أﻓﻼم ﺳﺘﻴﻔﻦ ﺳﻮدرﺑﻴﺮغ ﺗﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﺎل ﻋﺪة
أﻗﺴﻢ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻌﻮد ﻟﻺﺧﺮاج وﻧﻜﺚ
ﺑــﻌــﺪ أرﺑــــــﻊ ﺳــــﻨــــﻮات ﻣــــﻦ ﻗـــــﺮاره اﻟﺸﻬﻴﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻹﺧـﺮاج ﻧـــﻬـــﺎﺋـــﻴـــﴼ، ﻳــــﻌــــﻮد اﳌـــــﺨـــــﺮج ﺳــﺘــﻴــﻔــﻦ ﺳـــﻮدرﺑـــﻴـــﺮغ إﻟــــﻰ اﳌــﻬــﻨــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻧﺸﺄ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺎﻛﺜﴼ وﻋـــﺪه، أو، ﻋﻠﻰ اﻷﻗــﻞ، ﻳﻌﻮد وﻗﺪ ﻏﻴـﺮ رأﻳﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮار اﻟﺬي اﺗﺨﺬه ﺳﻨﺔ ٣١٠٢.
ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻣﺎل إﻟﻰ اﻹﻧﺘﺎج وﺣﺪه. ﻛﺎن ﺳﺒﻖ ﻟﻪ وأن أﻧـﺘـﺞ أﻓــﻼﻣـﻪ أو ﻗــﺎم ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ اﳌﻨﺘﺞ اﳌﻨﻔﺬ ﻷﻓﻼم ﻛﺜﻴﺮة، ﻟﻜﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻛﻤﻨﺘﺞ ﻓــﻘــﻂ ﺧـــﻼل ﺗــﻠــﻚ اﻟــﺴــﻨــﻮات اﻷﺧــﻴــﺮة ﺑــﺪا اﺧﺘﻴﺎرﴽ ﻳﺒﻘﻴﻪ ﻗﺮﻳﺒﴼ ﻣـﻦ اﻟﻌﻤﻞ وﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ وﺟﻊ رأس اﻹﺧﺮاج.
وﺟـــﺪﻧـــﺎه ﻣــﻨــﺘــﺠــﴼ ﻣــﻨــﻔــﺬﴽ ﻟﻔﻴﻠﻢ ﻛﻮﻣﻴﺪي - ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ )ﺧﻔﻴﻒ ورديء( ﻋـﻨـﻮاﻧـﻪ »ﻣـﺎﺟـﻴـﻚ ﻣـﺎﻳـﻚ «XXL ﺳﻨﺔ ٥١٠٢ وﻟﻔﻴﻠﻤﲔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ٤١٠٢ ﻫﻤﺎ اﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻲ Citizenfour وﻫﻮ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟــــﺬي أﺧــﺮﺟــﺘــﻪ ﻟــــﻮرا ﺑــﻮﻳــﺘــﺮاس ﻋﻦ إدوارد ﺳـــﻨـــﻮدون )ﺳــﺒــﻘــﺖ ﺑــﻪ ﻓﻴﻠﻢ أوﻟﻴﭭﺮ ﺳﺘﻮن اﻟﺮواﺋﻲ(، و»دم اﳌﺴﻴﺢ اﻟﻠﺬﻳﺬ«، ﻓﻴﻠﻢ رواﺋﻲ ﻣﺮ ﺗﺤﺖ اﻟﺮادار ﻟﺴﺒﺎﻳﻚ ﻟﻲ وﺷﻐﻞ ﺳﻮدرﺑﻴﺮغ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎن ﻣﺤﺪودﴽ ﻛﻤﻨﺘﺞ ﻣﺸﺎرك.
وﺳـــﻮدرﺑـــﻴـــﺮغ ﻳــﺤــﺐ اﻟـﺘـﺼـﻮﻳـﺮ وﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﻟﻪ أن ﺻـﻮر ﺑﻌﺾ أﻓﻼﻣﻪ ﻣــﺨــﺮﺟــﴼ ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ ﻓـﻴـﻠـﻤـﻪ اﻷﺧــﻴــﺮ ﻗﺒﻞ ﻗﺮار اﻟﺘﻮﻗﻒ Side Effects )»ﺗﺄﺛﻴﺮات ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ«( وﺑﻌﺪ ﻗﺮاره اﻻﻋﺘﺰال ﺻﻮر ﻛﺬﻟﻚ »ﻣﺎﺟﻴﻚ ﻣﺎﻳﻚ .«XXL
ﻟــﻜـــﻦ ﺷــﻐــﻠــﻪ اﻷﻛــــﺜــــﺮ ﻛـــﺜــﺎﻓـــﺔ ﻓـﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﳌــﺬﻛــﻮرة أﻋـــﺎده إﻟــﻰ ﺳﻨﻮاﺗﻪ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ، ﻓﻤﺎ ﺑﲔ ٣١٠٢ و٦١٠٢ ﻣﺎرس دور اﳌﻨﺘﺞ اﳌﻨﻔﺬ ﻷرﺑﻌﺔ أﻓﻼم وﻣﺴﻠﺴﻼت. اﻷول ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻛﺎن ﻓﻴﻠﻤﴼ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﴼ ﺑﻌﻨﻮان »ﺧﻠﻒ اﻟﺸﻤﻌﺪان« وﻗـــﺎم ﺑــﺈﺧــﺮاﺟــﻪ ﻛــﺬﻟــﻚ وﺛـﺎﻧـﻴـﻬـﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺑـﻌـﻨـﻮان The Knick وﻫـﺬه اﻟــﻜــﻠــﻤــﺔ اﺧــﺘــﺼــﺎر ﻻﺳــــﻢ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓــﻲ ﺣــﻲ ﻫــﺎرﻟــﻢ ﻓــﻲ ﻧــﻴــﻮﻳــﻮرك اﺳﻤﻪ Knickerbocker Hospital ﺗﺨﺼﺺ، ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺑﻌﻼج اﻟــــﻔــــﻘــــﺮاء واﳌـــــﻌـــــﻮزﻳـــــﻦ ﻣـــــﻦ ﻣــﻘــﻴــﻤــﲔ وﻣﻬﺎﺟﺮﻳﻦ أول.
اﳌــــــﺸــــــﺮوع اﻟــــﺜــــﺎﻟــــﺚ ﻛـــــــﺎن ﺛـــﻼث ﻋــﺸــﺮة ﺣــﻠــﻘــﺔ ﻣـــﻦ ﻣـﺴـﻠـﺴــﻞ ﻋــﻨــﻮاﻧــﻪ »ﺧــﺒــﺮة ﺻــﺪﻳــﻘــﺔ« The Girlfriend) (Experience واﻟـﺮاﺑـﻊ واﻷﺧـﻴـﺮ ﺗﺒﻌﴼ ﻟــﺠــﺪول ﻋــﺮوﺿــﻪ ﻛـــﺎن ﻣـﺴـﻠـﺴـﻼ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺣﻠﻘﺔ ﺑﻌﻨﻮان »ﺷﺠﺮ ﺑﻠﻮط أﺣــﻤــﺮ« (Red Oaks) وﻫـــﺬا ﻛـــﺎن ﻣﻦ اﻟـــﻨـــﻮع اﻟــﻜــﻮﻣــﻴــﺪي وﺗــﻤــﺤــﻮر ﺣــﻮل ﺗﺠﺎرب ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﺗﻘﻊ أﺣﺪاﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ.
ﺳﻼﺳﺔ وﺧﻔﺔ
ﻓﻴﻠﻢ اﻟــﻌــﻮدة ﻫـﻮ »ﻟــﻮﻏــﻦ ﻻﻛـﻲ« (Logan Lucky) ﻛﺘﺒﺘﻪ رﺑﻴﻜﺎ ﺑﻠﻨﺖ أو ﻫﻜﺬا ﺗﻌﻠﻦ ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ. ﺑﻌﺾ اﳌﺘﺎﺑﻌﲔ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ارﺗــﺎب ﻣﻌﺘﺒﺮﴽ أن رﺑــﻴــﻜــﺎ ﻟـﻴـﺴـﺖ ﺳـــﻮى اﺳـــﻢ ﻣﺴﺘﻌﺎر اﺗﺨﺬه اﳌﺨﺮج ﺗﻤﻮﻳﻬﴼ. ﻫﺬا ﻣﻌﻘﻮل ﺧـﺼـﻮﺻـﺎ أﻧـــﻪ ﻗـــﺎم أﻳــﻀــﴼ ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﻔﻴﻠﻢ وﺗﻮﻟﻴﻔﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ أﻧﺘﺠﻪ ﻋﺒﺮ ﺷﺮﻛﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻـﺔ. ﺑﻜﻠﻤﺎت أﺧﺮى، ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ اﻟﺒﻴﺖ.
ﻳﺪور »ﻟﻮﻏﻦ ﻻﻛﻲ« ﺣﻮل ﺷﻘﻴﻘﲔ )ﺷﺎﻧﻴﻨﻎ ﺗﺎﺗﻮم وآدم دراﻳﻔﺮ اﻟﻠﺬان ﻻ ﻳﺘﻤﺎﺛﻼن ﻓﻲ أي ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺤﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﻠﻴﴼ( ﻋﺎﻃﻠﲔ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ وﻳﺨﻄﻄﺎن اﻵن ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺴﺮﻗﺔ ﻛﺒﺮى ﺑﻤﻌﺎوﻧﺔ ﺧـــﺮﻳـــﺞ ﺳـــﺠـــﻮن )داﻧـــــﻴـــــﺎل ﻛـــﺮﻳـــﻎ(. أﻓﻼم اﻟﺴﺮﻗﺎت ﻫﻮ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺪراﻣﺎ )ﻳـﻄـﻠـﻘـﻮن ﻋﻠﻴﻪ (Heist Films اﻟﺘﻲ ﻗـــﺪ ﺗــﻜــﻮن ﺑــﻮﻟــﻴــﺴــﻴــﺔ أو ﻛــﻮﻣــﻴــﺪﻳــﺔ، وﺳﻮدرﺑﻴﺮغ اﺧﺘﺎر أن ﻳﻤﺰج اﻟﻨﻮﻋﲔ ﻛﻤﺎ ﻛــﺎن ﻓﻌﻞ ﻣـﻊ ﺛﻼﺛﻴﺘﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮة »أوﺷﻦ« اﻟﺘﻲ ﺑﺪأﻫﺎ ﺳﻨﺔ ١٠٠٢ ﺑﻔﻴﻠﻢ ١١ Ocean’s وﺗــﺎﺑــﻌــﻬــﺎ ﺳــﻨــﺔ ٤٠٠٢ ﺑﻔﻴﻠﻢ ٢١ Ocean’s ﺛﻢ أﻛﻤﻠﻬﺎ ﺑﻔﻴﻠﻢ ٣١ Ocean’s ﺳﻨﺔ ٧٠٠٢. وﻗـﺪ ﻳﻌﻮد إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ، ﻛﻤﻨﺘﺞ ﻓﻘﻂ، ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻢ ﺟﺪﻳﺪ أﺳﻤﻪ .Ocean’s Eight
»ﻟﻮﻏـﻦ ﻻﻛﻲ« ﻣـﻌﺎﻟﺞ ﺑﺎﻟﺴﻼﺳﺔ ذاﺗــﻬــﺎ وﺑﺎﻟﺨﻔﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻻ ﻳﻄﻠﺐ، ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻷﻓــﻼم اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺑـﺪاﻳـﺔ ﻋﻬﺪه ﺑــﺎﻹﺧــﺮاج وﺣﺘﻰ ﻋﺸﺮ ﺳـﻨـﻮات ﺳﺎﺑﻘﺔ، ﻣﻨﻪ أن ﻳﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ. ﺿﻤﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﻮﻟﻴﻔﺔ، ﻳﻮﻓﺮ اﳌــﺨــﺮج أﺣــﺪاﺛــﴼ وﻣــﻔــﺎرﻗــﺎت ﻣـﺴﺎﻗﺔ ﻟﻠﺘﺮﻓﻴﻪ، ﻣﺜﻞ أن ﻳـﺪ أﺣــﺪ اﻟﺸﻘﻴﻘﲔ )أدام دراﻳﻔﺮ( ﺑﻼﺳﺘﻴﻚ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺧﺴﺮ ذراﻋــــــﻪ ﻓـــﻲ اﻟـــﺤـــﺮب اﻟـــﻌـــﺮاﻗـــﻴـــﺔ. وأن ﻣــﺤــﺘــﺮف اﻟــﺴــﺮﻗــﺎت )داﻧـــﻴـــﺎل ﻛــﺮﻳــﻎ( ﺳﻴﻜﻮن ﻗﺎدرﴽ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮار ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻦ اﻟﺬي ﻳﻘﻀﻲ ﻓﻴﻪ ﻋﻘﻮﺑﺘﻪ ﺛﻢ اﻟﻌﻮدة إﻟـــﻴـــﻪ ﻣـــﻦ دون ﻋـــﻮاﺋـــﻖ ﺑــﻌــﺪ إﺗــﻤــﺎم اﻟﺴﺮﻗﺔ.
ﻫﺬه اﳌﻌﺎﻟﺠﺎت اﻟﺨﻔﻴﻔﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ ﺳﻮدرﺑﻴﺮغ ﻓﻤﺎ ﻣﺎرﺳﻪ ﺳـﺎﺑـﻘـﴼ ﻛـــﺎن ﻣـﺰﻳـﺠـﴼ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﻣــﻦ أﻓــﻼم أرادت )وأﺣﻴﺎﻧﴼ ﻣﺎ ﻧﺠﺤﺖ( أن ﺗﻜﻮن ﻓﻨﻴﺔ.
ﻓـﻴـﻠـﻤـﻪ اﻷول »ﺟـــﻨـــﺲ، أﻛــﺎذﻳــﺐ وأﺷــــــﺮﻃــــــﺔ ﻓــــﻴــــﺪﻳــــﻮ« أﻋــــﺠــــﺐ ﻟــﺠــﻨــﺔ ﺗﺤﻜﻴﻢ ﻣﻬﺮﺟﺎن »ﻛﺎن« اﻟﺘﻲ ﺗﺮأﺳﻬﺎ اﳌﺨﺮج اﻷﳌﺎﻧﻲ ﻓﻴﻢ ﻓﻨﺪرز ﺳﻨﺔ ٩٨٩١ ﻓﻤﻨﺤﺘﻪ اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻋـﻦ ﻋﻤﻞ ﻫـﻮ إﻟﻰ ﺣـﺪ ﺗﺠﺮﻳﺒﻲ ﻣـﻊ ﻣﺪﺧﻞ إﻟــﻰ أﻋﻤﺎق ﻧﻔﺴﻴﺔ وﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة إﻧﻤﺎ ﺳﻬﻠﺔ اﻟﺘﻨﺎول. ﻟﻴﺲ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺘﺤﻔﺔ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻓﻀﻞ اﻷﻓﻼم اﳌﺘﺎﺣﺔ إذ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك أﻓـــﻼم أﻓـﻀـﻞ ﻣـﻨـﻪ ﺷــﺎرﻛــﺖ وﺧـﺮﺟـﺖ ﺑــﺨــﻔــﻲ ﺣـــﻨـــﲔ. ﻳــﻜــﻔــﻲ، ﻋــﻠــﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌــــﺜــــﺎل: »اﻓـــﻌـــﻞ اﻟـــﺸـــﻲء اﻟــﺼــﺤــﻴــﺢ« ﻟــﺴــﺒــﺎﻳــﻚ ﻟـــﻲ اﻟــــــﺬي ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻣــﺠــﺮد ﻓــﻴــﻠــﻢ ﺑــﺮﺳــﺎﻟــﺔ اﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ ﺑـــﻞ ﻋﻤﻞ ﻣــﻤــﺘــﺎز ﻓــﻨــﻴــﴼ. ﻛــﺬﻟــﻚ »ﻣــﻄــﺮ أﺳــــﻮد« ﻟﻠﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﺷﻮﻫﺎي إﻳﻤﺎﻣﻮرا، ﺛﻢ ﻣﺎذا ﻋﻦ »ﻛﺎﻣﻴﺮا ﺑـﺎرادﻳـﺴـﻮ« ﻟﺠﻴﺴﻴﺒﻲ ﺗﻮرﻧﺎﺗﻮري؟
ﻓـــﻴـــﻠـــﻢ ﺳــــــﻮدرﺑــــــﻴــــــﺮغ اﻟــــﺜــــﺎﻧــــﻲ: »ﻛﺎﻓﻜﺎ« )١٩٩١( ﻛﺎن أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻓﻴﻠﻤﻪ اﻷول، ﻟﻜﻦ إذ ﺗﻜﺎﺛﺮت أﻓﻼﻣﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﺸﻌﺒﺖ ﻓﻲ رﻏﺒﺎﺗﻪ وﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ أﻳــﻀــﴼ. ﻣــﺎ ﺑـﺮﻫـﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻠﻤﻪ اﻷول ذاك، وأﻛﺪﺗﻪ أﻓﻼﻣﻪ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة، ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ إﻧﺠﺎز أﻓﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣـﺴـﺘـﻘـﻞ ﻓـــﻲ أﺳــﻠــﻮﺑــﻪ ورؤﻳـــﺘـــﻪ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺗﺮاﺟﻌﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن.
ﻣﺎ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺎد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮون ﺳــﻮدرﺑــﻴــﺮغ ﻣـﺨـﺮﺟـﴼ ﻣـﺴـﺘـﻘـﻼ ﻓﻘﻂ ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ أﻧـــﻪ ﺣـﻘـﻖ أﻓــﻼﻣــﴼ ﻣــﻦ إﻧـﺘـﺎج ﻫــﻮﻟــﻴــﻮود وﺑـــﻞ ﺑــﺄﺳــﻠــﻮب ﻳﺮﺿﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫـﻲ اﻟـﺤـﺎل ﻓـﻲ ﺛﻼﺛﻴﺔ »أوﺷــﻦ« اﳌــﺬﻛــﻮرة )آﻧﺘﺠﺘﻬﺎ وورﻧــــﺮ( وﻓﻴﻠﻢ »إرﻳﻦ ﺑﺮوﻛﻮﻓﻴﺘﺶ« )ﻳﻮﻧﻴﻔﺮﺳﺎل(. ﻛــﻤــﺎ أن ﺧــﻔــﺔ ﺗــــﻨــــﺎول أﻓــــﻼﻣــــﻪ ﺷـﺒـﻪ اﻟــﻜــﻮﻣــﻴــﺪﻳــﺔ )ﻣــﺜــﻞ »ﺧــﻔــﻲ« Out of) (Sight و»ﺑﻠﺰﻧﺘﻔﻴﻞ« ﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺜﻼﺛﻴﺔ اﻟــﺸــﻬــﻴــﺮة( ﻟــﻴــﺴــﺖ ﺑـــﺎﻟـــﺠـــﻮدة اﻟــﺘــﻲ ﻋـﺮﻓـﺘـﻪ ﺑـﻌـﺾ أﻓــﻼﻣــﻪ اﻟــﻼﺣــﻘــﺔ ﻣﺜﻞ »ﺗــﺮاﻓــﻴــﻚ« و»اﻷﳌـــﺎﻧـــﻲ اﻟــﻄــﻴــﺐ« وإن ﻫـﺬا ﻣــﺮده أﻧـﻪ ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻛﻞ اﻟﻘﺪرات اﳌـﻄـﻠـﻮﺑـﺔ ﻟـﻼﻧـﺘـﻘـﺎل ﺑـﺎﻟـﻨـﺠـﺎح ﻧﻔﺴﻪ ﺑﲔ ﻧﻮع وآﺧﺮ.
ﻟﻜﻦ »ﺗﺮاﻓﻴﻚ«، ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻴـﺰه، ﻛﺎن، ﺑـــﺪوره، ﻣﺘﺸﺎﺑﻚ اﻟـﺴـﺮد ﻟـﺬاﺗـﻪ ﻋﻠﻰ ﻋـﻜـﺲ أﻓـــﻼم أﻟــﻴــﺨــﺎﻧــﺪرو ﻏـﻮﻧـﺰاﻟـﻴـﺰ إﻳــﻨــﺎرﻳــﺘــﻮ اﻷوﻟـــــﻰ ﻣـــﺜـــﻼ. ﺗــﻠــﻚ اﻟـﺘـﻲ ﺳــــﺮدت أﺣـــﺪاﺛـــﴼ ﻣــﺘــﻮازﻳــﺔ ﺗــﺒــﺪو ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ اﻟـﺼـﻠـﺔ ﻣــﻊ ﺳـﻮاﻫـﺎ. وﺑـﻌـﺾ أﻓــﻼم ﺳـﻮدرﺑـﻴـﺮغ اﻷﺧــﺮى، ﻣﺜﻞ »ﻣﻠﻚ اﻟﻬﻀﺒﺔ« )٣٩٩١(، ﻛﺎﻧﺖ ﻓـﺎرﻏـﺔ. أﻣــﺎ »ﺷﻴﺰوﺑﻮﻟﻴﺲ« ﻓﺴﺎده اﻻدﻋـــــــــــﺎء. »ﺳــــــﻮﻻرﻳــــــﺲ« )٢٠٠٢(، اﻟـﺬي ﻛﺎن إﻋـﺎدة ﺻﻨﻊ ﻟﻔﻴﻠﻢ أﻧﺪرﻳﻪ ﺗﺎرﻛﻮﭬﺴﻜﻲ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺎﻟﻌﻨﻮان ذاﺗﻪ، ﺟـــﺎء ﻣـﺤـﺾ ﻓـــﺮاغ ﻣـﺒـﻬـﻢ ﺧﺼﻮﺻﴼ ﺣــﲔ ﻣــﺤــﺎوﻟــﺘــﻪ دﻓـــﻊ اﳌــﻀــﻤــﻮن إﻟــﻰ اﻟﻮاﺟﻬﺔ.
ﺳﻮدرﺑﻴﺮغ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ The Limey )ﺗـــﻌـــﺒـــﻴـــﺮ ﻳـــــﺴـــــﺎق ﻟــــﻮﺻــــﻒ ﺷــﺨــﺺ إﻧــﺠــﻠــﻴــﺰي وﻗـــــﺎم ﺑـــﻪ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺸــﺎﺷــﺔ ﺗـــﺮﻧـــﺲ ﺳـــﺘـــﺎﻣـــﺐ ﺑـــــﺠـــــﺪارة( ﺳـــــﺎردﴽ ﺣـﻜـﺎﻳـﺔ رﺟــﻞ إﻧـﺠـﻠـﻴـﺰي ﻳـﺴـﺎﻓـﺮ إﻟـﻰ ﻟﻮس أﻧﺠﻠﻴﺲ ﺑﺎﺣﺜﴼ ﻋﻦ ﻗﺎﺗﻞ اﺑﻨﺘﻪ. ﺿـﻤـﻦ ﺳــﻮدرﺑــﻴــﺮغ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ اﳌﺜﻴﺮة ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﺬاﺗﻲ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺮﻗﻞ ذﻟﻚ اﻟﺴﺮد اﳌﺘﻤﻌﻦ وﻏﻴﺮ اﻟﺴﻬﻞ.
ﻳﻜﺎد »ﺗﺮاﻓﻴﻚ« أن ﻳﻘﻠﺪ »ذا ﻻﻳﻤﻲ« ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮ، ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻴﻠﻢ ﺑﻼ ﻓﻀﺎء ات ﺷﺎﺳﻌﺔ )ﻛﺎﻟﺘﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻔﻴﻠﻢ أو ﻓﻲ أﻓﻼم أﺧﺮى ﻟﺴﻮدرﺑﻴﺮغ( وﻓــــﻲ ﺣـــﲔ أن ﺷــﺨــﺼــﻴــﺎﺗــﻪ ﻣـﻜـﺘـﻮﺑـﺔ ﺣـﺴـﺐ ارﺗـﺒـﺎﻃـﻬـﺎ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ، ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻲ رﻣﺎدﻳﺔ ﻏﺎﻟﺒﴼ، إﻻ أن اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﺮﺿﻴﺔ وأﺣﻴﺎﻧﴼ ﺳﺎذﺟﺔ وﻣﻨﻬﺎ أن اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﳌﺨﺪرات ﻧﺎﺗﺞ ﻓــﻘــﻂ ﻋـــﻦ ﺗـــﻬـــﺎوي اﻷﺳـــــﺮ ﺧــﺼــﻮﺻــﴼ اﻟـﺜـﺮﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ، ﺣﺴﺐ اﻟﻔﻴﻠﻢ، ﻓﻌﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻟﻀﻤﺎن ﺳﻼﻣﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ.
ﺑــﻌــﺪ ﺣــــﲔ، ﻧــﺠــﺪ ﺳـــﻮدرﺑـــﻴـــﺮغ، ﺳﻨﺔ ٨٠٠٢ ﻳﻨﺠﺰ ﻓﻴﻠﻤﴼ ﻣـﻦ ﺟﺰأﻳﻦ ﺣﻮل اﻟﺜﻮري ﺗﺸﻲ ﻏﻴﻔﺎرا. وﻛﺒﺪاﻳﺔ ﻻ ﻳـﻮﺟـﺪ ﺳﺒﺐ ﻟﻔﺼﻞ ﻓﻴﻠﻢ ﻟﻴﺤﺘﻞ رﻗﻌﺘﲔ ﺧﺼﻮﺻﺎ أن ﻻ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻷول ﺣﻘﻖ ﻧﺠﺎﺣﴼ ﺗﺠﺎرﻳﴼ وﻻ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻃﻤﺮ اﻟﻬﻮة اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻷﻧﻪ أﻓﻀﻞ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﺰء اﻷول.
»ﺗﺸﻲ« ﻟﻴﺲ ﺑﺴﻮء ﻓﻴﻠﻢ رﺗﺸﺎرد ﻓﻼﻳﺸﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﻌﻨﻮان ذاﺗﻪ )ذﻟﻚ اﻟﺬي ﻗﺎم ﻋﻤﺮ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﺑﺘﻤﺜﻴﻠﻪ ﺳﻨﺔ ٤٧٩١(. ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ أﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ ﻛﻤﺎدة وﻛﻌﻤﻞ ﺟﺎد ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد. ﻟـﻜـﻦ اﳌـﻌـﺎﻟـﺠـﺔ ﺟــﺎﻓــﺔ واﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﻣﻌﺎد ﻟﻠﺪراﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي اﻣﺘﻸت ﻓﻴﻪ ﺣـﻴـﺎة ﺗﺸﻲ ﻏـﻴـﻔـﺎرا ﺑــﺎﻟــﺪراﻣــﺎ ﺳــﻮاء ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ أو ﻓﻲ ﻣﻬﺎﻣﻪ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ. زاد ﻣــﻦ اﻟــﻄــﲔ ﺑــﻠـــــﺔ أن اﳌﺨﺮج ﻻ ﻳﻤﻨﺢ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻮﻗﻔﴼ. ﻟﻴﺲ ﻣـــﻊ ﺗــﺸــﻲ وﻟـــﻴـــﺲ ﺿـــــﺪه. ﻟــﻴــﺲ ﻣـﻊ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ وﻻ ﻳﻌﺎدﻳﻬﺎ. ﻳﻤﻌﻦ اﻟﻨﻈﺮ وﻻ ﻳﻘﺘﺮب. ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻳﺘﺮك اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻔﻴﻠﻢ أﻓﻀﻞ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم.