ﻣﺎس وذﻫﺐ و٦ أﻛﺘﻮﺑﺮ

ﻓــــﻲ ٧٢ ﻳـــﻮﻟـــﻴـــﻮ )ﺗـــــﻤـــــﻮز( اﳌــــﺎﺿــــﻲ ﻧــﺸــﺮت »اﻷﻫـــﺮام« اﻟﺨﺒﺮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: »ﻧﺠﺤﺖ ﻣﺒﺎﺣﺚ أﻣﻦ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻓﻲ ﺿﺒﻂ إﻣﺒﺮاﻃﻮر ﺳﺮﻗﺔ اﳌﻨﺎزل ﺑﻌﺪ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﻊ ﺛﺮوة ﺗﻘﺪر«.. ﺑﻜﺎم، ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ؟ أﻛﻤﻞ اﻟﻘﺮاء ة: »ﺑـ٠٨ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ«! ﺻﺮﻓﺖ اﻟﺜﺮوة، داﺋﻤﴼ وﻓﻘﴼ ﻻﻋﺘﺮاﻓﺎت اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر وﺷﺮﻳﻜﻪ، ﻋﻠﻰ ﺷــﺮاء ﺑﻌﺾ اﳌﺘﻔﺮﻗﺎت: ٣١ ﻣﺤﻼ ﺗﺠﺎرﻳﴼ، و٢١ ﺷﻘﺔ، وﻗﻄﻊ أراض ﻟﻠﺒﻨﺎء ﻓﻲ ﻣﺤﻠﺔ ٦ أﻛﺘﻮﺑﺮ، وﺷـــﻬـــﺎدات اﺳــﺘــﺜــﻤــﺎر ﺑــــ٤ ﻣــﻼﻳــﲔ ﺟــﻨــﻴــﻪ. وأﻣـــﺎ اﳌـﺴـﺮوﻗـﺎت ﻣـﻦ اﻟـﺠـﻮاﻫـﺮ واﻟـﺬﻫـﺐ واﳌـــﺎس، ﻓﻘﺪ ﺣﻔﻈﻬﺎ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر ﻓﻲ ﺧﺰﻧﺎت أﺣﺪ اﻟﺒﻨﻮك.

أﻳﻦ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻜﺒﻴﺮ: ﻫﻞ ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﺮﻗﺔ؟ ﻓﻲ أن ﻳﺠﻤﻊ ﻋﺎﻃﻼن ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ، ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻣﺜﻞ ﻣﺼﺮ، ٠٨ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ، ﻣﻦ دون أن ﻳﺸﻌﺮ أﺣﺪ ﺑﺬﻟﻚ، أو ﻓﻲ أن ﻳﺸﺘﺮي أﺣﺪﻫﻤﺎ اﻷراﺿﻲ ﻓﻲ ٦ أﻛﺘﻮﺑﺮ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺒﺎر أﺛﺮﻳﺎء ﻣﺼﺮ، ﻣﻦ دون أن ﺗﺴﺄﻟﻪ اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ﻛﻴﻒ ﺟﻤﻊ ﻛﻞ »ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻮد«؟

أﻋــــﺮف أﻧـــﻪ ﻟــﻴــﺲ ﻟـــﺪى ﺳــﻴــﺎدﺗــﻚ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺰازﻳﺮ. وأن ﻓﻲ رأﻳﻚ - ﻛﻤﺎ ﻓﻲ رأﻳﻲ - اﻟﻔﻈﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺮﻗﻢ: ٠٨ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ. ﻟﻜﻦ ﻻ. ﻧﺤﻦ أﻫﻞ اﳌﻬﻨﺔ ﻻ ﻧﺘﺪﺧﻞ إﻻ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻬﺎ. وﻻ ﺑﺪ أن ﻣﺤﺮر اﻷﺧـﺒـﺎر اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ »اﻷﻫﺮام« ﻧﺎﺷﺊ. وإﻻ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺼﻒ ٠٨ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﺛــﺮوة«؟ إﻧﻬﺎ ﻳﺎ ﻣﻮﻻي ﻛﻨﺰ ﻣﻦ ﻛﻨﻮز »أﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ وﻟﻴﻠﺔ«، وروﺑﻦ ﺳﺎن ﻛﺮوزو وﻓﺎﻧﻮس ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ. وﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﻫﺬا اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻷن ﻳﺪﺧﻞ ﺟﻨﺎت ﻣﺠﻠﺔ »ﻓﻮرﺑﺲ« وﻣﺮﺗﺒﺔ ﺑﻴﻞ ﻏﻴﺘﺲ وﻛﺎرﻟﻮس ﺳﻠﻴﻢ. ﺛﺮوة؟ ﺷﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة وأراض ﻓﻲ ٦ أﻛﺘﻮﺑﺮ وﻣـﺎس وﻵﻟﺊ، و٠٨ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ، وﻛﻞ دا ﺛﺮوة؟

ﻟﻢ أﻗﻞ ﻟﺠﻨﺎﺑﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻔﺎﺿﺢ. إﻧﻪ أن ﻳﺒﺪأ اﻟﺰﻣﻴﻞ اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻓﻲ »اﻷﻫﺮام« اﻟﺨﺒﺮ ﺑــﺎﻟــﻘــﻮل: »ﻧـﺠـﺤـﺖ ﻣـﺒـﺎﺣـﺚ أﻣـــﻦ اﻟــﻘــﺎﻫــﺮة«. أﻳـﻦ ﻻﺣــﻈــﺘــﻢ ﳌــﻌــﺎن اﻟــﻨــﺠــﺎح؟ ﻟــﻘــﺪ ﻗـــﺎم اﻹﻣــﺒــﺮاﻃــﻮر وﺷــﺮﻳــﻜــﻪ ﺑـــــ١٤ ﺳـــﺮﻗـــﺔ، واﺣــــﺪ ﻳــﺴــﺮق وﻳــﺤــﻤــﻞ، وواﺣــــﺪ ﻳـــﺮاﻗـــﺐ، وﺟــﻤــﻊ ﻛـﻼﻫـﻤـﺎ ﻛــﻨــﺰﴽ ﺑﺜﻤﺎﻧﲔ ﻣــﻠــﻴــﻮن ﻟــﺤــﻠــﻮح ﻗــﺒــﻞ أن ﺗـﻘـﺒـﺾ اﳌــﺒــﺎﺣــﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺼﲔ اﳌﻠﻴﻮﻧﻴﺮﻳﻦ.

ﻻ اﳌــﺒــﺎﺣــﺚ ﻧـﺠـﺤـﺖ وﻻ اﳌــﺤــﺮر اﻟـﻘـﻀـﺎﺋـﻲ ﻓـﻲ »اﻷﻫــــﺮام« ﻋــﺮف ﻛﻴﻒ ﻳـﺒـﺪأ اﻟﺨﺒﺮ. ﻓﺎﻟﻮاﻗﻊ »أن ﻣـﺒـﺎﺣـﺚ أﻣـــﻦ اﻟــﻘــﺎﻫــﺮة اﺳــﺘــﻄــﺎﻋــﺖ، أﺧــﻴــﺮﴽ، إﻟــﺤــﺎق اﻟـﻬـﺰﻳـﻤـﺔ ﺑــﺎﻹﻣــﺒــﺮاﻃــﻮر، ﻗـﺒـﻞ أن ﻳﻮﺳﻊ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺘﻪ إﻟﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺣﻮض اﻟﻨﻴﻞ.