اﻟﻜﺘﺎﻟﻮج اﻟﻘﻄﺮي!
ﻟﻢ أﺳﺘﻐﺮب وﻟﻢ أﻓﺎﺟﺄ ﻣﻄﻠﻘﴼ ﺑﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﻧﻈﺎم اﻻﻧـﻘــﻼب ﻓـﻲ ﻗﻄﺮ ﺑﺘﺪوﻳﻞ اﻟـﺤـﺞ، ﻓﻬﺬا اﻟﻨﻈﺎم وﻣﻨﺬ وﺻﻮﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﻻ ﻳﺘﻮاﻧﻰ ﻣﻄﻠﻘﴼ ﻋﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻋﻼﻧﻴﺔ وﺳــﺮﴽ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷـﻲء ﻳﻬﺪد أﻣﻦ واﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪﴽ، واﻟــﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﴼ.
ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ اﻷﻣــــﺮ أن أﺣــﺴــﻦ ﻣـــﺎ ﻳـﻤـﻜـﻦ وﺻــﻒ وﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻻﻧﻘﻼب ﻓﻲ ﻗﻄﺮ ﺑﻪ ﻫﻮ ﻋﻦ ﻃــﺮﻳــﻖ ﺧـﺒـﻴـﺮ ﻋـﻠـﻢ اﻟـﻨـﻔـﺲ اﻟـﺸـﻬـﻴـﺮ ﺳﻴﻐﻤﻮﻧﺪ ﻓــــﺮوﻳــــﺪ، ﺑـــــﺪﻻ ﻣـــﻦ اﻟــﻠــﺠــﻮء ﻟــﺘــﻔــﺴــﻴــﺮات ﻋـﻠـﻤـﺎء اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ... إﻧـﻬـﺎ ﻋـﻘـﺪة اﻟﻨﻘﺺ. ﻻ ﻳـﻮﺟـﺪ أﺣﺪ اﻟﻴﻮم ﺑﺴﻌﺎدة ﻗﺎﺋﺪ اﻻﻧﻘﻼب ﻓﻲ ﻗﻄﺮ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺧـﻠـﻴـﻔـﺔ، ﻓـﻬـﻮ ﻳـﻌـﺸـﻖ اﻻﻫــﺘــﻤــﺎم وﻳـﺴـﻌـﻰ ﻃــﻮال ﺣـﻴـﺎﺗـﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ إﻟــﻰ ذﻟـــﻚ، وﻷن ﺣـﺠـﻢ ﺑــﻼده اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻣﺤﺪود، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻣﺤﺪود، ﻗــــﺮر »ﺷـــــــﺮاء« ﻗــﻴــﻤــﺔ ﻟــﻬــﺎ ﻋــﺒــﺮ أن ﻳـــﻜـــﻮن ﻻﻋــﺒــﴼ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز ﻟــﺪور »اﻟـﺸـﺮﻳـﻚ اﳌـﺨـﺎﻟـﻒ«، ﻓﻬﻮ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، وﻟﻜﻨﻪ ﻗﺮر أن ﻳﻌﺎدي اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺆﺳﺴﺔ واﳌﺴﺘﻀﻴﻔﺔ، ﻓﺴﻠﻂ ﻛﻞ ﺷﺮوره ﻋﻠﻰ ﻣـﺼـﺮ، وﻓـﻌـﻞ اﻟـﺸـﻲء ﻧﻔﺴﻪ ﻣـﻊ »إﺧــﻮاﻧــﻪ« أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ، ﻓﻜﺎن ﻳﺘﺼﻨﻊ اﳌـــﺸـــﻜـــﻼت، وﻳـــﻌـــﺪ اﳌــﻜــﺎﺋــﺪ ﺗــﻠــﻮ اﻷﺧــــــﺮى ﺑـﺤـﻖ اﻟـﺒـﺤـﺮﻳـﻦ واﻟـﺴـﻌـﻮدﻳـﺔ واﻹﻣـــــﺎرات. وﻃـﺒـﻌـﺎ ﻧـﺎل ﻛﻞ ﻣﻦ اﻷردن واﳌﻐﺮب وﺗﻮﻧﺲ وﻟﻴﺒﻴﺎ واﻟﻌﺮاق واﻟﻴﻤﻦ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳌﻜﺎﺋﺪ.
ﻫــــﻨــــﺎك »ﻛــــﺘــــﺎﻟــــﻮج« وﻣـــﺮﺟـــﻌـــﻴـــﺔ اﺑــﺘــﺪﻋــﻬــﺎ وﺳﻨﻬﺎ ﻧﻈﺎم اﻻﻧﻘﻼب ﻓﻲ ﻗﻄﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ اﻟﺸﺮﻛﺎء واﻟﺤﻠﻔﺎء، ﺑﺘﺴﻠﻴﻂ اﻷدوات اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﳌـــﺴـــﻤـــﻮﻣـــﺔ ﺿــــﺪﻫــــﻢ، وذﻟــــــﻚ ﺑــــﺈﺑــــﺮاز اﻷﺻــــــﻮات اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻬﻢ وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟـﺪﻋـﻢ اﳌــﺎدي واﳌﻌﻨﻮي ﻟﻬﺎ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻌﻮن اﳌﺴﻠﺢ ﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻣﻌﺎرﺿﺔ وإرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ أرض ﻫﺬه اﻟﺪول ﻹﺛﺎرة اﻻﺿــﻄــﺮاﺑــﺎت واﻟــﻔــﱳ وإﺑـــﺮازﻫـــﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻋﺒﺮ وﺳﺎﺋﻠﻪ وأﺑﻮاﻗﻪ.
ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﻟﻮج اﻟﻘﻄﺮي ﻫـﺬا، ﻫﻨﺎك ﺻﻔﺤﺎت ﻳــــــﺪرك ﻧـــﻈـــﺎم اﻻﻧــــﻘــــﻼب أﻧـــﻬـــﺎ ﺧـــﻄـــﻮط ﺣـــﻤـــﺮاء ﻟﺤﻠﻔﺎﺋﻪ، ﻣﺜﻞ دﻋــﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻹﺧــــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، ودﻋﻢ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﳌﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وﺷـﺮق اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ واﻟﻴﻤﻦ، وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻘﺪة اﻟﻨﻘﺺ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻪ، ورﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ أن ﺗﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﺿــﻮاء ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺜﻤﻦ اﻷﺧــﻼﻗــﻲ ﻟـﺬﻟـﻚ اﻟـﻌـﻤـﻞ. واﻟــﻴــﻮم ﺑﺈﻗﺪاﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺗﺪوﻳﻞ اﻟﺤﺞ ﻳﺪرك ﻧﻈﺎم اﻻﻧﻘﻼب ﻓﻲ ﻗﻄﺮ أﻧﻪ ﻳﻘﻄﻊ ﺧﻂ اﻟﺮﺟﻌﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، وﻫﻲ اﻟـﺪوﻟـﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺣــﺪود ﺑﺮﻳﺔ ﻣﻌﻪ، وأﻛــﺒــﺮ ﺷــﺮﻳــﻚ ﺗــﺠــﺎري، وذات اﻟـﺜـﻘـﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي واﻟـﺪﻳـﻨـﻲ اﻻﺳـﺘـﺜـﻨـﺎﺋـﻲ... ﻛـﻞ ذﻟﻚ ﻳﻀﺤﻲ ﺑﻪ ﻧﻈﺎم اﻻﻧﻘﻼب ﻓﻲ ﻗﻄﺮ ﻷﺟﻞ إرﺿﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻘﺺ وﻏﺮور اﳌﺮاﻫﻘﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪﻳﻪ.
إﻧﻨﺎ أﻣﺎم ﻣﺸﻬﺪ »ﻧﻴﺮوﻧﻲ« ﻣﻌﺎﺻﺮ وﺣﺪﻳﺚ؛ ﺣـﺎﻛـﻢ ﻳـﺤـﺮق ﺑـﻠـﺪه ﻹرﺿـــﺎء ﻏــﺮوره وذاﺗـــﻪ. ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻴﺎﺳﺎت، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ وﺑﺎﻣﺘﻴﺎز. ﻛــﻢ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ واﻟﺤﻘﺪ واﻟﺘﺂﻣﺮ اﻟـﺬي ﻳﺘﻜﺸﻒ ﻳﻮﻣﻴﴼ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻈﺎم اﻻﻧﻘﻼب ﻓﻲ ﻗﻄﺮ ﺑﺤﻖ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻣﺼﺮ واﻹﻣـــﺎرات واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ، ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻔﺰﻋﴼ وﻣﻘﺰزﴽ، وﻟﻜﻨﻪ ﻣﺨﻴﻒ، ﻛﻢ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ اﻟﺴﻜﻮت ﻋﻦ رﺟﻞ »ﺳﻴﻜﻮﺑﺎﺗﻲ« ﻃﻮال ﻫﺬه اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ؟!
ﻧــﻈــﺎم اﻻﻧــﻘــﻼب ﻓــﻲ ﻗـﻄـﺮ ﺗــﻌــﻮد ﻋـﻠـﻰ ﺷــﺮاء اﻟـــﺬﻣـــﻢ، وأن ﻟــﻜــﻞ ﺷــــﻲء ﺛــﻤــﻨــﴼ، ﻫــــﺬا ﻫـــﻮ اﻟــﺨــﻂ اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﺬي اﺧﺘﺎر اﻟﺴﻴﺮ ﻓﻴﻪ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﻄﺎن؛ ﺑـﻞ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻟﺪﻳﻪ ﻣـﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻧﻔﺴﻪ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺎرﺳﻪ ﺑﺎﻗﺘﺪار ﻟﺴﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪﴽ.
ﺻــﺤــﻴــﺢ أن اﳌــﻘــﻮﻟــﺔ اﳌــــﻜــــﺮرة ﻫـــﻲ أن ﻗـــﺮار اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺟﻬﴼ ﺿـﺪ ﺷﻌﺐ ﻗﻄﺮ، وإﻧﻤﺎ ﺿﺪ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻧﻈﺎم اﻻﻧﻘﻼب ﻓﻴﻬﺎ، وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺐ ﻗﻄﺮ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﺆال ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وﺻﺪق؛ ﻫـﻞ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﻨﻈﺎم ﺑـﻼ أﺧــﻼق وﻻ ﺿﻤﻴﺮ، ﻳﺤﺮق ﺑﻼده ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ؟ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﻼء ﻗﻄﺮ.