ﻋﻨﺼﺮ ﻋﺮاﻗﻲ ﻓﻲ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت إﻳﺮاﻧﻴﺔ: ﺧﺪﻋﺖ ﻣﺮﺗﲔ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ﺑﺴﻮرﻳﺎ
ﲢﺪث ﻟـ ﻋﻦ رﺣﻠﺘﻪ إﻟﻰ ﺑﻐﺪاد وﻋﺒﺎدان ﰒ دﻣﺸﻖ وﺣﻠﺐ
ﻳــﻘــﻠــﺐ أﻳـــﺎﻣـــﻪ ﺑـﻀـﺠـﺮ ﻓـــﻲ ﻣـﻨـﺰل أﺳــﺮﺗــﻪ اﳌــﺘــﻮاﺿــﻊ ﻓــﻲ ﺣــﻲ ﻓـﻘـﻴـﺮ ﻓﻲ ﻃﺮف ﺑﻐﺪاد، وﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻨﺪوب اﻟـﻌـﻤـﻴـﻘـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺧــﻠــﻔــﺘــﻬــﺎ ﻓـــﻲ ﺟـﺴـﺪه ﻧﺪوب »اﻟﺤﺮوب ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ« ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻬﺠﻮم ﺑﺼﺎروخ ﺣﺮاري ﻓﻲ رﻳﻒ ﺣﻠﺐ، أدى إﻟﻰ ﺟﺮوح ﻋﻤﻴﻘﺔ، أﺻــﺎﺑــﺖ ﻋـﻴـﻨـﻴـﻪ وأذﻧـــﻴـــﻪ وﻛـــﻒ ﻗـﺪﻣـﻪ وﺳﺎﻗﻪ اﻟﻴﻤﻨﻰ وإﺣﺪى ﻳﺪﻳﻪ.
ﻟﻜﻨﻪ ﻣــﻊ ذﻟـــﻚ، ﻳﺸﻌﺮ ﺑـﻨـﻮع ﻣﻦ ﺣــﺴــﻦ اﻟــﻄــﺎﻟــﻊ، إذ إﻧـــﻪ ذﻫـــﺐ ﻣـــﻊ ٥١ ﻋـﻨـﺼـﺮﴽ ﻓــﻲ ﻣـﻬـﻤـﺔ ﻗـﺘـﺎﻟـﻴـﺔ، ﻓــﻲ رﻳـﻒ ﺣـــﻠـــﺐ... وﻋـــــﺎد ﻣـــﻊ ﺛــﻼﺛــﺔ ﻣـــﻦ رﻓــﺎﻗــﻪ أﺧﻄﺄﻫﻢ اﻟﺴﻬﻢ، ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻘﻲ اﻵﺧــﺮون ﺣﺘﻔﻬﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺎروخ.
ﻟـــﻴـــﺲ ﻟـــــــــــ»ح.ع« ﺣــــﻆ ﻛــﺒــﻴــﺮ ﻓـﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، وﺑﺎﻟﻜﺎد أﻛﻤﻞ ﺑﻌﺾ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟــﺪراﺳــﻴــﺔ اﻻﺑـﺘـﺪاﺋـﻴـﺔ، أﻫــﻠــﺘــﻪ ﻟـﻘـﺮاءة اﻹﻋــــﻼﻧــــﺎت اﻟــﺤــﺮﺑــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻧـﺸـﺮﺗـﻬـﺎ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﺴﻠﺤﺔ، ﻓﻲ اﻟﺤﻲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻟﺘﻄﻮع ﻟﻠﻘﺘﺎل ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ.
ﻛﺎن ﻗﺮأ إﻋﻼﻧﴼ ﻟـ »ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻨﺠﺒﺎء« اﻟـﺘـﻲ أﺳﺴﻬﺎ وﺗﺰﻋﻤﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ أﻛـﺮم اﻟﻜﻌﺒﻲ ﺑﻌﺪ اﻧﺸﻘﺎﻗﻪ ﻋـﻦ »ﻋﺼﺎﺋﺐ أﻫﻞ اﻟﺤﻖ« ﻋﺎم ٣١٠٢، وﻗﺮر اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑـــــﻬـــــﺎ. وﻳــــــﻘــــــﻮل »ح.ع« ﻟــــــ»اﻟـــــﺸـــــﺮق اﻷوﺳﻂ«: »ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻄﻮع ﺗﺘﻢ ﻋﺒﺮ ﻗــﺮاءة اﻹﻋــﻼن واﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﺮﻗﻢ اﳌﻮﺟﻮد ﻋﻠﻰ اﻹﻋـﻼن ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ، أو اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ رﻓﺎق اﻟـــﺤـــﻲ، ﻓــﺎﺧــﺘــﺮت اﻟـــﺬﻫـــﺎب إﻟــــﻰ أﺣــﺪ اﻟﺮﻓﺎق ﻟﻴﺼﻄﺤﺒﻨﻲ إﻟﻰ ﻣﻘﺮ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد«.
وﻓــﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻣـﺎﻳـﻮ )أﻳــــﺎر( ٤١٠٢، ﺗﺮدت أﺣـﻮال ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ اﳌﺎﻟﻴﺔ، اﳌﺘﺮدﻳﺔ أﺻــــﻼ، ﺣـﻴـﺚ ﻛـــﺎن ﻳـﻌـﻤـﻞ ﻣــﻊ ﺷﻘﻴﻘﻪ اﻷﻛــــﺒــــﺮ ﻋـــﻠـــﻰ ﻋـــﺮﺑـــﺔ ﺻـــﻐـــﻴـــﺮة، ﻟـﻨـﻘـﻞ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻣﻦ اﻟﺴﻮق اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ. وﺑﺎﻟﻜﺎد ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻰ ٠١ إﻟﻰ ٠٢ أﻟﻒ دﻳﻨﺎر ﻳــﻮﻣــﻴــﴼ، ﻹﻋــﺎﻟــﺔ أﺳــﺮﺗــﻪ اﳌـﻜـﻮﻧـﺔ ﻣــﻦ ٧ أﻓــــــﺮاد، ﻓــﻘــﺮر اﻻﻟــﺘــﺤــﺎق ﺑــﺎﻟــﻘــﺘــﺎل ﻓﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ، ﻣـﺪﻓـﻮﻋـﺎ ﺑـﻬـﺎﺟـﺴـﲔ: اﻷول، اﳌـﺒـﻠـﻎ اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ اﻟـــﺬي ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻣـﺪة ﻗﺼﻴﺮة، وﻗــﺪره ٠٠٤١ دوﻻر أﻣﻴﺮﻛﻲ. اﻟﺜﺎﻧﻲ، ﺗﺴﺮب ﻟﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟـﺤـﻤـﻼت اﻹﻋــﻼﻣــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻘــﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﻘﺎﺗﻠﺔ وﻫــﻢ »اﻟــﺪﻓــﺎع« ﻋﻦ ﻣـﺰارات ﺷﻴﻌﻴﺔ. وﻳﻘﻮل: »ﻓﻜﺮت أﻧﻬﺎ ﻓـــﺮﺻـــﺔ ﻟــﻠــﺤــﺼــﻮل ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺒــﻠــﻎ ﺟـﻴـﺪ ﻳــﺴــﺎﻋــﺪ أﺳــــﺮﺗــــﻲ، إﻟـــــﻰ ﺟـــﺎﻧـــﺐ ﻗــﺘــﺎل اﻹرﻫﺎﺑﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻌﻮن ﻟﻬﺪم ﻣﺰار ﺷﻴﻌﻲ، ﺧﺼﻮﺻﴼ أﻧـﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰوج، وﻟﻴﺲ ﻟﺪي أﻃﻔﺎل وزوﺟﺔ«.
ﺗﻮﺟﻪ رﻓﻘﻪ أﺣﺪ زﻣﻼﺋﻪ إﻟﻰ ﻣﻘﺮ »ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻨﺠﺒﺎء«. وﺑﻤﺠﺮد وﺻﻮﻟﻬﻢ ﺗﻢ ﻗﺒﻮﻟﻬﻢ وﺗﺴﻠﻴﻤﻬﻢ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺘﻌﺔ، اﺳــﺘــﻌــﺪادﴽ ﻟـﺴـﻔـﺮﻫـﻢ إﻟـــﻰ إﻳــــﺮان وﻣـﻦ ﺛـــﻢ إﻟــــﻰ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ. وﻻﺣـــــﻆ أن »أﻏــﻠــﺐ اﳌـﺘـﻄـﻮﻋـﲔ ﻛــﺎﻧــﻮا ﻣــﻦ اﻟــﺸــﺒــﺎب ذوي اﻷﻋــــﻤــــﺎر اﻟـــﺼـــﻐـــﻴـــﺮة اﳌــــﻮزﻋــــﲔ ﻋـﻠـﻰ اﻷﺣـــﻴـــﺎء اﻟــﻔــﻘــﻴــﺮة ﻟــﻠــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ ﺑــﻐــﺪاد وﺑﻌﺾ اﳌـﺤـﺎﻓـﻈـﺎت«. وأﺷــﺎر إﻟــﻰ أن ﻋــﻨــﺎﺻــﺮ اﻟــﺤــﺮﻛــﺔ »ﻗـــﺎﻣـــﻮا ﺑــﺎﻻﺗــﺼــﺎل ﺑـﺄﻫـﻠـﻨـﺎ ﳌــﻌــﺮﻓــﺔ ﻣـﻮﻗـﻔـﻬـﻢ ﻣــﻦ ﻣـﺴـﺄﻟـﺔ ذﻫــﺎﺑــﻨــﺎ إﻟـــﻰ ﺳــﻮرﻳــﺎ، ﺛــﻢ ﺣــــﺪدوا ﻟﻨﺎ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻼﻧﻄﻼق ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻨﺎ«. وﻳﻀﻴﻒ: »ﺣﻀﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﻘﺮ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ وﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎرﻧﺎ ٥ ﺣﺎﻓﻼت ﻟﻨﻘﻞ اﻟﺮﻛﺎب، ﺳﻌﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ٠٤ ﺷﺨﺼﴼ، ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺑﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﺼﺮة ﺣﻴﺚ اﻟﺤﺪود ﻣﻊ إﻳﺮان«.
ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ إﺣـــﻀـــﺎر ﺟـــــﻮاز اﻟـﺴـﻔـﺮ واردﴽ ﻓﻲ ﺣﺴﺒﺎن اﻟﺸﺒﺎب اﳌﺘﻮﺟﻬﲔ إﻟﻰ اﻟﺒﺼﺮة إذ »ﻛﺎن ﻳﻜﻔﻲ أن ﻧﺤﻀﺮ ﻣﻌﻨﺎ ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻷﺣــﻮال اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﺒﻮر ﻋﺒﺮ اﻟﺤﺪود، ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮض ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ أﺣﺪ، ووﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺒﺎدان اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ﻋﺒﺮ ﻣﻄﺎر إﻳﺮاﻧﻲ«، ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ »اﻟﻨﺠﺒﺎء«.
اﺳﺘﻘﺒﻠﻮا اﻟﻮﺟﺒﺔ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة ﻣﻦ اﳌﻘﺎﺗﻠﲔ ﻓﻲ ﻣﻄﺎر دﻣﺸﻖ، ﺛﻢ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻨﻘﻠﻬﻢ إﻟـﻰ ﻣﻘﺮ ﻟﻠﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ إﻳــﺮان ﻗـﺮب ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﻴﺪة زﻳﻨﺐ ﺟﻨﻮب دﻣﺸﻖ. وﻳﺘﺎﺑﻊ: »ﻗﺎم ﻣﺪرﺑﻮن إﻳـﺮاﻧـﻴـﻮن ﺑﺈدﺧﺎﻟﻨﺎ ﻓـﻲ دورة ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻣﺪﺗﻬﺎ ٥١ ﻳـﻮﻣـﴼ ﻟـﻠـﺘـﺪرب ﻋﻠﻰ أﻧــﻮاع اﻷﺳـﻠـﺤـﺔ اﻟﺨﻔﻴﻔﺔ، ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗـﻢ ﻧﻘﻠﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ ﺗﻞ اﻟﻌﻴﺲ ﺑﺮﻳﻒ ﺣﻠﺐ« ﺷـﻤـﺎل ﺳــﻮرﻳــﺎ. وﻳــﺴــﺘــﺪرك: »ﺷـﻌـﺮت ﺑﻨﻮع ﻣـﻦ اﻟـﺨـﻮف، وأﺣﺴﺴﺖ ﺑﻮﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ أﻧﻨﺎ ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺨﺪﻳﻌﺔ، إذ ﻳﻔﺘﺮض أﻧﻨﺎ ﺟﺌﻨﺎ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻣﺰار اﻟﺴﻴﺪة زﻳﻨﺐ، ﻓـﺈذا ﺑﻨﺎ ﻧﻘﺎﺗﻞ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺌﺎت اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات«.
ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ، ﺗﻮﺟﻪ ﻣﻊ ٠٠٢ ﻋﻨﺼﺮ إﻟﻰ رﻳﻒ ﺣﻠﺐ، ﺧﺎض ﺧﻼﻟﻬﺎ »ﺛﻼث ﻣــﻌــﺎرك ﻃــﺎﺣــﻨــﺔ«، ﺑـﺤـﺴـﺐ اﻟﻌﻨﺼﺮ. وﻳﻀﻴﻒ: »ﺷﻌﺮت ﺑﺨﻮف ﻣﻀﺎﻋﻒ، ﻷﻧــﻬــﺎ ﺗــﺠــﺮﺑــﺘــﻲ اﻷوﻟـــــﻰ ﻓـــﻲ اﻟــﻘــﺘــﺎل، ﻗــﺘــﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣــﻦ رﻓــﺎﻗــﻲ، ﻧـﺼـﻒ اﻟـﻌـﺪد ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ، ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﺻﺐ ﺑﺄذى... وآﳌﻨﻲ ﺟــﺪﴽ ﻋــﺪم اﻛﺘﺮاﺛﻬﻢ ﺑﺠﺜﺎﻣﲔ رﻓﺎﻗﻲ اﻟـﺬﻳـﻦ ﺳﻘﻄﻮا ﻓـﻲ اﳌﻌﺮﻛﺔ وﺗﺮﻛﻮﻫﻢ ﻫـﻨـﺎك، ﺛـﻢ ﻋـﺪﻧـﺎ إﻟــﻰ ﻣﻘﺮﻧﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ« ﻗﺮب دﻣﺸﻖ. وﻳﻀﻴﻒ: »اﳌـﺪة اﳌﻘﺮرة ﻟﺒﻘﺎﺋﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ٥٤ ﻳﻮﻣﴼ، وﻗﺪ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٠٦ ﻳﻮﻣﴼ، ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ وﺟﺒﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣــــﻦ اﻟـــﺸـــﺒـــﺎب وﻫــــﻜــــﺬا، وﻛـــــﻞ ﻋـﻨـﺼـﺮ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ٠٠٤١ دوﻻر أﻣـﻴـﺮﻛـﻲ«. وﻳﺸﻴﺮ إﻟــﻰ أن »ﻣـﺴـﺎر رﺣﻠﺔ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﺑﻐﺪاد، ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺴﺎر اﻟﺬﻫﺎب، ﺣﻴﺚ ﻧﻘﻠﻨﺎ ﺑﻄﺎﺋﺮات ﺧﺎﺻﺔ إﻟــﻰ ﻋـﺒـﺎدان، وﻣﻨﻬﺎ ﺗﻮﺟﻬﻨﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﻮب اﻟﻌﺮاق ﻓﻲ اﻟﺒﺼﺮة«.
ﻣﻀﺖ ﻧﺤﻮ ﺛــﻼث ﺳـﻨـﻮات، وﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ »ح.ع« ﻓــﻲ اﻟــﻌــﻮدة إﻟــﻰ اﻟﻘﺘﺎل ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﺑﺄم ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺣﺠﻢ اﳌﻜﺎﺋﺪ واﻟــﺮﻋــﺐ اﻟــﺬي ﻳﺘﻌﺮض ﻟـﻪ اﳌﻘﺎﺗﻠﻮن اﻟـــﺸـــﺒـــﺎب ﻓـــﻲ ﺳــــﻮرﻳــــﺎ. ﻟــﻜــﻨــﻪ »ﺗــﺤــﺖ ﺿﻐﻂ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟـﻰ اﳌــﺎل ﻣﺠﺪدﴽ ﻗـﺮر اﻻﻟﺘﺤﺎق ﻣﺮة أﺧﺮى«. ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻓﺼﻴﻞ آﺧﺮ ﻫﺬه اﳌﺮة، »ﻟﻌﻠﻪ ﻳﻜﻮن أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻷول وﻳﻜﺘﺮث ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺑﻤﻦ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﻲ أرض اﳌﻌﺮﻛﺔ«.
ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم ٦١٠٢، ﻋﺎد ﻣﺮة أﺧﺮى إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻊ ﻓﺼﻴﻞ آﺧﺮ. و»اﺗﺒﻌﺖ ﻣــﻌــﻨــﺎ اﻟــﻄــﺮﻳــﻘــﺔ اﻷوﻟـــــﻰ ﻓـــﻲ اﻟــﺬﻫــﺎب واﻹﻳﺎب واﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺣﻠﺐ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻧﺨﻀﻊ ﻟﻠﺘﺪرﻳﺐ ﳌﺪة أﺳﺒﻮﻋﲔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﳌﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، وﻋﺪت دون اﻟﺘﻌﺮض ﻷي إﺻﺎﺑﺔ«. وﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻣﺎرس )آذار( اﳌﺎﺿﻲ، ﻗـﺮر »ح.ع« اﻟﺬﻫﺎب ﻣﺠﺪدﴽ، وﺑــﻌــﻴــﺪ وﺻــﻮﻟــﻬــﻢ إﻟـــﻰ ﻫــﻨــﺎك ﺑــﺄﻳــﺎم »ﻃــﻠــﺐ ﻣــﻦ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻣــﻜــﻮﻧــﺔ ﻣــﻦ ٥١ ﻋﻨﺼﺮﴽ )أﻧـﺎ أﺣﺪﻫﻢ( اﻟﺬﻫﺎب ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ. ذﻫﺒﻨﺎ إﻟﻰ اﻟــﻬــﺪف اﳌـــﺤـــﺪد، وﺑــﻤــﺠــﺮد وﺻـﻮﻟـﻨـﺎ أﻃـــﻠـــﻖ ﻋـﻠـﻴـﻨـﺎ ﺻــــــﺎروخ ﺣــــــﺮاري ﻗﺘﻞ اﳌــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ ﻛــﻠــﻬــﺎ ﺑــﺎﺳــﺘــﺜــﻨــﺎء أرﺑــﻌــﺔ أﺷﺨﺎص أﻧﺎ أﺣﺪﻫﻢ«. أﺻﻴﺐ إﺻﺎﺑﺔ ﺧــــﻄــــﻴــــﺮة، ﻋـــــﻮﻟـــــﺞ ﻋــﻘــﺒــﻬــﺎ ﻓـــــﻲ أﺣـــﺪ اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﳌﺪة ٥١ ﻳﻮﻣﴼ، ﻟــﻜــﻨــﻪ ﻟـــﻢ ﻳــﺤــﺼــﻞ ﻋــﻠــﻰ أي ﺗـﻌـﻮﻳـﺾ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻷذى اﻟﻔﺎدح اﻟﺬي ﺗﺴﺒﺐ ﺑﺘﻠﻒ إﺣﺪى ﻋﻴﻨﻴﻪ، وإﺣـﺪى أذﻧﻴﻪ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺸﻜﻼت ﺻﺤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺪم واﻟﻴﺪ واﻟﺴﺎق، ﺑﺤﻴﺚ أﻗﻌﺪه ذﻟﻚ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ »ﻋﺮﺑﺘﻪ« اﳌﺘﻮاﺿﻌﺔ.
ﻳﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺟﺮى، وﻳﻘﻮل ﺑﻤﺮارة: »ﺗﻀﺮرت ﺻﺤﺘﻲ، وﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺑﻌﻘﻞ اﻟﻴﻮم ﳌﺎ ذﻫﺒﺖ أﺑﺪﴽ، ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻲ ﻣﺠﺮد ﻗﺒﺾ رﻳﺢ ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻨﻪ«.