}ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ{ ﻟﻴﺲ أﻛﺒﺮ ﻣﺨﺎوف اﳌﺼﺮﻓﻴﲔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ
ﻳـــﻮد اﻟــﻘــﻄــﺎع اﳌــﺼــﺮﻓــﻲ ﻓــﻲ ﺑـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺎ ﻟﻮ ﺗـﺠـﺎﻫـﻞ زﻋــﻴــﻢ ﺣـــﺰب اﻟــﻌــﻤــﺎل. وﻟـﻜـﻨـﻪ إن ﺗـﻮﻟـﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ ذات ﻳﻮم، ﺳﻮف ﻳﺘﻤﻨﻮن ﻟﻮ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻟﻪ ﺟﻴﺮاﻧﴼ ﻃﻴﺒﲔ.
ﻟــﻴــﺲ ﻣــﺴــﺘــﻐــﺮﺑــﴼ أﻧــﻬــﻢ ﻟـــﻢ ﻳــﺘــﺤــﺪﺛــﻮا ﻗــﻂ: أﺣﺪﻫﻢ ﻳﺮﺗﺪي ﺳﺘﺮات أﻧﻴﻘﺔ وﻣﺼﻤﻤﺔ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ إﻳﻄﺎﻟﻴﺔ رﻗﻴﻘﺔ، واﻵﺧﺮ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ أﺑﺪﴽ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﳌﻮﺿﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ. ﻛﺎﻧﺖ داﺋﺮة زﻋﻴﻢ ﺣﺰب اﻟﻌﻤﺎل ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ ﻛﻮرﺑﲔ ﻓﻲ ﻏﻴﺴﻠﻨﻐﺘﻮن ﻋﻠﻰ أﻋﺘﺎب »ﺳـﻴـﺘـﻲ أوف ﻟــﻨــﺪن«، ﻗـﻠـﺐ اﳌـــﺎل واﻷﻋـــﻤـــﺎل ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، وﻟﻜﻦ ﻫـﺆﻻء اﻟﺠﻴﺮان ﻗﻠﻤﺎ ﻳﺮﺑﻄﻬﻢ ﺷﻲء واﺣﺪ. وﻻ ﺑﺪ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻮاﻗﻊ أن ﻳﺘﻐﻴﺮ.
ﻛــﺎن اﻟﺴﻴﺪ ﻛـﻮرﺑـﲔ ﻳﺘﺼﺎرع ﻓـﻲ اﻟﺼﻴﻒ اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﻷﺟــــﻞ اﻟــﺤــﻔــﺎظ ﻋــﻠــﻰ ﻣـﻨـﺼـﺒـﻪ ﻛـﺰﻋـﻴـﻢ ﻟﻠﺤﺰب. أﻣــﺎ اﻵن، ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ زﻋﻴﻢ ﺣــﺰب اﻟﻌﻤﺎل اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﻔﻮق ﺣﺪ اﻟﻴﺴﺎر اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﺣﺰﺑﻪ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ وﻳﺰداد زﺧﻤﻪ ﻟـﺪى أﺑﻨﺎء اﻟﻄﺒﻘﺔ اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟـﺬي ﻳﻔﺘﻘﺮ ﻓﻴﻪ اﳌﺤﺎﻓﻈﻮن إﻟﻰ أﻣـﺎرات اﻟــﻘــﻴــﺎدة اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﻴـﺔ اﻟــﻔــﺎﻋــﻠــﺔ، واﳌـــﻮﻗـــﻒ اﳌــﻮﺣــﺪ اﳌﻨﺴﻖ ﺣﻴﺎل اﻟـﺨـﺮوج ﻣـﻦ اﻻﺗـﺤـﺎد اﻷوروﺑـــﻲ. وﺻﺎر اﻟﺴﻴﺪ ﻛﻮرﺑﲔ ﻳﻘﻀﻲ اﻟﺼﻴﻒ ﻓﻲ ﻋﺒﺎء ة اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ، إذ ﻳﺠﻮل وﻳﺼﻮل ﺑﲔ رﺑﻮع اﻟـﺒـﻼد ﻟـﻌـﺮض ﻗﻀﻴﺘﻪ وﻓﻜﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ اﳌﻬﻤﺸﲔ ورﺑﻤﺎ اﳌﺤﺘﻤﻠﲔ ﻛﺬﻟﻚ.
وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺄن »ﺳﻴﺘﻲ أوف ﻟﻨﺪن«، ﺗــﺴــﺎورﻫــﺎ اﳌــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﳌــﺨــﺎوف ﺑـﺸــﺄن اﻟـﺨـﺮوج اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻲ وﺗــﺪاﻋــﻴــﺎﺗــﻪ. وﻋــﻠــﻰ ﻧــﺤــﻮ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻇﻬﺮ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟـﺬي ﻟﻢ ﻳﺒﺪ أﻳـﺔ ﺷﻬﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ أو ﺗﻌﻄﺶ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ. وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣـﺪ ﺗﺠﺎﻫﻞ اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻗﻴﺎم اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﺤﺖ زﻋﺎﻣﺔ ﻛــﻮرﺑــﲔ، ﺑـﺮﻏـﻢ أﻧــﻪ اﺣـﺘـﻤـﺎل ﺑﻌﻴﺪ اﳌــﻨــﺎل ﺣﺘﻰ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻵﻧﻴﺔ.
وﻛـــﺎن ﻛــﻮرﺑــﲔ واﺿــﺤــﴼ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓــﻲ رؤﻳـﺘـﻪ ﻟـﻠـﺼـﻨـﺎﻋـﺔ اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ اﻟــﻘــﻮﻳــﺔ وﻟــﻜــﻦ ﺑــﺼــﻮرة ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ، وﻟﻘﺪ ﺗﻌﻬﺪ ﺑﻤﺆاﺧﺬة أوﻟﺌﻚ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻋﻦ اﻷزﻣﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ. ﻛﻤﺎ ﻳﺨﻄﻂ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻔﺮض ﺳﻴﺎﺟﴼ ﻗـــﻮﻳـــﴼ ﺑـــﲔ اﻻﺳــﺘــﺜــﻤــﺎر واﻟـــﺨـــﺪﻣـــﺎت اﳌــﺼــﺮﻓــﻴــﺔ ﻟﻸﻓﺮاد.
وﻟــﻌــﻞ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﺎ ﻳـﺒـﻌـﺚ ﻋــﻠــﻰ اﻻﻧـــﺰﻋـــﺎج ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟــﺬي ﻳﻌﺪ ﻣـﻦ أﺑــﺮز اﻟﻼﻋﺒﲔ اﻟﻌﺎﳌﻴﲔ اﳌﺆﺛﺮﻳﻦ ﻓـﻲ ﺗـﺠـﺎرة اﻟﺨﺪﻣﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻷﺧــﺮى، ﻫـﻮ رﻏﺒﺘﻪ ﻓـﻲ إﻗــﺮار اﻟـﻀـﺮاﺋـﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺎﻣﻼت اﳌﺎﻟﻴﺔ. وﻳﻨﻄﻠﻖ ذﻟﻚ ﺻﻮب اﻋﺘﻘﺎد ﻛﻮرﺑﲔ ﺑﺄن ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮازن ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ ﻗﻄﺎع اﻟﺨﺪﻣﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ.
وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻤﻘﺘﺮح »ﺿﺮﻳﺒﺔ روﺑﲔ ﻫﻮد« ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﺪى وزﻳﺮ اﻟﺨﺰاﻧﺔ اﻟﻌﻤﺎﻟﻲ ﺟﻮن ﻣﺎﻛﺪوﻧﻴﻞ، اﻟﺬي ﻣﻦ اﳌﻔﺘﺮض أن ﻳﺤﺘﻞ ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺒﺮ ﻣﻨﺎﺻﺐ اﻟﺒﻼد ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﻤﺎﻟﻴﺔ. وﻟﻘﺪ ذﻫﺐ ﻣﺎﻛﺪوﻧﻴﻞ إﻟﻰ ﺑﻮرﺻﺔ ﻟﻨﺪن ﻣﺆﺧﺮﴽ ﻟﻠﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ردود اﻟﻔﻌﻞ ﺣﻮل ﻣﻘﺘﺮﺣﺎت اﳌﺼﺎرف.
و»ﺿـﺮﻳـﺒـﺔ روﺑـــﲔ ﻫـــﻮد« ﻟﻴﺴﺖ ﻣــﻦ ﺑﻨﺎت أﻓـﻜـﺎر ﺣــﺰب اﻟﻌﻤﺎل رﻏــﻢ ﻛـﻞ ﺷــﻲء، ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﻣﻨﺬ أن اﻗﺘﺮﺣﻬﺎ ﺟﻮن ﻣﺎﻳﻨﺎرد ﻛﻴﻨﺰ أول اﻷﻣـﺮ. وﻟﻘﺪ ﺑﺬل اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــﻲ ﺟﻬﻮدﴽ ﺧﻼل ﺳﺖ ﺳﻨﻮات ﻣﺤﺎوﻻ ﻓﺮض ﺿﺮﻳﺒﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ أﺧﻔﻖ ﻓﻲ ﺗﺄﻣﲔ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻣﻦ ﺑﻠﺪان اﻻﺗﺤﺎد )وﺑﻌﺪ اﻟﺒﺮﻳﻜﺴﺖ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ذات أﻫﻤﻴﺔ ﳌﺆﻳﺪﻳﻬﺎ اﻷواﺋــﻞ، ﻓﺮﻧﺴﺎ وأﳌﺎﻧﻴﺎ(. وﺗﻔﺮض ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺿﺮﻳﺒﺔ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ رﺳــــﻢ اﻟــﺪﻣــﻐــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺷــــﺮاء اﻷﺳـــﻬـــﻢ وﺗــﺪاوﻟــﻬــﺎ. وﻳﺮﻏﺐ ﺣﺰب اﻟﻌﻤﺎل ﻓﻲ ﻣﺪ ﻣﻈﻠﺔ ﻫﺬه اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﻟﺘﺸﻤﻞ اﻟﺴﻨﺪات واﳌﺸﺘﻘﺎت. وﻳﺰﻋﻢ اﻟﺤﺰب أن ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮة ﺳﻮف ﺗﻮﻓﺮ ٨٩٫٣٣ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻋﺒﺮ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﺑﺮﳌﺎﻧﻴﺔ. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻫﺬه اﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺗﻘﻒ وراءﻫــﺎ أﺳﻤﺎء رﻓﻴﻌﺔ اﳌﺴﺘﻮى وﻋــﺪد ﻣـﻦ اﻟـﺒـﻠـﺪان ﺗﻄﺒﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑـﺼـﻮرة أو ﺑـﺄﺧـﺮى، ﻓـﺈن اﻷدﻟــﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺳـﻮف ﺗﺤﻘﻖ أي ﻣﻦ اﻟﻬﺪﻓﲔ ﻻ ﺗﺰال واﻫﻴﺔ.
وﺧﻠﺼﺖ دراﺳﺔ ﻟﻠﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي اﻟﻬﻮﻟﻨﺪي ﺣــﻮل ﻓـﻜـﺮة اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑـــﻲ إﻟــﻰ أﻧـﻬـﺎ ﺳﻮف ﺗﺒﻄﺊ ﻣـﻦ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي ﻣـﻦ دون اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻠﺒﺎت. ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻴﺮ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ ﻓﻲ ذات اﳌﺠﺎل إﻟﻰ ﺗﻮﺧﻲ اﻟﺤﺬر.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻮرﺑﲔ، ﻓﺈن أي ﺷﻲء ﻳﺆدي إﻟــﻰ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺣـﺠـﻢ اﻟـﻘـﻄـﺎع اﳌــﺎﻟــﻲ، ﻛـﻤـﺎ ﺳـﻮف ﻳﺼﻨﻊ اﻟﺨﺮوج اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻓﻬﻮ ﻣﺠﺮد ﻣﻴﺰة وﻟﻴﺲ ﺧﻠﻼ.
إن ﻃﺮح إﻋــﺎدة اﻟﺘﻮازن ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻮرﺑﲔ ﻟﻴﺲ ﺧﻄﺄ، ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎت ﺣﺰب اﳌﺤﺎﻓﻈﲔ ﻛﺬﻟﻚ. وﻟﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻸﻣﺮ أن ﻳﺤﺪث ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﺬب رؤوس اﻷﻣﻮال إﻟﻰ ﻣﺮاﻛﺰ ﻣﺎﻟﻴﺔ أﺧﺮى ﻣﻊ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻻﺑﺘﻜﺎر واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر – وﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﻋـﺎﻗـﺔ واﺣـــﺪة ﻣـﻦ أﻛـﺜـﺮ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت ﻧﺠﺎﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺧﻔﻀﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣــﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻋـﺒـﺮ اﻟـﺘـﺼـﻮﻳـﺖ ﻟـﺼـﺎﻟـﺢ اﻟــﺨــﺮوج اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻲ، ﻓـــﺈن اﳌــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟـــﺠـــﺮوح اﻟــﺬاﺗــﻴــﺔ ﺳﻮف ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﻗﺴﻮة. وﻫﻨﺎك ﺣﺠﺔ، ﻣﻦ ﺑﲔ ﺣﺠﺞ أﺧﺮى، ﺗﻘﻮل إن »ﺳﻴﺘﻲ أوف ﻟﻨﺪن« ﺳﻮف ﺗﺤﺘﺎج إﻟـﻰ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟـﻰ ﻛﻮرﺑﲔ وإﻟـﻰ اﻟـﺮأي اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق أوﺳﻊ.
وإذا ﺗــﻤــﻜــﻦ اﻟــﺴــﻴــﺪ ﻛـــﻮرﺑـــﲔ ﻓـــﻲ ﺧــﺎﺗــﻤــﺔ اﳌـﻄـﺎف ﻣـﻦ ﻗـﻴـﺎدة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮن ودودﴽ وﻟـﻄـﻴـﻔـﴼ ﻛـﻤـﺎ ﻛــﺎن ﺗــﻮﻧــﻲ ﺑـﻠـﻴـﺮ ﻣــﻦ ﻗــﺒــﻞ، وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن أﻳﻀﴼ ﺻﺎرﻣﴼ أﻣـﺎم اﻟﺤﺠﺞ واﻹﻗﻨﺎع. ﻟﻘﺪ ﺷﻮﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﻣﺮﺗﺪﻳﴼ اﻟﻘﻤﺼﺎن اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﻨﺎﺻﻌﺔ ﻣﻊ رﺑﻄﺎت اﻟﻌﻨﻖ اﻟﺤﻤﺮاء ﻓﻲ اﳌﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة، وﻟﻘﺪ أﻇﻬﺮ ﻗـﺪرﴽ ﻣﺆﺛﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺒﺮاﻏﻤﺎﺗﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ دﻋﺘﻪ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ. ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﺟﺎر »ﺳﻴﺘﻲ أوف ﻟﻨﺪن« ﻏﻴﺮ اﻟــﻮدود، ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺷﻲء، ﻣﺠﺮد ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺤﻨﻚ. وﻟﻘﺪ ﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺠﺎذﺑﺎ أﻃﺮاف اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺳﻮﻳﴼ.
* ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ »ﺑﻠﻮﻣﺒﻴﺮغ«