ﺟﺪل ﺣﻮل اﺧﺘﻔﺎء ٣٣ أﻟﻒ ﻗﻄﻌﺔ أﺛﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ
٥٩ ٪ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﺨﺎزن اﳌﺘﺎﺣﻒ
ﻛﺸﻔﺖ وزارة اﻵﺛـــﺎر ﻓــﻲ ﻣﺼﺮ ﻋﻦ اﺧﺘﻔﺎء ﻧﺤﻮ ٣٣ أﻟﻒ ﻗﻄﻌﺔ أﺛﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﺴﻨﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ، وﻗﺎﻟﺖ اﻟــﻮزارة أﻣﺲ إﻧﻬﺎ »أﻋﻠﻨﺖ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ أﻋﺪﺗﻪ إدارة اﳌﺨﺎزن اﳌﺘﺤﻔﻴﺔ، ﺑﻐﺮض ﺣﺼﺮ اﻟﻘﻄﻊ اﳌﻔﻘﻮدة، ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻊ اﻹﻧﺘﺮﺑﻮل اﻟﺪوﻟﻲ وﻏــﻴــﺮﻫــﺎ ﻣــﻦ اﻟــﺠــﻬــﺎت ذات اﻟــﺸــﺄن ﻻﺳﺘﺮدادﻫﺎ«.
وأﻛﺪ ﻣﺼﺪر أﺛﺮي أن »اﳌﻔﻘﻮدات ﻋــﺒــﺎرة ﻋــﻦ ﺗـﻤـﺎﺛـﻴـﻞ ﻧــــﺎدرة ﺻﻐﻴﺮة اﻟـــــﺤـــــﺠـــــﻢ، ﺗـــــﻌـــــﻮد إﻟــــــــﻰ اﻟــــﻌــــﺼــــﻮر اﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ واﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ واﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ«، ﻣــﻀــﻴــﻔــﺎ أن »اﺧـــﺘـــﻔـــﺎء ﻫــــﺬه اﻟـﻘـﻄـﻊ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺠﺪل ﺣﻮل ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻬﺮﻳﺒﻬﺎ؛ ﺧﺎﺻﺔ أن أﻏﻠﺒﻬﺎ ﺳﺮق ﻣﻦ اﳌﺨﺎزن اﳌﺘﺤﻔﻴﺔ، وﺗﻢ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﺧﺎرج اﻟﺒﻼد«.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، أﺷـﺎر ﺳﻌﻴﺪ ﺷﺒﻞ، رﺋـــﻴـــﺲ إدارة اﳌـــــﺨـــــﺎزن اﳌــﺘــﺤــﻔــﻴــﺔ ﺑـﻮزارة اﻵﺛـﺎر، إﻟﻰ أن »ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻫﻮ ﻧﺘﺎج ﻷﻋﻤﺎل اﻟﺤﺼﺮ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﻣــﺪار ﺷـﻬـﻮر، وأن أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ٥٩ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﺮﻗــﻢ اﳌﺬﻛﻮر ﻳﻤﺜﻞ ﻗﻄﻌﺎ أﺛﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﺪﺧﻞ اﳌــﺨــﺎزن اﳌﺘﺤﻔﻴﺔ ﻟــــﻮزارة اﻵﺛــــﺎر«، ﻣــﻀــﻴــﻔــﺎ: »اﻟــﻘــﻄــﻊ اﳌــﻔــﻘــﻮدة ﻓـﻘـﺪت ﻋﻠﻰ ﻣـﺪار ﻋﻘﻮد ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٥ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻀﺖ، وﻛـﺎن آﺧﺮﻫﺎ وأﺣﺪﺛﻬﺎ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺳﺮﻗﺘﻬﺎ ﺧﻼل ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧـﻔـﻼت اﻷﻣﻨﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﺎدت اﻟــﺒــﻼد ﻓــﻲ أﻋــﻘــﺎب ﺛــــﻮرة ٥٢ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛــﺎﻧــﻮن اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ( ﻋـــﺎم ١١٠٢، اﻟـﺘـﻲ أﻃـــﺎﺣـــﺖ ﺑــﻨــﻈــﺎم اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﺳــﺒــﻖ ﺣﺴﻨﻲ ﻣــﺒــﺎرك، ﺑـﺎﻹﺿـﺎﻓـﺔ ﻟﺤﺎدث ﺳﺮﻗﺔ واﺣﺪ ﻋﺎم ٥١٠٢«. ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أن ﻫـﺬا ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻠﺠﺎن ﺟـﺮد ﻓﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﳌـﺠـﻠـﺲ اﻷﻋــﻠــﻰ ﻟــﻶﺛــﺎر ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺪار اﻟـﺴـﻨـﻮات اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ، وﻗــﺪ ﺗــﻢ اﺗﺨﺎذ اﻹﺟﺮاء ات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﺣﻴﺎﻟﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ.
وأﻛـﺪ ﺷﺒﻞ أن ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺣﺼﺮ ﻛﻞ اﻵﺛﺎر اﳌﻔﻘﻮدة ﻟﺘﺘﺒﻊ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﺮداده ﺣـــﺘـــﻰ اﻵن، ﻋــــﻦ ﻃـــﺮﻳـــﻖ ﻣــﺨــﺎﻃــﺒــﺔ اﻟﺠﻬﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺎ ودوﻟﻴﺎ.
ﻓــﻲ اﻟـﺴـﻴـﺎق ذاﺗـــﻪ، ﻗــﺎل اﻟﺨﺒﻴﺮ اﻷﺛﺮي ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺪ اﻟﺪﻳﻦ، إن »ﻓﺘﺮة ﺛـــﻮرة ﻳـﻨـﺎﻳـﺮ ﺣـﺘـﻰ ﻋـــﺎم ٣١٠٢، ﻋـﺎم اﻹﻃــــﺎﺣــــﺔ ﺑــﺤــﻜــﻢ ﺟــﻤــﺎﻋــﺔ اﻹﺧـــــﻮان اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻓﻴﻬﺎ آﺛﺎر ﻣﺼﺮ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻧﻬﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ، وﺷﻬﺪ ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻷﻣـــﺎﻛـــﻦ اﻟــﺤــﻔــﺮ ﺧـﻠـﺴـﺔ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﺳﺮﻗﺔ اﳌﺘﺎﺣﻒ«، ﻻﻓﺘﺎ إﻟــﻰ أن »اﻟـﺤـﻞ ﻓـﻲ ﺗﻐﻠﻴﻆ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻟـــﻠـــﺴـــﺎرق واﳌـــــﻬـــــﺮب؛ ﻷﻧــﻬــﻤــﺎ ﺧــﺎﻧــﺎ وﻃﻨﻬﻤﺎ«.
وأﻃـــﻠـــﻘـــﺖ وزارة اﻵﺛـــــــﺎر اﻟــﻌــﺎم اﳌــــﺎﺿــــﻲ ﺣــﻤــﻠــﺔ ﻹﻧــــﻘــــﺎذ ﻣــﻘــﺘــﻨــﻴــﺎت اﳌــــــــﺨــــــــﺎزن اﳌــــﺘــــﺤــــﻔــــﻴــــﺔ ﻓـــــــﻲ ﻣــﺼــﺮ وﺗﺮﻣﻴﻤﻬﺎ، ﻓﻲ ﺧﻄﻮة ﺗﻌﺪ اﻷوﻟـﻰ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻋﻤﻞ اﻟﻮزارة، ﺑﻬﺪف إﻧﻘﺎذ اﻟــﺘــﺮاث اﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻲ وﺣـﻤـﺎﻳـﺔ اﻟﻜﻨﻮز اﻷﺛــــﺮﻳــــﺔ ﻓـــﻲ ﻣــﺼــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﺘــﻌــﺪﻳــﺎت واﻟﺴﺮﻗﺎت.
وﻗﺎل اﳌﺼﺪر اﻷﺛﺮي، إن »ﺗﻘﺮﻳﺮ إدارة اﳌــﺨــﺎزن اﳌﺘﺤﻔﻴﺔ ﻛـﺸـﻒ ﻋﻦ اﺧﺘﻔﺎء ٠٧٣ ﻗﻄﻌﺔ أﺛﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺰن أﻃــﻔــﻴــﺢ ﺟــﻨــﻮب ﻣـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ اﻟــﺠــﻴــﺰة، و٥٣ ﻗﻄﻌﺔ ﻣـﻦ ﻣﺨﺰن ﺗـﻞ اﻟﻔﺮاﻋﲔ ﺑﻜﻔﺮ اﻟﺸﻴﺦ، و٤٣ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﳌﺨﺰن اﳌﺘﺤﻔﻲ ﺑﺎﻟﺪاﺧﻠﺔ ﺑﻤﺼﺮ اﻟﻮﺳﻄﻰ، و٦٢ ﻗﻄﻌﺔ ﻣــﻦ ﻣـﺨـﺰن ﻛــﻮم أوﺷﻴﻢ ﺑﺎﻟﻔﻴﻮم، و٢٥ ﻣﻦ ﻣﺨﺰن أﺑﻮ اﻟﺠﻮد ﺑﻤﺼﺮ اﻟـﻮﺳـﻄـﻰ، و٨٣٢ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻣـــﺨـــﺰن ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ آﺛـــــﺎر ﻣــﻴــﺖ رﻫــﻴــﻨــﺔ ﺑــﺎﻟــﺠــﻴــﺰة، و٦٩ ﻗـﻄـﻌـﺔ ﻣــﻦ ﻣــﺨــﺎزن أﺳـــــﻮان، و٧٥١ ﻣــﻦ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺳــﻘــﺎرة اﻟﺸﻬﻴﺮة ﺑﺎﻟﺠﻴﺰة«. ﻣﻀﻴﻔﺎ: »ﻳﺒﻠﻎ ﻋـــﺪد اﳌـــﺨـــﺎزن اﻷﺛـــﺮﻳـــﺔ ٢٧ ﻣـﺨـﺰﻧـﺎ، ﻣــﻨــﻬــﺎ ٥٣ ﻣــﺨــﺰﻧــﺎ ﻣــﺘــﺤــﻔــﻴــﺎ، و٠٢ ﻣﺨﺰﻧﺎ ﻵﺛﺎر اﻟﺒﻌﺜﺎت، و٧١ ﻣﺨﺰﻧﺎ ﻓـﺮﻋـﻴـﺎ ﺑـﺎﳌـﻮاﻗـﻊ ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت ﻣﺼﺮ«، ﻻﻓﺘﺎ إﻟـﻰ أن »ﻫﻨﺎك اﻵﻻف ﻣـــﻦ اﻟــﻘــﻄــﻊ اﻷﺛــــﺮﻳــــﺔ ﻏــﻴــﺮ ﻣـﺴـﺠـﻠـﺔ داﺧـــﻞ وزارة اﻵﺛـــــﺎر، ﻓـﺜـﻤـﺔ ﻣـﺨـﺎزن أﺛﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺟﺮدﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، وﻣﻦ دون ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ وﺗﻮﺛﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺳـﺠـﻼت وزارة اﻵﺛـــﺎر ﻟـﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻮزارة اﺳﺘﺮدادﻫﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى«.