اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ »داﻋﺶ« ﺑﻌﺪ ﺗﺴﻠﻤﻪ ﻣﻮاﻗﻊ }ﺣﺰب اﻟﻠﻪ{ ﺑﺎﻟﺠﺮود
أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﻟﻒ ﻧﺎزح ﺳﻮري ﰲ ﻋﺮﺳﺎل ﺳﻴﻨﺘﻘﻠﻮن إﻟﻰ ﻗﺮاﻫﻢ ﺑﺎﻟﻘﻠﻤﻮن
واﺻـــــــﻞ اﻟـــﺠـــﻴـــﺶ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻲ اﺳـــﺘـــﻌـــﺪاداﺗـــﻪ ﻟــﻠــﻤــﻌــﺮﻛــﺔ اﳌـﺮﺗـﻘـﺒـﺔ ﺑـــﻮﺟـــﻪ ﻋـــﻨـــﺎﺻـــﺮ ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ داﻋــــﺶ اﳌﺘﻤﺮﻛﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﺟﺮود رأس ﺑﻌﻠﺒﻚ واﻟــــﻘــــﺎع ﻋــﻨــﺪ اﻟــــﺤــــﺪود اﻟــﺸــﺮﻗــﻴــﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎن، ﻣﻜﺜﻔﴼ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﺼﻒ اﳌـــــﺪﻓـــــﻌـــــﻲ واﺳــــــﺘــــــﻘــــــﺪام اﻟـــــﻘـــــﻮات واﻵﻟﻴﺎت وﺳﻂ ﺗﻘﺎﻃﻊ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋـﻦ اﻧـﻄـﻼق اﳌـﻌـﺎرك اﻟﺒﺮﻳﺔ ﺧﻼل ﺳـﺎﻋـﺎت أو أﻳــﺎم ﻣــﻌــﺪودة. وﻗﺎﻟﺖ اﳌــــﺼــــﺎدر اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ ﻟــــ »اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳﻂ« إن اﻟﺠﻴﺶ ﺗﺴﻠﻢ ﺑﻌﺾ اﳌﺮاﻛﺰ ﻣﻦ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ، وﺳﻴﻮاﺻﻞ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ.
وﻓﻴﻤﺎ أﻓﺎدت ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت، أﻣﺲ، ﻋﻦ ﺳﻴﻄﺮة وﺣﺪات ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣـﻦ اﳌﺮﺗﻔﻌﺎت واﻟـﺘـﻼل ﺑﻤﺎ ﺑﺪا وﻛﺄﻧﻪ اﻧﻄﻼق ﻏﻴﺮ رﺳﻤﻲ ﻟﻠﻤﻌﺮﻛﺔ، ﻧﻔﺖ ﻣـﺼـﺎدر ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳـــــــــﻂ«، أن ﺗــﻜــﻮن اﳌــﻌــﺮﻛــﺔ ﻗــﺪ ﺑــــﺪأت ﺑـﺸـﻜـﻞ رﺳـﻤـﻲ أو ﻏﻴﺮ رﺳﻤﻲ، ﻻﻓﺘﺔ إﻟـﻰ أن »ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻫﻮ ﺗـﻘـﺪم ﻟﻠﺠﻴﺶ ﻋـﻠـﻰ ﺗــﻼل ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻳﺘﻮاﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ )داﻋــــﺶ( ﻣــﻦ دون أن ﻳﺤﺼﻞ أي اﺷـــﺘـــﺒـــﺎك«. وأﺿــــﺎﻓــــﺖ اﳌـــﺼـــﺎدر: »ﻫـــﺬه اﻟــﺘــﻼل ﻛــﺎﻧــﺖ ﺧـﺎﻟـﻴـﺔ وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺳﻴﻄﺮة ﻧﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ«، واﺿـــــﻌـــــﺔ اﻟـــﻌـــﻤـــﻠـــﻴـــﺎت اﻟــــﺘــــﻲ ﺗــﺘــﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑﺈﻃﺎر اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻤﻌﺮﻛﺔ وﺗﻀﻴﻴﻖ اﻟﺨﻨﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ.
وأﻓــــــﺎدت »اﻟـــﻮﻛـــﺎﻟـــﺔ اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ ﻟــــــﻺﻋــــــﻼم« أﻣــــــــﺲ، ﺑــــــﺄن اﻟــﺠــﻴــﺶ »واﺻــــﻞ ﻗـﺼـﻒ ﻣــﻮاﻗــﻊ إرﻫـﺎﺑـﻴـﻲ )داﻋﺶ( ﻓﻲ ﺟﺮود اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ورأس ﺑﻌﻠﺒﻚ واﻟﻘﺎع ﺑﺎﳌﺪﻓﻌﻴﺔ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ، ﺣــﻴــﺚ ﻧــﺠــﺢ ﻓـــﻲ ﺗــﺪﻣــﻴــﺮ ﻋـــﺪد ﻣﻦ اﻟـــﺪﺷـــﻢ واﻟــﺘــﺤــﺼــﻴــﻨــﺎت«، ﻻﻓــﺘــﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ »ﺗﺎﺑﻊ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻮاﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﺟــــﺮود ﻋــﺮﺳــﺎل ﻣـﻨـﻌـﺎ ﻷي ﺗﺴﻠﻞ ﻟـــﻺرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﲔ واﺳــــﺘــــﻘــــﺪام ﻗــــﻮات وآﻟــــﻴــــﺎت ﻣـــﺪرﻋـــﺔ إﻟــــﻰ ﺗــــﻼل رأس ﺑﻌﻠﺒﻚ اﻟــﺘــﻲ ﺳـﻴـﻄـﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺠﺮ أﻣﺲ اﻷرﺑﻌﺎء«.
وﺗـــــﺰاﻣـــــﻦ اﻟـــﻘـــﺼـــﻒ اﳌــﺪﻓــﻌــﻲ ﻟــﻠــﺠــﻴــﺶ ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﻮاﻗـــﻊ »داﻋــــــﺶ« داﺧــــــﻞ اﻷراﺿــــــــﻲ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻴــﺔ ﻣـﻊ ﻏـــــــﺎرات ﺟـــﻮﻳـــﺔ ﻧــﻔــﺬﻫــﺎ اﻟــﻄــﻴــﺮان اﻟــﺤــﺮﺑــﻲ اﻟـــﺴـــﻮري، ﻗـــﺎل »اﻹﻋـــﻼم اﻟﺤﺮﺑﻲ« اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﺤﺰب اﻟﻠﻪ إﻧﻬﺎ اﺳـــﺘـــﻬـــﺪﻓـــﺖ »اﻹﺷــــــــــﺎرة اﳌـــﺮﻛـــﺰﻳـــﺔ ﻟــــ)داﻋـــﺶ( ﺑـﻤـﺮﺗـﻔـﻊ اﻟﺤﺸﻴﺸﺎت وﻣــﺮﺗــﻔــﻊ أﺑــــﻮ ﺣـــﺪﻳـــﺞ ﻓـــﻲ ﺟـــﺮود اﻟﺠﺮاﺟﻴﺮ، وﻣﺮﺗﻔﻌﺎت ﺟﺮود ﻗﺎرة ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻤﻮن اﻟﻐﺮﺑﻲ« ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﺴﻮري.
وﺑـــﻌـــﺪ ﺗــﺴــﻠــﻤــﻬــﺎ ﻛـــﻞ اﳌـــﻮاﻗـــﻊ اﻟــﺘــﻲ ﻛـــﺎن ﻣـﺴـﻠـﺤـﻮ »ﺳـــﺮاﻳـــﺎ أﻫــﻞ اﻟــــﺸــــﺎم« ﻳــﺴــﻴــﻄــﺮون ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﻓـﻲ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ وادي ﺣــﻤــﻴــﺪ وﻣــﺪﻳــﻨــﺔ اﳌﻼﻫﻲ ﻓﻲ ﺟـﺮود ﻋﺮﺳﺎل، ﺑﺪأت وﺣـــــــﺪات اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻲ ﻓـﻲ اﻟﻴﻮﻣﲔ اﳌﺎﺿﻴﲔ ﺑﺘﺴﻠﻢ ﻣﻮاﻗﻊ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻓـﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟـﺤـﺪودﻳـﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، إن ﻛﺎن ﻓﻲ ﺟـﺮود اﻟﻘﺎع أو ﺟﺮود ﻋﺮﺳﺎل. وﻗﺎﻟﺖ اﳌﺼﺎدر اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــــﻂ« إن اﻟـﺠـﻴـﺶ ﺗﺴﻠﻢ ﺑﻌﺾ اﳌﺮاﻛﺰ ﻣﻦ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ وﺳﻴﻮاﺻﻞ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻣــــﻦ ﺟـــﻬـــﺘـــﻪ، أوﺿـــــــﺢ رﺋــﻴــﺲ ﺑـﻠـﺪﻳـﺔ ﻋــﺮﺳــﺎل ﺑــﺎﺳــﻞ اﻟﺤﺠﻴﺮي أن أﻫﺎﻟﻲ اﻟﺒﻠﺪة ﻟﻢ ﻳﺘﺴﻠﻤﻮا ﺑﻌﺪ أراﺿـــﻴـــﻬـــﻢ اﻟـــﺘـــﻲ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺗـﺤـﺘـﻠـﻬـﺎ »ﺟﺒﻬﺔ اﻟـﻨـﺼـﺮة« واﻟـﺘـﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﺣـــــﺰب اﻟـــﻠـــﻪ ﻓــــﻲ اﳌــﺮﺣــﻠــﺔ اﻟـﺤـﺎﻟـﻴـﺔ، ﻻﻓـﺘـﺎ إﻟــﻰ أن اﳌـﻮﺿـﻮع ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، »وﻗﺪ ﻧﻜﻮن ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﻗﺮار ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻫﺬه اﻷراﺿﻲ ﻟﻮﺣﺪات اﻟﺠﻴﺶ«. وﻗﺎل اﻟــﺤــﺠــﻴــﺮي ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــﻂ«: »ﺣــــــــﺰب اﻟــــﻠــــﻪ أﺑــــــــﺪى اﺳــــﺘــــﻌــــﺪاده ﻟـﺘـﺴـﻠـﻴـﻢ ﻫـــﺬه اﻷراﺿـــــﻲ ﻟﻠﺠﻴﺶ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻷﺻﺤﺎﺑﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أن ﻫﻨﺎك إﺟﺮاء ات ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺤﺼﻞ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ«. وأﺿﺎف: »ﻟﻜﻦ اﺳﺘﻤﺎﺗﺔ اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻟﺘﺴﻠﻢ أراﺿﻴﻬﻢ ﺳﺒﺒﻬﺎ اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺴﻴﺊ ﺟــﺪا اﻟـــﺬي ﻳــﺮزﺣــﻮن ﺗـﺤـﺘـﻪ، وﻫـﻢ ﻟـﺬﻟـﻚ ﻳــﺮﻳــﺪون اﻟــﻌــﻮدة ﻻﺳﺘﺜﻤﺎر أراﺿــــﻴــــﻬــــﻢ اﻟــــﺰراﻋــــﻴــــﺔ وﺗــﺸــﻐــﻴــﻞ ﻣﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﺮدﻳﺔ«.
وﻛـــــــﺎن ﻧـــﺤـــﻮ ٠٠٣١ ﺷـﺨـﺺ اﻧﺘﻘﻠﻮا ﻣﻦ اﳌﺨﻴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣــﻨــﺘــﺸــﺮة ﻓــــﻲ وادي ﺣــﻤــﻴــﺪ إﻟــﻰ داﺧــــــﻞ ﺑـــﻠـــﺪة ﻋــــﺮﺳــــﺎل ﻓــــﻲ اﻷﻳـــــﺎم اﳌﺎﺿﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﺗﺮﺣﻴﻞ ﻣﺴﻠﺤﻲ »ﺳﺮاﻳﺎ أﻫﻞ اﻟﺸﺎم« إﻟﻰ اﻟﻘﻠﻤﻮن، وأوﺿــﺢ اﻟﺤﺠﻴﺮي أﻧﻪ ﺗــﻢ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﻢ داﺧـــﻞ اﳌﺨﻴﻤﺎت اﳌﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪة، ﻣﺸﺪدا ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﺳﻴﻠﺘﺰﻣﻮن ﻛﻤﺎ ﻛﻞ اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻓﻲ ﻋﺮﺳﺎل اﻟﺤﻴﺎة اﳌﺪﻧﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻨﻌﺎ ﺑﺎﺗﺎ أي ﻇﻬﻮر ﻣﺴﻠﺢ. وأﺿﺎف: »ﻛﻤﺎ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻷﺳﻤﺎء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺮاﻏﺒﲔ ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﻟـــﻰ ﻗــﺮاﻫــﻢ ﻓــﻲ اﻟـﻘـﻠـﻤـﻮن اﻟـﻐـﺮﺑـﻲ ﻣﺴﺘﻤﺮة، وﻗــﺪ ﺳﺠﻞ ﻧﺤﻮ ٠٠٠١ ﻧـــــــﺎزح أﺳــــﻤــــﺎءﻫــــﻢ ﻟــــــﺪى أﺑــــــﻮ ﻃـﻪ اﻟــﻌــﺴــﺎﻟــﻲ اﻟـــــﺬي ﻳــﻨــﻈــﻢ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻟــــﻌــــﻮدة ﺑــﺎﻟــﺘــﻨــﺴــﻴــﻖ ﻣـــﻊ اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟـــﺴـــﻮري وﺣـــــﺰب اﻟــﻠــﻪ واﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻲ«، ﻣـﺮﺟـﺤـﺎ أن ﻳـﺘـﻢ ﻧﻘﻞ ﻫـــــــﺆﻻء اﻷﺷـــــﺨـــــﺎص ﻗـــﺮﻳـــﺒـــﺎ إﻟـــﻰ اﻟـﺪاﺧـﻞ اﻟـﺴـﻮري ﻋﻠﻰ أن ﺗﺴﺘﻤﺮ »رﺣـــــــﻼت أﺑـــــﻮ ﻃـــــﻪ« ﻓــــﻲ اﳌــﺮﺣــﻠــﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ.
وﺣـــﺘـــﻰ اﻟـــﺴـــﺎﻋـــﺔ، ﻻ ﻳـﻈـﻬـﺮ ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ داﻋـــــــﺶ أي اﺳـــﺘـــﻌـــﺪاد ﻟﻠﺘﻔﺎوض ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ اﳌﻨﻄﻘﺔ أو ﻟﻜﺸﻒ ﻣﺼﻴﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ اﻟـ٩ اﳌﺨﺘﻄﻔﲔ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٤١٠٢، إﻻ أن ﺧــﺒــﺮاء ﺑــﺤــﺮﻛــﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻳــــﺮﺟــــﺤــــﻮن أن ﻳـــــﻔـــــﺎوض ﺑــﻌــﺪ اﻧﻄﻼق اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﺑﺄن ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻷﻣﻮر إﻟﻰ اﻧﺴﺤﺎﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﺎدﻳﺔ أو رﻳﻒ درﻋﺎ. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق، ﻗﺎل أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮﻗﺎوي، اﻟﻨﺎﺷﻂ ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺔ »اﻟﺮﻗﺔ ﺗﺬﺑﺢ ﺑﺼﻤﺖ« اﳌﻄﻠﻌﺔ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻋﻠﻰ أﺣــــــﻮال اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻢ اﳌـــﺘـــﻄـــﺮف، إن ﻛـــﻞ اﻟـــﺨـــﻴـــﺎرات اﳌــﺘــﺒــﻘــﻴــﺔ أﻣــﺎﻣــﻪ ﻫـــﻲ ﺧـــﻴـــﺎرات ﻗــﺎﺗــﻠــﺔ، ﻻﻓــﺘــﺎ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـﻂ«، أن ﻳﻘﺎوم ﻋﻨﺎﺻﺮ »داﻋﺶ« ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أي ﻣﻜﺴﺐ، وﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺣﺠﻤﻪ وﺣــﺘــﻰ ﻟـــﻮ اﻗــﺘــﺼــﺮ ﻋــﻠــﻰ اﳌــــﺎل، ﻧـــﻈـــﺮا ﻟــﻠــﺤــﺎﻟــﺔ اﻟــﺼــﻌــﺒــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﺮزﺣﻮن ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻌﺪة ﻛﺎﻓﺔ.
وأوﺿــــــــــــــــﺢ اﻟـــــــــــﺮﻗـــــــــــﺎوي أن »داﻋــــــﺶ« ﻳـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻣـــﺆﺧـــﺮا ﻋﻠﻰ »ﻣـــــﺒـــــﺪأ اﻟــــﻔــــﻴــــﺪراﻟــــﻴــــﺔ ﺑـــﺎﺗـــﺨـــﺎذ اﻟﻘﺮارات، أي أﻧﻪ ﺑﺎت ﻳﻌﻮد ﻋﻠﻰ ﻗــــﻴــــﺎدات ﻛـــﻞ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ أن ﺗـﺘـﺨـﺬ اﻟـــﻘـــﺮارات اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺮاﻫــﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ واﻗﻊ ﻣﻌﲔ«، ﻣﺸﻴﺮا إﻟــﻰ أﻧــﻪ وﺑـﻤـﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻮاﺟﺪه ﻓﻲ اﻟﺠﺮود اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ واﻟﺠﺮود اﻟــــﺴــــﻮرﻳــــﺔ اﳌــــﻘــــﺎﺑــــﻠــــﺔ، ﻓـــﺎﻟـــﻘـــﺮار ﺑﺸﺄن ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻳﻌﻮد ﻟﻘﻴﺎدة اﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻢ اﳌــﺘــﻤــﺮﻛــﺰة ﻓــﻲ اﻟﺠﻬﺔ اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﺔ، ﻣــﻮﺿــﺤــﺎ أن »ﻋـــﺪد ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ )داﻋــــﺶ( ﻓــﻲ اﻷراﺿـــﻲ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻴــﺔ ﻧــﺤــﻮ ٠٥٣ ﻋــﻨــﺼــﺮا، ﺑــﺎﻹﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ آﺧـﺮﻳـﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺸﻮﻓﲔ ﻳﺮﺟﺢ أن ﻳﺒﻘﻮا ﺿـﻤـﻦ ﺧــﻼﻳــﺎ ﻧـﺎﺋـﻤـﺔ ﻓــﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ إﺗـﻤـﺎم ﺻﻔﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻹﺧﺮاج اﳌﻘﺎﺗﻠﲔ اﳌﺘﻮاﺟﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﺮود«.
وﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓـﻲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟـﺮاﻫـﻨـﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ رﻳــــﺎض ﻗــﻬــﻮﺟــﻲ، رﺋــﻴــﺲ ﻣـﺮﻛـﺰ »اﻟــــــﺸــــــﺮق اﻷوﺳــــــــــﻂ واﻟـــﺨـــﻠـــﻴـــﺞ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي – اﻧﻴﺠﻤﺎ«، »اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣـــﻊ ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ داﻋـــــــﺶ، ﻣـــﻦ ﺧــﻼل اﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﻨﻘﻪ واﺳﺘﻨﺰاﻓﻪ اﻟﻘﻮي، ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف ﻟﻔﺘﺢ ﻗـﻨـﺎة ﻟﻠﺘﻔﺎوض، ﻳﺼﺮ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ، أوﻻ، ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺼﻴﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ اﳌﺨﺘﻄﻔﲔ«. وﻳﺸﺪد ﻗﻬﻮﺟﻲ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« ﻋﻠﻰ أن »ﻟــﺪى اﻟﺠﻴﺶ اﻟـﻘـﺪرة اﻟﺘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟـــــــﺬﻳـــــــﻦ ﻻ ﻳـــﺘـــﺨـــﻄـــﻰ ﻋــــﺪدﻫــــﻢ اﻟـ٠٠٤«، ﻣﻀﻴﻔﺎ أن »ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ ﻟﻠﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣــﻊ اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟـﺴـﻮري أو أي ﻃــﺮف آﺧــﺮ، وإن اﺳﺘﺪﻋﺖ اﻟﻈﺮوف ﺧﻼل اﳌﻌﺮﻛﺔ ﻃﻠﺐ ﻣﺴﺎﻧﺪة اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓــﻼ ﺷــﻚ أن اﻷﺧــﻴــﺮ ﻟــﻦ ﻳــﺘــﺮدد، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﻟﺒﻨﺎن ﻋﻀﻮ ﻓﻴﻪ«.