ﺗﻌﺜﺮ ﺣﻠﻢ اﻟﻌﻮدة ﻳﻮﻗﻊ اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﻓﻲ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺎت اﳌﺘﺒﺎدﻟﺔ
ﺗﺮﺻﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﰲ اﻷردن وﻟﺒﻨﺎن وﺗﺮﻛﻴﺎ
ﻓــــــﻲ ﻏـــــﻴـــــﺎب أي ﺣــــــﻞ ﻗـــﺮﻳـــﺐ ﻟﻠﺼﺮاع ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ اﻟﺬي دﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﺎرس )آذار( اﳌﺎﺿﻲ ﻋﺎﻣﻪ اﻟﺴﺎﺑﻊ، ﺗﺮﺻﺪ »اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــﻂ« ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣﻼﻳﲔ اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﺠﺄوا إﻟﻰ اﻷردن وﻟﺒﻨﺎن وﺗﺮﻛﻴﺎ ﺣﻴﺚ أوﻗـﻌـﻬـﻢ ﺗﻌﺜﺮ ﺣﻠﻢ اﻟـﻌـﻮدة إﻟـﻰ اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﻛﺮاﻫﻴﺎت ﻣﺘﺒﺎدﻟﺔ ﻣﻊ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﻀﻴﻔﺔ.
ﻓﻔﻲ ﻟـﺒـﻨـﺎن، ﻋﻜﺴﺖ اﻟﺼﻔﻘﺔ ﺑﲔ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« و»ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺼﺮة« اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻔﻀﻲ إﻟﻰ رﺣﻴﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠١ آﻻف ﻻﺟـﺊ ﺳــﻮري ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن، ﻣــﻦ أﺻــﻞ ٥٫١ ﻣـﻠـﻴـﻮن، ﺑﻌﻀﴼ ﻣﻦ اﻻرﺗـــﻴـــﺎح ﻓــﻲ ﺻــﻔــﻮف ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﲔ، رﻣـــــــﻮا ﻓــــﻲ وﻗــــــﺖ ﺳــــﺎﺑــــﻖ أﺳـــﺒـــﺎب أزﻣــﺎﺗــﻬــﻢ ﻋــﻠــﻰ ﻧــﺤــﻮ ٥٫١ ﻣـﻠـﻴـﻮن ﻻﺟﺊ ﺳـﻮري ﻳﻘﻴﻤﻮن ﻓﻲ اﻟﺒﻼد، ﻋـــﺎدﻳـــﻦ ﻣـــﺎ ﻳــﺠــﺮي اﻵن »ﺗـﻤـﻬـﻴـﺪﴽ ﻟﻌﻮدة اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﻋﻠﻰ دﻓﻌﺎت«.
واﻟـــﺨـــﻄـــﺎب اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻲ ﺗــﺠــﺎه اﻟﺴﻮرﻳﲔ، اﻟﺬي رأى ﻓﻴﻪ ﻧﺎﺷﻄﻮن ﺣﻘﻮﻗﻴﻮن »ﻋـﻨـﺼـﺮﻳـﺔ«، اﺳـﺘـﺪرج ﺧـﻄـﺎﺑـﴼ ﺳــﻮرﻳــﴼ ﻣــﻘــﺎﺑــﻼ، وﺗـﻨـﺎﻣـﻰ »ﺧــﻄــﺎب اﻟــﻜــﺮاﻫــﻴــﺔ« ﻋـﻠـﻰ ﻣـــﺪى ٥ ﺳﻨﻮات ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﻣﻤﺎ اﺳﺘﺪﻋﻰ ﺗــــﺪﺧــــﻼ ﻣــــﻦ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻲ ﻣــــﻴــــﺸــــﺎل ﻋـــــــﻮن ﻗــــﺒــــﻞ ٣ أﺳـــﺎﺑـــﻴـــﻊ ﻟـــــ»إﺧــــﻤــــﺎد« ﺑـــﻌـــﺾ ﻣــــﻦ اﺣــﺘــﻘــﺎن ﺗﻨﺎﻣﻰ ﺑﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ واﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ، واﻧﻔﺠﺮ ﻋﻘﺐ أﺣــﺪاث ﻋـﺮﺳـﺎل ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ.
وﻓﻲ اﻷردن، ﻓﺮض ٤٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﻻﺟــــﺊ ﺳـــــﻮري أﻋـــﺒـــﺎء اﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ وأﻣﻨﻴﺔ وﺛﻘﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ؛ ﻣـﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ وﺷﺒﻜﺔ ﺻــﺮف ﺻﺤﻲ وﻣﻴﺎه وﻃﺮق، وأدى وﺟﻮدﻫﻢ إﻟﻰ اﻧﺘﺸﺎر ﻇﺎﻫﺮة ﻋﻤﺎﻟﺔ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻊ ﻋﺠﺰ اﳌﺪارس ﻋﻦ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﻢ، وﻣﻊ زﻳــﺎدة اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﲔ اﻷردﻧـﻴـﲔ إﻟﻰ ٨١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﺑﺤﺴﺐ اﻹﺣﺼﺎءات اﻟـــﺮﺳـــﻤـــﻴـــﺔ، اﻧـــﺘـــﺸـــﺮت ﺣـــــﺎﻻت ﻣـﻦ اﻟــــﺘــــﺬﻣــــﺮ ﺑـــــﲔ اﻟــــﺸــــﺒــــﺎب اﻷردﻧــــــــﻲ اﻟــﺒــﺎﺣــﺚ ﻋـــﻦ ﻓــﺮﺻــﺔ ﻋــﻤــﻞ، دﻋــﺖ ﻋﺒﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ إﻟﻰ ﻋﻮدة اﻟﻼﺟﺌﲔ إﻟﻰ وﻃﻨﻬﻢ أو ﻣﺨﻴﻤﺎت اﻟﻼﺟﺌﲔ.
أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ، ﺣـﻴـﺚ ﻳﻌﻴﺶ ﻧﺤﻮ ٣ ﻣﻼﻳﲔ ﻻﺟﺊ ﺳﻮري ﺗﺮﻛﺰت أﻋــــﺪاد ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻣـﻨـﻬـﻢ داﺧــــﻞ اﳌـــﺪن، ﻓﻘﺪ ﺑــﺪأت ﺗﻈﻬﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓـﻲ اﻧﺪﻣﺎﺟﻬﻢ ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺑــﺴــﺒــﺐ وﺟــــــﻮد ﺑــﻌــﺾ اﻟــﺸــﺮاﺋــﺢ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺮﻓـﺾ وﺟــﻮدﻫــﻢ. وﻛﺸﻔﺖ اﻹﺣـــــــــﺼـــــــــﺎء ات اﻟــــﺮﺳــــﻤــــﻴــــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ أﺻﺪرﺗﻬﺎ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻓـــﻲ ﻳــﻮﻧــﻴــﻮ )ﺣـــــﺰﻳـــــﺮان( اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﻓﻲ رد ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻠﺔ ﺿﺪ اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﻓــﻲ ﻣــﻮاﻗــﻊ اﻟـﺘـﻮاﺻـﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﻌﻮدﺗﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻼدﻫﻢ، أن ٠٠٣ أﻟﻒ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻤﺎت اﻟـﻼﺟـﺌـﲔ، واﻟـﺒـﺎﻗـﻲ ﻓﻲ اﳌــﺪن؛ ﻣـﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ إﺳﻄﻨﺒﻮل اﻟﺘﻲ ﺗــﻨــﻔــﺮد وﺣـــﺪﻫـــﺎ ﺑــﻨــﺼــﻒ ﻣــﻠــﻴــﻮن ﺳـﻮري ﻳﻘﻴﻤﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻼ ﺣﻮادث ﺗﺬﻛﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ.
وﺳﺠﻠﺖ ﻓـﻲ اﻵوﻧـــﺔ اﻷﺧـﻴـﺮة ﺑــﻌــﺾ اﻟـــﺘـــﻮﺗـــﺮات ﺑـــﲔ ﻣــﻮاﻃــﻨــﲔ أﺗﺮاك وﺳﻮرﻳﲔ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﳌﺸﺎﺣﻨﺎت اﻧﻌﻜﺲ ﺻﺪاﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
)ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ص ٦ و٧(