ﻣﻮاﺟﻬﺎت ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺑﲔ اﻷﻣﻦ وﻧﺸﻄﺎء ﻣﻦ اﻷﻣﺎزﻳﻎ
ﺗﻌﻴﺶ ﻣﺪﻳﻨﺔ أوﻗﺎس، اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﺠﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮق اﻟﺠﺰاﺋﺮي، ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﲔ، ﺣﺎﻟﺔ اﺣﺘﻘﺎن ﺷﺪﻳﺪة ﺑﺴﺒﺐ وﻗــﻮع ﻣـﺸـﺎدات ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺑﲔ ﻗــﻄــﺎع ﻣـــﻦ ﺳــﻜــﺎن اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ وﻗــــﻮات اﻷﻣـــﻦ، إﺛــﺮ ﺗـﺪﺧـﻞ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﳌﻨﻊ ﺗﻨﻈﻴﻢ »اﳌﻘﻬﻰ اﻷدﺑﻲ«، وﻫﻲ ﺗﻈﺎﻫﺮة ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺗــــﺪاول ﻗـﻀـﺎﻳـﺎ ﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم.
وﻣـــﻨـــﻊ واﻟــــــﻲ ﺑـــﺠـــﺎﻳـــﺔ، ﻣـﻤـﺜـﻞ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﳌــﺴــﺘــﻮى اﳌـﺤـﻠـﻲ، »اﳌــــﻘــــﻬــــﻰ اﻷدﺑـــــــــــــﻲ« ﺑــــﺬرﻳــــﻌــــﺔ أن أﺻـــﺤـــﺎﺑـــﻪ ﻻ ﻳــﻤــﻠــﻜــﻮن ﺗــﺮﺧــﻴــﺼــﴼ ﻳـﺴـﻤـﺢ ﺑــﻌــﻘــﺪه. وﻳــﻔــﺮض اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن ﻋـــﻠـــﻰ ﻛـــــﻞ اﺟــــﺘــــﻤــــﺎع ﻓـــــﻲ اﻟـــﻔـــﻀـــﺎء اﻟــﻌــﺎم اﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋـﻠـﻰ رﺧــﺼــﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت، وﻗــﺪ اﺗـﺨـﺬ ﻫــﺬا اﻟﺸﺮط داﺋـــﻤـــﴼ ﻣــﻄــﻴــﺔ ﻟـــ»ﻗــﻤــﻊ اﻟــﺤــﺮﻳــﺎت«، ﺣﺴﺒﻤﺎ ذﻛﺮﺗﻪ »اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻟـﻠـﺪﻓـﺎع ﻋــﻦ ﺣـﻘـﻮق اﻹﻧـــﺴـــﺎن«، ﻓﻲ ﺑﻴﺎن أﺻﺪرﺗﻪ ﻋﻘﺐ اﻷﺣــﺪاث اﻟﺘﻲ ﻧـﺘـﺞ ﻋـﻨـﻬـﺎ اﻋــﺘــﻘــﺎل ﻋـــﺪد ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص.
واﻧــﺪﻟــﻌــﺖ اﳌـــﻮاﺟـــﻬـــﺎت ﻣـﺴـﺎء أول ﻣـــــﻦ أﻣـــــــــﺲ، إﺛـــــــﺮ اﺳـــﺘـــﻌـــﻤـــﺎل ﻗــــــــﻮات ﻣـــﻜـــﺎﻓـــﺤـــﺔ اﻟـــﺸـــﻐـــﺐ ﻗــﻨــﺎﺑــﻞ ﻣــﺴــﻴــﻠــﺔ ﻟـــﻠـــﺪﻣـــﻮع ﻟــــﺪﻓــــﻊ ﻧــﺸــﻄــﺎء »اﳌﻘﻬﻰ اﻷدﺑـﻲ« ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ »دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ« ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﺠﻤﻌﻮا. وﻛـــﺎن اﳌﺘﺨﺼﺺ ﻓــﻲ اﻟﻠﺴﺎﻧﻴﺎت اﳌﻌﺮوف، رﻣﻀﺎن ﻋﺸﺎب، ﻳﺴﺘﻌﺪ ﺣــﻴــﻨــﻬــﺎ ﻹﻟــــﻘــــﺎء ﻣـــﺤـــﺎﺿـــﺮة ﺣـــﻮل اﻟـــﻠـــﻐـــﺔ اﻷﻣـــﺎزﻳـــﻐـــﻴـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳـﻨـﻄـﻖ ﺑﻬﺎ ﻛـﻞ ﺳﻜﺎن ﺑﺠﺎﻳﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ »اﻟـــﻘـــﺒـــﺎﺋـــﻞ اﻟــــﺼــــﻐــــﺮى«. وﺗـــﻌـــﺮض ﻛﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟﻨﺸﻄﺎء ﻟﻀﺮب ﻣﺒﺮح، وﺑﻌﻀﻬﻢ رﻓﻊ دﻋﺎوى ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﺿﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺸﺮﻃﺔ. وأﻋـﻠـﻦ ﺑﺮﳌﺎﻧﻴﻮ ﺣـــﺰب »اﻟــﺘــﺠــﻤــﻊ ﻣــﻦ أﺟـــﻞ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ واﻟـــﺪﻳـــﻤـــﻘـــﺮاﻃـــﻴـــﺔ«، اﻟـــــﺬي ﺗـﺘـﻤـﺮﻛـﺰ ﻣــﻌــﺎﻗــﻠــﻪ اﻷﺳــــﺎﺳــــﻴــــﺔ ﻓــــﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ، ﻋﻦ ﻣﺴﺎء ﻟﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء ﻋﺒﺪ اﳌﺠﻴﺪ ﺗﺒﻮن ﻋﻤﺎ ﺳﻤﻮه »ﻗﻤﻊ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺤﺮة ﻓﻲ أوﻗﺎس«.
وﻗــــــــﺎل ﻣــــﺼــــﺪر ﻣـــــﻦ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــﻂ« إن اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌـﺤـﻠـﻴـﺔ ﻋــﺎرﺿــﺖ ﺗﻨﻈﻴﻢ »اﳌﻘﻬﻰ اﻷدﺑــــــــﻲ« ﻻﻋـــﺘـــﻘـــﺎدﻫـــﺎ أﻧــــﻪ »ﻏــﻄــﺎء ﻳـﺴـﺘـﺨـﺪﻣـﻪ ﻧـﺸـﻄـﺎء ﺣــﺮﻛــﺔ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺬاﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻟﻠﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻔﻜﺮة اﻻﻧﻔﺼﺎل«. وﻳﺸﺎر إﻟـﻰ أﻧﻬﺎ اﳌـﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺘﻈﺎﻫﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻓﻲ اﳌﻜﺎن ﻧﻔﺴﻪ.
وﻳــﻨــﺘــﺸــﺮ ﻋــﻨــﺎﺻــﺮ اﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻢ اﻻﻧــــﻔــــﺼــــﺎﻟــــﻲ ﻓــــــﻲ ﻛــــــﻞ ﻗـــﻄـــﺎﻋـــﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ ﺑﺒﺠﺎﻳﺔ، ﻏﻴﺮ أﻧـﻬـﻢ أﻛﺜﺮ ﻗـــﻮة ﻓــﻲ وﻻﻳـــﺔ ﺗــﻴــﺰي وزو، ﻛﺒﺮى ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻏﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ. وأﻃــﻠــﻖ أﻣـــﺲ ﻧـﺸـﻄـﺎء اﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻢ ﻧــــﺪاء، ﺑـﺸـﺒـﻜـﺔ اﻟـﺘـﻮاﺻـﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻟﻠﺨﺮوج إﻟـﻰ اﻟﺸﺎرع اﻟــﻴــﻮم ﺗــﻨــﺪﻳــﺪﴽ ﺑــﻤــﺎ ﺟـــﺮى أول ﻣﻦ أﻣــــﺲ. وأﻃــﻠــﻘــﺖ دﻋـــــﻮات ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟــﻠــﺘــﻀــﺎﻣــﻦ ﻣـــﻊ »ﺿــﺤــﺎﻳــﺎ اﻟــﻘــﻤــﻊ« ﻓـــــﻲ ﻛـــــﻞ ﻣــــــﺪن وﻻﻳـــــــــﺎت اﻟـــﻘـــﺒـــﺎﺋـــﻞ، وﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ أﻳــﻀــﴼ، ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ »اﻟﻨﺨﺐ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ« اﳌــﺘــﺸــﺒــﻌــﺔ ﺑــﺎﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ، اﻟــــﺘــــﻲ ﺗـــــﻤـــــﺎرس اﻟــــﺴــــﻴــــﺎﺳــــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻧﻄﺎق واﺳــﻊ. وﻧﺸﺮت ﻗـﻮات اﻷﻣﻦ ﺗﻌﺰﻳﺰات إﺿﺎﻓﻴﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ أوﻗـﺎس اﻟﺘﻲ ﺑﺪت أﻣﺲ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﺨﻮض ﻏﻤﺎر ﺣﺮب أﻫﻠﻴﺔ.
وﻳﻘﻮد اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ أرﺑﻌﻴﻨﻲ ﻳﺪﻋﻰ ﺑﻮﻋﺰﻳﺰ آﻳﺖ ﺷﺒﻴﺐ، اﻟﺬي ﻳﻨﺸﻂ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ وﻳﺮﻓﻊ »اﻟﻌﻠﻢ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ« ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮاﺗﻪ، وﻳﺪﻋﻮ ﺟﻬﺮﴽ إﻟﻰ »اﺳـــﺘـــﻘـــﻼل ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻟــﻘــﺒــﺎﺋــﻞ ﻋﻦ اﻟـﺠـﺰاﺋـﺮ«. وﺗﺘﺤﺎﺷﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻋـﺘـﻘـﺎﻟـﻪ ﺗـﻔـﺎدﻳـﴼ ﻟــﺮد ﻓـﻌـﻞ ﻋﻨﻴﻒ ﻣـﻦ ﻃـﺮف أﺗﺒﺎﻋﻪ. ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺤﺎﺷﻰ ﺑــــﺄﻗــــﺼــــﻰ ﻣـــــﺎ ﻳـــﻤـــﻜـــﻦ أن ﻳــﻈــﻬــﺮ اﻷﻣـــــــﺎزﻳـــــــﻎ اﻻﻧــــﻔــــﺼــــﺎﻟــــﻴــــﻮن ﻓــﻲ ﺻﻮرة »أﻗﻠﻴﺔ ﻋﺮﻗﻴﺔ ﻣﻀﻄﻬﺪة« ﺣـــﺘـــﻰ ﻻ ﻳــﺘـــﻢ ﺗــــﺪوﻳــــﻞ اﻟــﻘــﻀــﻴــﺔ. أﻣـــﺎ رﺋــﻴــﺲ »ﺣــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟــﻘــﺒــﺎﺋــﻞ«، ﻓــﻬــﻮ اﳌـــﻄـــﺮب اﻟـــﺒـــﺮﺑـــﺮي اﻟـﺸـﻬـﻴـﺮ ﻓـــﺮﺣـــﺎت ﻣــﻬــﻨــﻲ، اﳌــﻘــﻴــﻢ ﺑـﻔـﺮﻧـﺴـﺎ ﻣــﻨــﺬ ﺳـــﻨـــﻮات ﻃــﻮﻳــﻠــﺔ، اﻟــــﺬي زار إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮة، ﻣﻌﻠﻨﴼ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺤﺪﻳﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ.