴﺚ واﻳﻨﺰ ﻓﻲ اﺗﻬﺎﻣﺎﺗﻬﻤﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎس ﻣﺪى ﻣﺎ ﻳﺴﺒﺒﻪ اﻟﻄﻔﻞ أو اﻟﺴﻴﺎرة أو اﻟﺒﻘﺮة ﻣﻦ اﻧﺒﻌﺎث ﻟﻐﺎز ﺛﺎﻧﻲ أوﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن. وﻗﺎﺳﺎ أن ﻃﻔﻼ أﻗـﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻳﻌﻨﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺑﻨﺤﻮ ٦٫٨٥ ﻃﻦ ﻣﻦ ﻏﺎز ﺛﺎﻧﻲ أوﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن، ﻓﻲ ﺣﲔ أن ﺳﻴﺎرة أﻗﻞ ﺗﻌﻨﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ٤٫٢ ﻃﻦ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز اﳌﺬﻛﻮر ﻟﻜﻞ ﺳﻴﺎرة ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ.
وﻋــﻠــﻰ ﻫــــﺬا اﻷﺳــــــﺎس، ﻓــــﺈن ﻃــﻴــﺮاﻧــﺎ واﺣـــــﺪا أﻗــــﻞ ﻋﺒﺮ اﻷﻃﻠﺴﻲ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﻳﻘﺘﺼﺪ ﺑﻜﻤﻴﺔ ٦٫١ ﻃﻦ ﻣﻦ ﻏﺎز ﺛﺎﻧﻲ أوﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن، ﻓﻲ ﺣﲔ أن اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺗﻘﺘﺼﺪ ٢٨٫٠ ﻃﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ.
وﺻﻒ ﺟﻴﻢ أوزدﻣﻴﺮ، زﻋﻴﻢ ﺣﺰب اﻟﺨﻀﺮ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة ﺑﺎﻟﺴﺨﻒ، وﻗﺎل إن ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﺎﻟﻜﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﻮاﻟﺪ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻪ. وﻣﻌﺮوف أن أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ اﳌﻮاﻟﻴﺪ. وﻗﺎل إن اﳌﻨﻄﻖ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ ﺳﻴﺎرات ﺑﻨﺰﻳﻦ ودﻳﺰل أﻗﻞ، وإﻟﻰ ﻣﺼﺎﻧﻊ ﻻ ﺗﻄﻠﻖ ﻏﺎز ﺛﺎﻧﻲ أوﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن، وﻟﻴﺲ إﻟﻰ أﻃﻔﺎل أﻗﻞ. واﳌﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ أن ﻳﻌﻴﺶ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﻮﻋﻲ ﺑﻴﺌﻲ وﺑﻮﻋﻲ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻗﺔ وﺗﻘﻠﻴﻞ اﺳﺘﻐﻼل ﻣﺼﺎدرﻫﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.
ﻣﺼﺪر ﻓﻲ وزارة اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ أﺷــﺎر إﻟـﻰ دراﺳـﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة ﺗـﺘـﻬـﻢ اﻟــﺴــﻴــﺎرات اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎﺋـﻴـﺔ أﻳــﻀــﴼ. ﻷن إﻧـﺘـﺎج اﻟـﺒـﻄـﺎرﻳـﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟـﺨـﺰن اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻓـﻲ ﻫﺬه اﻟـﺴـﻴـﺎرات، ﻻ ﻳﻘﻞ ﺿــﺮرﴽ ﻋـﻦ اﻟـﺴـﻴـﺎرات ﻧﻔﺴﻬﺎ. واﻟﺒﻘﺮة ﻣﺘﻬﻤﺔ أﻳﻀﴼ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻄﻠﻖ اﳌﻴﺜﺎن ﻣﻦ أﻣﻌﺎﺋﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﺠﺘﺮ اﻷﻋﺸﺎب ﻳﻮﻣﻴﴼ، ﻓﻲ ﺣﲔ ﺗﻄﻠﻖ اﻟﺴﻴﺎرة ﻏﺎز ﺛﺎﻧﻲ أوﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن وذرات اﻟﺴﺨﺎم. وﻳﻘﺪر اﻟﻌﻠﻤﺎء أن اﳌﻴﺜﺎن أﺧﻄﺮ ٥٢ ﻣﺮة ﻣﻦ ﺛﺎﻧﻲ أوﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ. وﺗﺤﺘﺎج اﻟﺒﻴﺌﺔ إﻟﻰ ٢١ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻛﻲ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻏﺎز اﳌﻴﺜﺎن.