ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺤﺬر أﻛﺮاد اﻟﻌﺮاق ﻣﻦ »ﺣﺮب أﻫﻠﻴﺔ«
ﺟﺎوﻳﺶ أوﻏﻠﻮ ﻃﺎﻟﺐ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﱰاﺟﻊ... وﻋﺪ اﻻﻧﻔﺼﺎل زﻋﺰﻋﺔ ﻻﺳﺘﻘﺮار اﳌﻨﻄﻘﺔ
ﺟــــﺪدت أﻧـــﻘـــﺮة رﻓــﻀــﻬــﺎ اﻻﺳــﺘــﻔــﺘــﺎء ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻼل إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن اﻟﻌﺮاق اﳌﻘﺮر إﺟﺮاؤه ﻓﻲ ٥٢ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( اﳌﻘﺒﻞ، ﻣﺤﺬرة ﻣﻦ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻘﻮد إﻟﻰ ﺣﺮب أﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ زﻋﺰﻋﺔ اﺳﺘﻘﺮار اﳌﻨﻄﻘﺔ.
وﺣـــﺚ وزﻳــــﺮ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ ﻣــﻮﻟــﻮد ﺟﺎوﻳﺶ أوﻏﻠﻮ إدارة اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، ﻗﺎﺋﻼ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ أﻣﺲ اﻷرﺑﻌﺎء: »ﻧﺘﻄﻠﻊ إﻟﻰ ﺗﺮاﺟﻊ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺧﻄﻮة اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﻌﺮاق«.
وأﺿـــﺎف أن »إﺟـــﺮاء اﻻﺳـﺘـﻔـﺘـﺎء ﻓــﻲ وﻗﺖ ﻳﺸﻬﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺮاق ﻛﻞ ﻫـﺬه اﳌﺸﻜﻼت ﺳﻴﻔﺎﻗﻢ اﻷوﺿـــــﺎع اﻟـﺴـﻴـﺌـﺔ، ورﺑــﻤــﺎ ﺗـﺼـﻞ اﻷﻣــــﻮر إﻟـﻰ ﻧﺸﻮب ﺣﺮب أﻫﻠﻴﺔ«. وﻧﻘﻠﺖ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﻋــﻦ اﳌــﺴــﺘــﺸــﺎر اﻹﻋـــﻼﻣـــﻲ ﻟـﺮﺋـﺎﺳـﺔ ﺑﺮﳌﺎن ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﻃــﺎرق ﺟﻮﻫﺮ ﻗﻮﻟﻪ: »ﻟﻴﺴﺖ ﻫـﻨـﺎك ﻣــﺆﺷــﺮات ﻋﻠﻰ اﻧـــﺪﻻع ﺣــﺮب أﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﻨﺪ إﺟــﺮاء اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء«، وأﺿــﺎف: »ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ﺑــﺎﻧــﺪﻻع ﺣــﺮب أﻫـﻠـﻴـﺔ، ﻷن ﻫـﻨـﺎك إرادة ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﺷﻌﺐ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﳌﻤﺎرﺳﺔ ﺣﻘﻪ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ«.
وﺗﺎﺑﻊ ﺟﻮﻫﺮ ﺑﺎﻟﻘﻮل إن »ﻫﺬا ﺷﺄن داﺧﻠﻲ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑــﺪول اﻟـﺠـﻮار، وإذا ﺣﺴﻢ اﻷﻣــﺮ ﺑﲔ ﺑــﻐــﺪاد وأرﺑـــﻴـــﻞ ﺣـــﻮل ﺻـﻴـﻐـﺔ اﻟــﻌــﻼﻗــﺔ؛ ﺳــﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﺪراﻟﻴﺔ أو ﻛﻮﻧﻔﺪراﻟﻴﺔ أو ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ دوﻟـﺔ ﻛﺮدﻳﺔ، ﻓﻠﻦ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻼت«، ﻛﻤﺎ ﻋــﺪ أن ذﻟــﻚ »ﺳﻴﻌﺰز أﻣــﻦ اﳌﻨﻄﻘﺔ وازدﻫــﺎرﻫــﺎ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدي، ﻛﻤﺎ أن دول اﻟــﺠــﻮار ﺳﺘﺴﺘﻔﻴﺪ أﻳﻀﺎ«، وزاد ﺑﺎﻟﻘﻮل: »ﺧﻼل اﻟـ٥٢ ﻋﺎﻣﺎ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻛﺎن إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﻋﺎﻣﻞ اﺳﺘﻘﺮار ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ، وﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺎت ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﺟﻴﺪة ﻣﻊ إﻳﺮان وﺗﺮﻛﻴﺎ. ﻟــﺬا، ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك أي ﻣﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ اﻧــﺪﻻع ﺣﺮب أﻫـﻠـﻴـﺔ ﺑـﻌـﺪ إﺟـــﺮاء اﻻﺳــﺘــﻔــﺘــﺎء«. وﻛـــﺎن رﺋﻴﺲ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﺴﻌﻮد ﺑﺎرزاﻧﻲ، أﺻﺪر ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺮﺳﻮﻣﺎ أﻋﻠﻦ ﻓﻴﻪ ١ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﳌﻘﺒﻞ ﺗﺎرﻳﺨﺎ ﻹﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت رﺋﺎﺳﺔ وﺑﺮﳌﺎن اﻹﻗـﻠـﻴـﻢ، ﻛﻤﺎ ﺣــﺪد ٥٢ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ اﳌﻘﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪا ﻹﺟﺮاء اﺳﺘﻔﺘﺎء »اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻋﻦ اﻟﻌﺮاق«.
واﻻﺳـﺘـﻔـﺘـﺎء ﻏﻴﺮ ﻣـﻠـﺰم، وﻳﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل اﺳـﺘـﻄـﻼع رأي ﺳـﻜـﺎن اﳌـﺤـﺎﻓـﻈـﺎت اﻟــﺜــﻼث ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﻜﺮدي؛ أرﺑﻴﻞ واﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ودﻫﻮك، وﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻣﺘﻨﺎزع ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺑﺸﺄن رﻏﺒﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ اﻟﻌﺮاق أم ﻻ.
وﺗﺘﺨﻮف اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ودول ﻏﺮﺑﻴﺔ أﺧـــﺮى ﻣــﻦ أن ﻳﺸﻜﻞ اﻻﺳـﺘـﻔـﺘـﺎء اﻧــﺤــﺮاﻓــﺎ ﻋﻦ اﻷوﻟـــﻮﻳـــﺎت اﻟـﻌـﺎﺟـﻠـﺔ، ﻛﻬﺰﻳﻤﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋــﺶ اﻹرﻫﺎﺑﻲ، وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻻﺳﺘﻘﺮار، وﺗﻌﺎرﺿﻪ ﻗﻮى إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﺮﻛﻴﺎ وإﻳﺮان.
وﺑـــﺤـــﺚ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻲ رﺟـــــﺐ ﻃـﻴـﺐ إردوﻏـــــــــﺎن اﻷﻣــــــﺮ ﻣـــﻊ رﺋـــﻴـــﺲ أرﻛـــــــﺎن اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑــﺎﻗــﺮي، اﻟــﺬي اﺳﺘﻘﺒﻠﻪ أﻣﺲ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ زﻳﺎرﺗﻪ ﻷﻧﻘﺮة، ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﺑﺤﺚ ﻫـﺬا اﳌﻮﺿﻮع أﻳﻀﺎ ﻣﻊ ﻧﻈﻴﺮه اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺧﻠﻮﺻﻲ أﻛﺎر ﺧﻼل ﻟﻘﺎﺋﻬﻤﺎ ﺑﻤﻘﺮ رﺋﺎﺳﺔ أرﻛﺎن اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺘﺮﻛﻲ أول ﻣﻦ أﻣﺲ.
ﻓـــﻲ اﻟـــﺴـــﻴـــﺎق ﻧــﻔــﺴــﻪ، ﻗــــﺎل ﻧـــﺎﺋـــﺐ رﺋــﻴــﺲ اﻟﻮزراء اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺑﻜﻴﺮ ﺑــــﻮزداغ إن اﺳـﺘـﻘـﻼل إﻗـﻠـﻴـﻢ ﻛــﺮدﺳــﺘــﺎن ﻳﺸﻜﻞ اﻧﺘﻬﺎﻛﺎ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮر اﻟﻌﺮاﻗﻲ وﺳﻴﻐﺬي ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ اﳌﻨﻄﻘﺔ.
وأﺿـﺎف ﺑــﻮزداغ أن »اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﺳﻴﺴﻬﻢ ﻓــﻲ زﻋــﺰﻋــﺔ اﻻﺳــﺘــﻘــﺮار ﺑــﺎﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ«، وأن ﻗــﺮار اﳌــﻀــﻲ ﻗــﺪﻣــﺎ ﻓـــﻲ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ اﻻﺳــﺘــﻔــﺘــﺎء ﻳﻨﺘﻬﻚ دﺳــﺘــﻮر اﻟـــﻌـــﺮاق. وﻟــﻔــﺖ إﻟـــﻰ أن أﻧــﻘــﺮة ﺗـﺮاﻗـﺐ اﻟﺘﻄﻮرات ﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ﻋﻦ ﻛﺜﺐ، وﺗﺮى أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻔﻴﺪ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺮار ودراﺳﺘﻪ ﻣﺠﺪدا.
وﺑﺤﺚ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ اﺟﺘﻤﻊ ﻣـﻄـﻮل أول ﻣــﻦ أﻣــﺲ ﺑـﺮﺋـﺎﺳـﺔ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ رﺟـﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏﺎن اﻟﺘﻄﻮرات ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق، وﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗـﺤـﺮﻳـﺮ ﺗﻠﻌﻔﺮ ﻣــﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋـــﺶ اﻹرﻫــﺎﺑــﻲ، واﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻼل ﻛﺮدﺳﺘﺎن.
وﺑﺸﺄن ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺳﺘﺪﻋﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌﺮﺗﻘﺒﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻗﻀﺎء ﺗﻠﻌﻔﺮ، ﻗﺎل ﺑﻮزداغ إن »أوﻟﻮﻳﺔ ﺑﻼده ﺗﻄﻬﻴﺮ ﻗﻀﺎء ﺗﻠﻌﻔﺮ ﻣﻦ )داﻋــﺶ( وﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ اﻷﺻﻠﻴﲔ«. وأﺿــــــﺎف: »ﺳـــــﻮف ﻳــﺘــﺎح ﻟــﻠــﺘــﺮﻛــﻤــﺎن اﻟـﺸـﻴـﻌـﺔ واﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﻴﺶ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻛـﺎن ﺳﺎﺑﻘﺎ، ﻋﻠﻰ أراﺿﻲ أﺟﺪادﻫﻢ«.