»اﻟﻨﺼﺮة« ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺑﺮ إدﻟﺐ وﺗﺪﻋﻮ ﻟـ »إدارة ﻣﺪﻧﻴﺔ«
ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﻐﻠﻖ اﳌﻌﺎﺑﺮ اﳊﺪودﻳﺔ ﻣﻊ ﺳﻮرﻳﺎ ﺣﱴ إﺷﻌﺎر آﺧﺮ
ﺗﺸﻬﺪ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ إدﻟﺐ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺘﻰ اﻷﻣـﺲ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻌﻘﻞ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺸــﻤــﺎل اﻟـــﺴـــﻮري ﺣــﺎﻟــﺔ ﻣــﻦ ﻋـﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻏﻴﺮ اﳌﺴﺒﻮﻗﺔ ﺑﻌﻴﺪ ﺳﻴﻄﺮة »ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺸﺎم« اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰﻋﻤﻬﺎ »ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺼﺮة« ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻳﻨﺔ واﻟﻘﺴﻢ اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ، ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺎﺑﺮ ﻣــﻊ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ، ﻣـﻤـﺎ اﺿــﻄــﺮ اﻷﺧــﻴــﺮة إﻟـﻰ إﻏــــﻼﻗــــﻬــــﺎ ﻣـــــﻦ دون ﺗـــﺤـــﺪﻳـــﺪ ﻣـــﻮﻋـــﺪ ﻟﻔﺘﺤﻬﺎ. وﻗﺪ ﺳﺎرﻋﺖ »اﻟﻨﺼﺮة« ﻣﺴﺎء اﻷﺣﺪ إﻟﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﺗﻔﺎق ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ »أﺣﺮار اﻟﺸﺎم« ﺑﻌﻴﺪ ﺗﺠﺪد اﳌﻮاﺟﻬﺎت ﺑــﲔ اﻟـﻄـﺮﻓـﲔ، ﺗﻼﻓﻴﴼ ﻻﻧــﻄــﻼق ﺣﻤﻠﺔ دوﻟﻴﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪﻓﻬﺎ، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ أﻓﺎد أﺣﺪ اﻟــﻘــﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻓـﻲ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺤﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﻤﺎل، ﻻﻓﺘﴼ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« إﻟﻰ أن إﻗﺪام أﻧﻘﺮة ﻋـﻠـﻰ إﻏـــﻼق ﻛــﻞ اﳌــﻌــﺎﺑــﺮ، إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟـﻰ ﺗﻜﺜﻴﻒ ﻃﺎﺋﺮات ﺣﺮﺑﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫــﻮﻳــﺘــﻬــﺎ، ﻣــﻦ ﻃـﻠـﻌـﺎﺗـﻬـﺎ ﻓـــﻮق ﻣﺪﻳﻨﺔ إدﻟﺐ، ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻮاﻣﻞ اﻧﻌﻜﺴﺖ »ارﺗﺒﺎﻛﴼ« ﻓـــﻲ ﺻـــﻔـــﻮف اﻟــﺠــﺒــﻬــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺳـﺤـﺒـﺖ اﻟـــﺤـــﻮاﺟـــﺰ ﻣـــﻦ اﻟـــــﺸـــــﻮارع، وأﺻـــــﺪرت ﺑـﻴـﺎﻧـﴼ دﻋــﺖ ﻓـﻴـﻪ ﻟﺘﺴﻠﻴﻢ اﳌـﺪﻳـﻨـﺔ إﻟـﻰ إدارة ﻣﺪﻧﻴﺔ وإﻧﺸﺎء ﻣﺎ أﺳﻤﺘﻪ »ﺟﻴﺸﴼ ﺛﻮرﻳﴼ ﺟﺪﻳﺪﴽ«.
وأﻛــــــــﺪ اﻟــــﻘــــﺎﺋــــﺪ اﻟـــﻌـــﺴـــﻜـــﺮي أﻧـــــﻪ »وﻋـــــﻠـــــﻰ اﻟـــــﺮﻏـــــﻢ ﻣـــــﻦ اﻟــــــﻬــــــﺪوء اﻟـــــﺬي ﺷﻬﺪﺗﻪ إدﻟــﺐ ﻳــﻮم أﻣــﺲ، ﻓــﺈن اﻷﻣــﻮر ﺗﺒﻘﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻓﻲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻛﻜﻞ واﳌﺪﻧﻴﲔ، ﻛﻤﺎ ﻛﻞ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﺮﻗﺐ وﺧــﻮف ﻣﻤﺎ ﻫـﻮ ﻣﻘﺒﻞ«. وﻫـﺬا ﻣــﺎ ﺗــﺤــﺪث ﻋـﻨـﻪ أﻳــﻀــﴼ ﻣــﺪﻳــﺮ اﳌـﺮﺻـﺪ اﻟـﺴـﻮري ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧـﺴـﺎن راﻣــﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻻﻓﺘﴼ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«، إﻟﻰ أن »ﻣﺼﻴﺮ إدﻟﺐ ﻳﺒﺪو ﻣﺨﻴﻔﴼ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺑﻘﻴﺖ )اﻟﻨﺼﺮة( ﻫﻲ اﳌــﺴــﻴــﻄــﺮة ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ، ﻷن ذﻟــﻚ ﺳــﻴــﺴــﺘــﺪﻋــﻲ ﺗــــﺪﺧــــﻼ دوﻟــــﻴــــﴼ ﺑــﻌــﺪﻣــﺎ أﺛﺒﺘﺖ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ أﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻬﻴﺌﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺸﺎم«.
وﻟﻔﺖ ﻳﻮم أﻣﺲ ﻣﺎ أورده رﺋﻴﺲ اﳌﻜﺘﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟـــ»ﻟــﻮاء اﳌﻌﺘﺼﻢ« ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳــﻴــﺠــﺮي، ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻗـــﺎل إﻧــﻪ »ﻣﺨﻄﻂ ﻣﺮﺳﻮم ﻹدﻟـﺐ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻳــﻘــﻀــﻲ ﺑـــﺎﻹﻋـــﻼن ﺑــﻌــﺪ ٥ أﺷــﻬــﺮ ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ أﻣﻴﺮﻛﻲ ﻟﻠﺘﺴﻠﻴﺢ واﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻟـﻘـﺘـﺎل ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟـﻘـﺎﻋـﺪة ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ«، ﻣﺸﺪدﴽ ﻋﻠﻰ أن »ﻋﺪم ﺗﺤﺮك اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﻟــﻠــﺘــﺼــﺪي ﻟـــﻠـــﺠـــﻮﻻﻧـــﻲ )أﺑــــــﻮ ﻣـﺤـﻤـﺪ اﻟــﺠــﻮﻻﻧــﻲ زﻋــﻴــﻢ اﻟــﻨــﺼــﺮة( وإﻳــﻘــﺎف ﺗــــــﻤــــــﺪده، وﻣـــــــﻦ ﺛـــــﻢ رﻓـــــــﺾ ﺑـــﺮﻧـــﺎﻣـــﺞ اﻟـــﺘـــﺪرﻳـــﺐ واﻟــﺘــﺴــﻠــﻴــﺢ اﻟـــﻘـــﺎدم ﻟـﻘـﺘـﺎل )اﻟـﻘـﺎﻋـﺪة( ﻟـﻦ ﻳﺼﺐ إﻻ ﻓـﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻗﻮات ﺳﻮرﻳﺎ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ«.
ﻣﻴﺪاﻧﻴﴼ، ﺳﻴﻄﺮ اﻟﻬﺪوء اﻟﺤﺬر، ﻳـﻮم أﻣـﺲ، ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ إدﻟـﺐ ورﻳﻔﻬﺎ ﺑــﻌــﺪ اﻻﺗـــﻔـــﺎق اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ اﻟـــــﺬي وﻗـﻌـﺘـﻪ ﺣﺮﻛﺔ »أﺣﺮار اﻟﺸﺎم« وﻫﻴﺌﺔ »ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺸﺎم« ﻣﺴﺎء اﻷﺣﺪ وﻗﻀﻰ ﺑﺎﻟﻌﻮدة ﻟـــﻼﺗـــﻔـــﺎق اﳌــــﻮﻗــــﻊ ﺑــﻴــﻨــﻬــﻤــﺎ اﻟــﺠــﻤــﻌــﺔ اﳌـــﺎﺿـــﻲ، وإﻳـــﻘـــﺎف ﺣــﺎﻟــﺔ اﻻﺳــﺘــﻨــﻔــﺎر واﳌـﻀـﺎﻳـﻘـﺎت واﻻﻋــﺘــﻘــﺎﻻت واﻟﺘﻌﺪي ﻋﻠﻰ اﳌﻤﺘﻠﻜﺎت واﳌـﻘـﺮات واﻟﻌﻨﺎﺻﺮ. وﺑﺤﺴﺐ اﻻﺗﻔﺎق، ﻳﺤﻖ ﻷي ﻛﺘﻴﺒﺔ أو ﻟﻮاء اﻧﺸﻖ ﻋﻦ »أﺣﺮار اﻟﺸﺎم« واﻧﻀﻢ ﻟـ»ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺸﺎم«، أن ﻳﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﻗﺮاره »إن رأى أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻜﺮﻫﴼ«.
وﻗـــــــــــﺎل راﻣـــــــــــﻲ ﻋـــــﺒـــــﺪ اﻟــــﺮﺣــــﻤــــﻦ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ« إن اﺷــﺘــﺒــﺎﻛــﺎت اﻧـﺪﻟـﻌـﺖ اﻷﺣـــﺪ ﺑــﲔ ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ »أﺣـــﺮار اﻟـــﺸـــﺎم« ﻋــﻠــﻰ ﺧـﻠـﻔـﻴـﺔ ﻗــــﺮار ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣـﺒـﺎﻳـﻌـﺔ »اﻟــﻨــﺼــﺮة«. وأﺷــــﺎر إﻟـــﻰ أن ﻋـــﺪد ﻗـﺘـﻠـﻰ اﻟـﺘـﻔـﺠـﻴـﺮ اﻟـﻌـﻨـﻴـﻒ اﻟــﺬي ﺿﺮب ﻣﺪﻳﻨﺔ إدﻟﺐ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ أﻳﻀﴼ، ارﺗــﻔــﻊ إﻟـــﻰ ٨١ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗــــﻞ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣــﻦ ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ »ﻫـﻴـﺌـﺔ ﺗـﺤـﺮﻳـﺮ اﻟــﺸــﺎم«. وأوﺿـــــﺢ اﳌــﺮﺻــﺪ أن اﻻﻧــﻔــﺠــﺎر ﻧﺘﺞ ﻋــﻦ ﺗـﻔـﺠـﻴـﺮ آﻟــﻴــﺔ ﻣـﻔـﺨـﺨـﺔ ﺑــﻌــﺪد ﻣﻦ اﻵﻟﻴﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻬﻴﺌﺔ ﻗـﺮب ﻣﻨﻄﻘﺔ دوار اﻟﺰراﻋﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ إدﻟﺐ.
وﻛﺎﻧﺖ »ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺸﺎم« ﺳﻴﻄﺮت اﻷﺣـــــﺪ ﻋــﻠــﻰ اﳌـــﺪﻳـــﻨـــﺔ ﺑــﻌــﺪ اﻧــﺴــﺤــﺎب »أﺣــــﺮار اﻟــﺸــﺎم« ﻣـﻨـﻬـﺎ. وﻗـــﺎل اﳌـﺮﺻـﺪ إن »ﻣــــﺌــــﺎت ﻣــــﻦ ﻣــﻘــﺎﺗــﻠــﻲ اﳌـــﻌـــﺎرﺿـــﺔ ﻏــﺎدروا إدﻟـﺐ ﻓﻲ ﻋﺸﺮات اﻵﻟﻴﺎت ﻓﻲ اﺗــﺠــﺎه ﺟـﻨـﻮب اﳌـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ«، ﻻﻓـﺘـﴼ إﻟـﻰ أن »ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺸﺎم أﻗﺎﻣﺖ ﺣﻮاﺟﺰ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء اﳌﺪﻳﻨﺔ«.
وﺗﺄﺗﻲ ﺳﻴﻄﺮة »ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺸﺎم« ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ إدﻟــــﺐ ﺑــﻌــﺪﻣــﺎ ﺳـﻴـﻄـﺮت ﺧـــــــﻼل ﻣـــــﻮاﺟـــــﻬـــــﺎت ﻣـــــﻊ »اﻷﺣــــــــــــﺮار« اﻷﺳــــﺒــــﻮع اﳌــــﺎﺿــــﻲ ﻋــﻠـــﻰ »أﻛــــﺜــــﺮ ﻣـﻦ ١٣ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ وﺑــﻠــﺪة وﻗــﺮﻳــﺔ« ﻓــﻲ أﻧـﺤـﺎء اﳌـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ. وﻗــﺪ ﺑــﺎت اﻧـﺘـﺸـﺎر »أﺣـــﺮار اﻟــﺸــﺎم« ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟــﺮاﻫــﻦ ﺑﻤﻨﺎﻃﻖ أرﻳﺤﺎ وﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﺟﺒﻞ اﻟﺰاوﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﺷﺮﻗﻲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ.
وﻗـــــﺎل أﺣــــﺪ اﻟـــﻘـــﺎدة اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﲔ ﻓــــﻲ اﻟـــﺸـــﻤـــﺎل اﻟــــﺴــــﻮري اﻟــــــﺬي ﻓـﻀـﻞ ﻋــــﺪم اﻟــﻜــﺸــﻒ ﻋـــﻦ ﻫــﻮﻳــﺘــﻪ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳﻂ«، إن »اﻟﻨﺼﺮة« ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻛـﻞ اﳌـﻌـﺎﺑـﺮ ﻓـﻲ إدﻟــﺐ وﻫــﻲ ﺑﺎب اﻟــﻬــﻮى وأﻃــﻤــﺔ وﺧــﺮﺑــﺔ اﻟـــﺠـــﻮز، ﻣﻤﺎ دﻓـــﻊ أﻧــﻘــﺮة ﻹﻏـــﻼق ﻛــﻞ ﻫـــﺬه اﳌـﻌـﺎﺑـﺮ. واﻋـﺘـﺒـﺮ أن اﻻﺗـﻔـﺎﻗـﺎت اﳌﺘﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗــﻮﻗــﻌــﻬــﺎ ﺣــﺮﻛــﺔ »أﺣــــــﺮار اﻟـــﺸـــﺎم« ﻣﻊ »اﻟﻨﺼﺮة« ﻟﻢ ﺗﻌﺪ إﻻ أﺷﺒﻪ ﺑـ »ﺻﻜﻮك اﺳﺘﺴﻼم« ﺑﻌﺪ ﺗﺸﺘﺖ اﻟﺤﺮﻛﺔ وﺗﻮزع ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﺑﲔ ﻣﻨﺎﻃﻖ درع اﻟﻔﺮات ﻓـــﻲ اﻟـــﺮﻳـــﻒ اﻟــﺸــﻤــﺎﻟــﻲ وﺳــﻬــﻞ اﻟــﻐــﺎب وﺟــﺒــﻞ اﻟـــﺰاوﻳـــﺔ. وأﺿــــﺎف: »ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟــﻨــﺼــﺮة ﻹﺿـــﻌـــﺎف اﻷﺣــــــﺮار وإﻧــﻬــﺎء وﺟﻮدﻫﻢ ﻣﺴﺘﻤﺮة، وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮاﻓﻖ ﻣﻊ اﺗﻔﺎﻗﺎت وﺑﻴﺎﻧﺎت ﺗﺪﻋﻮ ﺑﺎﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﻮﻗﻒ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ووأد اﻟﻔﺘﻨﺔ«.
وﻛــﺎﻧــﺖ »ﻫــﻴــﺌــﺔ ﺗــﺤــﺮﻳــﺮ اﻟــﺸــﺎم« أﺻﺪرت ﻣﺴﺎء اﻷﺣﺪ ﺑﻴﺎﻧﴼ أﻛﺪت ﻓﻴﻪ أﻧﻬﺎ »ﻛﺎﻧﺖ وﻣﺎ زاﻟﺖ ﺟﺰءﴽ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ«، داﻋﻴﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ إﻟﻰ اﺟـﺘـﻤـﺎع ﻓـــﻮري ﻟـﻠـﺨـﺮوج ﺑــ »ﻣـﺸـﺮوع ﻳﺤﻔﻆ اﻟـﺜـﻮرة وأﻫـﻠـﻬـﺎ«. ﻛﻤﺎ ﺷـﺪدت اﻟﻬﻴﺌﺔ ﻓـﻲ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن »اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺤﺮرة ﻣﻠﻚ ﻷﻫﻠﻬﺎ، وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺤﺎل أن ﺗـﺴـﺘـﻔـﺮد ﺑـﻬـﺎ ﺟـﻬـﺔ دون أﺧـــﺮى«، ﻻﻓﺘﺔ إﻟــﻰ »ﺿـــﺮورة ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻹدارة ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺣﻴﺎة اﻟﻨﺎس، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻮﺿﻊ اﻟﻘﻮى اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﻔﺼﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺗﻠﻚ اﻹدارة«.
إﻟـــــــﻰ ذﻟــــــــﻚ، أﻏـــﻠـــﻘـــﺖ اﻟـــﺴـــﻠـــﻄـــﺎت اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ اﻟــــﺒــــﻮاﺑــــﺎت اﻟــــﺤــــﺪودﻳــــﺔ ﻣـﻊ ﺳﻮرﻳﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺒﺮ ﺧﺮﺑﺔ اﻟﺠﻮز اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻲ اﻟــﻮاﻗـــﻊ ﻋـﻠـﻰ ﺑـﻌـﺪ ١٤ ﻛﻠﻢ ﻏــﺮب ﻣﺪﻳﻨﺔ إدﻟــﺐ ﺣﺘﻰ إﺷـﻌـﺎر آﺧﺮ ﺑﻌﺪ ﺳﻴﻄﺮة ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺸﺎم ﻋﻠﻴﻪ.
وﻗــﺎﻟــﺖ ﻣــﺼــﺎدر إﻋـﻼﻣـﻴـﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ إن ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ أﻏــﻠــﻘــﺖ ﺟــﻤــﻴــﻊ ﻣــﻌــﺎﺑــﺮﻫــﺎ اﻟﺤﺪودﻳﺔ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ إدﻟﺐ، ﺑﻌﺪ ﺳـﻴـﻄـﺮة ﺟـﺒـﻬـﺔ اﻟــﻨــﺼــﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎرك ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ أﺣﺮار اﻟﺸﺎم اﺳﺘﻤﺮت ﻷﻳﺎم واﻧﺘﻬﺖ ﺑﺴﻴﻄﺮة ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟــﺸــﺎم )اﻟــﻨــﺼــﺮة ﺳــﺎﺑــﻘــﴼ( ﻋـﻠـﻰ ﻛﺎﻣﻞ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ.
وﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﺖ وﺳﺎﺋﻞ إﻋﻼم ﺗـﺮﻛـﻴــﺔ ﻋــﻦ ﻣــﺼــﺎدر ﻣـﺤـﻠـﻴـﺔ، ﻓـﻘــﺪ ﺗﻢ اﻋﺘﺒﺎرﴽ ﻣﻦ ﻣﺴﺎء اﻷﺣﺪ إﻏﻼق ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻌﺒﺮ ﺧﺮﺑﺔ اﻟﺠﻮز اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ وﻣﻌﺒﺮي اﻟــﻴــﻤــﻀــﻴــﺔ وﻳــــــﺎﻳــــــﻼداغ ﻓــــﻲ ﻫـــﻄـــﺎي. وﻛــــﺎﻧــــﺖ ﺗـــﺮﻛـــﻴـــﺎ أﻏـــﻠـــﻘـــﺖ ﻣــﻌــﺒــﺮ ﺑـــﺎب اﻟﻬﻮى اﻟﺨﻤﻴﺲ اﳌﺎﺿﻲ، وﻟﻢ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﺘﻰ ﺳﺘﻌﻴﺪ ﻓﺘﺤﻪ ﺑﻌﺪ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ إﺧﻀﺎﻋﻪ ﻟﺴﻴﻄﺮة ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ.
وأﺷـﺎرت اﳌﺼﺎدر إﻟﻰ أن ﻛﺘﺎﺋﺐ أﻧﺼﺎر اﻟﺸﺎم اﳌﻨﺸﻘﺔ ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ أﺣﺮار اﻟﺸﺎم اﻟﺘﻲ ﺑﺎﻳﻌﺖ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺸﺎم ﺗــﺴــﻠــﻤــﺖ ﻣــﻌــﺒــﺮ ﺧـــﺮﺑـــﺔ اﻟـــﺠـــﻮز اﻟـــﺬي أﻏﻠﻘﺘﻪ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ.
وﺷﻜﻠﺖ ﺳﻴﻄﺮة ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻫﻴﺌﺔ ﺗــﺤــﺮﻳــﺮ اﻟـــﺸـــﺎم ﻋــﻠــﻰ ﻛـــﺎﻣـــﻞ اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟـﺤـﺪودﻳـﺔ ﻣـﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣـﻦ أﻃﻤﺔ ﺣﺘﻰ رﻳﻒ ﺟﺴﺮ اﻟﺸﻐﻮر، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻌﺎﺑﺮ اﻹﻧــــﺴــــﺎﻧــــﻴــــﺔ، آﺛـــــــــﺎرﴽ ﺳــﻠــﺒــﻴــﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮة اﻧﻌﻜﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة اﳌﺪﻧﻴﲔ واﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌــﺤــﺮرة ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻋـــﺎم، ﺑـﻌـﺪ أن أﻏﻠﻘﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻛﺎﻣﻞ اﳌﻌﺎﺑﺮ.