< اﻟﻔﻴﻠﻢ: اﻟﺮﺟﺎل ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ اﻟﺪﻓﻦ < إﺧﺮاج: ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻜﻌﱯ < اﻟﻨﻮع: اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة )٧١٠٢( ﺗﻘﻴﻴﻢ:
ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻮان، ﻓﺈن وﺟﻮد اﻟـﺮﺟـﻞ ﻣـﺤـﺪود ﺑـﺼـﺮﻳـﴼ. ﻓﻘﻂ وﺟــﻮده ﻓــﻲ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﳌــﺸــﺎﻫــﺪ وﻛـﻤـﻈـﻠـﺔ ﻣﺨﻔﻴﺔ ﺗﻌﻴﺶ اﻟﻨﺴﺎء ﺗﺤﺘﻬﺎ وﺗﺘﺒﻊ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻓﺮﺿﻬﺎ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻣﺎ ﻫﻮ إﻧﺴﺎﻧﻲ وﻃﺒﻴﻌﻲ ﻣـﻬــﺪور إذا ﻛـﺎﻧـﺖ اﳌـــﺮأة ﻫﻲ اﻟـﻔـﺎﻋـﻠـﺔ. ﻣـﺴـﻤـﻮح وﻣـﺴـﻜـﻮت ﻋـﻨـﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ اﻟﻔﺎﻋﻞ. ﻋﻠﻰ ذﻟـﻚ، ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺬي ﺑﻮﺷﺮ ﺑﻌﺮﺿﻪ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻫﺬا اﻷﺳﺒﻮع ﺑﻌﺪ أن رﺑﺢ أﺣﺪ ﺟﻮاﺋﺰ ﻣﻬﺮﺟﺎن دﺑـﻲ اﻷوﻟــﻰ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﻟﻴﺲ ﺻﺮﺧﺎت ﺿﺎرﺑﺔ اﻷﻃﻨﺎب ﻓﻲ دﻋﻮﺗﻬﺎ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﳌﺮأة. ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ، ﻳــﺘــﺠــﻨــﺐ اﻟــﻜــﺎﺗــﺐ واﳌــــﺨــــﺮج ﻋــﺒــﺪ اﻟــﻠــﻪ اﻟﻜﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻫـﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟـﺮواﺋـﻲ اﻷول ﻟﻪ، أي دﻋﺎوى ﻣﺒﺎﺷﺮة وﻳﻌﻤﺪ إﻟﻰ ﺟﻌﻞ اﻷﺣــﺪاث اﳌﺎﺛﻠﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب وﺗﻔﺎﺻﻴﻞ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻷن ﺗﺸﻜﻞ اﻟــﺮﺳــﺎﻟــﺔ ﺣــﻮل ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﺎذﺟﻪ اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ.
ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ اﳌﻔﺎﺟﺊ ﻓﻲ ﻣــﺴــﺘــﻮاه، ﺗـﻄـﻠـﺐ اﻷم ﻓـﺎﻫـﻤـﺔ )ﺣــﻮرﻳــﺔ اﻟﻜﻌﺒﻲ( ﻣﻦ اﺑﻨﺘﻬﺎ ﻏﻨﻴﻤﺔ )ﻫﺒﺔ ﺻﺒﺎح( اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ إﺣﺪى اﳌﺤﻄﺎت اﻹذاﻋﻴﺔ أن ﺗﺘﺮك ﻛﻞ ﺷﻲء وﺗﺤﻀﺮ. اﻷم ﻋﻤﻴﺎء )ﻣﻊ ﻣﻔﺎﺟﺄة ﻻﺣﻘﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد( وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﳌﻨﺰل ﻣﻊ ﺷﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻋﺎرﻓﺔ )ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻳﻌﻘﻮب( واﺑﻨﺘﻬﺎ ﻏﻨﻴﻤﺔ وﺗﺒﺪأ ﺑﺎﻹﻓﺼﺎح ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺎء، ﺗﻨﻘﻠﺐ ﺑﻬﺎ اﻟﻜﺮﺳﻲ ﻓﺘﻬﻮى ﻣـﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ إﻟﻰ اﻷرض. ﻫﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺣﻴـﺔ ﻟﻜﻦ ﻟﺪﻗﻴﻘﺔ واﺣـــﺪة إذ ﻳﺪﻫﺴﻬﺎ زوج ﻏﻨﻴﻤﺔ )ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺿﺎ ﻧﺼﺎري( ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﻬﺎ أﻣﺎﻣﻪ.
ﻻ ﺗــﺪع ﻫــﺬه اﻟﺼﺪﻓﺔ ﺗﻬﺰ إﻳﻤﺎﻧﻚ ﺑﺎﻟﻔﻴﻠﻢ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻻ ﺗﻠﻌﺐ دورﴽ ﺣﺎﺳﻤﺎ. ﻛـﺎن ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻤﻮت ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺴﻘﻄﺔ ﻣﺎ ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺷﺒﺢ اﻟـﺼـﺪﻓـﺔ رﻏــﻢ أن اﳌﺨﺮج ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن.
إذ ﺗــــﻘــــﻊ اﻷﺣـــــــــــــﺪاث ﻓــــــﻲ اﻟـــــﻌـــــﺮاق )وﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ( ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﺣﺮب ٨٨٩١. ﻳﻨﻘﺴﻢ اﻟﻔﻴﻠﻢ إﻟـﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺟـﺰاء ﻫﻲ أﻳﺎم اﻟﻌﺰاء اﳌﺘﻮاﻟﻴﺔ. ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﺟﺰاء ﻫﻮ وﺻﻮل ﻧﺴﺎء أﺧﺮﻳﺎت ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻟﻠﺘﻌﺰﻳﺔ وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ أﺣــﺪاث ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﳌﺎﺿﻲ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺷﻲء ﻣﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﳌﺎﺿﻲ ﻛﺎن ﻇﺎﻫﺮﴽ ﻟﻠﻌﻴﺎن ﺣﺘﻰ ﻟﻠﻨﺴﺎء اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت. ﻫﻨﺎك أﺳﺮار ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﻌﻤـﺔ وأﺧﺮى ﺗﻜﺸﻔﻬﺎ اﻟــﺠــﺎرة أو اﻟـﺼـﺪﻳـﻘـﺔ. ﻣــﻮاﻗــﻒ ﺗﻔﺎﺟﺊ ﻏﻨﻴﻤﺔ وأﺧـــﺮى ﺗـﺪﻫـﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ. وﻣﺜﻞ ﺣــﻴــﺎﻛــﺔ ﺳـــﺠـــﺎدة ﺑــﺎﻟــﻄــﺮﻳــﻘــﺔ اﻟــﻴــﺪوﻳــﺔ اﻟـــﻘـــﺪﻳـــﻤـــﺔ ﺗـــﺸـــﺘـــﺮك ﻛــــﻞ ﻫـــــﺬه اﻷﺳـــــــﺮار واﻟــﺤــﻜــﺎﻳــﺎت واﳌـــﻮاﻗـــﻒ اﻟـــﺼـــﺎدرة ﻣﻦ ﻋﻮاﻃﻒ ﻣﻜﺒﻮﺗﺔ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﺧـــﻼل ﺗــﻠــﻚ اﻷﻳــــﺎم اﻟــﺜــﻼﺛــﺔ. وﻣـــﺎ ﻳــﺪور ﻳﺨﻠﻖ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﻦ ﻟﺪن ﺷﺨﺼﻴﺎت أﺧـــﺮى. ﻏﻨﻴﻤﺔ، اﻷﻛـﺜـﺮ ﻋــﻨــﺎدﴽ، ﺗﻀﻄﺮ ﻟــﺘــﻔــﻬــﻢ أوﺿــــــﺎع ﺳـــﻮاﻫـــﺎ وﺗـــﺪﻓـــﻊ ﺛﻤﻦ ﺟـﻬـﻠـﻬـﺎ اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ وﺗــﺨــﺴــﺮ ﺣـــﲔ ﻳـﻘـﺮر زوﺟﻬﺎ أن ﻻ وﺟﻮد ﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ.
ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫـﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻷول ﻣﻦ ﺷﻈﺎﻳﺎ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﺮد اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ. ﻻ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺗﻄﻮف ﺑﻚ ﻓﻲ أوﺟﻪ ﻛﺜﻴﺮة ﻟﺘﻘﻮل ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﳌﺸﻬﺪ واﺣـــﺪ أن ﻳﻌﺒﺮ ﻋـﻨـﻪ داﺧـــﻞ اﳌــﻨــﺰل، ﻓﻲ ﻋﺘﻤﺔ اﻟﻠﻴﻞ، ﺻﻤﺘﴼ أو ﻫﻤﺴﴼ.
اﻟﻜﺎﻣﻴﺮا ﺛﺎﺑﺘﺔ )ﺑﻴﺪ ﻣﺪﻳﺮ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺑﻴﻤﺎن ﺷﺎدﻣﻨﻔﺎز( ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣـﻦ ﻋﺐء ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻛـــﺎن ﺳﻴﺨﻔﻒ وﻃـــﺄة اﻟـﺜـﺒـﺎت ﻋﻠﻰ أﺳﻠﻮب اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺒﺼﺮي. ﻻ ﺗﺘﺤﺮك وﻻ ﺗﺘﻘﺪم وﻻ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﺑﻞ ﺗﻨﺼﺐ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓـﻲ ﻛـــﺎدرات ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻫﻤﻬﺎ اﻷول أن ﺗــﻨــﻘــﻞ ﻣـــﺒـــﺎﺷـــﺮة ﻣـــﺎ ﻳـــﺤـــﺪث ﻣـــﻊ وﻟــﻜــﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة. ﻫﻨﺎ ﻳﺒﺮز ﺗﺼﻤﻴﻢ اﳌـــﺨـــﺮج ﻟــﻜــﻞ ﻛــــﺎدراﺗــــﻪ. إﻧـــﻬـــﺎ رﺳــﻮﻣــﺎ ﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎﻓﺎت ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ، ﻟــﻘــﻄــﺎت ﻣـــﻦ زواﻳــــــﺎ ﺗــﻌــﺒــﺮ ﻋـــﻦ اﳌــﻮﻗــﻒ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﺑـﺘـﺼـﻮﻳـﺮه. ﻛــﻞ ﻫــﺬا ﻳـﺆﻟـﻒ ﻋـﻤـﻼ ﻓﻨﻴﴼ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮق إﻣـﺎراﺗـﻴـﴼ وﻗﻠﻴﻞ اﻟﺘﻄﺮق إﻟـــﻴـــﻪ ﻋــﺮﺑــﻴــﴼ )ﻳــﺸــﺒــﻪ إﻟــــﻰ ﺣـــﺪ أﻋــﻤــﺎل اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﲔ ﻓﺎﺿﻞ اﻟﺠﻌﺎﻳﺒﻲ وﻓﺎﺿﻞ اﻟـﺤـﺮﻳـﺮي ذات اﳌـﺼـﺎدر اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت(.