Asharq Al-Awsat Saudi Edition

أوﻳﺤﻴﻰ »رﺟﻞ اﳌﻬﺎم« ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ

اﻟﻨﻈﺎم ﻳﻘﺮﺑﻪ وﻳﺒﻌﺪه ﺑﺤﺴﺐ اﳌﺘﻐﲑات وﺟﺪل ﺣﻮل ﻓﺮص ﺑﻠﻮﻏﻪ »اﳌﻨﺼﺐ اﻟﻜﺒﲑ«

- ﻟﻨﺪن: ﻳﻮﻧﺲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ

اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺬي ﻃﺎل رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء اﳌﺎﺿﻲ ﺣﻤﻞ دﻻﻟﺘﲔ ﺑﺎرزﺗﲔ؛ اﻷوﻟﻰ أﺷﺮت ﻋﻠﻰ وﺟﻮد أزﻣﺔ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ ﻫﺮم اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺼﺮاع ﻗﻮي ﺑﲔ أﻫﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ و»ﻟﻮﺑﻲ اﳌﺎل«، واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺟﺪدت اﻟﻔﻀﻮل ﺣﻮل اﻟﺪور اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻷﺣﻤﺪ أوﻳﺤﻴﻰ اﻟﺬي أوﻛﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﻣﻬﻤﺔ ﻗﻴﺎدة اﻟﻄﺎﻗﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، وﻓﺮص ﺧﻼﻓﺘﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ، ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ٩١٠٢ أو ﻓﻲ ﺣﺎل ﺣﺪوث ﺷﻐﻮر.

ﺑﻴﺎن رﺋـﺎﺳـﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ أﻋـﺎد »اﻟﺠﻮﻛﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ« أوﻳﺤﻴﻰ، إﻟﻰ »ﻗﺼﺮ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻌﺪان« ﺑﻌﺪ أزﻣﺔ ﺻـﺎﻣـﺘـﺔ داﻣــــﺖ أﺳــﺎﺑــﻴـ­ـﻊ ﻗـﻠـﻴـﻠـﺔ ﺑﲔ ﺳﻠﻔﻪ اﳌﻘﺎل ﻋﺒﺪ اﳌﺠﻴﺪ ﺗﺒﻮن اﻟﺬي أراد »ﺗﻄﻬﻴﺮ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﻮذ رﺟﺎل اﳌﺎل« وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺮﻳﺒﲔ ﻣــﻦ ﻣﺤﻴﻂ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﺗــﺼــﺪوا ﺑﻘﻮة ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ.

ﻫــــــﺬه اﻷزﻣــــــ­ـــﺔ ﺑــــــــﺪ­ت، ﻓـــــﻲ ﻧــﻈــﺮ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ، ﺧﺼﻮﺻﴼ وﺳﻂ اﳌﻌﺎرﺿﺔ، ﻣﺆﺷﺮﴽ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻛﺒﻴﺮة ﻳﻌﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟﻨﻈﺎم، ذﻟﻚ أﻧﻬﺎ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ وﺟﻮد »ﺻــــﺮاع ﺳــﻴــﺎﺳــ­ﺎت« وﺗــﻀــﺎرب ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار وﻣﺤﺪودﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺎرات ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﺮارات اﻻﻗــﺘــﺼـ­ـﺎدﻳــﺔ اﻟــﺘــﻲ اﺗــﺨــﺬﻫـ­ـﺎ ﺗـﺒـﻮن ﺧــــﻼل اﳌـــــﺪة اﻟــﻘــﺼــ­ﻴــﺮة اﻟـــﺘـــﻲ رأس ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎوز اﻷﺷﻬﺮ اﻟــــﺜـــ­ـﻼﺛــــﺔ. ﺗـــﺒـــﻮن ﺧـــــﻼل ﻣــﺤــﺎوﻟـ­ـﺘــﻪ ﺗﻨﻔﻴﺬ أﺟﻨﺪﺗﻪ اﻟﺠﺮﻳﺌﺔ أﻇﻬﺮ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ إﺑﻌﺎد رﺟﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻨﺎﻓﺬ ﻋﻠﻲ ﺣــــــﺪاد، إﻻ أن اﻷﺧـــﻴـــ­ﺮ وﺟــــﺪ ﺳـﻨـﺪﴽ ﻗﻮﻳﴼ ﻟﺪى اﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ، ﺷﻘﻴﻖ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ، اﻟـــﺬي ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻋـﻠـﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ أﻧﻪ اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد. وﺑــﺮز ﺷﺒﻪ إﺟـﻤـﺎع داﺧــﻞ اﻟﺒﻠﺪ، أن ﻋــﻠــﻲ ﺣـــــﺪاد واﻟــﺴــﻌـ­ـﻴــﺪ ﺑـﻮﺗـﻔـﻠـﻴ­ـﻘـﺔ، ﻟﻴﺴﺎ ﺳـﻮى رﻣﺰﻳﻦ ﻟـ»ﻟﻮﺑﻲ« ﻗﻮي أزﻋــﺠــﺘـ­ـﻪ اﻟــﺘــﻮﺟـ­ـﻬــﺎت اﻟــﺘــﻲ أﺑــﺪاﻫــﺎ ﺗــﺒــﻮن وأﺑـــﺮزﻫـ­ــﺎ ﺗــﻬــﺪﻳـﺪ­ه اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﳌﺘﺄﺧﺮة ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﳌﻮﻛﻠﺔ إﻟـﻴـﻬـﺎ ﺑﺴﺤﺐ ﺗـﻠـﻚ اﻷﻋــﻤــﺎل ﻣﻨﻬﺎ، وﻣــﺤــﺎوﻟ­ــﺘــﻪ وﺿــــﻊ ﺣـــﺪ ﻻﺳــﺘــﻴــ­ﺮاد اﻟـﺴـﻠـﻊ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴ­ـﺔ ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻓﻲ ﻇﻞ أزﻣﺔ ﺗﺪﻧﻲ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﻫﺒﻮط أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ.

وﻋـــــﻠــ­ـــﻰ ﻣــــــــﺪ­ى أﺳـــــﺎﺑـ­ــــﻴـــــ­ﻊ، ﻇــﻞ اﻟــﺠــﺰاﺋ­ــﺮﻳــﻮن وﻏــﻴــﺮﻫـ­ـﻢ ﻣــﺸــﺪودﻳ­ــﻦ ﳌــﺘــﺎﺑــ­ﻌــﺔ ﻓــﺼــﻮل اﻟـــﺼـــﺮ­اع اﻟــﺠــﺪﻳـ­ـﺪ و»اﻟﺸﻴﻖ«، ﻷﻧﻪ أﻇﻬﺮ وﺟﻮد »ﺧﻠﻞ ﻣﺎ« ﻓﻲ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺮار، ذﻟﻚ أن ﺗﺒﻮن ﺑﺪا ﻟﻠﻨﺎس ﺻﺎﺣﺐ »ﺿﻮء أﺧﻀﺮ« ﻣــﻦ ﺟــﻬــﺎت ﻋﻠﻴﺎ ﻻﻧـﺘـﻬـﺎج ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺼﺪي ﻟـ »اﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ«، وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻛﺎن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳـﺪرك أن ﺣﺪاد ﻳﺤﻈﻰ ﺑـﺪﻋـﻢ ﻣــﻦ ﻗــﻮي ﻣــﻦ ﻣﺤﻴﻂ اﻟﺮﺋﻴﺲ.

وﻋـــﻠـــﻴ­ـــﻪ، ﺟــــــﺎء ﺧـــﺒـــﺮ اﻟــﺘــﻐــ­ﻴــﻴــﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ اﻷﺧﻴﺮ ﺣﺎﻣﻼ ﳌﻔﺎﺟﺄﺗﲔ: اﻧﺘﺼﺎر ﻟﻮﺑﻲ اﳌــﺎل، واﺧـﺘـﻴـﺎر ﻫﺬا اﻟـﻠـﻮﺑـﻲ ﻟﺸﺨﺺ أوﻳـﺤـﻴـﻰ ﻟﻴﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ. ورأى ﺳﻔﻴﺎن ﺟﻴﻼﻟﻲ زﻋﻴﻢ ﺣﺰب »ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ« اﳌﻌﺎرض، أن ﻣــﺎ اﻧـﺘـﻬـﺖ إﻟــﻴــﻪ اﻷزﻣــــﺔ اﻷﺧــﻴــﺮة ﻻ ﻳــﻌــﻨــﻲ أن »ﻟــــﻮﺑـــ­ـﻲ اﳌـــــــﺎ­ل ﻛــﺴــﺐ اﳌﻌﺮﻛﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ«، ﻣﺮﺟﺤﴼ أن اﻷﻃـــــﺮا­ف اﻟــﺘــﻲ راﻫـــﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺒﻮن »رﺑـــﻤـــﺎ ﺗــﻨــﺎزﻟـ­ـﺖ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﺗـﻜـﺘـﻴـﻜـ­ﻲ«. وأﺿــــﺎف ﺟــﻴــﻼﻟــ­ﻲ ﻓــﻲ ﺗـﺼـﺮﻳـﺤـﺎ­ت ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أن »اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﻻ ﻳﻌﺮف ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳌﻠﻔﺎت اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﺑـــﲔ اﻟــﺠــﺎﻧـ­ـﺒــﲔ ﻓـــﻲ اﻟـــﺼـــﺮ­اع، وﻣــﻦ اﳌﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﺮاﺟﻌﴼ ﺗﻜﺘﻴﻜﻴﴼ ﺣﺪث ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر اﻟﺤﻠﻘﺎت اﳌﻘﺒﻠﺔ«. ورأى أن ﺗﺒﻮن اﻟـﺬي اﺷﺘﻐﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ ﳌﺪة ٠٤ ﻋﺎﻣﴼ وﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟـ٢٧ ﻋﺎﻣﴼ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ، ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﺬي ﻳﻐﺎﻣﺮ وﻳﻔﺘﺢ اﳌﻌﺮﻛﺔ ﻣﻊ رﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﻪ. ورﺟـﺢ أن ﻳــﻜــﻮن ﺗــﺒــﻮن اﺳــﺘــﻨــ­ﺪ إﻟــــﻰ ﺗـﺤـﺎﻟـﻒ ِﻗــﻮى ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ واﻹدارة وﺑﻌﺾ اﳌﺆﺳﺴﺎت، ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﻮى وﺟﺪت ﻓﻲ اﻷﺧﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟـﻜـﺎﻓـﻴـ­ﺔ ﻟــﺪﻋــﻢ ﺗــﺒــﻮن ﺗــﺠــﺎه ﺗﻨﻔﻴﺬ إﺻـﻼﺣـﺎﺗـﻪ. وﺣــﺬر ﺟﻴﻼﻟﻲ ﻣـﻦ أن اﺧﺘﻴﺎر أوﻳﺤﻴﻰ ﻟﻴﺤﻞ ﻣﻜﺎن ﺗﺒﻮن ﺳﻴﺰﻳﺪ »أزﻣــﺔ اﻟﺜﻘﺔ اﳌـﻮﺟــﻮدة ﺑﲔ اﻟــﺴــﻠــ­ﻄــﺔ واﻟـــﺸـــ­ﻌـــﺐ ﺗــﻌــﻘــﻴ­ــﺪﴽ«، ﻷن اﻟﻘﺎدم اﻟﺠﺪﻳﺪ »ﻛـﺎن ﻗـﺎد ﺣﻜﻮﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺳﻨﻮات ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ وﻟﻢ ﻳﻘﺪم ﻟﻠﺒﻼد ﺳﻮى اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻔﺎدﺣﺔ ﻓــﻲ اﳌــﺠــﺎل اﻻﻗــﺘــﺼـ­ـﺎدي وﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﺸﺄن اﻟﻌﺎم«.

وﻳـــﻘـــﺮ ﻛــﺜــﻴــﺮ­ون أن أﺻــﺤــﺎب اﻟــﻘــﺮار ﻟــﺠــﺄوا إﻟـــﻰ أوﻳــﺤــﻴـ­ـﻰ ﻓﻲ اﻟـــﻠـــﺤ­ـــﻈـــﺔ اﻷﺧـــــﻴـ­ــــﺮة ﺑـــﺎﻋـــﺘ­ـــﺒـــﺎره »اﻟﺨﻴﺎر اﻟﻀﺮورة«. وﻓﻌﻼ ﻛﺎﻧﺖ رﺋـﺎﺳـﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟــﺪوام ﺗﻘﺮب اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺮات وﺗﺒﻌﺪه ﻣﺮات أﺧﺮى، وﻓﻘﴼ ﻟﺤﺴﺎﺑﺎت ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ.

ﻳﻘﻮل اﳌﻨﺎﺻﺮون ﻷوﻳﺤﻴﻰ )٥٦ ﻋـــﺎﻣـــﴼ( إن زﻋـــﻴـــﻢ »اﻟــﺘــﺠــ­ﻤــﻊ اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ اﻟـﺪﻳـﻤـﻘـ­ﺮاﻃـﻲ«، اﻟﺤﺰب اﻟﺜﺎﻧﻲ اﳌﺤﺴﻮب ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟـــــﻘـ­ــــﻮة اﻟـــﺴـــﻴ­ـــﺎﺳـــﻴـ­ــﺔ اﻟــﺜــﺎﻧـ­ـﻴــﺔ ﻓــــــﻲ اﻟـــــﺒــ­ـــﺮﳌـــــ­ﺎن »رﺟــــــــ­ـﻞ دوﻟـــــــ­ـﺔ« و»ﺻـــــﺎﺣــ­ـــﺐ ﻧــــــــﺪ­اء اﻟـــــﻮاﺟ­ـــــﺐ«. ﻳﺸﻴﺪون ﺑﻜﻔﺎءاﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳ­ﻴﺔ واﻹدارﻳـــ­ﺔ. وﻻ ﻳـــﺠـــﺪو­ن ﺻــﻌــﻮﺑــ­ﺔ ﻓـــﻲ ﺗـﺒـﺮﻳـﺮ ﻗـــــــــ­ـﺪرات اﻟـــــﺮﺟـ­ــــﻞ اﻟــــــــ­ﺬي ﺷــﻐــﻞ ﻣﻨﺎﺻﺐ دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻋـﺪة ﻓﻲ دول أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ وﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟـــــﺪوﻟ­ـــــﻲ وﻗـــــــﺎ­د وﺳـــﺎﻃـــ­ﺘـــﲔ ﻛـــــﺒـــ­ــﻴـــــﺮﺗ­ـــــﲔ ﻟـــــﺤـــ­ــﻞ أزﻣـــــﺘـ­ــــﲔ دوﻟـــــﻴـ­ــــﺘـــــ­ﲔ، ﻛــــﻤــــ­ﺎ أن ﻋــﻤــﻠــﻪ اﳌـﺘـﻮاﺻـﻞ ﻓــﻲ ﻣــﻮاﻗــﻊ رﻓﻴﻌﺔ ﻓـــﻲ ﻋــﻬــﺪ اﻟـــﺮﺋـــ­ﻴـــﺲ اﻟــﺴــﺎﺑـ­ـﻖ ﻟــــﻴــــ­ﺎﻣــــﲔ زروال واﻟــــﺮﺋـ­ـــﻴــــﺲ اﻟـــﺤـــﺎ­ﻟـــﻲ ﺑــﻮﺗــﻔــ­ﻠــﻴــﻘــﺔ ﻳــﺪل ﻋـــﻠـــﻰ اﳌــــﻬـــ­ـﺎرات اﻟـــﻌـــﺎ­ﻟـــﻴـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﺤﻮزﻫﺎ.

وﻋــــــــ­ـــــــﻠــ­ــــــــــ­ـــﻖ ﺻــﺪﻳــﻖ ﺷـﻬـﺎب اﳌـﺘـﺤـﺪث ﺑﺎﺳﻢ »اﻟــــــــ­ـﺘــــــــ­ـﺠــــــــ­ـﻤــــــــ­ـﻊ اﻟــــــــ­ــــــﻮﻃــ­ــــــــــ­ــﻨـــــــ­ـــــــﻲ اﻟــﺪﻳــﻤـ­ـﻘــﺮاﻃــﻲ« ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــﺘــﻐــ­ﻴــﻴــﺮ اﻷﺧــــﻴــ­ــﺮ ﺑــﻘــﻮﻟــ­ﻪ إن ﺗــﻌــﻴــﲔ أوﻳــﺤــﻴـ­ـﻰ ﻋﻠﻰ رأس اﻟـــﻮزارة اﻷوﻟــﻰ )اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ( دﻟــــــــ­ـــﻴــــــ­ـــــﻞ ﻋـــــﻠـــ­ــﻰ ﺛــــــــﻘ­ــــــــﺔ رﺋــــــﻴـ­ـــــﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻓﻴﻪ »ﺑـــﺴـــﺒـ­ــﺐ ﺻــﺮاﻣــﺘـ­ـﻪ وﺗــــــﻔـ­ـــــﺎﻧـــ­ـــﻴــــــ­ﻪ ﻓـــــــــ­ﻲ ﻋـــﻤـــﻠـ­ــﻪ واﻣﺘﻼﻛﻪ ﻹﻣﻜﺎﻧﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻓـــﻲ ﺗــﺴــﻴــﻴ­ــﺮ اﻟـــﺸـــﺄ­ن اﻟـــﻌـــﺎ­م«، ﻣــﻀــﻴــﻔ­ــﴼ أن أوﻳـــﺤـــ­ﻴـــﻰ »رﺟــــﻞ واﺟــﺐ ﻻ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﻧـﺪاء اﻟﻮﻃﻦ«.

ﻓـﻲ اﳌـﻘـﺎﺑـﻞ، ﺗﺤﻤﻞ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ أﺧﻄﺎء ه ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣـــﻊ اﳌــﻠــﻔــ­ﺎت اﻻﻗـــﺘـــ­ﺼـــﺎدﻳـــ­ﺔ، وﺗـﺒـﻨـﻴـﻪ ﻟــﺴــﻴــﺎ­ﺳــﺎت ﻗــﺎﺳــﻴــ­ﺔ ﺗـــﺠـــﺎه اﻟــﻔــﺌــ­ﺎت اﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﻤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ ﺷﺮوط ﺻﻨﺪوق اﻟـﻨـﻘـﺪ اﻟـــﺪوﻟــ­ـﻲ ﻓــﻲ اﻟـﺘـﺴـﻌـﻴ­ـﻨـﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ. وﻗـﺎل زﻋﻴﻢ ﻣﻌﺎرض إن أوﻳــﺤــﻴـ­ـﻰ »ﻻ ﻳـﺤـﻈـﻰ ﺑﺸﻌﺒﻴﺔ« ﻓــﻲ اﻟـــﺸـــﺎ­رع اﻟـــﺠـــﺰ­اﺋـــﺮي، وإن ﺣــﺰب »اﻟﺘﺠﻤﻊ« اﻟﺬي ﻳﻘﻮده »ﻏﺎﺋﺐ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻋــــﻦ اﻟــــﻮاﻗـ­ـــﻊ وﻫـــــﻮ ﻓــــﻲ اﻟــﺤــﻘــ­ﻴــﻘــﺔ ﻻ ﻳﻌﺪو أن ﻳﻜﻮن ﺟﻬﺎزﴽ ﻣﺴﻴﺮﴽ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ اﻹدارة«، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟــﺤــﺰب أداة ﺑــﺄﻳــﺪي ﺟـﻬـﺎت ﻋﻠﻴﺎ ﻧﺎﻓﺬة ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ.

وﺣــــــــ­ﺎول اﻟـــﺴـــﻴ­ـــﺎﺳـــﻲ اﳌـــﻌـــﺎ­رض ﺗﻔﻨﻴﺪ ﻣــﺎ ﻳــــﺮوج ﻋــﻦ اﻟــﺮﺟــﻞ ﺑﻜﻮﻧﻪ »ﺻـﺎﺣـﺐ اﳌـﻬـﺎم اﻟـﻜـﺒـﺮى«، ﺑﻘﻮﻟﻪ إن أوﻳـﺤـﻴـﻰ »ﻟــﻴــﺲ ﺳــﻮى رﺟــﻞ ﻳﻄﺒﻖ اﻷواﻣــﺮ، وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﻮﻣﴼ ﻣــــﻦ اﳌــــﻘـــ­ـﺮرﻳــــﻦ« داﺧـــــــ­ﻞ اﻟــﻨــﻈــ­ﺎم اﻟــــــﺠـ­ـــــﺰاﺋــ­ــــﺮي. وﻳــــﻀـــ­ـﻴــــﻒ أن »أوﻳـــــــ­ـﺤــــــــ­ﻴــــــــﻰ ﺷـــﺨـــﺼـ­ــﻴـــﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺗﺘﺒﻊ اﻟـﻮاﻗـﻒ« ﻓـــــــــ­ـــﻲ إﺷــــــــ­ــــــــــ­ــــــﺎرة إﻟــــــــ­ﻰ اﺻﻄﻔﺎﻓﻪ اﻟـﺪاﺋـﻢ ﻣﻊ اﻟــﺠــﻬــ­ﺔ اﻟــﻘــﻮﻳـ­ـﺔ ﻓﻲ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.

ﻟـــــﻜـــ­ــﻦ رﻏـــــﻢ ذﻟــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ـــﻚ، ﻟــــــﻢ ﻳــــــﺴــ­ــــﺘـــــ­ـﺒــــــﻌـ­ـــــﺪ ﺟـﻴـﻼﻟـﻲ ﺳــﻴــﻨــﺎ­رﻳــﻮ ﺗــﺮﺷــﻴــ­ﺢ أوﻳـــﺤـــ­ﻴـــﻰ ﻓـﻲ اﻧـــﺘـــﺨ­ـــﺎﺑـــﺎت اﻟــــﺮﺋــ­ــﺎﺳــــﺔ ﻋـــــﺎم ٩١٠٢ ﻟــﻠــﻤــﻨ­ــﺼــﺐ اﻟــﻜــﺒــ­ﻴــﺮ اﻟـــــــﺬ­ي ﻳـﺠـﻌـﻠـﻪ »ﺻــــﺎﺣـــ­ـﺐ ﻗـــــــــ­ــــﺮارات«، ﻣـــﻌـــﺘـ­ــﺒـــﺮﴽ أن »اﻟـــــــﺒ­ـــــــﻼد دﺧـــــﻠــ­ـــﺖ ﻣــــﻨــــ­ﺬ اﻧـــﺘـــﺨ­ـــﺎب ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ ﻟﻌﻬﺪة راﺑـﻌـﺔ ﻋــﺎم ٤١٠٢ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻮﺿﻰ أﺻﺒﺢ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﻤﻜﻨﴼ«. ورأى أن »اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻘﺪ اﻟﺒﻮﺻﻠﺔ وﺑﺎت ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن أن ﻳﺼﺒﺢ أوﻳﺤﻴﻰ رﺋﻴﺴﴼ ﻛﻤﺎ ﺑﺎت ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن أن ﻳـــﺼـــﺒـ­ــﺢ اﻟـــﺴـــﻌ­ـــﻴـــﺪ ﺑــﻮﺗــﻔــ­ﻠــﻴــﻘــﺔ أو )ﻗــــﺎﺋـــ­ـﺪ اﻷرﻛــــــ­ــــﺎن( ﻗـــﺎﺋـــﺪ ﺻــﺎﻟــﺢ رﺋــﻴــﺴــ­ﴼ«. وواﺻــــﻞ ﺟـﻴـﻼﻟـﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﻈﺮة ﺗﺸﺎؤﻣﻴﺔ ﺟﺪﴽ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ ﻗﺎﺋﻼ إﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ أﻳﻀﴼ ﺣـﺪوث »ﻫﺰة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺸﺎرع ورﺑﻤﺎ ﺣﺪوث اﻧﻬﻴﺎر ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠﻨﻈﺎم«. وﺑﲔ اﳌﺆﻳﺪﻳﻦ ﺑﻘﻮة ﻷوﻳﺤﻴﻰ واﳌﻨﺎوﺋﲔ ﻟﻪ ﺑﺸﺪة، ﻳﻘﻮل ﻛﺜﻴﺮون إن اﻟﺮﺟﻞ أﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺷﻐﻠﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟـﺪوﻟـﺔ، ﻗﺪرات ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ اﻟﺘﻮازﻧﺎت اﳌﻌﻘﺪة ﻓــﻲ اﳌـﺸـﻬـﺪ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـ­ﻲ اﻟــﺠــﺰاﺋ­ــﺮي، وإﻧـــــﻪ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺮﻏـــ­ﻢ ﻣـــﻦ اﻻﺗــﻬــﺎﻣ­ــﺎت اﻟﻜﺜﻴﺮة اﻟـﺘـﻲ ﻃﺎﻟﺘﻪ ﻓــﺈن ﻟـﻪ ﺑﺸﺮة ﺳــﻤــﻴــﻜ­ــﺔ ﺟــﻌــﻠــﺘ­ــﻪ »ﻳــﺘــﺤــﻤ­ــﻞ ﺳــﻬــﺎم اﻟـﻨـﻘـﺪ ﺧـﺪﻣـﺔ ﻟــﻠــﻮﻃــ­ﻦ«. اﺗــﻬــﻢ ﻣــﺮارﴽ ﺑـﺎﻻﺻـﻄـﻔـ­ﺎف ﻓـﻲ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﺴﻜﺮ واﻧﺘﻬﺎج اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﺗﺠﺎه اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻛﻤﺎ اﺗــﻬــﻢ ﺑﻜﻮﻧﻪ »رﺟــﻞ اﳌـﺨـﺎﺑـﺮا­ت ﻓـﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﳌـــــــ­ـﺪﻧـــــــ­ـﻲ« ﺑــــﺴــــ­ﺒــــﺐ ارﺗــــﺒــ­ــﺎﻃــــﺎﺗ­ــــﻪ اﻟـﻘـﻮﻳـﺔ ﻣــﻊ اﻟـﻘـﺎﺋـﺪ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ ﻟﺠﻬﺎز اﻻﺳــﺘــﺨـ­ـﺒــﺎرات ﺗـﻮﻓـﻴـﻖ ﻣــﺪﻳــﻦ. ﻟﻜﻦ اﻟـﺮﺟـﻞ واﺟــﻪ ﻛـﻞ ذﻟــﻚ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﻫﻞ وﻣﻮاﺻﻠﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣــــﻤــــ­ﺎ أﺳــــﻬـــ­ــﻢ ﻓـــــﻲ ﺗـــﻼﺷـــﻲ اﻟـــﻜـــﺜ­ـــﻴـــﺮ ﻣـــــﻦ اﻻﻧــــﺘــ­ــﻘــــﺎدا­ت اﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻪ ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ. ﻗـــــﺒـــ­ــﻞ ﺑــــــــﺰ­وﻏــــــــ­ﻪ ﻧـــﺠـــﻤـ­ــﴼ ﺳـــﻴـــﺎﺳ­ـــﻴـــﴼ ﻋــــــﺎم ٤٩٩١ ﻛـــﺎن أوﻳــﺤــﻴـ­ـﻰ ﻗـــﺪ ﺗـــــﺪرج ﻃــﻮﻳــﻼ ﻓـــــــــ­ــﻲ دﻫــــــــ­ـﺎﻟـــــــ­ــﻴـــــــ­ــﺰ وزارة اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴ­ـﺔ ﺑـﻌـﺪ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﻋـﺎم ٥٧٩١ ﻣـﻦ »اﳌـﺪرﺳـﺔ اﻟـــــﻮﻃـ­ــــﻨـــــ­ﻴـــــﺔ ﻟـــــــــ­ــــــﻺدار­ة« اﻟﺨﺰان اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻜﻮادر اﻟــﺪﺑــﻠـ­ـﻮﻣــﺎﺳــﻴ­ــﺔ اﻟــــﺠـــ­ـﺰاﺋــــﺮﻳ­ــــﺔ. ﻋـــــــﻤـ­ــــــﻞ ﻓــــﻲ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﻣـــــﻦ اﻟـــﻘـــﺮ­ن اﳌــــــــ­ـــــﺎﺿـــ­ــــــــــ­ﻲ، ﻓــــﻲ اﻟـــﺴـــﻔ­ـــﺎرة اﻟــــــــ­ـــﺠــــــ­ـــــﺰاﺋــ­ـــــــــﺮ­ﻳـــــــــ­ــﺔ ﺑــــــﺄﺑـ­ـــــﻴــــ­ــﺪﺟــــــ­ﺎن ﺛـــﻢ ﻣــــﻤــــ­ﺜــــﻼ ﻣـــﺴـــﺎﻋ­ـــﺪﴽ ﺑــﻤــﺠــﻠ­ــﺲ اﻷﻣــــﻦ اﻟــــــــ­ﺪوﻟـــــــ­ـﻲ ﻗــﺒــﻞ أن ﻳــــــﻌــ­ــــﻮد ﻣــــــــﺴ­ــــــــﺘـ­ـــــــﺸــ­ــــــﺎرﴽ ﺑـــــــــ­ـــﻮزارة اﻟـــﺨـــﺎ­رﺟـــﻴـــﺔ ﻓــــﻲ اﻟــــﺠـــ­ـﺰاﺋــــﺮ. ﺛــــﻢ ﻓـﻲ ﻋﺎﻣﻲ ٢٩٩١ و٣٩٩١ ﻋﲔ ﺳــﻔــﻴــﺮ­ﴽ ﺑــﻤــﺎﻟــ­ﻲ، ﻗــﺒــﻞ أن ﻳــﻌــﻮد ﻟـﻠـﺨـﺎرﺟـ­ﻴـﺔ ﻣـﺠـﺪدﴽ وزﻳـــﺮ دوﻟـــﺔ ﻣﻜﻠﻔﴼ اﻟـﺸـﺆون اﳌــﻐــﺎرﺑ­ــﻴــﺔ ﺑـــﲔ ﻋــﺎﻣــﻲ ٣٩٩١ و٤٩٩١، وﺗﻔﻴﺪ ﺗﻘﺎرﻳﺮ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﺟﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺑﺄن اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﺻﻌﻮد ﻧﺠﻢ أوﻳﺤﻴﻰ إﻟـﻰ رﺟـﻞ ﻋﺴﻜﺮي ﻛـــﺎن ﻳـﺸـﻐـﻞ ﻣـﻨـﺼـﺐ ﻗــﺎﺋــﺪ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮ­ﻳـﺔ اﻟـﺨـﺎﻣـﺴـ­ﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﻨﻮب. اﻟﺠﻨﺮال ﻓﻮﺿﻴﻞ ﺳﻌﻴﺪي. ﻓﻔﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت أﻋـﺠـﺐ اﻟـﺠـﻨـﺮال ﻓـﻮﺿـﻴـﻞ ﺳﻌﻴﺪي ﺑـــﻘـــﺪر­ات وﻛـــﻔـــﺎ­ءة أوﻳــﺤــﻴـ­ـﻰ ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺷـﺘـﻐـﻞ ﻣـﻌـﻪ ﻋـﻠـﻰ اﳌـﻠـﻔـﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷزواد ﺑـﺸـﻤـﺎل ﻣـﺎﻟـﻲ، ﻓﺎﻗﺘﺮﺣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ زروال. اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺗﻌﺮف ﻋﻠﻰ أوﻳﺤﻴﻰ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﻓـﻲ أوج اﻷزﻣــﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ-اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟـــــﺘــ­ـــﻲ ﻛـــــﺎﻧــ­ـــﺖ ﺗـــﻌـــﺼـ­ــﻒ ﺑــــﺎﻟـــ­ـﺒــــﻼد، وﺗﺤﺪﻳﺪا ﻋﺎم ٤٩٩١ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺪي ﻓـﻲ ﻟـﻘـﺎء ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻣـﻄـﻮل ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﻪ إﻟﻴﻬﺎ آﻧــﺬاك. ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻌﺎم، وإﺛـﺮ اﻧﺘﺨﺎب ﻟﻴﺎﻣﲔ زروال رﺋﻴﺴﴼ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻓﻲ أول اﻧـﺘـﺨـﺎﺑـ­ﺎت رﺋـﺎﺳـﻴـﺔ ﺗــﻌــﺪدﻳـ­ـﺔ، ﻋـﲔ رﺋﻴﺴﴼ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻋــﺎم ٨٩٩١، ﻛﺎﻧﺖ رﺋﺎﺳﺘﻪ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، أﺳﻮأ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ. ﺣﻴﻨﻬﺎ، ﻗﺎد إﺻﻼﺣﺎت ﺗﻘﺸﻒ ﻗـﺎﺳـﻴـﺔ ﻃــﺎﻟــﺐ ﺑـﻬـﺎ ﺻــﻨــﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ، وﻃﺎﻟﺖ ﺗﺴﺮﻳﺢ اﻵﻻف ﻣﻦ اﳌﻮﻇﻔﲔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﲔ. وأﻣـــﺎم اﻧــﺘــﻘــ­ﺎدات و»أوﺻــــﺎف« ﻃﺎﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺎوﺋﻴﻪ، ﺧﺮج أوﻳﺤﻴﻰ ﻗﺎﺋﻼ إﻧﻪ ﻳﻌﺘﺮف ﺑﻜﻮﻧﻪ »رﺟﻞ اﳌﻬﺎم اﻟـﻘـﺬرة«. ﺑﻘﻲ ذﻟﻚ ُاﻟﻮﺻﻒ ﻳﻼزﻣﻪ ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ وﻳـﻄـﻠـﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﺎوﺋﻴﻪ ﻓـﻲ ﻛـﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ إﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا.

ﺑﻌﺪ ﻗــﺪوم ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋـــﺎم ٩٩٩١، أﺳــﻨــﺪت إﻟـــﻰ أوﻳـﺤـﻴـﻰ ﺣﻘﻴﺒﺔ وزارة اﻟﻌﺪل ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ٢٠٠٢، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﲔ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺐ وزﻳﺮ دوﻟﺔ، ﺛﻢ رﺋﻴﺴﴼ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ٣٠٠٢ و٦٠٠٢ وﺑــﻌــﺪﻫـ­ـﺎ ﺑــﲔ ﻋــﺎﻣــﻲ ٨٠٠٢ و٢١٠٢، وﻓـــﻲ ﻛـﻠـﺘـﺎ اﻟــﺤــﺎﻟـ­ـﺘــﲔ ﻛــﺎن ﻳـﺒـﻌـﺪ ﻋــﻦ رﺋــﺎﺳــﺔ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـ­ﺔ وﺳـﻂ ﺷﺒﻬﺎت ﺑﺄﻧﻪ ﺻـﺎر ﻣﻐﻀﻮﺑﴼ ﻋﻠﻴﻪ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ. ﻟﻜﻦ اﻟﻨﻈﺎم ﻛﺎن ﻳـﺠـﺪ ﻧـﻔـﺴـﻪ ﻣـﻀـﻄـﺮﴽ ﻟــﻠــﻌــﻮ­دة إﻟـﻴـﻪ ﺳﻮاء ﻣﺨﻴﺮﴽ أو ﻣﻀﻄﺮﴽ.

وﻋــﻠــﻰ ﻏـــﺮار ﻋــﻮدﺗــﻪ وﻣـﻐـﺎدرﺗـ­ﻪ اﻟـــﺤـــﻜ­ـــﻮﻣـــﺔ، ﻛـــــﺎن اﻷﻣــــــﺮ ﻛـــﺬﻟـــﻚ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺴﺘﻮى »ﺣﺰب اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ« اﻟﺬي ﺷﺎرك ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻋﺎم ٧٩٩١. ﻓـﻘـﺪ ﺗﻘﻠﺪ رﺋــﺎﺳــﺔ اﻟــﺤــﺰب ﻷول ﻋـﺎم ٩٩٩١ إﻟﻰ أن ﻏـﺎدره ﻋﺎم ٣٠٠٢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ »اﻧﻘﻼﺑﴼ أﺑﻴﺾ«، ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻰ رﺋﺎﺳﺘﻪ ﻋـﺎم ٥١٠٢ إﻟـﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا. وﻓــﻲ أﺑــﺮﻳــﻞ )ﻧــﻴــﺴــﺎ­ن( اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻗـﺎد ﺣﻤﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﺣﺰﺑﻪ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﺪد ﻣﻘﺎﻋﺪه ﻓﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﺑـ٧٢، ﻣﺤﻘﻘﴼ ﺑﺬﻟﻚ أﻛﺒﺮ زﻳﺎدة ﻓـــﻲ ﻋــــﺪد اﳌــﻘــﺎﻋـ­ـﺪ ﺑـــﲔ ﻛـــﻞ اﻷﺣــــﺰاب اﳌﺸﺎرﻛﺔ.

وﻋـــﻠـــﻰ اﳌـــﺴـــﺘ­ـــﻮى اﻟـــﺨـــﺎ­رﺟـــﻲ، ﺗـﺤـﻤـﻞ اﻟــﺴــﻴــ­ﺮة اﻟــﺬاﺗــﻴ­ــﺔ ﻷوﻳـﺤـﻴـﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ إﻧﺠﺎزﻳﻦ دوﻟﻴﲔ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ؛ ﺗـﻮﺳـﻄـﻪ ﺑـﺎﺳـﻢ اﻟـﺠـﺰاﺋـﺮ ﻟﺤﻞ أزﻣــﺔ ﺷﻤﺎل ﻣﺎﻟﻲ ﻋـﺎم ٢٩٩١ ﺛﻢ ﺗﻮﺳﻄﻪ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ )ﻗﺒﻞ ﺗﺤﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻻﺗﺤﺎد اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ( ﻟﺤﻞ اﻟـﻨـﺰاع ﺑـﲔ إﺛﻴﻮﺑﻴﺎ وارﻳﺘﺮﻳﺎ ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ٩٩٩١ و٠٠٠٢.

وﻟــــــــ­ــــﺪ أوﻳـــــﺤـ­ــــﻴـــــ­ﻰ ﻋـــــﺎم ٢٥٩١ ﻓــــﻲ ﺑــﻠــﺪة ﺑـــــــﻮﻋ­ـــــــﺪﻧـ­ــــــﺎن ﺑـــــﻮﻻﻳـ­ــــﺔ ﺗــــﻴــــ­ﺰي وزو، ﻋــﺎﺻــﻤــ­ﺔ اﻟــﻘــﺒــ­ﺎﺋــﻞ اﻟـــﻜـــﺒ­ـــﺮى، ﻗـﺒـﻞ أن ﺗــﻨــﺘــﻘ­ــﻞ ﻋــﺎﺋــﻠــ­ﺘــﻪ إﻟــﻰ اﻟـــﻌـــﺎ­ﺻـــﻤـــﺔ وﺑــﺎﻟــﻀـ­ـﺒــﻂ إﻟـﻰ ﺣﻲ اﳌﺪﻧﻴﺔ. وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋـﺎﺋـﻠـﺔ أوﻳـﺤـﻴـﻰ ﻣــﻦ أﺗـﺒـﺎع »زاوﻳــــــ­ــــــــــ­ــﺔ أث أوﻳــــــﺤ­ــــــﻲ« )ﻣـﺪرﺳـﺔ ﻗﺮآﻧﻴﺔ( اﳌﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺮﺣﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ.

وﻫﺬه اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺟﻌﻠﺖ أوﻳﺤﻴﻰ ﻳﺮد ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــــﻦ ﻳـــﻨـــﺘـ­ــﻘـــﺪون ﻣـــﻌـــﺎد­اﺗـــﻪ ﻟﻠﺘﻴﺎر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻘﻮﻟﻪ إﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﳌﺰاﻳﺪة ﻋﻠﻴﻪ وﺑﺄﻧﻪ »اﺑﻦ زاوﻳﺔ«.

أوﻳﺤﻴﻰ ﻣﺘﺤﺪث ﺟﻴﺪ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟــــﻔــ­ــﺮﻧــــﺴـ­ـــﻴــــﺔ، وﻋــــــــ­ــﺎدة ﻣـــــﺎ ﺗـــﻜـــﻮن ﻣﺆﺗﻤﺮاﺗﻪ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ »ﺛﺮﻳﺔ«، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻘﻞ ﻓﻲ إﻋﻄﺎء اﳌﻘﺎﺑﻼت اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ. ﻳﺬﻛﺮ اﳌﻌﺠﺒﻮن ﺑﺄوﻳﺤﻴﻰ دﻋـﻮﺗـﻪ ﻓـﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛــﺎﻧــﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٢١٠٢ ﻟﺮﺟﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏــﺎن رﺋﻴﺲ اﻟــــــﻮز­راء اﻟــﺘــﺮﻛـ­ـﻲ )آﻧــــــﺬا­ك( ﺑـــ»اﻟــﻜــﻒ ﻋــﻦ اﳌـﺘـﺎﺟـﺮة ﺑــﺪﻣــﺎء اﻟـﺠـﺰاﺋـﺮ­ﻳـﲔ«، وذﻟــــــﻚ ردﴽ ﻋـــﻠـــﻰ اﺗــــﻬـــ­ـﺎم إردوﻏـــــ­ـــﺎن ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﺎرﺗﻜﺎب »إﺑﺎدة« ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ.

ﻳﺤﻤﻞ أوﻳﺤﻴﻰ أﻓﻜﺎرﴽ ﻟﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ ﺗـــــﻌـــ­ــﺎدي اﻟــــﺘـــ­ـﻴــــﺎر اﻹﺳــــــﻼ­ﻣــــــﻲ ﻟــﻜــﻦ ﻣــــﻦ دون أن ﻳـــﺼـــﻞ إﻟـــــﻰ ﻣــﺴــﺘــﻮ­ى اﻟـﺪﻋـﻮة إﻟـﻰ إﻗـﺼـﺎء ﻫـﺬا اﻟﺘﻴﺎر ﻣﻦ اﻟــﻌــﻤــ­ﻞ اﻟــﺴــﻴــ­ﺎﺳــﻲ. ﻓــﺨــﻼل اﻷزﻣــــﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت، ﻛﺎن واﺣﺪﴽ ﻣﻦ أﻗﻄﺎب اﻟــﻨــﻈــ­ﺎم اﻟـــﺬﻳـــ­ﻦ ﻣـــﺰﺟـــﻮ­ا ﺑـــﲔ اﻟــﺤــﻞ اﻷﻣــﻨــﻲ واﻟــﺴــﻴـ­ـﺎﺳــﻲ، وﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻗـﺪم ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻓﻲ ٩٩٩١ واﻧﺘﻬﺞ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻟﻌﺐ أوﻳـﺤـﻴـﻰ دورﴽ ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ ﻓــﻲ اﻟـﺘـﺮوﻳـﺞ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة. ﻛﺎن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﳌﺪن وﻳﺤﺚ اﻟﺴﻜﺎن ﻋﻠﻰ دﻋﻮة أﺑــﻨــﺎﺋـ­ـﻬــﻢ اﳌــﻨــﺨــ­ﺮﻃــﲔ ﻓـــﻲ اﻹرﻫــــﺎب إﻟﻰ »اﻟﺘﻮﺑﺔ« واﻟﻌﻮدة إﻟﻰ أﺣﻀﺎن اﳌﺠﺘﻤﻊ.

ورﺑﻤﺎ ﻛﺎن أوﻳﺤﻴﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﺴﺆول ﺗﺠﺮأ وﺻـﺎرح اﻟـﺮأي اﻟﻌﺎم ﺑﻤﺼﻴﺮ آﻻف اﳌﺨﺘﻔﲔ ﺧﻼل اﻷزﻣﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ )ﻏــﺎﻟــﺒــ­ﻴــﺘــﻬــﻢ إﺳـــﻼﻣـــ­ﻴـــﻮن ﺧــﻄــﻔــﻮ­ا( ﺑـﻘـﻮﻟـﻪ »اﳌـﺨـﺘـﻔـﻮ­ن اﻟـﻠـﻪ ﻳﺮﺣﻤﻬﻢ«. وﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪﺗﲔ اﻷوﻟﻴﲔ ﻟﺒﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ، اﺷـﺘـﻐـﻞ أوﻳـﺤـﻴـﻰ ﺑـﺎﻋـﺘـﺒـﺎ­ره ﻣﻤﺜﻼ ﻟـ»اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ« ﻣﻊ ﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟــﺘــﻴــ­ﺎر اﻟــﻮﻃــﻨـ­ـﻲ )ﺟـﺒـﻬـﺔ اﻟـﺘـﺤـﺮﻳـ­ﺮ( واﻟﺘﻴﺎر اﻹﺳـﻼﻣـﻲ )ﺣـﺮﻛـﺔ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟــﺴــﻠــ­ﻢ( ﻓــﻲ »اﻟــﺘــﺤــ­ﺎﻟــﻒ اﻟــﺮﺋــﺎﺳ­ــﻲ« وأﻇﻬﺮ ﻋﻦ »ﺗﻌﺎون ﺑﺮاﻏﻤﺎﺗﻲ« ﻻﻓﺖ ﻣﻊ ﺧﺼﻮﻣﻪ اﻵﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴ­ﲔ.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia