ﺗﻮﻧﺲ ﺗﺮاﺟﻊ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺤﺮ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ
ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻛﻔﺔ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ
ﺗـﻤـﺨـﻀـﺖ اﳌــﻔــﺎوﺿــﺎت اﻟـﺘـﻲ ﻗﺎدﺗﻬﺎ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﻊ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻋﻦ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺤﺮ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟﺼﺎدرات اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻧـــﺤـــﻮ أﻧـــــﻘـــــﺮة، وذﻟــــﻚ ﻟــﺘــﻌــﺪﻳــﻞ اﳌــــﻴــــﺰان اﻟـــﺘـــﺠـــﺎري ﺑـﲔ اﻟـــﻄـــﺮﻓـــﲔ، اﻟــــــﺬي ﻳــﻤــﻴــﻞ ﻟــﺼــﺎﻟــﺢ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺘﺮﻛﻲ.
وﻛــــﻨــــﺘــــﻴــــﺠــــﺔ أوﻟـــــــﻴـــــــﺔ ﻟــــﻬــــﺬه اﳌــــﻔــــﺎوﺿــــﺎت اﺗــﻔــﻘــﺖ ﺗـــﻮﻧـــﺲ ﻣـﻊ ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ ﻋــﻠــﻰ رﻓـــﻊ ﺻـــــﺎدرات ﻣــﺎدة اﻟﻔﻮﺳﻔﺎت اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ، ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺠﺎوز اﺧﺘﻼل اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺤﺮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺳﻨﺔ ٤١٠٢.
وﺧﻼل أﻋﻤﺎل ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﳌﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ، أﻛــــﺪ وزﻳـــــﺮ اﻟـــﺘـــﺠـــﺎرة واﻟــﺼــﻨــﺎﻋــﺔ اﻟــــﺘــــﺮﻛــــﻲ زﻳــــــــﺎد اﻟـــــــﻌـــــــﺬاري، ﻋــﻠــﻰ ﺿﺮورة ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﺘﺠﺎري ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻋﺒﺮ اﺗﺨﺎذ إﺟﺮاء ات اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﺨﺺ اﳌﻮاد اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﺼﺪﻳﺮﻫﺎ، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟــــﻰ أﻫــﻤــﻴــﺔ ﺗـــﺴـــﺎوي اﻟـــﺼـــﺎدرات اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻮرده ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﻌﺠﺰ اﻟـــﺘـــﺠـــﺎري اﻟــــــﺬي ﻳــﻤــﻴــﻞ ﻟــﺼــﺎﻟــﺢ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺘﺮﻛﻲ.
ﻣــــــــﻦ ﺟــــــﺎﻧــــــﺒــــــﻪ، ﻗــــــــــﺎل وزﻳــــــــﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻧﻬﺎد زﻳﺒﻜﺠﻲ، إن أول اﺗــــﻔــــﺎق ﺳـــﻴـــﻜـــﻮن ﺑـﻘـﻴـﻤـﺔ ٠٣ ﻣــﻠــﻴــﺎر دوﻻر أﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ وﻫــﻮ ﻣـــــﺨـــــﺼـــــﺺ ﻻﺳـــــــﺘـــــــﻴـــــــﺮاد ﻣــــــــﺎدة اﻟـﻔـﻮﺳـﻔـﺎت اﻟـﺘـﻮﻧـﺴـﻲ، وﻋـﺒـﺮ ﻋﻦ اﺳـــﺘـــﻌـــﺪاد ﺑــــــﻼده ﻹﻋـــــــﺎدة اﻟــﻨــﻈــﺮ ﻓــﻲ اﺗــﻔــﺎﻗــﻴــﺔ اﻟــﺘــﺒــﺎدل اﻟــﺤــﺮ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻢ ﺗﻮﻗﻴﻌﻬﺎ ﻣـﻊ ﺗـﻮﻧـﺲ ﻣــﻦ أﺟﻞ ﺗـــﺴـــﺎوي اﻟـــﻔـــﺮص ﺑـــﲔ اﻟــﺒــﻠــﺪﻳــﻦ. وﻓـــــﻲ اﳌـــﻘـــﺎﺑـــﻞ اﺷــــﺘــــﺮط اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ ﺗـﻮﻗـﻴـﻊ اﺗـﻔـﺎﻗـﻴـﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات.
وﻧــﻈــﺮ اﻟــﻄــﺮﻓــﺎن ﻓــﻲ ﻋــﺪد ﻣﻦ اﻟـﺼـﻴـﻎ واﻵﻟــﻴــﺎت ﻟــﺪﻓــﻊ اﻟـﺘـﻌـﺎون اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ واﻟﺘﺮﻓﻴﻊ ﻓـــﻲ اﻟــــﺼــــﺎدرات اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻧﺤﻮ ﺗﺮﻛﻴﺎ ودﻓﻊ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﺧﻠﻖ ﻓﺮص ﻋﻤﻞ أﻣﺎم آﻻف اﻟﻌﺎﻃﻠﲔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ.
ﻛـــﻤـــﺎ ﺗـــــﻢ ﺗـــﻮﻗـــﻴـــﻊ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ ﻣـــﻦ اﻻﺗـــﻔـــﺎﻗـــﻴـــﺎت ﺑـــﲔ ﻣــﺆﺳــﺴــﺎت ﺗﺮﻛﻴﺔ وأﺧﺮى ﺗﻮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ واﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺑﻬﺪف ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺼﺎدرات اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ وﺿــﻤــﺎن ﺗــﺴــﺎوي اﻟـﻔـﺮص ﺑـﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل اﳌـﺒـﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ.
وﻛـﺎن ﻋﺪد ﻣﻦ رﺟـﺎل اﻷﻋﻤﺎل واﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﲔ ﻗﺪ ﻋﺒﺮوا ﻋـﻦ اﺳﺘﻴﺎﺋﻬﻢ ﻣـﻦ إﻏــﺮاق اﻟﺴﻮق اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﻏﻠﻖ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟـﺘـﻮﻧـﺴـﻴـﺔ اﻟـﻨـﺎﺷـﻄـﺔ ﺧــﺎﺻــﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻋﻲ اﻟﻨﺴﻴﺞ واﳌﻼﺑﺲ.
وﻓـــــﻲ اﻟـــﺴـــﻴـــﺎق ذاﺗــــــــﻪ، ﻗــﺎﻟــﺖ اﳌــــــــــﺪﻳــــــــــﺮة اﻟـــــــﻌـــــــﺎﻣـــــــﺔ ﻟــــﻠــــﺘــــﻌــــﺎون اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدي واﻟـــﺘـــﺠـــﺎري ﺑــــﻮزارة اﻟــﺘــﺠــﺎرة واﻟــﺼــﻨــﺎﻋــﺔ اﻟـﺘـﻮﻧـﺴـﻴـﺔ ﺳــــﻌــــﻴــــﺪة ﺣـــﺸـــﻴـــﺸـــﺔ إن ﺗـــﻮﻧـــﺲ »أﻋــﻠــﻤــﺖ اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳــﺘــﺘــﺨــﺬ إﺟـــــــــﺮاء ات اﺳــﺘــﺜــﻨــﺎﺋــﻴــﺔ وﻋﺎﺟﻠﺔ ﻟﺘﺠﺎوز اﻻﺧﺘﻼل ﺑﺎﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ«. ﻣﺆﻛﺪا ﻋﻠﻰ أن ﺗـــﻠـــﻚ اﻹﺟـــــــــــﺮاءات ﺗــﺘــﻤــﺜــﻞ ﻓـﻲ رﻓﻊ اﻟﺠﻤﺎرك ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻴـــﺔ اﳌـــﻨـــﺎﻓـــﺴـــﺔ ﻟــﻠــﻤــﻨــﺘــﺠــﺎت اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ، وذﻟــــــﻚ ﻓـــﻲ إﻃـــــﺎر ﻣـﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻪ اﺗﻔﺎق اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺤﺮ اﳌﻮﻗﻊ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻣﻨﺬ ٤١٠٢، وأوﺿــــﺤــــﺖ أن ﻫـــــﺬه اﻹﺟــــــــﺮاءات ﺳـﺘـﺸـﻤـﻞ ﻋــﻠــﻰ وﺟـــﻪ اﻟـﺨـﺼـﻮص ﻗﻄﺎع اﻟﻨﺴﻴﺞ واﻷﺣـﺬﻳـﺔ وﺑﻌﺾ اﻟـﺴـﻠـﻊ اﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﻴـﺔ واﳌﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺮرت ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ.
وﺣـــﺴـــﺐ اﻷرﻗـــــــــﺎم اﻟــﺮﺳــﻤــﻴــﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ، ﻓﺈن اﻟﻌﺠﺰ اﻟﺘﺠﺎري اﻟـــﺬي ﺗـﻌـﺎﻧـﻴـﻪ ﺗــﻮﻧــﺲ ﻣــﻊ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ، ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋـﻦ ٢٫٢٨٤١ ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ﺗﻮﻧﺴﻲ )ﻧﺤﻮ ٠٠٦ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر(، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺤﺮ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ. وﺗﻌﺎﻧﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻣــﻦ ﻋـﺠـﺰ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺴـﺘـﻮى اﻟـﺘـﺒـﺎدل اﻟﺘﺠﺎري ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات ﻟﻠﻮاردات ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٩١ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ، وﻫــﻮ اﺧـﺘـﻼل ﻛﺒﻴﺮ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺴـﺘـﻮى اﻟــﺘــﺒــﺎدل اﻟـﺘـﺠـﺎري اﻟــــﺬي ﻳـﺘـﻢ ﺑـﺎﻟـﻌـﻤـﻠـﺔ اﻟـﺼـﻌـﺒـﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺷﺢ اﳌﻮارد اﻟﺬاﺗﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ.