اﻟﺤﺮاﺋﻖ ﺗﺠﺘﺎح ﺟﻨﻮب ﺷﺮﻗﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ إﺟﻼء اﻵﻻف
دﻣﺮت ٥ آﻻف ﻫﻜﺘﺎر وﻳﺤﺎرﺑﻬﺎ ﻣﺌﺎت اﻹﻃﻔﺎﺋﻴﲔ
اﻧـــﺪﻟـــﻊ ﺣــﺮﻳــﻖ ﺟـــﺪﻳـــﺪ، ﻣـــﻦ ﻟﻴﻞ اﻟـﺜـﻼﺛـﺎء إﻟــﻰ اﻷرﺑــﻌــﺎء، ﻣـﺎ أدى إﻟﻰ إﺟﻼء أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠١ آﻻف ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻓــﺎر اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺳﺒﻖ أن ﺗﻀﺮرت ﻣﻦ اﻟﺤﺮاﺋﻖ اﻟﺘﻲ دﻣﺮت أﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ ٥ آﻻف ﻫـﻜـﺘـﺎر ﻓــﻲ ﺟﻨﻮب ﺷﺮﻗﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، وﺟﺰﻳﺮة ﻛﻮرﺳﻴﻜﺎ.
وﻗــــــــﺎل ﺳــــﻴــــﺮج ﻻﻓــــــﻴــــــﺎل، ﻗـــﺎﺋـــﺪ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻨﺠﺪة: »ﻟـﻢ ﺗﺘﻢ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺤــﺮﻳــﻖ، وﻫـــﻮ ﻳــﺘــﻤــﺪد ﺷﻴﺌﺎ ﻓــﺸــﻴــﺌــﺎ وﻳـــﺘـــﺴـــﻊ ﻗـــﻠـــﻴـــﻼ« ﻓــــﻲ ﻫـــﺬه اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ ﻣـــﻦ ﺳــﺎﺣــﻞ اﻟـــﻜـــﻮت دازور اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ »رﻳﺎح ﻗﻮﻳﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ وﻋـــﻨـــﻴـــﻔـــﺔ«. ودﻣــــــــﺮ اﻟـــﺤـــﺮﻳـــﻖ ٠٠٣١ ﻫﻜﺘﺎر ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑــﻮرم ﻟﻮ ﻣﻴﻤﻮزا اﻟﺼﻐﻴﺮة، وﺗﻢ ﺗﺠﻨﻴﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٥ إﻃــﻔــﺎﺋــﻲ ﻗـــﺪم ﺑـﻌـﻀـﻬـﻢ ﻣــﻦ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ أﺧـــــﺮى ﻓـــﻲ ﻫــــﺬا اﻟــﻘــﺴــﻢ ﻣـــﻦ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﳌﺘﻮﺳﻂ، واﻟﺬي ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮا اﳌﺼﻄﺎﻓﻮن.
و»ﻟـــﻮ ﻓـــﺎر« ﻫــﻲ ﺛــﺎﻧــﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺳــﻴــﺎﺣــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ ﺑــﻌــﺪ ﺑــﺎرﻳــﺲ وﻳـــﻘـــﺼـــﺪﻫـــﺎ ﺳـــﻨـــﻮﻳـــﺎ ﻣــــﻦ ٨ إﻟــــــﻰ ٩ ﻣﻼﻳﲔ زاﺋﺮ، ﺑﺤﺴﺐ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ. وإزاء ﺗﻬﺪﻳﺪ اﻟﺤﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﻧﺸﺐ ﻟﻴﻼ »ﺗﻢ إﺟﻼء ﻣﺎ ﺑﲔ ٠١ آﻻف و٢١ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﺧﻼل اﻟﻠﻴﻞ«، ﺑﺤﺴﺐ رﺋﻴﺲ ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻟﺒﻠﺪة ﻓﺮﻧﺴﻮا أرﻳﺰي.
وأﺿـــﺎف أﻧــﻪ رﻏــﻢ »ﻓـﺘـﺢ ﺟﻤﻴﻊ اﻟــﻘــﺎﻋــﺎت اﻟـﺒـﻠـﺪﻳـﺔ ،(...) ﻓـــﺈن ﺑﻌﺾ اﻷﺷـــﺨـــﺎص ﺑــﻘــﻮا ﻓـــﻲ ﺳــﻴــﺎراﺗــﻬــﻢ«. وﺑﺤﺴﺐ ﺻــﻮر ﻧـﺸـﺮت ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ، ﻓـــﺈن ﺑﻌﺾ ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻠﺪة أﻣﻀﻮا اﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ أﻛﻴﺎس ﻧــــﻮم ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺸـــﺎﻃـــﺊ. وﺗــــﺎﺑــــﻊ: »إﻧـــﻪ ﻛﺎﺑﻮس؛ ﺣﺮﻳﻖ ﻳﻨﺸﺐ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟــﻠــﻴــﻞ ﻣـــﻊ ﻫــــﺬه اﻟــــﺮﻳــــﺎح، ﻋــﻠــﻤــﺎ ﺑــﺄن ﻃﺎﺋﺮات رش اﳌﺎء ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﻄﻠﻖ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح«.
وﺗــﺪﺧــﻠــﺖ ٥ ﻃـــﺎﺋـــﺮات ﳌـﻜـﺎﻓـﺤـﺔ ﺣــــﺮاﺋــــﻖ ﻣـــﻨـــﺬ ﻓـــﺠـــﺮ أﻣــــــﺲ ﺑــﺤــﺴــﺐ ﺑﻴﺎن ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ »ﻟﻮ ﻓﺎر«. وأوﺿـــــﺢ اﳌــﺼــﺪر ذاﺗــــﻪ أن »اﻟــﺮﻳــﺎح ﺗﻬﺐ ﺑﺴﺮﻋﺔ ٠٦ - ٠٧ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا ﻓﻲ اﻟــﺴــﺎﻋــﺔ« ﻟــﻜــﻦ »ﻳــﺘــﻮﻗــﻊ أن ﺗﻀﻌﻒ ﻗــﻠــﻴــﻼ )٠٤ - ٥٤ ﻛــﻠــﻢ ﻓـــﻲ اﻟــﺴــﺎﻋــﺔ( ﻻﺣــــﻘــــﺎ«، ﻣــﻤــﺎ ﺳــﻴــﺴــﻬــﻞ ﻋــﻤــﻞ ﻓــﺮق اﻹﻧﻘﺎذ.
وﻳﺸﻬﺪ ﺟـﻨـﻮب ﺷـﺮﻗـﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣــﻨــﺬ ﻳــﻮﻣــﲔ ﺣـــﺮاﺋـــﻖ ﻋـﻨـﻴـﻔـﺔ دﻣـــﺮت أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥ آﻻف ﻫﻜﺘﺎر، وأﺻﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٢ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻓﺮق اﻹﻧﻘﺎذ، أﺣـﺪﻫـﻢ أﺻﻴﺐ ﺑـﺠـﺮوح ﻣـﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻮرم ﻟﻲ ﻣﻴﻤﻮزا.
وﳌﻜﺎﻓﺤﺔ ﻫﺬه اﻟﺤﺮاﺋﻖ، ﻃﻠﺒﺖ ﻓـــﺮﻧـــﺴـــﺎ ﻃـــﺎﺋـــﺮﺗـــﲔ ﻟــــــﺮش اﳌـــــــﺎء ﻣــﻦ ﻃـــﺮاز »ﻛــﻨــﺪاﻳــﺮ« ﻓــﻲ إﻃـــﺎر اﳌـﺴـﺎﻋـﺪة اﻷوروﺑـﻴـﺔ. ووﺻﻠﺖ ﻣﺴﺎء اﻟﺜﻼﺛﺎء ﻃــــﺎﺋــــﺮة ﻣــــﻦ إﻳـــﻄـــﺎﻟـــﻴـــﺎ إﻟـــــﻰ ﺟـــﺰﻳـــﺮة ﻛــﻮرﺳــﻴــﻜــﺎ، وأﻋــﻠــﻦ وزﻳــــﺮ اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ ﺟﻴﺮار ﻛﻮﻟﻮﻣﺐ اﻟﺬي ﻳﺰور اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻋﻦ ﻃﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ ٦ ﻃﺎﺋﺮات رش ﻣﻴﺎه.
وﺻـﺒـﺎح أﻣــﺲ، ﺗﻤﺖ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﻘﲔ ﻓﻲ ﻟﻮﻓﺎر ﻋﻨﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺮوا ﻓﺎﳌﻴﺮ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﻊ ﺳﺎن ﺗــﺮوﺑــﻴــﺰ )دﻣـــــﺎر ﻃـــﺎل ٠٠٥ ﻫــﻜــﺘــﺎر(، وﻣﻨﻄﻘﺔ أرﺗﻴﻎ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ٠٨ ﻛﻠﻢ ﻏﺮﺑﺎ )دﻣﺎر ﻧﺤﻮ ٠٠٧١ ﻫﻜﺘﺎر(، وﻓــــﻖ ﻣـــﺎ أوردت وﻛـــﺎﻟـــﺔ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.
ﻏﻴﺮ أن اﻟﻮﺿﻊ ﻳﺒﻘﻰ ﺧﻄﺮا ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﻨﻮب ﺷﺮﻗﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﻓــﻘــﺮب ﻣـﺮﺳـﻴـﻠـﻴـﺎ اﻧــﺪﻟــﻊ ﺣــﺮﻳــﻖ آﺧـﺮ ﻣـــﻬـــﺪدا ﻗــﺮﻳــﺔ ﻛــــﺎرو ﺑــﻌــﺪ أن اﺟــﺘــﺎح ﻣــﻦ ٠٤ إﻟـــﻰ ٠٥ ﻫــﻜــﺘــﺎرا ﻣــﻦ ﻏــﺎﺑــﺎت اﻟﺼﻨﻮﺑﺮ، ﺑﺤﺴﺐ اﻹﻃﻔﺎﺋﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﺟﻨﺪوا ٠٧ آﻟﻴﺔ و٠٠٢ رﺟـﻞ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺤﺮﻳﻖ.
وﻓــــــﻲ أوت ﻛـــﻮرﺳـــﻴـــﻜـــﺎ، ﺣـﻴـﺚ دﻣــــﺮت اﻟــﺤــﺮاﺋــﻖ ﻧـﺤـﻮ أﻟــﻔــﻲ ﻫﻜﺘﺎر ﻣـﻦ اﻷدﻏـــﺎل ﻣﻨﺬ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ اﻻﺛﻨﲔ، »اﺳﺘﻘﺮت أﻟﺴﻨﺔ اﻟﻠﻬﺐ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺘﻢ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ« ﺑﺤﺴﺐ اﻹﻃﻔﺎﺋﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺒﺮوا ﻋﻦ اﻷﻣﻞ ﻓﻲ »أن ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻣــﻊ ﻏـﻴـﺎب اﻟــﺮﻳــﺎح واﻟﻨﺴﻤﺔ اﻟﺨﻔﻴﻔﺔ اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ اﻷرﺑﻌﺎء«.
وﺗﻢ وﺿﻊ ﻣﻘﺎﻃﻌﺘﻲ ﺑﻮش دو رون وﻛﻮرﺳﻴﻜﺎ ﺣﺘﻰ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ »ﻳﻘﻈﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻮن اﻷﺻﻔﺮ«، ﺑـــﺴــﺒـــﺐ وﺟـــــــﻮد ﻇــــﻮاﻫــــﺮ »ﺧــــﻄــــﺮة« ﻳﺴﺒﺒﻬﺎ ﻫﺒﻮب رﻳﺎح ﺷﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ، ﺑﺤﺴﺐ اﻷرﺻﺎد اﻟﺠﻮﻳﺔ.
وﻓﺮﻧﺴﺎ ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺎﺣﺘﻬﺎ اﻟﺤﺮاﺋﻖ؛ ﻓﻘﺪ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﺣـﺮاﺋـﻖ ﻣﻨﺬ اﻷﺣــﺪ ﻓﻲ وﺳــﻂ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل وﻣــﺎ زاﻟــﺖ ﺗﺸﺘﻌﻞ، وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻧﺤﻮ ٥ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﻖ ﺿﺨﻢ أوﻗﻊ ٤٦ ﻗﺘﻴﻼ وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٢ ﺟﺮﻳﺢ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ذاﺗﻬﺎ.
وأﻛﺒﺮ ﻫﺬه اﻟﺤﺮاﺋﻖ ﻳﺴﺘﻌﺮ ﻓﻲ ﻓــﺎرزﻳــﺎ دوس ﻛــﺎﻓــﺎﻟــﻴــﺮوس، ﺑﺈﻗﻠﻴﻢ ﻛﺎﺳﺘﻴﻠﻮ ﺑــﺮاﻧــﻜــﻮ، وﺗــﻢ ﻧـﺸـﺮ ٠٠١١ إﻃـﻔـﺎﺋـﻲ ﳌـﻮاﺟـﻬـﺘـﻪ وﻣــﺤــﺎوﻟــﺔ وﻗـﻒ ﺗــﻘــﺪم أﻟـﺴـﻨـﺔ اﻟـﻠـﻬـﺐ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺄﺟﺠﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎح ودرﺟﺎت ﺣﺮارة ﻋﺎﻟﻴﺔ.