وﻓﺎة رﺿﺎ ﻣﺎﻟﻚ... رﺟﻞ ﺛﻮرة اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ
ﻇﻞ ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ اﻟﺼﺮاع ﺣﻮل اﻟﺴﻠﻄﺔ... واﺷﺘﻬﺮ ﺑﺨﺼﻮﻣﺘﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻣﻊ اﻹﺳﻼﻣﻴﲔ
ﺗـﻮﻓـﻲ أﻣــﺲ رﺿــﺎ ﻣــﺎﻟــﻚ، رﺋﻴﺲ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮﻳــﺔ ﻓــﻲ ﺗﺴﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، واﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ ﺑﻌﺜﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻋﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ )١٦٩١ - ٢٦٩١(.
وﻳــــﻌــــﺪ ﻣــــﺎﻟــــﻚ ﻣـــــﻦ أﺑـــــــﺮز وﺟـــــﻮه اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺬﻳﻦ اﺷﺘﻬﺮوا ﺑــﺨــﺼــﻮﻣــﺔ ﺷــــﺪﻳــــﺪة ﻣــــﻊ اﳌــﺘــﻄــﺮﻓــﲔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﲔ، وواﺣـــــﺪﴽ ﻣــﻦ آﺧـــﺮ ﻗــﺎدة اﻟﺜﻮرة )٤٥٩١ - ٢٦٩١(. وﻳﺤﺘﻔﻆ ﻛﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮﻳــﲔ ﳌــﺎﻟــﻚ ﺑــﻬــﺬا اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﻔﺎرﻗﺔ ﻓﻲ ﻇﺮف دﻗﻴﻖ ﻋﺎﺷﺘﻪ اﻟﺒﻼد »ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻮف أن ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻮﻗﻌﻪ«، واﻟــﺘــﻲ ﻗـﺎﻟـﻬـﺎ ﻋـــﺎم ٣٩٩١ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻛـﺎن وﻗﺘﻬﺎ رﺋﻴﺴﴼ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ، وﻛﺎن ﻳﻘﺼﺪ أن اﻟـــﺮﻋـــﺐ اﻟــــــﺬي ﻛـــﺎﻧـــﺖ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺎت اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﺗﺰرﻋﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﺳﻴﻨﺘﻘﻞ إﻟـــﻰ ﻫـــﺬه اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺎت، ﺑـﻌـﺪ أن أﻇﻬﺮ اﻟـــﺠـــﻴـــﺶ وﻗـــــــﻮات اﻷﻣــــــﻦ ﻋـــﺰﻣـــﴼ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﻦ أﺑﺮز رﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ، اﻟﺬﻳﻦ وﻗﻔﻮا إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟــﺠــﻴــﺶ، ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻧــﻔــﺬ ﻗـــــﺮاره ﺑـﺈﻟـﻐـﺎء ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻟﺘﻲ ﻓﺎزت ﺑــﻬــﺎ »اﻟــﺠــﺒــﻬــﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ ﻟــﻺﻧــﻘــﺎذ« ﻧﻬﺎﻳﺔ ١٩٩١. وﻗﺪ ﻓﺠﺮ ﻫﺬا اﻟﻘﺮار آﻧﺬاك ردة ﻓﻌﻞ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻹﺳﻼﻣﻴﲔ، ﻓﺪﺧﻠﺖ اﻟﺒﻼد ﻓﻲ دواﻣﺔ ﻋﻨﻒ ﻻ ﺗﺰال إﻟﻰ اﻟﻴﻮم ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ.
وﺑــــﻘــــﺪر ﻣــــﺎ ﻛـــــﺎن ﳌـــﺎﻟـــﻚ ﺣــﻀــﻮر ﻓــﻲ اﻷﺣــــﺪاث ﺧــﻼل ﺗﺴﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌــــﺎﺿــــﻲ، ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻟـــﻪ أي ﺗــﺄﺛــﻴــﺮ ﻓـﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﺑـــﻌـــﺪ اﻻﺳــــﺘــــﻘــــﻼل، رﻏــــــﻢ أﻧــــــﻪ ﻣــــﺎرس ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة، أﻏﻠﺒﻬﺎ ذات ﻃﺎﺑﻊ دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻋﻜﺲ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ دوره ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت »إﻳﻔﻴﺎن« )ﺳﻮﻳﺴﺮا(.
وﻇـــﻞ ﻣــﺎﻟــﻚ ﺑــﻌــﻴــﺪﴽ ﻋــﻦ اﻟــﺼــﺮاع ﺣﻮل اﻟﺴﻠﻄﺔ، اﻟـﺬي اﺣﺘﺪم ﺑﲔ ﻗﺎدة اﻟــﺜــﻮرة ﺑﻌﺪ اﻻﺳــﺘــﻘــﻼل، وﺧﺼﻮﺻﴼ ﺑﲔ ﺣﺴﲔ آﻳﺖ أﺣﻤﺪ واﻟﺮﺋﻴﺲ أﺣﻤﺪ ﺑــﻦ ﺑــﻠــﺔ، ﺛــﻢ ﻻﺣــﻘــﴼ ﺑــﲔ وزﻳـــﺮ اﻟــﺪﻓــﺎع ﻫـــﻮاري ﺑـﻮﻣـﲔ وﺑــﻦ ﺑـﻠـﺔ، اﻟــﺬي أﻃـﺎح ﺑــﻪ ﻣــﻦ اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﺔ ﻓــﻲ اﻧــﻘــﻼب ﻋﺴﻜﺮي ﻋﺎم ٥٦٩١. وﻧﺄى ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ اﻟﺼﺮاع ﺣﻮل ﺧﻼﻓﺔ ﺑﻮﻣﺪﻳﻦ ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ ﻋﺎم ٨٧٩١، واﺳﺘﺨﻼﻓﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪ اﻟﺸﺎذﻟﻲ ﺑـــــﻦ ﺟـــــﺪﻳـــــﺪ. وﻻ ﻳــــﻌــــﺮف ﻟـــــﻪ ﻣــﻮﻗــﻒ ﻓـــﻲ ﻗـــــﺮار اﻟــﺠــﻴــﺶ ﺗــﺴــﻠــﻴــﻢ اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﺔ ﻟــﻠــﺠــﻨــﺮال اﻟــﻴــﻤــﲔ زروال ﻋـــﺎم ٤٩٩١، وﻻ ﻓﻲ ﺧﻴﺎرﻫﻢ اﺳﺘﺨﻼﻓﻪ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ ﻋﺎم ٩٩٩١.
واﻧــﺴــﺤــﺐ ﻣــﺎﻟــﻚ ﻣـــﻦ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺎم ٠٠٠٢، وﺗﻔﺮغ ﻟـﻠـﻜـﺘـﺎﺑـﺔ ﻓـــﻲ ﺗـــﺎرﻳـــﺦ ﺛــــﻮرة اﻟـﺘـﺤـﺮﻳـﺮ ورﻣــــــﻮزﻫــــــﺎ. وﻳــــﻌــــﻮد آﺧــــــﺮ ﺗــﺼــﺮﻳــﺢ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻟﻪ إﻟﻰ ﻣﺎرس )آذار( اﳌﺎﺿﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗـﻨـﺎول ﻣـﻔـﺎوﺿـﺎت اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻓـﻲ ذﻛـﺮاﻫـﺎ اﻟــــ٥٥، ﺑﻘﻮﻟﻪ: »ﻟﻘﺪ أدرﻧــﺎ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻛﺒﻴﺮة، إذ ﻛﺎن ﻣـﻄـﻠـﻮﺑـﴼ ﻣــﻦ وﻓـــﺪ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﳌـﺆﻗـﺘـﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻋـﺪم اﻟﺘﻨﺎزل ﻋـﻦ أي ﺷــﻲء ﻣـﻦ اﳌــﺒــﺎدئ اﳌﻌﻠﻨﺔ ﻓﻲ ﺑـﻴـﺎن أول ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗـﺸـﺮﻳـﻦ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ( ٤٥٩١ )إﻋــﻼن اﻟــﺜــﻮرة(، واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻋــﺪم ﺗﺠﺰﺋﺔ اﻟـﺘـﺮاب اﻟﻮﻃﻨﻲ ووﺣــﺪة اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺠﺰاﺋﺮي، اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻮﺟﻮدﴽ ﻗﺒﻞ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﺳﻨﺔ ٠٣٨١ وﺧﺼﻮﺻﴼ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ«.
وﻟﺪ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ١٢ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ﻋـــﺎم ١٣٩١ ﻓـــﻲ ﺑــﺎﺗــﻨــﺔ ﺑـﺸـﺮق اﻟـــﺠـــﺰاﺋـــﺮ، اﻟــﺘــﻲ اﺣــﺘــﻀــﻨــﺖ ﺟـﺒـﺎﻟـﻬـﺎ اﻧــــﻄــــﻼق ﺛــــــﻮرة اﻟـــﺘـــﺤـــﺮﻳـــﺮ، وﻫـــــﻮ ﻣـﻦ اﻟﺮﻋﻴﻞ اﻷول ﻟﻠﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ اﻟﺘﺤﻘﻮا ﺑﺤﺮب اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻋﻀﻮﴽ ﻓﻲ »ﻟـﺠـﻨـﺔ إدارة اﻻﺗــﺤــﺎد اﻟــﻌــﺎم ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ اﳌـﺴـﻠـﻤـﲔ اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮﻳــﲔ« ﺳـﻨـﺔ ٥٥٩١، وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎن ﻣﺪﻳﺮﴽ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ »اﳌﺠﺎﻫﺪ« ﻟﺴﺎن ﺣﺎل »ﺟﺒﻬﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ«.
وﺧــﻼل اﻟـﻔـﺘـﺮة ﺑــﲔ ﻣـﺎﻳـﻮ )أﻳــﺎر( ١٦٩١ وﻣﺎرس ٢٦٩١، اﺧﺘﻴﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻃﺮف »ﺟﺒﻬﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ« ﻧﺎﻃﻘﴼ رﺳﻤﻴﴼ ﻟـــﻠـــﻮﻓـــﺪ اﻟــــﺠــــﺰاﺋــــﺮي ﻓــــﻲ ﻣـــﻔـــﺎوﺿـــﺎت »إﻳـــﻔـــﻴـــﺎن«، وﻫـــﻮ أﻳــﻀــﴼ ﻣــﻦ ﻣــﺤــﺮري ﻣﻴﺜﺎق »ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻃﺮاﺑﻠﺲ« ﺳﻨﺔ ٢٦٩١، اﻟـــــﺬي ﻛــــﺎن ﻣـــﻦ أﺑـــــﺮز اﳌــﺤــﻄــﺎت اﻟــﺘــﻲ رﺳﻤﺖ اﻻﺳﺘﻘﻼل.
وﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل، ﺗﻘﻠﺪ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺣــﻴــﺚ ﺗـــﻢ ﺗــﻌــﻴــﻴــﻨــﻪ ﺳــﻔــﻴــﺮﴽ ﺑــﺒــﺎرﻳــﺲ وواﺷﻨﻄﻦ وﻣﻮﺳﻜﻮ وﻟـﻨـﺪن. وﺷﻐﻞ ﺳـــﻨـــﺔ ٧٧٩١ ﻣــﻨــﺼــﺐ وزﻳــــــﺮ اﻹﻋـــــﻼم واﻟـــــﺜـــــﻘـــــﺎﻓـــــﺔ، ﺛــــــﻢ رﺋـــــﻴـــــﺲ »اﳌـــﺠـــﻠـــﺲ اﻻﺳـﺘـﺸـﺎري اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ« )ﺑـﺮﳌــﺎن ﻣﻌﲔ ﻋـــﻮض اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن اﳌـﻨـﺘـﺨـﺐ اﻟـــﺬي ﺣﻠﻪ اﻟــــﺠــــﻴــــﺶ، ﻋـــﻠـــﻰ أﺛــــــﺮ إﻟـــــﻐـــــﺎء ﻧــﺘــﺎﺋــﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت( ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( ٢٩٩١.
واﺧﺘﺎره اﻟﺠﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋـﻀـﻮﴽ ﺧﺎﻣﺴﴼ ﻓــﻲ »اﳌـﺠـﻠـﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺪوﻟﺔ«، وﻫﻲ ﻗﻴﺎدة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻮﺿﺖ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻦ ﺟﺪﻳﺪ، اﻟﺬي دﻓﻌﻪ اﻟﺠﻴﺶ إﻟــــــﻰ اﻻﺳــــﺘــــﻘــــﺎﻟــــﺔ ﻓـــــﻲ ﺳــــﻴــــﺎق زﺣـــﻒ اﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮﳌﺎن، ﺛﻢ أﺻﺒﺢ ﻣﺎﻟﻚ وزﻳﺮﴽ ﻟﻠﺸﺆون اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ٣٩٩١، ﺛﻢ رﺋﻴﺴﴼ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ أﻏﺴﻄﺲ )آب( ﻣﻦ اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺴﻪ إﻟﻰ ﻣﻄﻠﻊ ٤٩٩١. وأﻃﻠﻖ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﺎم ٥٩٩١ ﺣﺰﺑﴼ ﺳﻤﺎه »اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺠﻤﻬﻮري«، ﺗﺮأﺳﻪ ﻟﺴﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﺛﻢ اﻧﺴﺤﺐ ﻣﻨﻪ ﺗﺎرﻛﴼ اﻟﻘﻴﺎدة ﻟﺸﺎب اﺳﻤﻪ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﺳﺎﺣﻠﻲ، اﻟـﺬي ﺗـﻮﻟـﻰ وزارة اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟـﺠـﺰاﺋـﺮﻳـﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ﻋﺎم ٣١٠٢.