اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﺗﻌﻴﺶ اﻟﺤﺮب ﺑﻠﺤﻈﺎﺗﻬﺎ اﻟﺤﺮﺟﺔ
أﻓﻼم ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم وأﺧﺮى ﺿﺪه واﻟﺼﺮاع ﺟﺎر
إذ ﺗــﺴــﺘــﻤــﺮ اﻟــــﺤــــﺮب ﻓــــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻋـﺎﻣـﴼ ﺑـﻌـﺪ ﻋــﺎم ﻣــﻊ ﺿـﺤـﺎﻳـﺎ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﺑﺮﻳﺎء، وﺑﻄﺮﻓﻲ ﻧﺰاع ﻛﻞ ﻳﺘﺒﻨﻰ ﺧﻄﴼ ﻣﻨﺎﻫﻀﴼ ﻟﻶﺧﺮ وﻳـﻨـﺎدي ﺑﺈﺑﺎدة اﻵﺧﺮ دون أن ﻳﻘﺪر ﻋﻠﻴﻪ، ﺗﺮﺗﻔﻊ اﻷﻓﻼم اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ اﻟـﺤـﺪﻳـﺜـﺔ ﺣــﻮل ﻫــﺬه اﻟـﺤـﺮب ﻓـــﻮق اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﻹﻧــﺘــﺎﺟــﺎت اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ اﻷﺧــﺮى وﺗﺘﻨﻮع ﺑـﲔ أﻓــﻼم ﻣـﻊ وأﻓـﻼم ﺿﺪ وأﻓﻼم ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺤﺎزة. ﺳﺒﺐ ارﺗﻔﺎع ﻫﺬه اﻷﻓﻼم ﻋﻦ ﺳﻮاﻫﺎ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗــﺮوي ﻗﺼﺺ ﺣـﺮب داﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻨﺘﻬﻲ. ﻟﻴﺴﺖ اﻷوﻟﻰ )اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺳﺒﻘﺘﻬﺎ( وﻟﻴﺴﺖ اﻟﻮﺣﻴﺪة )اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﺗﻮازﻳﻬﺎ( ﻟﻜﻨﻬﺎ اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻢ واﻷﻛـــﺒـــﺮ وﻣــﺼــﻴــﺮﻫــﺎ ﻣــﺠــﻬــﻮل ﺑــﻌــﺪ ٦ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﻄﺤﻦ.
اﻷﻓﻼم اﻟﺘﻲ دارت ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋــــﻦ ﺗـــﻠـــﻚ اﻟــــﺘــــﻲ دارت ﺣــــــﻮل اﻟـــﺤـــﺮب اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻣـﺜـﻼ. ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻛـــﻞ ﻣـــﺎ ﻳــﺘــﻢ إﻧــﺘــﺎﺟــﻪ ﻣـــﻦ أﻓــــﻼم ﻋـﺮﺑـﻴـﺔ ﻫـــﺬه اﻷﻳـــــﺎم ﻛـــﻮن ﻫـــﺬه اﻷﻓـــــﻼم ﺑـﻌـﻴـﺪة ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ إﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺪر. إﻧﻬﺎ أﻓﻼم ﻓﻲ اﻟﺤﺮب وﻋﻦ اﻟﺤﺮب وﺗــﺄﺗــﻲ ﻟــﻜــﻲ ﺗـﺤـﻤـﻞ ﺷــﻬــﺎدة أو ﺗـﺪﻟـﻲ ﺑﺘﻌﻠﻴﻖ أو ﺗــﺼــﻮر وﺿــﻌــﴼ ﻣــﺄﺳــﺎوﻳــﴼ ﺗـﻠـﻮ اﻵﺧـــﺮ. ﻫــﻲ أﻓـــﻼم ﻣــﻌــﺎرك ﻃﺎﺣﻨﺔ وذﻛﺮﻳﺎت ﻣﻨﻬﻜﺔ. ﻣﺎ ﻳﻤﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻄﺮح ﻣﻮﻗﻒ ﺿـﺪ اﻟـﻨـﻈـﺎم، وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﻞ ﻟﻄﺮح ﻣﻮﻗﻒ ﺿﺪ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺗﺘﺸﺎرﻛﺎن ﻓﻲ اﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﺤﺎﺿﺮ ذاﺗﻪ، وﻻ ﺗﻀﻴﻒ إﻟﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺪراﻣﻲ، وﻋــﻠــﻰ ﻣــﺴــﺘــﻮى أﺣــــﺪاث اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﻛﺨﻂ ﺳﻴﺎﺳﻲ.
ﻛﻠﻪ ﺑـﺎت ﻣﻌﺮوﻓﴼ وﻛﻠﻪ ﺑـﺎت ﺳﻬﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ واﻷﺻـﻮات دوﻣﴼ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻟﻄﺮف اﻟﺬي ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﻨﻪ. ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﻓﻴﻠﻢ ﻋﻦ آﺧﺮ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻮاه اﻟﻔﻨﻲ. ﺗــﻠــﻚ اﻟــﻘــﻴـﻤــﺔ اﻟــﺘــﻲ إن وﺟــــﺪت ﺣﻔﻈﺖ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻟﻸﺑﺪ ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻪ، وإن ﻟﻢ ﺗﺘﻮاﺟﺪ دﻓﻌﺖ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ اﻟﺬاﻛﺮة ﺻﻮب ﻧﺴﻴﺎن ﺳﺮﻳﻊ. رﺟﺎل ﺣﻠﺐ
ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ وردت اﻷﻓــﻼم اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮل اﻟﺤﺮب اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ. ﻓﻴﻠﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺳـﻮﻳـﺪ »ﺑﻠﺢ ﺗﻌﻠﻖ ﺗﺤﺖ ﻗﻠﻌﺔ ﺣﻠﺐ« وﻓﻴﻠﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻣـﻠـﺺ »ﺳــﻠــﻢ إﻟـــﻰ دﻣــﺸــﻖ« وﻗﺒﻠﻬﻤﺎ ﻓﻴﻠﻢ »ﻣﻴﺎه اﻟﻔﻀﺔ« ﻷﺳﺎﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ، ﻫــﻲ ﻣــﻦ ﺑــﲔ ﺗـﻠـﻚ اﻟــﺘــﻲ وردت ﺑـﺎﻛـﺮﴽ وﻋﺰﻓﺖ ﻋﻠﻰ أﻟﺤﺎن ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. أﻓﻀﻠﻬﺎ ﻓــﻴــﻠــﻢ ﻣــﺤــﻤــﺪ ﻣــﻠــﺺ اﻟـــــﺬي رﻣــــﺰ إﻟــﻰ ﺗﻄﻠﻌﺎت اﻟﺸﻌﺐ إﻟﻰ اﻟﺤﺮﻳﺔ.
اﻟـــﻔـــﺎرق اﻷﻫـــــﻢ ﺑـــﲔ ﺗــﻠــﻚ اﻷﻓــــﻼم اﻷوﻟﻰ وﺳﻮاﻫﺎ ﻫﻲ أن أﻓﻼم اﻟﻌﺎﻣﲔ اﳌﺎﺿﻴﲔ ﺷﻬﺪت ﺗﻜﺎﻣﻼ أﻛﺒﺮ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻌﻤﻞ. اﻟﺤﺮب اﻟﺪاﺋﺮة ﺑﺎﺗﺖ واﺿﺤﺔ اﻷﺳـــﺒـــﺎب واﻟـــﻐـــﺎﻳـــﺎت، وإن ﻣـــﺎ زاﻟـــﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻏـﺎﻣـﻀـﺔ. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﺿﻮح ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻻﺗﺨﺎذ ﻣﻮﻗﻒ واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻪ أو اﺗﺨﺎذه واﳌﺘﺎﺟﺮة ﺑﻪ.
وإذا ﻛﺎن ﻓﻴﻠﻢ »ﻣﺎء اﻟﻔﻀﺔ« ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ أﻣــﺮه ﻋﻦ ﻣﺨﺮﺟﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻤﺎ وﻗﻊ و»ﺑﻠﺢ ﺗﻌﻠﻖ ﺗﺤﺖ ﻗﻠﻌﺔ ﺣﻠﺐ« ﺑــــﺪا ﺗــﺠــﻤــﻴــﻊ ﻣــﺸــﺎﻫــﺪ ﻣــــﺼــــﻮرة ﻣـﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻞ، ﻓﺈن اﻷﻓﻼم اﻟﺘﻲ وﻗﻔﺖ - ﻣﺜﻠﻬﻤﺎ - ﻓﻲ ﺻﻒ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﺳﺘﻔﺎدت ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ اﳌﻄﻮي وﺳﻌﺖ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ أﻋﻤﺎل ﻣﺪروﺳﺔ ﺣﻮل اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ. ﻟﻴﺲ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻜﻦ ﻓﻴﻠﻢ »آﺧﺮ رﺟﺎل ﻓﻲ ﺣﻠﺐ« ﻟﻔﺮاس ﻓﻴﺎض و»ذاﻛـــــﺮة ﺑـﺎﻟـﻠـﻮن اﻟــﻜــﺎﻛــﻲ« ﻟﻠﻤﺨﺮج أﻟـﻔـﻮز ﻃﻨﺠﻮر، ﻫﻤﺎ ﻣـﺜـﺎﻻن راﺋـﻌـﺎن ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓﻴﻠﻢ ﻳﻔﻲ ﺑﺎﳌﻄﻠﻮب ﻃﺮﺣﻪ ﻓﻜﺮﻳﴼ ﻣﻦ دون ﺧﻠﻞ ﻓﻨﻲ ﻳﻌﻴﻖ ﺗﻤﻴﺰ اﻟﻌﻤﻞ واﻧﺘﺴﺎﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ وﻟﻴﺲ إﻟﻰ اﳌﻨﺸﻮر اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ.
ﻓﻲ »ذاﻛﺮة ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻟﻜﺎﻛﻲ« ﻳﺄﺗﻲ اﳌﻀﻤﻮن اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﺣــــﲔ وﻗـــﻌـــﺖ ﻣــــﺠــــﺰرة ﺣــــﻤــــﺎة، ﻗــﻮﻳــﴼ وﻣــﺪﻫــﻤــﴼ ﻟــﻜــﻦ ﻫــــﺬا اﳌـــﻮﻗـــﻒ ﻟـــﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺘﺒﺪى ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﻘﻮة واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻟـــﻮﻻ ﻧــﺠــﺎح اﳌــﺨــﺮج ﻓــﻲ رﻓـــﻊ أدواﺗـــﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ وﻗـﺪرﺗـﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣـﺎ ﻳﺮد ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ ﺷﻬﻮد ﻋﻴﺎن ﺑﺎﻟﺘﻮازي ﻣﻊ ﺷﻬﺎدات ﺑﺼﺮﻳﺔ ﺻﺎﻣﺘﺔ وﺟﻤﺎﻟﻴﺎت ﺑــﺎﻫــﺮة ﻳﺴﺘﻨﺘﺠﻬﺎ ﺣـﺘـﻰ ﻣــﻦ دﻛـﺎﻧـﺔ اﻟﻮاﻗﻊ.
أﻣـــﺎ »آﺧـــﺮ رﺟـــﺎل ﺣــﻠــﺐ« ﻟـﻔـﺮاس ﻓــﻴــﺎض، اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟـــﺬي ﻓــﺎز ﺑﺎﻟﺠﺎﺋﺰة اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺻــﻨــﺪاﻧــﺲ، ﻣـﻄـﻠـﻊ ﻫـــﺬا اﻟـــﻌـــﺎم، ﻓـﺈﻧـﻪ ﻋـــﺮض ﻣــﺆﻟــﻢ ﻟــﺮﺟــﺎل اﻟـــﺪﻓـــﺎع اﳌــﺪﻧــﻲ اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻳـــﺨـــﻮﺿـــﻮن اﳌـــﺨـــﺎﻃـــﺮ ﺧـــﻼل اﳌﻌﺎرك اﻟﻄﺎﺣﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ. ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ، اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻌﺎد ﻟﻠﻨﻈﺎم، ﻟــﻜــﻦ ﻫــــﺬا، ﺿــﻤــﻦ ﺷــــﺮوط اﻟـﺴـﻴـﻨـﻤـﺎ، ﻻ ﻗـﻴـﻤـﺔ ﻟــﻪ )أو أن ﻗـﻴـﻤـﺘـﻪ ﻣــﺤــﺪودة ﺟـــﺪﴽ وﻟــﻔــﺮﻳــﻖ ﻣــﻌــﲔ ﻓــﻘــﻂ( ﻣــﻦ دون ﺗﻠﻚ اﻟــﺪراﻳــﺔ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ إﺑﺪاﻋﻴﴼ وإﻳﺼﺎل ﺻﻮره إﻟﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﻔﺘﺮض ﺑﻬﺎ. وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰه ﻋﻦ أي ﻓﻴﻠﻢ ﻟﻘﻄﺎت إﺧـﺒـﺎرﻳـﺔ ﻣـﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗــﻢ ﺗـﺤـﻘـﻴـﻘـﻬـﺎ ﻓــﻲ اﻟــﺴــﻨــﻮات اﻟــﺜــﻼث اﻷﺧﻴﺮة.
ﻫﻮ أﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ »اﻟﺨﻮذات اﻟﺒﻴﺾ« اﻟﺬي ﻧﺎل أوﺳﻜﺎر أﻓﻀﻞ ﻓﻴﻠﻢ ﺗﺴﺠﻴﻠﻲ ﻗﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻦ إﺧﺮاج اﻷﺟﻨﺒﻲ أورﻻﻧﺪو إﻳﻨﺴﺎﻳﺪل. اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ اﻟـﺬي اﻋـﺘـﻤـﺪ ﻋـﻠـﻰ أﺷــﺮﻃــﺔ ﺗﺴﺠﻴﻠﻴﺔ ﻗـﺎم ﺑﻬﺎ ﻣــﺼــﻮرون ﺳــﻮرﻳــﻮن ﻣﺤﺘﺮﻓﻮن ﺣـــﻮل اﳌـــﻮﺿـــﻮع ﻧــﻔــﺴــﻪ. اﳌــﺨــﺮج ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺪﻳﻮ ﻓﻲ دار اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮى ﺗﻮﻟﻴﻒ ﻣﺎ ﺗﺴﻠﻤﻪ ﻣﻦ أﺷﺮﻃﺔ ووﺿــﻊ اﺳﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮك ﻋﻀﻮﻳﴼ ﻓﻴﻪ. ﻧﻌﻢ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎة رﺟﺎل اﻟﺪﻓﺎع اﳌﺪﻧﻲ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﻦ ﻳﻮزع اﻷوﺳﻤﺔ وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻤﻘﴼ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺆﻟﻒ وﻳﺼﻮن ﻫﺬه اﻟﺒﻄﻮﻻت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. ﰲ ﺣﻠﺐ
»٩ أﻳـــــﺎم: ﻣـــﻦ ﻧــﺎﻓــﺬﺗــﻲ ﻓـــﻲ ﺣـﻠـﺐ« ﻟﻌﻴﺴﻰ ﺗــﻮﻣــﺎ ﻫــﻮ ﻣــﻦ اﻷﻓــــﻼم اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺮث ﳌﻮﻗﻒ ﻣﺆﻳﺪ أو ﻣﻌﺎرض ﺑـــﻞ ﻧــﻘــﻠــﺖ وﺿــﻌــﴼ ﻳــﻌــﺒــﺮ ﻋـــﻦ اﻟــﺤــﺼــﺎر اﻟﺬي ﻳﻌﺎﻧﻴﻪ اﻟﻔﺮد. ﺻﺤﻴﺢ أن اﳌﺨﺮج ﻫـــﻮ اﻟـــﻔـــﺮد اﳌـــﻌـــﻨـــﻲ، ﻟــﻜــﻦ ﻣـــﻦ دون أن ﻳﺸﻄﺢ اﻟﺨﻴﺎل ﺑﻌﻴﺪﴽ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن اﻹدراك ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ أو ﻓﻲ ﺳﻮاﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﺷﻮا ﻣﺤﺎﺻﺮﻳﻦ ﺑﲔ ﻓﺮﻳﻘﲔ ﻣﺘﻘﺎﺗﻠﲔ.
ﻫــــﻮ ﻓــﻴــﻠــﻢ ﺻــﻐــﻴــﺮ وﻗــﺼــﻴــﺮ )ﻧــــﺎل ﺟــــﺎﺋــــﺰة اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ اﻟــﻘــﺼــﻴــﺮ ﻓــــﻲ ﺟـــﻮاﺋـــﺰ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ( ﻣﺼﻮر ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ داﺧﻞ اﻟﺸﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺨﺮج وﻳﺤﻤﻞ اﻟـﻨـﻔـﺲ اﳌــﺤــﺒــﻮس ﻟـﺼـﺎﺣـﺒـﻬـﺎ. ﺗﺘﻮﻗﻊ أن ﻳــﺮاه أﺣــﺪ اﳌﺴﻠﺤﲔ ﻓﻴﻄﻠﻖ ﺻﻮﺑﻪ رﺻﺎﺻﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ. أو أن ﻳﺼﻌﺪ اﳌﺴﻠﺤﻮن إﻟﻰ اﻟﺸﻘﻖ، وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎت ﺧﺎﻟﻴﴼ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﻛﻨﲔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﻋﻴﺴﻰ، ﻓﻴﻄﺮﻗﻮن ﺑﺎﺑﻪ أو ﻳﺨﻠﻌﻮﻧﻪ.
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻈﻪ أن أﺣﺪﴽ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ. ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺠﺎﺛﻢ ﻻ ﻳﻐﺎدر اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة، ﻷن اﳌﺨﺮج وﻛﺎﻣﻴﺮاﺗﻪ ﻓﻲ ﺧﻨﺪق واﺣﺪ. ﻫﻲ ﺗﺼﻮره وﻫﻮ ﻳﺼﻮر اﻵﺧــﺮﻳــﻦ ﻣــﻦ ﺷــﻖ ﻣــــﻮارب ﻓــﻲ ﻧـﺎﻓـﺬﺗـﻪ. ﻋﻠﻰ أن ﻫﺬا اﳌﻘﺪار اﻟﻀﺌﻴﻞ اﳌﺘﺎح ﻣﻦ زاوﻳﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ وﻣﻜﺎﻧﻪ ﻛﺎف ﻟﺘﺠﺴﻴﺪ اﻟﺨﻄﺮ ﻓﻲ ﺣﲔ ﻳﻌﻤﻞ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻛﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺴﻴﺪ اﻟﺤﺎﻟﺔ وﺑﻌﺾ اﻟﻘﺘﺎل وأﺻﻮات اﳌﻌﺎرك ﻓﻲ ﻋﻤﻮم ﻓﺤﻮاه.
رﻏــﻢ ﺣﻴﺎدﻳﺘﻪ، إﻻ أن اﳌــﺮء ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄن اﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ »ﻟﻠﺮﺟﺎل اﳌﻠﺘﺤﲔ«، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ، أن ﻳﺒﻘﻮا ﻓﻲ ذﻟﻚ اﳌﻜﺎن. ﻳـﻘـﻮل اﳌـﺨـﺮج إﻧــﻪ ﻻ ﻳﻜﺘﺮث ﻣـﻦ ﻳﺤﺘﻞ اﻟﺮﻗﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻘﺎﺗﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﺮﻗﺎء، ﻟﻜﻨﻚ ﺗﺪرك أﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ ﻳﻜﺘﺮث.
ﻫـــﺬا ﻣــﺎ ﻳـﻨـﻘـﻠـﻨـﺎ إﻟـــﻰ ﻓـﻴـﻠـﻢ آﺧـــﺮ ﻻ ﻳﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺎدي اﳌﻘﺎﺗﻠﲔ ﺿﺪه ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ. اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻫﻮ »ﻣﻄﺮ ﺣﻤﺺ« ﻟﺠﻮد ﺳﻌﻴﺪ. اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺪاﻣﻐﺔ ﻫﻲ أﻧﻪ ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟــﺤــﺮب ﻓـــﺈن اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﻳــﻘــﺺ اﻟــﺤــﻜــﺎﻳــﺎت اﻟــﻴــﻮﻣــﻴــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﻮﻓـــﺮﻫـــﺎ ﺷــﺨــﺼــﻴــﺎت ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺗﺠﻤﻌﻬﺎ اﳌﺤﻨﺔ وﻗﺪ ﻋﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﺣﻲ ﻣﻬﺪم ﺑﲔ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻨﺰاع.
ﻗــﺴــﻢ اﳌــﺨــﺮج ﻓﻴﻠﻤﻪ إﻟـــﻰ ﻓـﺼـﻮل، وﻓــــﻲ ﻛـــﻞ ﻓــﺼــﻞ ﺣــﻜــﺎﻳــﺔ ﻣــﺮﺗــﺒــﻄــﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺒﻘﻬﺎ أو ﻳﻠﻴﻬﺎ. اﻷوﻟﻰ ﺗﻤﻬﺪ ﺑﻘﺼﺔ ﺣﺐ ﺑﲔ ﺷﺎب وﻓﺘﺎة، وﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﺘﻢ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ وﻋﻠﻰ اﻟﺮاﻫﺐ اﻟﺬي ﻗﺮر اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﻬﺠﻮرة. ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟــﺜــﺎﻟــﺚ ﻳــﻔــﺮز اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﺗــﻠــﻚ اﻟــﺤــﻜــﺎﻳــﺎت وﻳـــﺤـــﺪد أﻛــﺜــﺮ وﺟــﻬــﺔ ﻧــﻈــﺮ اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﻓﻲ اﻷﺣــﺪاث اﻟﻮاﻗﻌﺔ. ﻫﻮ ﺿﺪ اﻹرﻫﺎﺑﻴﲔ واﳌﺘﻄﺮﻓﲔ وﻣﻊ ﺛﻮرة ﺑﺪأت ﺳﻠﻤﻴﺔ ﺿﺪ أﺧﻄﺎء ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﳌﺎﺛﻞ ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣﻦ دون ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻛﺴﺮ رأس. ﻓـﻲ ﺑﻌﺾ ﻧﻮاﺣﻴﻪ ﻳـﺄﺧـﺬ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺷﻜﻞ ذﻛﺮﻳﺎت وﻓـﻲ أﺣـﺪ اﳌﺸﺎﻫﺪ ﻳﻘﻮل ﺑﻄﻞ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﳌﻘﺎﺗﻞ: »أﻧـﺎ اﻟـﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻟﻠﺸﺎرع ﻷﺟﻞ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ أﻓﻀﻞ ﻟﻲ وﻟﻚ«.
أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻣـــﺮة ﻧـﺠـﺪ اﳌــﺨــﺮج ﺟـﻮد ﺳــﻌــﻴــﺪ أﻣــــــﺎم ﺗـــﺤـــﺪﻳـــﺎت ﻓــﻨــﻴــﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮة. ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺼﻮﻏﻪ ﺑﺎﻧﻀﺒﺎط ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺘﻪ وﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺳﺮد ﺣﻜﺎﻳﺎت ﻣﺘﻌﺪدة وإن ﻛـﺎﻧـﺖ ﺟﻤﻴﻌﴼ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻓﻲ ﺣـــــﺪود اﳌــــﻜــــﺎن. ﻋــﻠــﻴــﻪ أن ﻳــﺒــﺚ رﺳــﺎﻟــﺔ ﻣﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮب، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟـﺬي ﻋﻠﻴﻪ أﻻ ﻳﻜﻮن ﺳﺎذﺟﴼ ﻓﻲ ﻃﺮوﺣﺎﺗﻪ وﻣﺪى ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻮاﻗﻌﻴﺔ اﻟﺤﺪث وﺟﻨﻮن اﻟﺤﺮب.
ﺟﻤﺎﻟﻴﺎت اﻟﻌﻨﻒ أﺧـــﺎذة ورﻫﻴﺒﺔ ﻓﻲ آن واﺣـﺪ وﻫﻲ اﺋﺘﻼف ﺑﲔ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻹﺧــــﺮاج واﻟـﺘـﺼـﻮﻳـﺮ ﻓــﻲ أﻛـﺜـﺮ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ. ﻣﺸﻬﺪ ﻣﺜﻞ اﻟﺮﻗﺺ ﻋﻠﻰ ﻟﺤﻦ »أﻧــﺎ ﻗﻠﺒﻲ دﻟـﻴـﻠـﻲ« ﻟﻠﻴﻠﻰ ﻣــﺮاد ﻣﺒﻬﺮ. اﳌﺸﺎﻫﺪ اﳌﺨﺘﺎرة ﻟﻠﻤﺪﻧﻲ اﳌﺨﺘﺒﺊ ﺧﻠﻒ ﺳـﺎﻋـﺔ اﳌــﻴــﺪان ﻏﻴﺮ ﻗـــﺎدر ﻋﻠﻰ ﻣـﻐـﺎدرة ﻣﻜﻤﻨﻪ ﺧﻮﻓﴼ ﻣﻦ اﻟﻘﻨﺎص اﳌﺘﺮﺑﺺ، ﺛﻢ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﻘﺘﻠﻪ وﺣــﺪﻫــﺎ ﺗﺤﻜﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ. ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﻘﺼﻒ ذاﺗﻬﺎ راﺋﻌﺔ. ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ. ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﻣﺜﻴﻼ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺎت ﻋﻦ اﻟﺤﺮب أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﺗﺤﺎﻛﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻗﺮﻳﺐ.
اﻟـﺴـﻴـﻨـﻤـﺎ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ ﺧـــﺎرج ﺳـﻮرﻳـﺎ وﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋـﻦ إﻧﺘﺎﺟﺎت ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﺑﻘﻴﺖ ﺑﻌﻴﺪة ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻓﻴﻠﻢ ﻟﻠﻤﺨﺮج اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ رﺿﺎ اﻟﺒﺎﻫﻲ ﻋﻨﻮاﻧﻪ »زﻫﺮة ﺣــﻠــﺐ« ﺣـﻘـﻘـﻪ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ ﺣـﻮل اﳌــﺮأة اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻮﻟﺪﻫﺎ اﳌﺘﻄﻮع ﻓﻲ إﺣــــﺪى اﻟــﻔــﺮق اﳌــﺘــﻄــﺮﻓــﺔ. اﳌـﺸـﻜـﻠـﺔ ﻫﻨﺎ ﻫـﻲ أن ﻧﻈﺮة اﳌـﺨـﺮج ﺗﺒﻘﻰ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟـﻮاﻗـﻊ وﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﺨﺪﻣﺔ اﻟﻔﻜﺮة )اﻷم اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول إﻧﻘﺎذ اﺑﻨﻬﺎ(. ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ أن ﻣﺎ ﻋﺎل ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺨﺮج ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻖ اﳌﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺘﺄﺛﺮ ﻫﻨﺎ ﺑﺤﻜﺎﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺪاوم اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻵﺧﺮ، وأن ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻤﻔﺎد ﻣﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﳌﻮﻗﻒ وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﻔﻜﺮة.