ﻣﻦ دون ﺗﺄﺷﲑة

ﻓﻲ ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻧﻄﻠﻖ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻀﺨﻤﺔ واﻟﺠﺒﺎرة اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪف إﻟـﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﳌﻜﺎن وﺧﺪﻣﺔ اﻟﺒﺸﺮ، وﻣـﻊ ذﻟﻚ ﻧﻀﻊ ﻣـﻦ اﻟـﻘـﻮاﻧـﲔ ﻣـﺎ ﻳﻌﻄﻠﻬﺎ، ﻓﻤﺜﻼ ﻧـﺤـﺎول ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺑﻀﺎﺋﻌﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ وﻧﻌﺮﻗﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟـﺸـﺪﻳـﺪة أو ﺑﻌﺪم ﺗﻬﻴﺌﺔ اﻟـﺨـﺪﻣـﺎت اﻟﻠﻮﺟﻴﺴﺘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻞ ﻧﺠﺎح ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة.

ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، أﻃﻠﻖ اﻷﺳـﺒـﻮع اﳌﺎﺿﻲ ﻧﺎﺋﺐ اﳌﻠﻚ اﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﻣﺸﺮوع اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ وﻫــــﺬا اﳌـــﺸـــﺮوع اﻟـﻀـﺨـﻢ اﻟــــﺬي ﻳـﻘـﻊ ﻋـﻠـﻰ ٤٣ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا ﻣﺮﺑﻌﺎ ﺳﻴﻨﻤﻲ اﳌﻜﺎن واﻹﻧﺴﺎن، ﻟﻦ أﺗﺤﺪث ﻋﻦ اﳌﺸﺮوع، ﻓﺘﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ذﻛﺮت ﻓﻲ ﻧﺸﺮة ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﳌﺸﺮوع.

ﻣــﺎ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﻫــﻮ ﺗﻬﻴﺌﺔ أﺳــﺒــﺎب اﻟـﻨـﺠـﺎح ﻗﺒﻞ إﻃــﻼق اﳌﺸﺮوع، ﻓﻤﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﻨﺠﺎح ﻣﺎ أﻋﻠﻦ أن اﻟﺰوار أو اﻟﺴﻴﺎح ﺳﻴﻘﺪﻣﻮن ﻟﻠﻤﻜﺎن ﻣﻦ دون ﺗﺄﺷﻴﺮة، ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻋﺮف ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑـﺼـﻌـﻮﺑـﺔ اﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋـﻠـﻰ ﺗــﺄﺷــﻴــﺮة، وﻓـــﻲ رأﻳـــﻲ أن ﻫـﺬا ﻫﻮ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﳌﺸﺮوع أﻣﺎ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺠﺪﻳﺪ، ﻷن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻘﻮﻣﺎت ﻧﺠﺎح ﻫـﺬا اﳌـﺸـﺮوع، ﻓﺎﳌﻜﺎن ﺑﺸﻌﺒﻪ اﳌﺮﺟﺎﻧﻴﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎل، واﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﻤﻠﻚ اﳌﺎل وﻗﺎدرة ﺑﻜﻮادرﻫﺎ ﻋﻠﻰ إدارة اﳌﺸﺮوع.

اﳌﺸﺮوع ﺳﻴﻌﻄﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻀﺎﻓﺔ ﻟﻠﻤﻜﺎن، ﻓﻤﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﺮﺗﻔﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻌﻘﺎرات اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﳌﺸﺮوع، واﳌﺸﺮوع ﺳــﻴــﻮﻓــﺮ ٩٣ أﻟــــﻒ وﻇــﻴــﻔــﺔ وﻃــﺒــﻴــﻌــﻲ أن ﺗـــﻜـــﻮن أوﻟـــﻮﻳـــﺔ اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻟﺴﺎﻛﻨﻲ اﳌﻜﺎن، أي أن أﻫﺎﻟﻲ اﻟﻮﺟﻪ وأﻣﻠﺞ ﻟﻦ ﻳﻐﺎدروا ﻣﻜﺎﻧﻬﻢ وﻟﻦ ﻳﻬﺎﺟﺮوا ﻟﻠﻤﺪن اﳌﺠﺎورة ﻟﻬﻢ، ﺑﻞ إن اﻟﻔﺮص اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺎدى ﺑﻪ ﻋﻠﻤﺎء اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ، أي ﺗﺄﻣﲔ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺮى واﳌﺪن اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻬﺎﺟﺮ أﻫﻠﻬﺎ وﺗﺘﻀﺨﻢ اﳌﺪن وﻳﻜﻮن اﻟﺘﻤﺮﻛﺰ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺤﺪدة، ﺑﻞ إن ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳌﺸﺮوع ﺳﺘﻜﻮن ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺬب ﻟﻠﺸﺒﺎب واﻟﺸﺎﺑﺎت ﻓﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻤﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺆﻫﻞ ﺳﻴﺠﺪ وﻇﻴﻔﺔ ﺗﻨﺎﺳﺒﻪ وﺻﺎﺣﺐ اﳌﺆﻫﻞ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﺳﻴﺠﺪ وﻇﻴﻔﺔ ﺗﻨﺎﺳﺒﻪ.

وإذا ﻗﻠﻨﺎ إن اﳌﺸﺮوع ﺳﻴﺆﻣﻦ ٩٣ أﻟﻒ وﻇﻴﻔﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺨﺪم ﻧﺤﻮ ٠٠٢ أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن ﻛﻞ ﺻﺎﺣﺐ وﻇﻴﻔﺔ ﺳﻴﻜﻮن أﺳﺮة ﻳﺘﺮاوح ﺗﻌﺪادﻫﺎ ﻣﻦ ٥ - ٦ أﺷﺨﺎص. واﳌــــﺸــــﺮوع ﺳــﻴــﺤــﺮك ﻋــﺠــﻠــﺔ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد ﻓــﺎﳌــﺸــﺮوع ﺑﻜﺮ واﳌـﻮﻗـﻊ ﻳﺤﺘﺎج ﻟﺒﻨﻴﺔ ﺗﺤﺘﻴﺔ ﺟﺒﺎرة ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻗﻄﺎع اﻹﻧــﺸــﺎءات ﻳﺘﺤﺮك ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣـﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ إﻟــﻰ اﻹﺳﻤﻨﺖ إﻟﻰ اﳌﻘﺎوﻻت إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ، ﻫﺬا ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻹﻧﺸﺎء أﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻛﺘﻤﺎل اﳌﺸﺮوع ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺆﻣﻦ وﻇﺎﺋﻒ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻈﻮرة ﻟﺸﺒﺎب اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﺑﺎﺋﻌﻲ اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ واﻟـﺼـﺮاﻓـﲔ، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﺳﻴﺆﻣﻦ وﻇﺎﺋﻒ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﺜﻞ وﻇﺎﺋﻒ دور اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ واﳌﻄﺎﻋﻢ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺴﺎﺋﺢ. ﻗﻠﺖ ﻓﻲ اﳌﻘﺪﻣﺔ إن ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻧﺠﺎﺣﻪ واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ زﻳﺎرة اﳌﻜﺎن دون ﺗﺄﺷﻴﺮة.

وﺣﺎﻟﻴﺎ وﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﺖ ﻓﺈن اﻟﻘﺪوم ﻣﻦ دون ﺗﺄﺷﻴﺮة ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻘﺼﻮرا ﻋﻠﻰ زﻳﺎرة اﳌﻜﺎن، وﻣﺎ أﺗﻤﻨﺎه أن ﻧﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﺢ ﻫﺬا اﻻﻣﺘﻴﺎز ﻟﻴﺸﻤﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى أو ﺣﺘﻰ اﻟﺘﺠﻮل ﻓـﻲ أﻧـﺤـﺎء اﳌﻤﻠﻜﺔ وﻣﻤﻜﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒﻼد ﻣﻦ اﳌﺘﻼﻋﺒﲔ ﺑﺎﻟﺘﺄﺷﻴﺮات ﺑﺘﻐﻠﻴﻆ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻣﻞ اﻟﺘﺄﺷﻴﺮة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﺷﺮوﻃﻬﺎ وﻋﻠﻰ اﺑﻦ اﻟﺒﻠﺪ اﻟــﺬي ﻳﺤﺎول اﻟﺘﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎدم وﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻘﺪم ﺗﺴﻬﻴﻼت ﻟﻠﺴﺎﺋﺢ اﻟﺠﺎد وﻧﺤﻤﻲ اﻟﺒﻼد ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻟﻔﺔ.