ﻣﺼﺮع ﺳﻴﺪة ﻳﻬﻮدﻳﺔ ﻳﺜﻴﺮ ﺟﺪﻻ ﺣﻮل ﺗﻌﺮﻳﻒ »اﻹرﻫﺎب« ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ
ﻣﺎﻛﺮون ﺗﻌﻬﺪ ﻋﻼﻧﻴﺔ ﺑـ »اﻟﺘﺰام اﻟﻮﺿﻮح ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻘﺘﻞ ﺳﺎرة ﺣﻠﻴﻤﻲ«
ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﺴﺎرة ﺣﻠﻴﻤﻲ ﻗـﺼـﺔ ﻓﻴﻠﻢ رﻋـــﺐ؛ ﻓـﻔـﻲ اﻟـﺴـﺎﻋـﺎت اﻷوﻟـــــــــﻰ ﻣـــــﻦ اﻟــــــﺮاﺑــــــﻊ ﻣـــــﻦ أﺑـــﺮﻳـــﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﳌﺎﺿﻲ، ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ واﳌــﻌــﻠــﻤــﺔ اﳌــﺘــﻘــﺎﻋــﺪة اﻟــﺒــﺎﻟــﻐــﺔ ٥٦ ﻋــﺎﻣــﴼ واﻟــﻴــﻬــﻮدﻳــﺔ اﻷرﺛــﻮذﻛــﺴــﻴــﺔ، ﺗــﻨــﺎم داﺧـــــﻞ ﺷـﻘـﺘـﻬـﺎ اﳌــﺘــﻮاﺿــﻌــﺔ ﻓــﻲ ﺷـﻤـﺎل ﺷـﺮﻗـﻲ ﺑــﺎرﻳــﺲ، ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻴﺶ ﺑـﻤـﻔـﺮدﻫـﺎ. وﺑـﻌـﺪ اﻟـﺮاﺑـﻌـﺔ ﻓﺠﺮﴽ ﺑﻮﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ، اﻗﺘﺤﻢ اﳌﺘﻬﻢ ﻛﻮﺑﻴﻠﻲ ﺗﺮاوري، ٧٢ ﻋﺎﻣﴼ، ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ أﺻﻞ ﻣﺎﻟﻲ، ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟــﻄــﺎﺑــﻖ اﻷﺳـــﻔـــﻞ، ﺷــﻘــﺔ ﺣـﻠـﻴـﻤـﻲ. وﺗﺸﻴﺮ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت إﻟﻰ أن ﺗﺮاوري اﻋــــﺘــــﺪى ﺑـــﺎﻟـــﻀـــﺮب ﻋـــﻠـــﻰ ﺟـــﺎرﺗـــﻪ ﺣﺘﻰ اﳌﻮت، ﺛﻢ دﻓﻊ ﺑﺠﺴﺪﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻓﺔ ﻟﻴﺴﻘﻂ ﻓـﻲ اﻟﻔﻨﺎء أﺳﻔﻞ اﳌﻨﺰل. وﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﺎدث، ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻊ ﻣــﻘــﺘــﻞ ﺣــﻠــﻴــﻤــﻲ ﺑــﻮﺻــﻔــﻪ ﺣــﺎدﺛــﺎ ﻣﻨﻔﺼﻼ، ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ اﻋﺘﺮﺿﺖ اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟــﻚ اﻷﻣـــﺮ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓـﻲ أﻋﻘﺎب إدﻻء اﻟﺠﻴﺮان ﺑﺸﻬﺎداﺗﻬﻢ وذﻛﺮﻫﻢ أن ﺗﺮاوري ﻛﺎن ﻳﺼﺮخ »اﻟﻠﻪ أﻛﺒﺮ« ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أﺛﻨﺎء ﻣﻬﺎﺟﻤﺘﻪ ﺣﻠﻴﻤﻲ، اﻟــﺘــﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ اﻟــﻴــﻬــﻮدﻳــﺔ اﻟــﻮﺣــﻴــﺪة اﳌﻘﻴﻤﺔ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﻳﺔ، ﺣﺴﺒﻤﺎ أﻓـﺎدت أﺳﺮﺗﻬﺎ. وﻣﻨﺬ ذﻟـﻚ اﻟﺤﲔ، ﻇﻠﺖ ﻗــﻀــﻴــﺔ ﺣــﻠــﻴــﻤــﻲ ﻣــﺸــﺘــﻌــﻠــﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، وﺑﻌﺪ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ، ﺧﺮج اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟــــﺠــــﺪﻳــــﺪ إﻳــــﻤــــﺎﻧــــﻮﻳــــﻞ ﻣـــــﺎﻛـــــﺮون اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ ﻟﻴﺘﻌﻬﺪ ﻋﻼﻧﻴﺔ ﺑـ »اﻟﺘﺰام اﻟﻮﺿﻮح ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻘﺘﻞ ﺳﺎرة ﺣﻠﻴﻤﻲ«.
وﻓـــﻲ ﺑـﻠـﺪ ﻋــﺎﻧــﻰ ﻣــﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣـــــﻦ اﻟــــﻬــــﺠــــﻤــــﺎت اﳌــــــﺪﻣــــــﺮة ﺧــــﻼل اﻟـﺴـﻨـﻮات اﻷﺧــﻴــﺮة، ﻓــﺈن ﻣﺜﻞ ﻫﺬا »اﻟـــﻮﺿـــﻮح« ﻳﻌﻨﻲ اﻵن أﻛــﺜــﺮ ﻣﻦ ﻣـــﺠـــﺮد اﻟـــﻜـــﺸـــﻒ ﻋــــﻦ اﻟــﺘــﻔــﺎﺻــﻴــﻞ اﳌــﺮوﻋــﺔ ﻟـﻬـﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟـﺘـﺤـﺪﻳـﺪ، وإﻧـﻤـﺎ ﻳﻤﺘﺪ إﻟــﻰ ﻃﺮح إﺟــﺎﺑــﺎت ﻋـﻦ ﻋــﺪد ﻣـﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﺑﻞ واﻟﻮﺟﻮدي أﻳﻀﴼ: ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺠﻮم ﻋﻨﻴﻒ ﻋﻤﻼ »إرﻫﺎﺑﻴﴼ«؟ وﻣﻦ ﻳﻘﺮر ﻣﺎ اﻹرﻫﺎب وﻣﺎ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻌﺎدﻳﺔ؟
ﻣـــﻦ ﺟــﺎﻧــﺒــﻪ، ﻳــﻨــﺺ اﻟــﻘــﺎﻧــﻮن اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ ﻋــﻠــﻰ أن اﻹرﻫــــــﺎب ﻫﻮ أي ﻋـــﻤـــﻞ ﻋــﻨــﻴــﻒ ﺧــﻄــﻴــﺮ ﻳــﻬــﺪف إﻟـــﻰ »إﺣــــــﺪاث ﻗـﻠـﻘـﻠـﺔ ﺧــﻄــﻴــﺮة ﻓﻲ اﻟـﻨـﻈـﺎم اﻟــﻌــﺎم ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﻟـﺘـﺮوﻳـﻊ أو اﻹرﻫـــــﺎب«. ﻗــﺎﻧــﻮﻧــﴼ، ﻓــﺈن ﻛﺒﻴﺮ اﳌــﺪﻋــﲔ اﻟـﻌـﻤـﻮﻣـﻴـﲔ ﻓــﻲ ﺑــﺎرﻳــﺲ ﻫــــــﻮ ﻣــــــﻦ ﻳـــﻤـــﻠـــﻚ ﺳـــﻠـــﻄـــﺔ إﺟــــــــﺮاء ﺗــﺤــﻘــﻴــﻖ ﺣــــــﻮل اﻹرﻫـــــــــــــﺎب. وﻓـــﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﺎرة ﺣﻠﻴﻤﻲ، ﻓﺈن ﻓﺮﻧﺴﻮا ﻣﻮﻻن، اﻟﺬي ﻳﺸﻐﻞ ﻫﺬا اﳌﻨﺼﺐ، رﻓــﺾ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣـﻊ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﻤﻞ إرﻫـﺎﺑـﻲ، وﻓـﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، رﻓــــﺾ اﻟــﺘــﻌــﺎﻣــﻞ ﻣـــﻊ اﻷﻣـــــﺮ ﻛـﺬﻟــﻚ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره واﺣﺪا ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ اﳌــﻌــﺎدﻳــﺔ ﻟـﻠـﺴـﺎﻣـﻴـﺔ. وأﺛــــﺎر اﻟــﻘــﺮار ﺻﺪﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ أوﺳﺎط اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟـــﻴـــﻬـــﻮدي داﺧــــــﻞ ﻓـــﺮﻧـــﺴـــﺎ، اﻟــــﺬي ﻳﻌﺪ اﻷﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى أوروﺑﺎ. ورأى اﻟﺒﻌﺾ ﻓـﻲ اﻟــﻘــﺮار ﺑﺮﻫﺎﻧﴼ ﻋـﻠــﻰ وﺟــــﻮد ﺣــﺴــﺎﺑــﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻮﻟﻲ ﻟﻬﺠﻤﺎت ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﺛﻘﻼ أﻛﺒﺮ ﻋـﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ. ﻓـﻲ ﻫــﺬا اﻟـﺼـﺪد، ﻗﺎل ﻏــﻲ وﻳــﻠــﻴــﺎم ﻏــﻮﻟــﺪﻧــﺎدل، ﻣﺤﺎﻣﻲ أﺳـــﺮة ﺣﻠﻴﻤﻲ واﻟـﻜـﺎﺗـﺐ اﳌﺤﺎﻓﻆ اﻟﺸﻬﻴﺮ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻟﻮ ﻓﻴﻐﺎرو« اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ: »ﻫــــــﺬه ﺟــﺮﻳــﻤــﺔ ذات دواﻓــــــﻊ آﻳــﺪﻳــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﺔ ﺑــﺒــﺴــﺎﻃــﺔ، ﻓـــﺎﳌـــﺘـــﻬـــﻢ ﺗــﻨــﻄــﺒــﻖ ﻋـــﻠـــﻴـــﻪ ﺟــﻤــﻴــﻊ أوﺻــــــﺎف اﻟــﺸــﺨــﺺ )اﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ( اﻟــﺮادﻳــﻜــﺎﻟــﻲ، وﻣــﻊ ذﻟــﻚ ﻧـﺠـﺪ ﺛﻤﺔ ﻣــﻘــﺎوﻣــﺔ ﺑـــﺼـــﻮرة ﻣـــﺎ ﻟـﺘـﻮﺻـﻴـﻒ اﻷﻣﻮر ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ اﻟﺼﺤﻴﺢ«.
ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺠـــﺎﻧـــﺐ اﻵﺧـــــــﺮ، ﻧـﺠـﺪ أن ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﺼﻄﻠﺢ »رادﻳـﻜـﺎﻟـﻲ« ﻻ ﻳــــــﺰال ﻣــﺤــﻞ ﺟــــــﺪال واﺳــــــﻊ ﻓـﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ. ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪﴽ، ﺷـــﻬـــﺪ اﻟــــﺠــــﻴــــﺮان أﻧــــﻬــــﻢ ﺳــﻤــﻌــﻮا ﺗـــــــﺮاوري ﻳـــــﺮدد آﻳـــــﺎت ﻣـــﻦ اﻟـــﻘـــﺮآن داﺧﻞ ﺷﻘﺔ ﺣﻠﻴﻤﻲ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ، ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣــﺰﻳــﺮان(، ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻟﻴﺒﺮاﺳﻴﻮن« اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣـــﻦ اﻻﻃـــــﻼع ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻠــﻒ اﻟـﺸـﺮﻃـﺔ اﻟـــﺨـــﺎص ﺑــــﺘــــﺮاوري، اﻟــــﺬي ﻛﺸﻒ أن ﻟﻪ ﺳﻮاﺑﻖ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺟـﺮاﺋـﻢ ﺻﻐﻴﺮة، وأن ﻟـﺪﻳـﻪ ﻣﻴﻮﻻ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻨﻒ ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟـــﻸوﺻـــﺎف اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ ﺑـﺈرﻫـﺎﺑـﻴـﲔ آﺧﺮﻳﻦ ﻣﺸﺘﺒﻪ ﺑﻬﻢ.
وﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺨﺘﻠﻒ، ﺟﺮى ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺣـــﻮادث أﺧــﺮى ﺻﻐﻴﺮة - ﺑـﻌـﻀـﻬـﺎ ﻳـــﺮى ﺧــﺒــﺮاء أﻧــﻬــﺎ أﻗــﻞ ﺧﻄﻮرة ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻞ ﺣﻠﻴﻤﻲ - ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﺟﺮاﺋﻢ إرﻫﺎﺑﻴﺔ. ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌــــﺜــــﺎل، ﻓـــﻲ ﻳــﻮﻧــﻴــﻮ ﻫـــﺎﺟـــﻢ رﺟــﻞ ﺿــﺒــﺎط ﺷــﺮﻃــﺔ ﻗــــﺮب ﻛــﺎﺗــﺪراﺋــﻴــﺔ ﻧــــﻮﺗــــﺮدام ﻓـــﻲ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ ﺑــﻤــﻄــﺮﻗــﺔ. وﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻣــﻦ اﳌـﻌـﺘـﻘـﺪ أن ﺗــــﺮاوري ﺻﺎح »اﻟﻠﻪ أﻛﺒﺮ«، ﻓﺈن اﳌﻬﺎﺟﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺻﺮخ »ﻫـﺬا ﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﻮرﻳﺎ!«. ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل، ﺟﺮى اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺣﺎدﺛﺔ ﻧﻮﺗﺮدام، اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺴﻘﻂ ﺑﻬﺎ ﻗﺘﻠﻰ، ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﻤﻞ إرﻫﺎﺑﻲ.
وﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ ﺣﺎدث ﻗﺘﻞ ﺿﺎﺑﻂ ﺷﺮﻃﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ ﻋﺸﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ أﺑــﺮﻳــﻞ اﳌــﺎﺿــﻲ، وﻛــﺬﻟــﻚ ﻣـﺤـﺎوﻟـﺔ إﻃـــﻼق اﻟــﻨــﺎر داﺧـــﻞ ﻣــﻄــﺎر أورﻟـــﻲ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﻓﻲ ﻣﺎرس )آذار(، ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻗﺘﻞ ﺳﺎرة ﺣﻠﻴﻤﻲ.
ﻣــــﻦ ﺟـــﺎﻧـــﺒـــﻪ، ﻟــــﻢ ﻳـــــﺮد ﻣـﻜـﺘـﺐ ﻓــــــﺮﻧــــــﺴــــــﻮا ﻣــــــــــــﻮﻻن ﻋـــــﻠـــــﻰ ﻃـــﻠـــﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻖ. وﻳــﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺒﺮاء اﻷﻣﻨﻴﲔ أن اﻻﺧﺘﻼف ﻫﻨﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﻓـــﻲ أن اﻟــــﺤــــﻮادث اﻷﺧــــــﺮى وﻗــﻒ وراءﻫــــــــﺎ داﻓــــــﻊ ﻗـــــﻮي ﻳــﺘــﻤــﺜــﻞ ﻓـﻲ إﺛــﺎرة ﺣﺎﻟﺔ ﻣـﻦ اﻟﻘﻠﻖ اﻟـﻌـﺎم، ذﻟﻚ أﻧــﻬــﺎ ﺗـﻌـﻤـﺪت اﺳــﺘــﻬــﺪاف ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺰدﺣﻤﺔ.
ﻓـــﻲ ﻫــــﺬا اﻟــــﺼــــﺪد، ﻗــــﺎل ﺟــﺎن ﺷــــــــــﺎرل ﺑـــــﻴـــــﺴـــــﺎر، ﻣـــــﺪﻳـــــﺮ اﳌــــﺮﻛــــﺰ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻹرﻫــﺎب، وﻫﻮ ﻣــﻨــﻈـﻤــﺔ ﻓــﻜــﺮﻳــﺔ ﻣــﻘــﺮﻫــﺎ ﺑــﺎرﻳــﺲ: »ﻣﺠﺮد أن ﺷﺨﺼﴼ ﻗﺘﻞ آﺧﺮ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﻛﺎﻓﻴﴼ ﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﺤﺎدث ﻋﻤﻼ إرﻫﺎﺑﻴﴼ، وإﻧﻤﺎ ﻳﺘﻌﲔ وﺟﻮد درﺟــــــﺔ ﻣــــﻦ اﻟـــﺴـــﻌـــﻲ ﻧـــﺤـــﻮ ﻗـﻠـﻘـﻠـﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ«.
ﺑـــﻴـــﺪ أﻧــــــﻪ ﺑـــﺎﻟـــﻨـــﺴـــﺒـــﺔ ﻷﺳـــــﺮة ﺣـــﻠـــﻴـــﻤـــﻲ، ﻓـــــــﺈن إﻟـــــﻘـــــﺎء ﺟــﺴــﺪﻫــﺎ ﻣــــﻦ اﻟـــﺸـــﺮﻓـــﺔ إﻟــــــﻰ اﻟـــــﺸـــــﺎرع ﻛـــﺎن اﳌﻘﺼﻮد ﻣﻨﻪ ﺧﻠﻖ ﻣﺸﻬﺪ أﺳـﻮد ﻳــــﺮاه اﻟــﺠــﻤــﻴــﻊ، وﺗــﻮﺟــﻴــﻪ ﺗـﻬـﺪﻳـﺪ واﺿـــــﺢ ﻟــﻠــﻴــﻬــﻮد اﻵﺧــــﺮﻳــــﻦ. وﻓــﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻌﻪ، ﻗﺎل وﻳﻠﻴﺎم أﺗﺎل، ٢٦ ﻋـﺎﻣـﴼ، ﺷﻘﻴﻖ ﺣﻠﻴﻤﻲ، إن اﻟﻬﺪف اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻲ ﻟــﻸﺳــﺮة ﺣـﺎﻟـﻴـﴼ ﺿﻤﺎن اﻻﻋـــــﺘـــــﺮاف اﻟـــﻌـــﺎم ﺑـــــﺄن اﻟــﺠــﺮﻳــﻤــﺔ ﺗــﺄﺗــﻲ ﻓــﻲ إﻃـــﺎر اﻟــﻌــﺪاء ﻟﻠﺴﺎﻣﻴﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳـــﺮون أﻧــﻬــﺎ ﻗـﺘـﻠـﺖ واﻟـﺪﺗـﻬـﻢ وﺷﻘﻴﻘﺘﻬﻢ وﺟﺪﺗﻬﻢ.
وﻗـــــﺎل: »أود ﻣــﻦ اﻟـﺠـﻤـﻴـﻊ أن ﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻮا أن ﻫﺬه اﻷﺳﺮة ﺗﻨﺎﺿﻞ ﻣــــﻦ أﺟـــــﻞ اﻻﻋـــــﺘـــــﺮاف ﺑــﺎﻟــﻄــﺒــﻴــﻌــﺔ )اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ( اﳌﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟـــﻬـــﺬا اﻟـــﻘـــﺎﺗـــﻞ اﻟــــــﺬي ﻗـــﺘـــﻞ ﺳــﻴــﺪة ﻳـﻬـﻮدﻳـﺔ ﻛــﺎن ﻳﻌﻠﻢ أﻧـﻬـﺎ ﻳﻬﻮدﻳﺔ وأﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ«.
وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻴﻬﻮدي داﺧـــﻞ ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ، ﺗــﻘــﺪم ﺣــﺎدﺛــﺔ ﻗﺘﻞ ﺣــﻠــﻴــﻤــﻲ ﻣـــﺜـــﺎﻻ آﺧــــﺮ ﻋــﻠــﻰ رﻓــﺾ اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ اﻹﻗـــــﺮار ﺑـﻮاﻗـﻊ اﻟﻌﺪاء ﻟﻠﺴﺎﻣﻴﺔ داﺧـﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ وﻗﺘﻨﺎ اﻟـﺮاﻫـﻦ. وﻳــﺮى ﻛﺜﻴﺮون أن ﻫـﺬا اﻟـﺤـﺎدث ﻳﺤﻤﻞ أﺻــﺪاء ﻣﻘﺘﻞ ﺣـﻠـﻴـﻤـﻲ آﺧــــﺮ، وذﻟــــﻚ ﻋـــﺎم ٦٠٠٢، ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺗـــﻌـــﺮض إﻳـــــﻼن ﺣـﻠـﻴـﻤـﻲ، ٣٢ ﻋـــﺎﻣـــﴼ، ﺑـــﺎﺋـــﻊ ﻫـــﻮاﺗـــﻒ ﺟــﻮاﻟــﺔ وﻻ ﺗــﺮﺑــﻄــﻪ ﺻــﻠــﺔ ﻗـــﺮاﺑـــﺔ ﺑــﺴــﺎرة ﺣـــﻠـــﻴـــﻤـــﻲ، ﻟـــﻼﺧـــﺘـــﻄـــﺎف واﻟـــﻘـــﺘـــﻞ ﻣـــﻦ ﻗــﺒــﻞ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ أﻃــﻠــﻘــﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ »ﻋﺼﺎﺑﺔ اﻟﺒﺮاﺑﺮة«، وﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﳌﺠﺮﻣﲔ ﻳــﺘــﺮﻛــﺰون ﻓــﻲ ﺿــﻮاﺣــﻲ ﺑــﺎرﻳــﺲ. وﻗــــﺪ اﺳــﺘــﻬــﺪﻓــﻮا اﻟــﻀــﺤــﻴــﺔ ﻓـﻘـﻂ ﻷﻧــﻪ ﻳــﻬــﻮدي، اﻷﻣــﺮ اﻟــﺬي رﻓﻀﺖ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ اﻹﻗــــــﺮار ﺑﻪ ﺑﺎدئ اﻷﻣﺮ. * ﺧﺪﻣﺔ »واﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺳﺖ« - ﺧﺎص ﺑـ}اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ{