»رﻣﺘﻨﻲ ﺑﺪاﺋﻬﺎ واﻧﺴﻠﺖ«
ﻓـﻲ ﻟـﻘـﺎء ﻣﻌﻪ ﻓـﻲ ﺗﺸﺎﺛﺎم ﻫـﺎوس ﺑﻠﻨﺪن، اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ )٩١ ﻳﻮﻟﻴﻮ/ ﺗـــﻤـــﻮز(، ذﻛـــﺮ اﻟــﺪﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻲ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﺳﺒﻖ ﻛﻤﺎل ﺧﺮازي أن ﻣﻮﻗﻒ إﻳﺮان ﺿﺪ اﻹرﻫﺎب اﻟﺘﻜﻔﻴﺮي ﻫــﻮ ﺳـﺒـﺐ ﻋـــﺪاء اﻟــﺴــﻌــﻮدﻳــﺔ ﻟــﻬــﺎ. ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﻴﻮﻣﲔ، ﻛﺎن ﺟﻮاد ﻇﺮﻳﻒ، وزﻳﺮ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ، ﺿﻴﻔﴼ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓــﻲ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة، ﺣـﻴـﺚ ذﻛـــﺮ أن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أﺧﻴﺮﴽ أن ﺗﺠﻠﺐ اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﲔ إﻟـــﻰ ﺑــﺮﳌــﺎﻧــﻨــﺎ، ﻓــﻲ إﺷـــﺎرة ﻟــﻠــﻬــﺠــﻮم اﻟــــــﺬي ﺗــﺒــﻨــﺎه »داﻋــــــــﺶ« ﻓـﻲ ﻃﻬﺮان، ﻓﻲ ٧ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﳌﺎﺿﻲ، ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻣﺰ ﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺘﻘﺪون إﻟﻴﻬﺎ.
ﻻ أﻋــﻠــﻢ ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ إن ﻛـــﺎن اﻟـﺴـﺎﺳـﺔ واﻟــﺪﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻴــﻮن اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﻮن ﻓــﻌــﻼ ﻣــﺼــﺪﻗــﲔ ﳌـــﺎ ﻳــﺘــﻔــﻮﻫــﻮن ﺑـــﻪ أم أﻧــﻬــﻢ ﻳﺘﻌﻤﺪون اﻟـﻜـﺬب واﻟــﺨــﺪاع. وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛــﻠــﺘــﺎ اﻟــﺤــﺎﻟــﺘــﲔ ﻳـﻨـﻄـﺒـﻖ ﻋـﻠـﻴـﻬـﻢ ﻗــﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ:
إن ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗــﺪري ﻓﺘﻠﻚ ﻣﺼﻴﺒﺔ... وإن ﻛﻨﺖ ﺗﺪري ﻓﺎﳌﺼﻴﺒﺔ أﻋﻈﻢ
ﻟﻦ أﺳﺘﻌﺮض ﻫﻨﺎ ﻣﻮاﻗﻒ وﺟﻬﻮد اﳌـﻤـﻠـﻜـﺔ ﻓــﻲ ﻣـﺠـﺎﺑـﻬـﺔ اﻟــﻔــﻜــﺮ اﳌـﺘـﻄـﺮف وﻣـــــﺤـــــﺎرﺑـــــﺔ اﻹرﻫـــــــــــــﺎب، ﻓـــﻘـــﺪ ﺷـــﻬـــﺪت ﺑــﺬﻟــﻚ اﻷﻣــــﻢ. ﻛـﻤـﺎ ﻟــﻦ أﺗــﻄــﺮق ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ »دﻳـــﻤـــﻘـــﺮاﻃـــﻴـــﺔ« إﻳــــــﺮان ﻓـــﻲ ﻇـــﻞ وﻻﻳـــﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ، وﻻ ﻟﻠﺪﻋﻢ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ اﻟــﺸــﻴــﻌــﻴــﺔ، ﻓــــﺎﻹرﻫــــﺎب ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﺳﻨﻴﴼ ﻓﻘﻂ، ﻓﺘﻮﺿﻴﺢ اﻟـــﻮاﺿـــﺤـــﺎت ﻣـــﻦ اﳌــﻌــﻀــﻼت. وﻟـﻜـﻨـﻲ ﺳﺄﺑﲔ ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﳌﺜﺒﺘﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺎدات اﳌـﺤـﺎﻛـﻢ، وﺑـﻌـﺾ ﺷــﻬــﺎدات وﻣــﺬﻛــﺮات اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﲔ أﻧـﻔـﺴـﻬـﻢ، ﺗــﺎرﻳــﺦ »اﻟـــﺰواج اﳌﺼﻠﺤﻲ« ﺑﲔ اﻟﻘﻴﺎدة واﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﺟﻤﺎﻋﺎت اﻹرﻫــﺎب اﻟﺴﻨﻲ، وﻋــــﻠــــﻰ رأﺳـــــﻬـــــﺎ »اﻟـــــﻘـــــﺎﻋـــــﺪة«، اﳌــﻤــﺘــﺪ ﻷﻛـــﺜـــﺮ ﻣــــﻦ ﻋـــﻘـــﺪﻳـــﻦ ﻣــــﻦ اﻟــــﺰﻣــــﻦ ﺣـﺘـﻰ اﻵن، وﻫــﻮ دﻟــﻴــﻞ واﺿـــﺢ ﻋـﻠـﻰ أن ﻓﻜﺮ اﻟﺘﻄﺮف ﻳﺘﺠﺎوز اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ واﻟـﻌـﻘـﺪﻳـﺔ، وإن ﺗﺸﺒﺚ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻨﴼ، ﻓﻲ ﺳــﺒــﻴــﻞ ﺗــﺤــﻘــﻴــﻖ اﳌــﺼــﺎﻟــﺢ اﳌــﺸــﺘــﺮﻛــﺔ. ﻓــﺎﻹرﻫــﺎب ﻇـﺎﻫـﺮة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓـﻲ اﳌﻘﺎم اﻷول واﻷﺧﻴﺮ.
ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، ﻛﺎن ﺗــﻀــﺎﻣــﻦ إﻳـــــﺮان ﻣـــﻊ ﺟــﻤــﺎﻋــﺎت اﻟـﻌـﻨـﻒ اﳌــﺼــﺮﻳــﺔ، ﻣــﺜــﻞ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ و»ﺟـﻤـﺎﻋـﺔ اﻟـﺠـﻬـﺎد«، واﺿـﺤـﴼ وﺟﻠﻴﴼ. ﻓﻘﺪ أﺻـــﺪرت ﻃـﻮاﺑـﻊ اﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﺑﻘﺎﺗﻞ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﳌــــﺼــــﺮي اﻟــــــﺴــــــﺎدات، ﺧــﺎﻟــﺪ اﻹﺳـــﻼﻣـــﺒـــﻮﻟـــﻲ، وﺳــــﻤــــﺖ ﺷــــﺎرﻋــــﴼ ﻓـﻲ ﻃـﻬـﺮان ﺑﺎﺳﻤﻪ. ﻛﻤﺎ دﻋﻤﺖ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ ﻗــﻴــﺎدات ﻫـــﺬه اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺎت، ﻣــﻦ أﻫﻤﻬﻢ أﻳﻤﻦ اﻟﻈﻮاﻫﺮي، ﺣﻴﺚ ﻗﺪﻣﻮا ﻟﺠﻤﺎﻋﺘﻪ، ﺑﻌﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ، اﻟﺪﻋﻢ اﳌﺎدي واﻟﺘﺪرﻳﺐ اﳌــﺴــﻠــﺢ ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣــﻦ إﻳــــﺮان واﻟـــﺴـــﻮدان وﻟﺒﻨﺎن، ﻣﻊ ﺟﻤﺎﻋﺔ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«، وذﻟﻚ ﺑـﺤـﺴـﺐ ﺷـــﻬـــﺎدة ﻋــﻠــﻲ ﻣــﺤــﻤــﺪ، ﻋﻀﻮ وﻣﺪرب ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺳﺎﺑﻘﴼ.
وﻓـــــﻲ اﻟـــﺘـــﺴـــﻌـــﻴـــﻨـــﺎت، وﺣـــــﲔ ﻛـــﺎن أﺳــﺎﻣــﺔ ﺑــﻦ ﻻدن ﻣﻘﻴﻤﴼ ﻓــﻲ اﻟــﺴــﻮدان، أرﺳــــــــﻞ ﺳـــﻴـــﻒ اﻟـــــﻌـــــﺪل وأﺑــــــــﻮ ﺣــﻔــﺺ اﳌﻮرﻳﺘﺎﻧﻲ إﻟـﻰ ﻃﻬﺮان ﻟﺒﺤﺚ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺗﻌﺎون ﻣﻔﻴﺪ ﻟﻠﻄﺮﻓﲔ. ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ، ﺗــﻤــﺖ دﻋـــــﻮة ﻣــﻘــﺎﺗــﻠــﻲ »اﻟـــﻘـــﺎﻋـــﺪة« ﻣﻦ ﻗــﺒــﻞ إﻳـــــﺮان ﻟــﻠــﺘــﺪرب ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺘــﻔــﺠــﺮات واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻻﻧـﺘـﺤـﺎرﻳـﺔ، ﻓــﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻳــﺪﻳــﺮه ﻓﻴﻠﻖ اﻟــﻘــﺪس، اﻟـﺘـﺎﺑـﻊ ﻟﻠﺤﺮس اﻟــﺜــﻮري اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ، و»ﺣــــﺰب اﻟــﻠــﻪ« ﻓﻲ اﻟﺒﻘﺎع اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ. ﻛﻤﺎ أﻇﻬﺮت ﺳﺠﻼت ﻫﺎﺗﻒ ﺑﻦ ﻻدن، ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺗﻔﺠﻴﺮ اﻟﺴﻔﺎرة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻴﺮوﺑﻲ ودار اﻟﺴﻼم ﻋﺎم ٨٩٩١، أن ٠١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣـــﻦ ﻣــﻜــﺎﳌــﺎﺗــﻪ وﻧـــﻮاﺑـــﻪ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣـﺘـﺠـﻬـﺔ ﻹﻳﺮان.
أﻳﻀﴼ، ﻛﺎﻧﺖ إﻳﺮان ﻣﻘﺮﴽ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﺎت ﻣﺠﻠﺲ ﺷـــﻮرى اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻟـــﺨـــﺎرج، ﻓــﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت، وذﻟﻚ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺬﻛﺮات ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻞ اﻟﺤﻜﺎﻳﻤﺔ، أﺣﺪ ﻗــﻴــﺎدات اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟـــﺬي ﻛــﺎن ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان ﳌﺪة ﻋﺎم ﻗﺒﻞ اﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، وﻣﻦ ﺛﻢ اﻧﻀﻤﺎﻣﻪ ﻟـ »اﻟﻘﺎﻋﺪة«. اﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن اﻟﺤﻜﺎﻳﻤﺔ ﻫﻮ أﺣﺪ اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑﺘﺄﻟﻴﻔﻬﻢ ﻟـﻜـﺘـﺎب »إدارة اﻟــﺘــﻮﺣــﺶ«، اﻟــﺬي ﻳﻌﺪ دﺳــﺘــﻮرﴽ ﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻌﻨﻒ واﻹرﻫـــﺎب، ﺗﺤﺖ اﻻﺳــﻢ اﳌﺴﺘﻌﺎر أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻧﺎﺟﻲ.
وﺑــــﻌــــﺪ اﻧـــﺘـــﻘـــﺎل »اﻟـــــﻘـــــﺎﻋـــــﺪة« إﻟـــﻰ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻓﻲ ٦٩٩١، اﺳﺘﻤﺮت إﻳﺮان ﻓــــﻲ ﺗــﻘــﺪﻳــﻤــﻬــﺎ ﻟـــﻠـــﺪﻋـــﻢ ﻟــــ»اﻟـــﻘـــﺎﻋـــﺪة«، واﻟــﺘــﻨــﺴــﻴــﻖ ﻣـــﻊ ﻗـــﻴـــﺎداﺗـــﻬـــﺎ، وﺳــﻬــﻠــﺖ اﻟـــﺪﺧـــﻮل ﻋــﺒــﺮ ﻣــﻨــﺎﻓــﺬﻫــﺎ ﻟــﻜــﻞ ﻣــﻦ أراد اﻟــــﺬﻫــــﺎب ﻣـــﻦ وإﻟـــــﻰ أﻓــﻐــﺎﻧــﺴــﺘــﺎن، ﻣـﻊ إﺻـــﺪارﻫـــﺎ اﻷواﻣـــــﺮ ﳌـﻔـﺘـﺸـﻲ ﺣــﺪودﻫــﺎ ﺑـــﻌـــﺪم ﺧــﺘــﻢ ﺟــــــــﻮازات »اﻟـــﺠـــﻬـــﺎدﻳـــﲔ« اﳌﻨﺘﻘﻠﲔ ﻋﺒﺮ أراﺿﻴﻬﺎ.
وﻓـــــــﻲ أﻋـــــﻘـــــﺎب أﺣــــــــــﺪاث اﻟــــﺤــــﺎدي ﻋــﺸــﺮ ﻣــﻦ ﺳـﺒـﺘـﻤـﺒـﺮ )أﻳــــﻠــــﻮل(، اﺳـﺘـﻤـﺮ ﺗــﻮﻓــﻴــﺮ اﳌــﻌــﺒــﺮ واﳌـــــﻼذ اﻵﻣــــﻦ ﻟـﻠـﻤـﺌـﺎت ﻣــﻦ اﻟــﻘــﺎﻋــﺪﻳــﲔ واﳌــﺘــﻄــﺮﻓــﲔ اﻟـﻬـﺎرﺑـﲔ ﻣﻦ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن وﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ، وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن أﺗﺖ اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﻓﻴﻠﻖ اﻟﻘﺪس ﻓــﻲ اﻟــﺤــﺮس اﻟـــﺜـــﻮري اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ ﻗـﺎﺳـﻢ ﺳـﻠـﻴـﻤـﺎﻧـﻲ ﺑــﺬﻟــﻚ. وﺑــﺤــﺴــﺐ اﻟــﻘــﻴــﺎدي اﻷﻣــﻨــﻲ ﻓــﻲ »اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة« ﺳـﻴـﻒ اﻟــﻌــﺪل، اﻟــــﺬي ﻟــﻌــﺐ دورﴽ ﻣـﻬـﻤـﴼ ﻓــﻲ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻟﺘﺄﻣﲔ ﻣﻨﺎﻓﺬ اﻟﻬﺮوب، ﻣﻊ أﺑﻮ ﺣﻔﺺ اﳌﻮرﻳﺘﺎﻧﻲ، وﺟﻤﻊ ﺷﺘﺎت »اﻟﻘﺎﻋﺪة« ﺑﻌﺪ اﻟﻘﺼﻒ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻷﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن:
»ﺑﺪأﻧﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮاﻓﺪ ﺗﺒﺎﻋﴼ إﻟﻰ إﻳﺮان، وﻛــــــــﺎن اﻹﺧــــــــــﻮة ﻓـــــﻲ ﺟـــــﺰﻳـــــﺮة اﻟـــﻌـــﺮب واﻟـﻜـﻮﻳـﺖ واﻹﻣــــﺎرات ﻣـﻦ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﺧــــﺎرج أﻓــﻐــﺎﻧــﺴــﺘــﺎن ﻗـــﺪ ﺳــﺒــﻘــﻮﻧــﺎ إﻟــﻰ ﻫــﻨــﺎك، وﻛـــﺎن ﺑـﺤـﻮزﺗـﻬـﻢ ﻣـﺒـﺎﻟـﻎ ﺟﻴﺪة ووﻓﻴﺮة ﻣﻦ اﳌــﺎل؛ ﺷﻜﻠﻨﺎ ﺣﻠﻘﺔ ﻗﻴﺎدة ﻣـــﺮﻛـــﺰﻳـــﺔ وﺣـــﻠـــﻘـــﺎت ﻓـــﺮﻋـــﻴـــﺔ، وﺑـــﺪأﻧـــﺎ ﺑــﺎﺳــﺘــﺌــﺠــﺎر اﻟــﺸــﻘــﻖ ﻹﺳـــﻜـــﺎن اﻹﺧــــﻮة وﺑﻌﺾ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ«.
اﺳﺘﻤﺮت ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﺤﺮك واﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان ﻟﻘﻴﺎدات »اﻟﻘﺎﻋﺪة«، وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ اﳌﺘﻄﺮﻓﲔ اﳌﺤﺴﻮﺑﲔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻋﺎت أﺧــﺮى، ﻛﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻘﺎﺗﻠﺔ ﺑﻠﻴﺒﻴﺎ، ﺧﻼل ﻋﺎم ٢٠٠٢ وﺑﺪاﻳﺎت ٣٠٠٢. وﺑﻌﺪ ذﻟــﻚ، ﺑــﺪأت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﻮﺿﻌﻬﻢ ﺗﺤﺖ اﻹﻗــﺎﻣــﺔ اﻟﺠﺒﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت، ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ وﻣﺪن ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻟﻢ ﺗﻤﻨﻊ إﻳﺮان، ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﺳﻬﻠﺖ، ﻫﺆﻻء اﻟﻘﺎدة ﻣﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻷﻓﺮع واﻷذرع اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟـﺘـﺎﺑـﻌـﺔ ﻟـﻠـﺘـﻨـﻈـﻴـﻢ. وﺑـﺤـﺴـﺐ ﺷـﻬـﺎدة اﳌﺘﺤﺪث اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟـ»اﻟﻘﺎﻋﺪة« ﺳﻠﻴﻤﺎن أﺑﻮ ﻏﻴﺚ ﳌﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ، ﻓﻘﺪ ﺗﻢ وﺿﻌﻪ ﻫﻮ وﺳﻴﻒ اﻟﻌﺪل وأﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﳌــﺼــﺮي وأﺑـــﻮ اﻟـﺨـﻴـﺮ اﳌـﺼـﺮي ﺗـــﺤـــﺖ اﻹﻗـــــﺎﻣـــــﺔ اﻟـــﺠـــﺒـــﺮﻳـــﺔ ﻓــــﻲ ﻣـﺒـﻨـﻰ ﻟﻼﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﻄﻬﺮان، ﻣﻦ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ أﺑــﺮﻳــﻞ )ﻧـﻴـﺴـﺎن( ٣٠٠٢ ﳌــﺪة ٠٢ ﺷـﻬـﺮﴽ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻢ ﻧﻘﻠﻬﻢ ﳌـﻜـﺎن آﺧـﺮ. وﻋــﻠــﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ ذﻟـــﻚ، ﻓـﻘـﺪ ﺗــﻢ ﻻﺣﻘﴼ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﺗﺼﺎﻻت ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻴﻒ اﻟﻌﺪل وﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻻدن، اﺑﻦ أﺳﺎﻣﺔ، اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻘﻴﻢ ﻫﻮ وأﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺟﻤﻴﻌﴼ ﻓﻲ إﻳﺮان، ﺗﺒﲔ ﺿﻠﻮع اﻟﻘﻴﺎدات اﳌﻮﺟﻮدة ﻓــــﻲ إﻳــــــــﺮان ﺑــﺎﻟــﺘــﺨــﻄــﻴــﻂ واﻟـــﺘـــﻮﺟـــﻴـــﻪ واﻷﻣﺮ ﺑﺘﻔﺠﻴﺮات اﳌﺠﻤﻌﺎت اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎض، ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( ٣٠٠٢.
وﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻋﺎم ٧٠٠٢ ﻷﺣﺪ أﺗﺒﺎﻋﻪ، ذﻛﺮ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻدن أن »إﻳﺮان ﻫﻲ ﺷﺮﻳﺎﻧﻨﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺬي ﻳﻤﺪﻧﺎ ﺑﺎﻷﻣﻮال واﻟﺮﺟﺎل وﻗﻨﻮات اﻻﺗﺼﺎل، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ؛ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﺤﺮب ﻣﻊ إﻳﺮان، إﻻ إذا اﺿﻄﺮرت إﻟﻰ ذﻟــﻚ«. وﺑﻌﺪ اﻧــﺪﻻع اﻟـﺜـﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ، اﺳﺘﻤﺮت إﻳﺮان ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺧﻄﻮط اﻟﻨﻘﻞ ﻟﻸﻣﻮال واﳌﻘﺎﺗﻠﲔ، وﻛـﺎن ﻣﻦ أﻫـﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﻟﻰ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺧﻠﻴﻞ )ﻳﺎﺳﲔ اﻟـﺴـﻮري(، وﻣﺤﺴﻦ اﻟﻔﻀﻠﻲ وﻫـﻮ أﺣـﺪ اﳌﻘﺮﺑﲔ ﻣﻦ ﺑﻦ ﻻدن، وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﺮك إﻳﺮان ﻣﺘﺠﻬﴼ إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻟـﻴـﻘـﺘـﻞ ﻓـــﻲ ﻏـــــﺎرة أﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻫــﻨــﺎك ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ٥١٠٢م.
ﻟــﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻫــﺬا اﻟـــﺰواج اﳌﺼﻠﺤﻲ ﺑــﲔ إﻳــــﺮان وﺟــﻤــﺎﻋــﺎت اﻹرﻫـــــﺎب ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا. ﻓﻘﺪ ذﻛﺮ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﺴﻨﻮي اﻷﺧﻴﺮ ﻋﻦ اﻹرﻫﺎب، اﻟــــﺬي ﺗــﻢ ﻧــﺸــﺮه ﻓــﻲ ﻳــﻮﻟــﻴــﻮ ٧١٠٢، أن إﻳﺮان ﻻ ﺗﺰال ﺗﺮﻓﺾ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ أﻋﻀﺎء »اﻟﻘﺎﻋﺪة« اﻟﺬﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٩٠٠٢ ﻋﻠﻰ اﻷﻗـــﻞ. ﻛﻤﺎ أﻧـﻬـﺎ »ﺳﻤﺤﺖ ﻟـــﻮﺳـــﻄـــﺎء )اﻟــــﻘــــﺎﻋــــﺪة( ﺑــﺘــﺸــﻐــﻴــﻞ ﺧـﻂ إﻣﺪاد رﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﺒﻼد، ﻣﻤﺎ ﺳﻤﺢ ﻟـ)اﻟﻘﺎﻋﺪة( ﺑﻨﻘﻞ وﺗﺤﻮﻳﻞ اﻷﻣــــﻮال واﳌـﻘـﺎﺗـﻠـﲔ إﻟــﻰ ﺟــﻨــﻮب آﺳﻴﺎ وﺳﻮرﻳﺎ«.
ﻻ ﺷﻚ أنّ اﻟﺪﻋﻢ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹرﻫﺎب اﻟﺴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﺴﻨﻮات ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﴼ ﻣﺒﻨﻴﴼ ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﻓﻖ ﻓﻲ اﻟﺮؤى، وإﻧﻤﺎ ﺗﻜﺘﻴﻜﻴﴼ ﻣﺼﻠﺤﻴﴼ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎﺟﺔ وﻇﺮوف اﳌﺮﺣﻠﺔ. إﻻ أن ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﻠﻒ ﻻ ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻬﺎ ﺑــﺄن ﺗﺤﺎﺿﺮ أﺣــﺪﴽ أﺑـــﺪﴽ، وﻻ أن ﺗــﻮزع اﻻﺗـﻬـﺎﻣـﺎت ﻓـﻲ ﻛـﻞ ﻣﺤﻔﻞ. وإن ﻓﻌﻠﺖ، ﻓﺎﻟﺮد ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ﺛﻼث ﻛﻠﻤﺎت: »رﻣﺘﻨﻲ ﺑﺪاﺋﻬﺎ واﻧﺴﻠﺖ«.