روﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ: اﻷﻣﻦ ﻟﻠﻨﻈﺎم واﻟﻨﻔﻂ ﻟﺸﺮﻛﺎﺗﻬﺎ!
ﺑﺪأت ﺷﺮﻛﺎت ﻧﻔﻂ روﺳﻴﺔ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﻋﻘﻮدﴽ ﻻﺳﺘﺜﻤﺎر آﺑﺎر اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز ﻓﻲ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ، ﻛــﻤــﺎ وﻗــﻌــﺖ ﺷــﺮﻛــﺔ »ﺳــﺘــﺮوي ﺗﺮاﻧﺲ ﻏﺎز« ﺻﻔﻘﺔ ﻟﺘﻌﺪﻳﻦ اﻟﻔﻮﺳﻔﺎت. اﻟﺼﻔﻘﺎت ﺗﻤﺖ ﻛﻮن اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺟـــﺎءت ﺑــﻘــﻮات ﺧـﺎﺻـﺔ ﺣـــﺮرت اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻣـــﻦ ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ داﻋـــــــﺶ، وأﺑـــــــﺮز اﳌــﻮﻗــﻌــﲔ واﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ اﻵن ﻫﻢ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻨﻔﻂ »إﻳﻔﺮو ﺑـــﻮﻟـــﻴـــﺲ« و»ﺳــــﺘــــﺮوي ﺗـــﺮاﻧـــﺲ ﻏــــﺎز«. وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﳌﺒﺮﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ ﺣــﻮاﻓــﺰ ﻟـﻠـﺸـﺮﻛـﺎت اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑﺘﺜﺒﻴﺖ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ. وﻗـــﺎل إﻳــﻔــﺎن ﻛــﻮﻧــﻮﻓــﺎﻟــﻮف ﻣــﺪﻳــﺮ ﻣﺮﻛﺰ اﻻﺗــﺠــﺎﻫــﺎت اﻻﺳـﺘـﺮاﺗـﻴـﺠـﻴـﺔ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ »ﻧــﻴــﻮﻳــﻮرك ﺗــﺎﻳــﻤــﺰ« ﻓــﻲ اﻟــﺨــﺎﻣــﺲ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ، إن اﻟﺼﻔﻘﺎت وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ، ﻟﻜﻦ ﻛﺸﻒ اﻟﻨﻘﺎب ﻋﻨﻬﺎ اﻵن، وأوﺿﺢ: »إذا وﻓﺮت اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟــﺪوﻟــﺔ أن ﺗـﺪﻓـﻊ ﺛﻤﻦ ﺗﻠﻚ اﻟـﺨـﺪﻣـﺔ وﻻ ﻳﻬﻢ ﺑﻤﺎذا ﺗﺪﻓﻊ«. ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺔ اﻟﻨﻔﻂ ﻓﺈن ﺷـﺮﻛـﺔ »إﻳــﻔــﺮو ﺑـﻮﻟـﻴـﺲ« اﻟـﺘـﻲ ﺗﺸﻜﻠﺖ اﻟــﺼــﻴــﻒ اﻟــﻔــﺎﺋــﺖ ﺳـــﻮف ﺗـﺤـﺼـﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٥٢ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣـﻦ اﻟﻨﻔﻂ واﻟــﻐــﺎز اﻟــﻠــﺬﻳــﻦ ﻳــﺨــﺮﺟــﺎن ﻣــﻦ اﳌـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟــﺘــﻲ اﺳــﺘــﻌــﺎدﺗــﻬــﺎ ﻣـــﻦ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ داﻋـــﺶ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺗﺪﻣﺮ.
وﻳـــــﺬﻛـــــﺮ ﻛــــﻮﻧــــﻮﻓــــﺎﻟــــﻮف أن »ﻫـــــﺬا اﻟــﺘــﺮﺗــﻴــﺐ ﻳـــﻌـــﻮد إﻟــــﻰ زﻣــــﻦ ﻓـﺮﻧـﺴـﻴـﺲ درﻳـــﻚ وﺳﺴﻴﻞ رودس )اﻟﺸﺨﺼﻴﺘﲔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ اﻟﻠﺬﻳﻦ ارﺗﺒﻄﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮب واﻟﺮﺑﺢ اﻟﺨﺎص(.
ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺷـــﺮﻛـــﺔ »إﻳــــﻔــــﺮو ﺑــﻮﻟــﻴــﺲ« ﺗـﺘـﻌـﺎون ﻣــﻊ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ أﻣـﻨـﻴـﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺗــﺤــﻤــﻞ اﺳــــﻢ »ﻓــﺎﻏــﻨــﺮ« ﻓــﺮﺿــﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻷﻧﻬﺎ أﻣﻨﺖ ﺟــﻨــﻮدﴽ ﺗــﻌــﺎﻗــﺪت ﻣـﻌـﻬـﻢ ﻟــﻴــﺤــﺎرﺑــﻮا ﻓﻲ أوﻛــــﺮاﻧــــﻴــــﺎ. أﻣـــــﺎ اﻟــﺼــﻔــﻘــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻓــــﺎزت ﺑـــﻬـــﺎ ﺷـــﺮﻛـــﺔ »ﺳــــﺘــــﺮوي ﺗــــﺮاﻧــــﺲ ﻏــــﺎز« ﻻﺳـﺘـﺜـﻤـﺎر اﻟــﻔــﻮﺳــﻔــﺎت وﺳـــﻂ ﺳــﻮرﻳــﺎ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺄﻣﲔ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻟﺤﻘﻮل اﻟﻔﻮﺳﻔﺎت. ﻫﺬه اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻳﻤﻠﻚ أﻏﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﺟﻴﻨﺎدي ﺗﻴﻤﺸﻨﻜﻮ، اﳌﻮﺿﻮع اﺳﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وﻫﻮ وﻗﻊ اﺗﻔﺎﻗﴼ ﻣﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺘﻌﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺟﻢ ﻓﻮﺳﻔﺎت »اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ« ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ.
وﺳـــــــــﻂ ذﻟـــــــــﻚ ﺗـــــﻄـــــﻞ اﻟــــــﺼــــــﲔ ﻣــﻊ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل ﻋـﻦ وﺟــﻮد اﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎت اﻟﺠﻮﻻن، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻌﺰز دور اﻟــﺼــﲔ ﻛـﻤـﺪاﻓـﻌـﺔ ﻋــﻦ اﻟــﺴــﻼم ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﻀﻄﺮﺑﺔ، وﺗﻤﻬﺪ ﻟﻬﺎ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﳌﺒﺎدرﺗﻬﺎ »اﻟــﺤــﺰام واﻟـﻄـﺮﻳـﻖ«. ﺗﺒﺤﺚ اﻟﺼﲔ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻻﺳﺘﻤﺮار وﺻـــــﻮل اﻟـــﻄـــﺎﻗـــﺔ ﻣـــﻦ اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــﻂ إﻟﻴﻬﺎ، وﻟﺪﻓﻊ ﻣﺸﺮوﻋﻬﺎ اﻟﺒﺮي، ﻟﺬﻟﻚ، ﺣﺴﺐ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﺜﻒ ﺟﻬﻮدﻫﺎ ﻟـﻠـﻤـﺴـﺎﻋـﺪة ﻓــﻲ ﺣــﻞ اﻷزﻣـــــﺔ اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ، وﺣﻞ اﻟﻨﺰاع اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ - اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ. ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ أﻛـﺜـﺮ اﺳﺘﺒﺎﻗﻴﺔ ﻓـﻲ دﻋﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻔﺎوض ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، واﻗﺘﺮﺣﺖ إﺟﺮاء ﺣـــــﻮار ﺛـــﻼﺛـــﻲ ﺑـــﲔ اﻟـــﺼـــﲔ وإﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ واﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، واﳌـﻀـﻲ ﻗﺪﻣﴼ ﻓﻲ ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓـﻲ ﺳـﻮرﻳـﺎ واﻷردن وإﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ، ﺣﻴﺚ ﺳﻴﺘﻢ اﺳﺘﻴﺮاد ٠٢ أﻟﻒ ﻋﺎﻣﻞ ﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ.
أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺼﲔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ، ﻓﻬﻲ ﺗﺰﻳﺪ اﳌـﻮارد ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺣﺎﻓﻈﺘﻬﺎ اﳌﺘﺰاﻳﺪة ﻣﻦ اﻷﺻــــﻮل، وأﻳــﻀــﴼ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ. ﻓـــﻲ ﻳــﻮﻟــﻴــﻮ )ﺗــــﻤــــﻮز( اﳌـــﺎﺿـــﻲ أرﺳــﻠــﺖ اﻟﺪﻓﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﻮات اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﻟﺰﻳﺎدة وﺟﻮدﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﻮات ﺣـــﻔـــﻆ اﻟــــﺴــــﻼم ﻓــــﻲ ﺟـــﻨـــﻮب اﻟــــﺴــــﻮدان )ﻟــﻠــﺼــﲔ ﺗـــﺎرﻳـــﺦ ﻋـــﺮﻳـــﻖ ﻓـــﻲ اﻟـــﺴـــﻮدان اﳌـــﻮﺣـــﺪ واﳌـــﻘـــﺴـــﻢ(، وﻋـــﺮﺿـــﺖ ٨ آﻻف ﺟﻨﺪي ﻟﻘﻮات ﺣﻔﻆ اﻟﺴﻼم ﻟﻠﺒﻘﺎء اﻟﺪاﺋﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺰاع واﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ ﻗﻮات اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﳌﺮاﻗﺒﺔ ﻓﺾ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻓﻲ اﻟﺠﻮﻻن ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ.
وﺳﻂ ﻛﻞ ﻫﺬه اﳌﺴﺘﺠﺪات ﻓﺘﺶ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻂ، ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ﻣﻦ ﻋﺎم ٥١٠٢ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺷﺮﻛﺔ »أﻓﻴﻚ ﻟﻠﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز« اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، وﻫﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟــﺸــﺮﻛــﺔ »ﺟـــﻨـــﻲ إﻳـــﻨـــﺮﺟـــﻲ« اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻛﻤﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎت اﻟﺠﻮﻻن »ﻣﻊ اﺣﺘﻤﺎل وﺟﻮد ﻣﻠﻴﺎرات اﻟﺒﺮاﻣﻴﻞ«، وﻗـﺎل ﻛﺒﻴﺮ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﲔ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻮﻓﺎل ﺑــﺎﺗــﻮف: إن ﺳـﻤـﺎﻛـﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ ﺗـﺼـﻞ إﻟـﻰ ٠٥٣ ﻣﺘﺮﴽ، وﻫﻲ ﻋﺸﺮة أﺿﻌﺎف ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟـﻨـﻔـﻂ ﻓــﻲ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﻛـﻠـﻪ. ﺗﻤﻜﻨﺖ »ﺟﻨﻲ إﻳﻨﺮﺟﻲ« ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﺮاﺧﻴﺺ اﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ واﳌﺤﻠﻴﺔ. ﻗﻠﻖ ﻫﺬه اﳌــﺠــﻤــﻮﻋــﺎت أن اﻟـﺤـﻔـﺮ ﻗــﺪ ﻳــﻠــﻮث رﻳـﻒ اﻟﺠﻮﻻن وﺑﺤﻴﺮة ﻃﺒﺮﻳﺔ ﻣﺼﺪر ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻴﺎه اﻟﺸﺮب ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، وﻫﻨﺎك ﺟﺪل ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻦ اﻷﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼد: اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺎه اﻟﺸﺮب أو اﺳﺘﻐﻼل اﻟــﻄــﺎﻗــﺔ. ﻳــﻀــﺎف إﻟـــﻰ ذﻟـــﻚ أن اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ وﺗﻜﻠﻔﺔ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ واﻻﺳـﺘـﺨـﺮاج ﻻ ﺗـﺰال ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮوﻓﺔ، وﻫﻨﺎك ﻣﻌﺎرك ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ، ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻈﺎر.
ﻟــﻜــﻦ اﳌــﺸــﻜــﻠــﺔ اﻷﻛـــﺒـــﺮ ﺗـــــﺪور ﺣــﻮل ﻣــﺴــﺄﻟــﺔ اﻟـــﺴـــﻴـــﺎدة. إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ »ﺿــﻤــﺖ« ﺟــــﺰءﴽ ﻛــﺒــﻴــﺮﴽ ﻣــﻦ اﻟـــﺠـــﻮﻻن ﻋـــﺎم ١٨٩١، ﻟﻜﻦ اﻟﻬﻀﺒﺔ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻌﺘﺒﺮ دوﻟﻴﴼ أرﺿﴼ ﺳﻮرﻳﺔ ﻣﺤﺘﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ. ﺣﺘﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﻌﺘﺮف ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﺿﺖ اﻻﻧـﺴـﺤـﺎب ﻣــﻦ اﻟــﺠــﻮﻻن اﻟــﺬي اﺣﺘﻠﺘﻪ ﻋـــﺎم ٧٦٩١ ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ اﺗــﻔــﺎق ﺳـــﻼم ﺷـﺎﻣـﻞ ﻣﻊ ﺳﻮرﻳﺎ. ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻳﻮﻣﻬﺎ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮاﺣﻞ ﺣﺎﻓﻆ اﻷﺳﺪ ﺣﻴﺚ ﻓﺸﻞ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ ﻃﺒﺮﻳﺔ. وﻣﻨﺬ ﺑﺪأ ﺗﻔﻜﻚ ﺳﻮرﻳﺎ ﻋﺎم ١١٠٢، وﻛﺜﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻟﻢ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﺠﻮﻻن، ﺻﺎرت إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ أي ﺻﻔﻘﺔ، ﻻ ﺑﻞ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺴﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ٠٠٢١ ﻛـﻠـﻢ ﻣـﺮﺑـﻊ ﺗﺤﺘﻠﻪ ﻓــﻲ اﻟــﺠــﻮﻻن. وﺗــﺪﺧــﻠــﺖ ﻋــﺴــﻜــﺮﻳــﴼ ﻓـــﻲ ﺷــﻬــﺮ ﻳـﻮﻧـﻴـﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﳌﺎﺿﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺎدل اﻟﺠﻴﺶ اﻟــﺴــﻮري اﻟـﻨـﺎر ﻣـﻊ ﻗــﻮات ﻣـﻌـﺎرﺿـﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﺪﻋﻢ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣــﺘــﻤــﺮدة ﺗـﻄـﻠـﻖ ﻋـﻠـﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ »ﻓــﺮﺳــﺎن اﻟﺠﻮﻻن« وﺗﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﻗﻮة ﻋﺎزﻟﺔ ﻹﺑﻘﺎء اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺴﻮري و»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« اﳌﺪﻋﻮم ﻣــﻦ إﻳــــﺮان ﺑــﻌــﻴــﺪﴽ ﻋــﻦ ﺧــﻄــﻮﻃــﻬــﺎ، ﻫــﺬه اﻟﺘﻄﻮرات اﳌﺴﺘﻤﺮة ﺗﻌﻘﺪ اﳌﺴﺎر اﻟﺬي ﺗـــﺮﻏـــﺐ ﻓــﻴــﻪ ﺷـــﺮﻛـــﺔ »ﺟـــﻨـــﻲ إﻳــﻨــﺮﺟــﻲ« ﻻﺳﺘﻜﺸﺎف ﺛﺮوة اﻟﺠﻮﻻن.
ﻫــﻨــﺎك أﻳــﻀــﴼ ﻛـﻤـﻴـﺔ ﻧـﻔـﻂ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ أﺧــﺮى ﺗﻘﻊ داﺧــﻞ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻬﺎ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺗﻜﺴﺎس اﺳﻤﻬﺎ »ﻧـﻔـﻂ ﺻـﻬـﻴـﻮن« ﺑــﺪأت ﻣﻨﺬ ﻋــﺎم ٥٠٠٢ ﺗــﺤــﻔــﺮ ﺑــﺎﻟــﻘــﺮب ﻣـــﻦ ﺣــﻴــﻔــﺎ ﻻﺳــﺘــﺨــﺮاج ٤٨٤ ﻣــﻠــﻴــﻮن ﺑــﺮﻣــﻴــﻞ ﻣـــﻦ اﻟــﻨــﻔــﻂ، وﻗــﺪ أﻛــﺪ اﻟـﺠـﻴـﻮﻟـﻮﺟـﻴـﻮن ﻋــﺎم ٤٠٠٢ وﺟــﻮد ﺣـﻘـﻮل ﻧـﻔـﻂ وﻏـــﺎز ﻫــﻨــﺎك. ﺗﻤﻠﻚ ﺷﺮﻛﺔ »ﻧـﻔـﻂ ﺻـﻬـﻴـﻮن« رﺧـﺼـﺔ ﻟﻠﺘﻨﻘﻴﺐ ﻓﻲ ﻣــﺴــﺎﺣــﺔ ٠٤ أﻟـــﻒ ﻫــﻜــﺘــﺎر، وﻫـــﻲ ﺗﺤﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٢٤ ﻛﻠﻢ ﺟـﻨـﻮب ﻣــﺎ اﻛﺘﺸﻔﺘﻪ ﺷـﺮﻛـﺔ »ﺟـﻨـﻲ إﻳــﻨــﺮﺟــﻲ« ﻓــﻲ اﻟــﺠــﻮﻻن، ﻳﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺣﻘﻮل اﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ »ﻟﻴﻔﻴﺎﺛﺎن« و»ﺗﺎﻣﺎر«، ﻛﻞ ﻫﺬا ﻗــﺪ ﻳـﺠـﻌـﻞ ﻣــﻦ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﻓــﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣــﺼــﺪرﴽ ﻣـﻬـﻤـﴼ ﻟـﻠـﻄـﺎﻗـﺔ ﻟــﻴــﺲ ﻓــﻘــﻂ ﻓﻲ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ أو أوروﺑــــــﺎ، ﺑــﻞ إﻟـــﻰ اﻷﺳــــﻮاق اﻵﺳــﻴــﻮﻳــﺔ ﻣـﺜـﻞ اﻟــﺼــﲔ واﻟــﻬــﻨــﺪ. وﻛﻨﺎ ﻻﺣﻈﻨﺎ اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﺟﺪﴽ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻬﻨﺪي ﻣﻮدي إﻟﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ واﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﳌﻮﻗﻌﺔ، ﻛﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﻋﻤﻖ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ - اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ.
ﻣـــﻦ ﺟــﻬــﺔ أﺧــــــﺮى، وﻓــﻴــﻤــﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑــﺴــﻮرﻳــﺎ وإﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ، ﻓـــﺈن ﻗـــﻮات ﺣﻔﻆ اﻟﺴﻼم اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻧــﺘــﺸــﺎرﻫــﺎ ﻓـــﻲ اﻟـــﺠـــﻮﻻن أﻛــﺜــﺮ ﻗــﺒــﻮﻻ، ﺧـﺼـﻮﺻـﴼ أن ﺑـﻜـﲔ أرﺳــﻠــﺖ ﻋــﺎم ٦٠٠٢ أﻟـﻒ ﺟﻨﺪي إﻟـﻰ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﻗﻮات ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪودﻫﺎ، وﻓﻀﻠﺖ ﻗﻮات آﺳﻴﻮﻳﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺼـﲔ واﻟﻬﻨﺪ وﻛــﻮرﻳــﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ واﻟﻔﻠﺒﲔ.
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ، ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺼﻴﻨﻲ ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ وﺟﻮدﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﻮة اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﳌﺮاﻗﺒﺔ ﻓﺾ اﻻﺷﺘﺒﺎك، ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﺜﻘﺔ وﻗــﻮة ﻋﺎزﻟﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺑــﲔ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ وﺳــﻮرﻳــﺎ ﻓــﻲ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎت اﻟﺠﻮﻻن ﻧﻈﺮﴽ ﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺼﲔ اﻟﺠﻴﺪة ﻣـــﻊ ﻛـــﻼ اﻟــﺒــﻠــﺪﻳــﻦ، وﻗــــﺪ ﺗــﻮﻓــﺮ أرﺿــﻴــﺔ اﺧﺘﺒﺎر ﻟﺒﻨﺎء ﻋﻼﻗﺎت أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ - ﺻﻴﻨﻴﺔ ﺟﻴﺪة ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﻮاﺋﺪ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌـﻄـﺎف ﻣـﻦ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﻮﻻن.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻛـــﺎﻧـــﺖ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﺔ ﻣـﺴـﺘـﻌـﺪة ﻟﻌﻘﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺼﻔﻘﺎت: ﺗﺒﺎدل اﻷﻣﻦ ﺑﺎﳌﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ. واﳌﻌﺮوف واﻟﺸﺎﺋﻊ أن اﻟﺤﺮوب ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـﻂ، اﻟﺠﺰء اﻷﻛـﺒـﺮ ﻣـﻦ أﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﺗـﻔـﻮح ﻣﻨﻪ راﺋﺤﺔ اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻌﻘﻮد، روﺳﻴﺎ ﺗﺠﺎوزت ﻣﺎ ﻛﺎن راﺋﺠﴼ ﻓﻲ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻫـﺪاف ﺳﺮﻳﺔ، وﻛﺸﻔﺖ وﻛﻠﻔﺖ ﺷﺮﻛﺎت ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻴﻊ وﺑﺪء اﻻﺳﺘﺨﺮاج، أﻣﺎ اﻟﺼﲔ، ﻓﻜﻤﺎ ﻋﺎدﺗﻬﺎ داﺋــﻤــﴼ، ﻻ ﺗـﺤـﻴـﺪ ﻋــﻦ اﺳـﺘـﺮاﺗـﻴـﺠـﻴـﺘـﻬـﺎ، ﺗﺘﻘﺪم، ﺗﻘﻀﻢ، ﺗﺒﻨﻲ ﻣﺸﺎرﻳﻊ، أﻗﺎﻣﺖ ﺳـــﺖ ﺟــــﺰر ﺻــﻨــﺎﻋــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﺑــﺤــﺮ اﻟـﺼـﲔ اﺳـــﺘـــﻴـــﻘـــﻈـــﺖ أﻣــــﻴــــﺮﻛــــﺎ ﻣـــــﻦ ﻗــﻴــﻠــﻮﻟــﺘــﻬــﺎ ﻓﺎﻛﺘﺸﻔﺖ اﻟﺠﺰر وﻗﺪ ﺻﺎرت ﺧﻂ اﻟﺪﻓﺎع اﻷول ﻟﻠﺼﲔ. إﻧﻬﺎ اﻟﺼﲔ، ﺗﺘﺮك اﻟﺪول اﻷﺧـــــﺮى ﺗــﻘــﺎﺗــﻞ ﻋـﺴـﻜـﺮﻳـﴼ وﻫـــﻲ ﺗﺘﻘﺪم اﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﴼ وﺗـــﺠـــﺎرﻳـــﴼ، وﻛــــﻞ ذﻟــــﻚ ﻋﺒﺮ ﻣــﺸــﺎرﻳــﻊ ﻳــﻘــﻮم ﺑــﻬــﺎ آﻻف ﻣـــﻦ اﻟـﻌـﻤـﺎل اﻟﺼﻴﻨﻴﲔ.
ﺑـــﺪأت إﻳــــﺮان ﺗـﻌـﺎﻧـﻲ ﻣــﻦ ﻛﺜﺮﺗﻬﻢ. إﻧﻬﺎ اﻟﺼﲔ وﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮ. ﺗﺸﻢ راﺋﺤﺔ اﻟﻨﻔﻂ، »ﺗﻌﺎﻧﻖ« اﻟﺪول اﳌﻌﻨﻴﺔ، وﺗﺮﺳﻞ إﻟـــــﻰ اﻟــــــــﺪول »اﳌـــﻔـــﻜـــﻜـــﺔ« ﻗــــــﻮات ﻟـﺤـﻔـﻆ اﻟﺴﻼم، ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر أن »ﺗﻐﻂ« ﻋﻠﻰ ﺻﻔﻘﺎت اﻟﻨﻔﻂ، وإﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻓـﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺼﲔ ﻋﺒﺮ ﺧﻄﻮط ﻧﻔﻂ اﳌﺘﻮﺳﻂ وﺣﻴﻔﺎ واﻟﺠﻮﻻن!