ﺗﻮﻧﺲ: رﺟﺎل دﻳﻦ ﻳﺮﻓﻀﻮن اﳌﺴﺎواة ﺑﲔ اﻟﺠﻨﺴﲔ ﻓﻲ اﳌﻴﺮاث
رﻓـــﺾ رﺟــــﺎل دﻳـــﻦ ﺗـﻮﻧـﺴـﻴـﻮن، أﻣــــﺲ ﻣــــﺴــــﺎواة، اﻟــﻨــﺴــﺎء ﺑــﺎﻟــﺮﺟــﺎل ﻓــﻲ اﻹرث، ردا ﻋـﻠـﻰ ﻃــﺮح اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟـــــﺒـــــﺎﺟـــــﻲ ﻗـــــﺎﺋـــــﺪ اﻟــــﺴــــﺒــــﺴــــﻲ ﻟـــﻬـــﺬا اﻟـــﻨـــﻘـــﺎش، واﻋـــﺘـــﺒـــﺮوا أﻧــــﻪ ﻣـﻨـﺎﻫـﺾ ﻷﺣــﻜــﺎم اﻹﺳــــﻼم، وﻳـﺸـﻜـﻞ »ﺧــﻄــﺮا« ﻋﻠﻰ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ، ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﻗﻠﺘﻪ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.
وﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻗﺪ ﻃﺮح اﻷﺣﺪ اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﳌﺴﺎواة ﺑﲔ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ اﻹرث، ﻣﻌﺘﺒﺮا أن ﺑﻼده ﺗﺘﺠﻪ إﻟﻰ اﳌﺴﺎواة »ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﳌــﻴــﺎدﻳــﻦ«، ﻛـﻤـﺎ أﻋــﻠــﻦ أﻧـــﻪ ﻃـﻠـﺐ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺳﺤﺐ ﻣﻨﺸﻮر ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻋــﺎم ٣٧٩١ ﻳﻤﻨﻊ زواج اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺎت اﳌﺴﻠﻤﺎت ﻣـﻦ ﻏﻴﺮ اﳌﺴﻠﻤﲔ، وﻫﻤﺎ ﻣﺴﺄﻟﺘﺎن ﺗﺜﻴﺮان ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﻓـــﻲ ﺗـــﻮﻧـــﺲ. ورد ﻋــﻠــﻤــﺎء وﻣــﺸــﺎﻳــﺦ ﺗﻮﻧﺴﻴﻮن أﻣﺲ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن، ﻣﻌﺘﺒﺮﻳﻦ أن ﻃـﺮح ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺴﺒﺴﻲ »ﻳﻌﺪ ﻃﻌﻨﺎ ﺻــﺮﻳــﺤــﺎ ﻓــــﻲ ﺛــــﻮاﺑــــﺖ اﻟــــﺪﻳــــﻦ اﻟــــﺬي ﻧﺘﺸﺮف ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻴﻪ«.
وﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ أﻛﺪ وزﻳﺮ اﻟﺸﺆون اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻷﺳﺒﻖ ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺨﺎدﻣﻲ، ﻓـﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﺎﻓﻲ أن »اﻹرث ﻓﻲ اﻹﺳـــــــﻼم ﻳــﻌــﺪ ﺣــﻜــﻤــﺎ ﻣـــﻦ اﻷﺣـــﻜـــﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، وﻫﻮ ﺣﻜﻢ ﻗﻄﻌﻲ ﻻ ﻳﺠﻮز اﳌﺴﺎس ﺑﻪ أو اﻻﺟﺘﻬﺎد ﻓﻴﻪ«.
ﻣـــــــﻦ ﺟـــــﻬـــــﺘـــــﻪ، اﻧـــــﺘـــــﻘـــــﺪ ﻣــﻔــﺘــﻲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺣﻤﺪة ﺳﻌﻴﺪ، اﻟــﻄــﺮح اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﻲ ﺑــﻘــﻮﻟــﻪ: »ﻣـــﺎ ﻛﻨﺖ أﺣﺴﺐ أن أﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﻳﻮم أداﻓﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﻓﻜﺮة إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﳌـﺪة ٠٠٤١ ﻋﺎم ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻤﺎت، وإذا ﺑﻬﺎ ﺗﺴﻘﻂ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ اﳌﺨﺎﻟﻔﺎت«.
ﺑـﺪورﻫـﺎ ﻋﻠﻘﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺷﻘﻮت، اﻷﺳـــــﺘـــــﺎذة ﻓــــﻲ ﺟـــﺎﻣـــﻌـــﺔ اﻟــﺰﻳــﺘــﻮﻧــﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮل، إن اﻗﺘﺮاح ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت اﳌـــﻴـــﺮاث ﻛــﺄﻧــﻪ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻚ »ﻓــــﻲ ﺣﻜﻤﺔ اﳌﻮﻟﻰ، وﻛﺄﻧﻨﺎ ﻧﻘﻮل ﻟﺮب اﻟﻌﺰة إﻧﻚ أﺧﻄﺄت ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ... وﻛﺄﻧﻨﺎ ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻋﺎدل ﻣﻊ اﳌﺮأة«.
أﻣـــــﺎ اﻟـــﺸـــﻴـــﺦ ﻋـــﺒـــﺪ اﻟـــﻮﺻـــﻴـــﻒ، أﺳـــﺘـــﺎذ اﻟـــﻌـــﻠـــﻮم اﻹﺳـــﻼﻣـــﻴـــﺔ، ﻓــﺄﻛــﺪ أن ﺗـﺼـﺮﻳـﺤـﺎت اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ »ﺧﻄﻴﺮة؛ ﻷﻧــﻬــﺎ... ﺻــﺪرت ﻣـﻦ ﻏﻴﺮ ﻋـــﻠـــﻢ أﻫـــــﻞ اﻻﺧــــﺘــــﺼــــﺎص، وﺟـــــﺎءت ﻓــﻲ وﻗـــﺖ ﻳــﺤــﺘــﺎج ﻓــﻴــﻪ اﻟــﺸــﻌــﺐ إﻟــﻰ اﻟـﺘـﻜـﺎﺗـﻒ واﻟـــﻮﺣـــﺪة أﻣــــﺎم ﻣﺸﻜﻼت أﺧﺮى«.