داﻋﺶ ﻳﻀﺮب آﺧﺮ ﻣﻌﺎﻗﻞ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻊ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﳌﻐﺎرﺑﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ
ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹرﻫﺎب ﰲ ﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ ﺗﻨﻬﻲ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻜﺎﺗﺎﻻﻧﻲ ﰲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ
ﻓــﻲ أول رد ﻓـﻌـﻞ ﻟــﻺﺳــﺒــﺎن ﻋـﻠـﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺑـــﺮﺷـــﻠـــﻮﻧـــﺔ اﻹرﻫـــــﺎﺑـــــﻴــــــﺔ، ﻫــــﺎﺟــــﻢ ﻣـــﺠـــﻬـــﻮﻟـــﻮن أﻣـــﺲ ﻗﻨﺼﻠﻴﺔ اﳌــﻐــﺮب ﻓــﻲ ﻃــﺮاﻏــﻮﻧــﺔ )ﺟـﻨـﻮب ﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ(، وأﻟـﻘـﻰ اﳌﻬﺎﺟﻤﻮن ﺻﺒﺎﻏﺔ ﺣﻤﺮاء ﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﻼﻓﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ اﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ. ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮض ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ ذاﺗﻬﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺨﺮﻳﺒﻴﺔ وﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﻋﺒﺎرة »ﺳــﺘــﻤــﻮﺗــﻮن أﻳــﻬــﺎ اﻟـــﻌـــﺮب«. وﻟـــﻢ ﺗـﺨـﻠـﻒ ﻫــﺬه اﻷﺣــــــﺪاث أي ﺧــﺴــﺎﺋــﺮ ﺑــﺸــﺮﻳــﺔ. وﻓــــﻲ ﺗـﺼـﺮﻳـﺢ ﻟــــ »اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳـــــــﻂ«، ﻋــﻠــﻖ اﻟــﺒــﺎﺣــﺚ اﳌــﻐــﺮﺑــﻲ ﻣــﻨــﺘــﺼــﺮ زﻳــــــﺎن، رﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــﺸـــﺮﻛـــﺔ اﳌــﺘــﻮﺳــﻄــﻴــﺔ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ واﻟﺬﻛﺎء اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ، ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎدث ﺑﺎﻟﻘﻮل إﻧﻬﺎ اﳌﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ دوﻟـــﺔ ﻋـﺮﺑـﻴـﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ رد ﻓـﻌـﻞ ﻋﻠﻰ أﺣﺪاث إرﻫﺎﺑﻴﺔ. وأﺿﺎف زﻳﺎن أﻧﻪ ﻳﺘﻮﻗﻊ ارﺗﻔﺎع ﺣـﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﲔ اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ واﻟﺴﻜﺎن اﻹﺳﺒﺎن، ﺧﺼﻮﺻﺎ أن اﳌﺘﻬﻤﲔ اﻷرﺑﻌﺔ اﳌﻌﺘﻘﻠﲔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻫﺬه اﻷﺣـــــﺪاث ﻛـﻠـﻬـﻢ ﻣــﻐــﺎرﺑــﺔ. وأﺷــــﺎر زﻳــــﺎن إﻟـــﻰ أن ﺑﻌﺾ اﳌـﻮاﻗـﻊ اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻓﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺑـــﺪأت ﻓــﻲ اﺳـﺘـﻐـﻼل اﻷﺣــــﺪاث ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻄﺮد اﳌــﻬــﺎﺟــﺮﻳــﻦ وﺳـــﺪ اﻷﺑـــــﻮاب أﻣــــﺎم ﺗـﺪﻓـﻘـﻬـﻢ أﻣــﺎم اﻟﺘﺮاب اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ.
وأﻛــﺪ اﻷﻣــﻦ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ اﻋﺘﻘﺎل اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑﻪ اﻷول ﻓــﻲ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻟــﺪﻫــﺲ اﻟــﺘــﻲ أودت ﺑﺤﻴﺎة ٣١ ﺷـــﺨـــﺼـــﺎ، وأﺻـــــﺎﺑـــــﺖ اﻟــــﻌــــﺸــــﺮات ﺑـــﺠـــﺮاح ﻣـﺴـﺎء اﻟﺨﻤﻴﺲ ﻓـﻲ ﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ، وﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣـﺮ ﺑﺎﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﻣﻦ أﺻـﻞ ﻣﻐﺮﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ أوﻛﺎﺑﻴﺮ، اﳌﻮﻟﻮد ﻓﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺳﻨﺔ ٩٩٩١. أﻣﺎ اﳌﻌﺘﻘﻠﻮن اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻵﺧﺮون ﻓﻜﻠﻬﻢ وﻟﺪوا ﻓﻲ اﳌﻐﺮب ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﻘﻠﻮا ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻓﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ. وﺗﺘﺮاوح أﻋﻤﺎر اﳌﻌﺘﻘﻠﲔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﲔ ٨١ و٥٢ ﻋﺎﻣﺎ. أﻣﺎ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻛـﺎﻣـﺒـﺮﻟـﻴـﺲ، اﻟــﺘــﻲ أدت إﻟـــﻰ وﻓــﺎة ﺳﻴﺪة وﺟــﺮح ﺷﺮﻃﻲ وﻋــﺪد ﻣـﻦ اﳌـﺪﻧـﻴـﲔ، ﻓﺘﻢ ﻗﺘﻞ ﻣﻨﻔﺬﻳﻬﺎ اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻓﻲ ﺗﺒﺎدل ﻹﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻣﻊ ﻗﻮات اﻷﻣﻦ.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺮاﻣﻲ، اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓـــــﻲ اﳌـــــﺮﻛـــــﺰ اﳌــــﻐــــﺮﺑــــﻲ ﻟـــﻠـــﻌـــﻠـــﻮم اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، إن ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺳﺘﺆﺛﺮ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ، اﳌــﻌــﺮوﻓــﺔ ﺑﺘﺴﺎﻣﺤﻬﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣــﻊ اﳌـﻬـﺎﺟـﺮﻳـﻦ، وﺧــــﺎﺻــــﺔ اﳌـــﻐـــﺎرﺑـــﻴـــﲔ، ﻣـــﻘـــﺎرﻧـــﺔ ﻣــــﻊ ﺳــﻴــﺎﺳــﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺪرﻳﺪ.
وأﺿــــﺎف اﻟـــﺮاﻣـــﻲ ﻓــﻲ ﺗــﺼــﺮﻳــﺢ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــــﻂ«، أن ﻛـﺎﺗـﺎﻟـﻮﻧـﻴـﺎ ﻣــﻌــﺮوﻓــﺔ ﺑﻤﻮاﻗﻔﻬﺎ اﳌﺘﻀﺎﻣﻨﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟـﺜـﺎﻟـﺚ ﺑﺼﻔﺔ ﻋــﺎﻣــﺔ، وﻓــﻲ اﻟـﺴـﻨـﻮات اﻷﺧـﻴـﺮة ارﺗﻔﻌﺖ وﺗﻴﺮة ﻫﺠﺮة اﳌﻐﺎرﺑﺔ إﻟﻰ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ، ﻟﻴﺼﺒﺤﻮا أﻛــﺒــﺮ ﺟـﺎﻟـﻴـﺔ ﻓـﻴـﻬـﺎ. وأﺿــــﺎف: »ﻓـﻲ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻌﻴﺶ واﻟﻌﻤﻞ دون اﻟﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ اﻷوراق اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ. وﺳﻜﺎﻧﻬﺎ وﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ ﺟﺪ ﻣﺘﺴﺎﻣﺤﻮن وﻣﺘﻔﻬﻤﻮن، وذﻟﻚ رﻏـﻢ إﺛــﺎرة اﻟﻨﻘﺎش ﻓﻲ ﻋﺰ اﻷزﻣــﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺣـــــﻮل ﺗـــﺤـــﻮﻳـــﻼت اﳌـــﻬـــﺎﺟـــﺮﻳـــﻦ إﻟـــــﻰ ﺑــﻠــﺪاﻧــﻬــﻢ وﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﳌﺤﻠﻲ«.
وﻳــﺮى اﻟـﺮاﻣـﻲ أن ﻫـﺬا اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻜﺎﺗﺎﻻﻧﻴﺔ، وﻋــﺪم ﺗﺸﺪدﻫﺎ اﻷﻣﻨﻲ ﻓــــﻲ ﻣــﻌــﺎﻣــﻠــﺔ اﳌـــﻬـــﺎﺟـــﺮﻳـــﻦ، ﺳـــﻬـــﻞ اﻷﻣــــــﺮ أﻣــــﺎم »داﻋــﺶ« ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻫﺠﻤﺎﺗﻬﺎ. وﺗﻮﻗﻊ أن ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ، وﻗــﺎل: »اﻟــﺴــﺆال ﻫﻮ ﻫــﻞ ﺳـﻴـﻤـﻴـﺰ اﳌــﺴــﺆوﻟــﻮن واﻟــﺴــﻜــﺎن اﳌـﺤـﻠـﻴـﻮن ﺑﲔ )داﻋﺶ( وﺑﺎﻗﻲ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ، أو أﻧﻪ ﺳﺘﻜﻮن ﻫﻨﺎك ردود ﻓﻌﻞ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺗﻀﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺳﻠﺔ واﺣﺪة؟«.