اﺗﻔﺎﻗﺎت وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﺗﺘﺮﻧﺢ ﻓﻲ »ﻋﲔ اﻟﺤﻠﻮة«
ﺗﺘﻮاﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﺎت وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻓـــﻲ ﻣــﺨــﻴــﻢ »ﻋــــﲔ اﻟـــﺤـــﻠـــﻮة« ﻟـﻼﺟـﺌـﲔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻴﺪا ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻨﺬ ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ اﳌﺎﺿﻲ، ﻣﻦ دون أن ﺗﻨﺠﺢ ﻓــﻲ إﻋــــﺎدة اﻻﺳــﺘــﻘــﺮار اﻷﻣﻨﻲ إﻟﻰ أرﺟﺎﺋﻪ. وﻛﺎن آﺧﺮ اﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﺗﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ ﻳـﻮم أﻣـﺲ )اﻻﺛـﻨـﲔ( ﺑﻘﺮار ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻀﻢ ﻣﻤﺜﻠﲔ ﻋﻦ أﺑﺮز اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ، إﻻ أن ﺳﻜﺎن »ﻋﲔ اﻟﺤﻠﻮة« ﻣﺎ زاﻟﻮا ﻏﻴﺮ ﻣﻄﻤﺌﻨﲔ ﻟـﻠـﻮﺿـﻊ اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ وﻳــﺘــﺮﻗــﺒــﻮن ﺟــﻮﻻت ﺟــﺪﻳــﺪة ﻣــﻦ اﻻﻗــﺘــﺘــﺎل ﺑــﲔ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﳌﺘﺸﺪدة وﺣﺮﻛﺔ »ﻓﺘﺢ« ﻓﻲ أي ﻟﺤﻈﺔ.
وﻛﺎﻧﺖ اﳌﻮاﺟﻬﺎت ﺗﺠﺪدت ﺻﺒﺎح أﻣﺲ، ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺳﻘﻮط ٣ ﺟﺮﺣﻰ، ﻟـﺘـﺮﺗـﻔـﻊ ﺑــﺬﻟــﻚ ﺣﺼﻴﻠﺔ اﳌــﻌــﺎرك اﻟﺘﻲ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ٦ أﻳﺎم إﻟﻰ ٤ ﻗﺘﻠﻰ و٦١ ﺟﺮﻳﺤﴼ. ورﺟـﺤـﺖ ﻣـﺼـﺎدر ﻓـﻲ ﺣﺮﻛﺔ »ﻓﺘﺢ« أن ﻳﻜﻮن اﻻﺗـﻔـﺎق اﻷﺧﻴﺮ اﻟﺬي ﺗــﻢ اﻟـﺘـﻮﺻـﻞ إﻟـﻴـﻪ ﻟـﻮﻗـﻒ إﻃـــﻼق اﻟﻨﺎر »أﻛﺜﺮ ﺛﺒﺎﺗﴼ ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺘﻪ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺿﻐﻄﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮى اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺧــﺼــﻮﺻــﴼ ﻋـﻠـﻰ )ﻋـﺼـﺒـﺔ اﻷﻧــﺼــﺎر( و)اﻟــــﺤــــﺮﻛــــﺔ اﻹﺳــــﻼﻣــــﻴــــﺔ اﳌـــﺠـــﺎﻫـــﺪة( ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إﻟـﻰ اﺗﻔﺎق ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻀﻊ ﺣﺪﴽ ﻟــﻠــﻤــﻌــﺎرك، ﺑــﻌــﺪﻣــﺎ ﺗــﻠــﻘــﻰ ﻋـﻨـﺎﺻـﺮﻫـﺎ ﺿﺮﺑﺎت ﻗﻮﻳﺔ وﺑـﺎﺗـﻮا ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻹﻋـﺎدة ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ«. وأوﺿﺤﺖ اﳌﺼﺎدر ﻓــﻲ ﺗـﺼـﺮﻳـﺢ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــﻂ« أﻧــﻪ »وﺑـــﻌـــﺪﻣـــﺎ اﻧــﻄــﻠــﻘــﺖ اﳌـــﻮاﺟـــﻬـــﺎت ﺑﲔ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ ﺑــــﻼل اﻟــﻌـــﺮﻗــﻮب اﳌــﺘــﺸــﺪدة وﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻘﻮة اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻗــﻮات اﻷﻣﻦ اﻟﻮﻃﻨﻲ، ﺗﻮﺳﻌﺖ ﻓﻲ اﻷﻳــﺎم اﳌﺎﺿﻴﺔ ﺑــﻌــﺪ اﻧــﻀــﻤــﺎم اﳌــﺠــﻤــﻮﻋــﺎت اﳌـﺘـﻄـﺮﻓـﺔ اﻷﺧﺮى وأﺑﺮزﻫﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ )ﺑﻼل ﺑﺪر( و)ﻫــــﻼل ﻫــــﻼل( إﻟـــﻰ اﻟــﻘــﺘــﺎل وﺗﻜﺘﻠﻬﺎ ﺑﻤﻮاﺟﻬﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻓﺘﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص«.
وﺗـــــﺆﻛـــــﺪ اﳌــــــﺼــــــﺎدر أن »اﻟــــﻘــــﻮى اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ« ﻓــﻲ اﳌـﺨـﻴـﻢ واﻟــﺘــﻲ ﺗﻀﻢ ﺣﺮﻛﺔ »ﺣﻤﺎس« و»اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌــــﺠــــﺎﻫــــﺪة« و»اﻟــــﺠــــﻬــــﺎد اﻹﺳــــﻼﻣــــﻲ« و»ﻋﺼﺒﺔ اﻷﻧﺼﺎر«، واﻟﺘﻲ ﻫﻲ أﺻﻼ ﺟــﺰء ﻣـﻦ اﻟـﻘـﻮة اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، »ﺗـــﺮﻛـــﺖ إﻟـــﻰ ﺣـــﺪ ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻋــﻨــﺎﺻــﺮ ﻓﺘﺢ وﻓـﺼـﺎﺋـﻞ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟـﺘـﺤـﺮﻳـﺮ وﺣﻴﺪﻳﻦ ﺑــﻤــﻮاﺟــﻬــﺔ اﳌــﺠــﻤــﻮﻋــﺎت اﳌـــﺘـــﺸـــﺪدة«، ﻻﻓﺘﺔ إﻟﻰ ﻣﺸﺎرﻛﺔ »رﻣﺰﻳﺔ« ﻟـ»اﻟﺠﻬﺎد اﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ«، ﺑــﺎﻹﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻋــــﻨــــﺎﺻــــﺮ ﻣــــــﻦ »اﻟــــــﻘــــــﻴــــــﺎدة اﻟــــﻌــــﺎﻣــــﺔ« و»اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ«.
وﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺴﺆوﻟﻮن ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ »ﺣﻤﺎس« اﻧﺘﻘﺪوا ﻓﻲ وﻗـﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺎ ﻗـﺎﻟـﻮا إﻧــﻪ »ﺗــﻔــﺮد« ﺣﺮﻛﺔ »ﻓـﺘـﺢ« ﺑﺸﻦ »ﻫـــﺠـــﻮم ﻣــﺒــﺎﻏــﺖ« ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺠــﻤــﻮﻋــﺎت اﳌـــﺘـــﺸـــﺪدة ﻓــــﻲ ﺣــــﻲ اﻟـــﻄـــﻴـــﺮي، أﻛــــﺪت اﳌـﺼـﺎدر اﻟﻔﺘﺤﺎوﻳﺔ أن ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻫﻮ اﻋﺘﺪاء ﻗـﺎم ﺑﻪ اﳌﺘﺸﺪدون ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟــﻘــﻮة اﳌـﺸـﺘـﺮﻛـﺔ اﻟــﺘــﻲ آﺛــــﺮت ﻣﻼﺣﻘﺔ اﳌﻬﺎﺟﻤﲔ ﺑﻘﺮار ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻤﺴﺎﻧﺪة »اﻷﻣﻦ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ« اﻟــﺘــﺎﺑــﻊ ﻟـــ»ﻓــﺘــﺢ«. وأﺿـــﺎﻓـــﺖ: »ﻫـﺪﻓـﻨـﺎ اﻟﻴﻮم ﻣﻼﺣﻘﺔ اﳌﻬﺎﺟﻤﲔ وإﻋﺎدة ﺑﺴﻂ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻲ اﻟﻄﻴﺮي«.
وأﻓــــــــــــﺎدت »اﻟـــــﻮﻛـــــﺎﻟـــــﺔ اﻟـــﻮﻃـــﻨـــﻴـــﺔ ﻟـــﻺﻋـــﻼم«، أﻣــــﺲ، ﺑــﺴــﻘــﻮط ٣ ﺟـﺮﺣـﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ ﻓــﻲ اﳌـﺨـﻴـﻢ ﺟـــﺮاء ﺗﺠﺪد اﻻﺷـﺘـﺒـﺎﻛـﺎت ﺑــﲔ اﻟــﻘــﻮة اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﳌــﺸــﺘــﺮﻛــﺔ وﺣـــﺮﻛـــﺔ »ﻓـــﺘـــﺢ« ﻣـــﻦ ﺟـﻬـﺔ، وﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺘــﻲ »ﺑـــــــﻼل ﺑـــــــﺪر« و»ﺑـــــﻼل اﻟﻌﺮﻗﻮب« اﳌﺘﺸﺪدﺗﲔ، ﻻﻓﺘﺔ إﻟـﻰ أﻧﻪ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎت، اﻟﺘﻲ ﻋﻨﻔﺖ ﻇﻬﺮ اﻻﺛﻨﲔ، اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﺮﺷﺎﺷﺔ واﻟـــﻘـــﺬاﺋـــﻒ اﻟــﺼــﺎروﺧــﻴــﺔ، ﻓــﻀــﻼ ﻋﻦ أﻋــﻤــﺎل اﻟـﻘـﻨـﺺ وإﻟــﻘــﺎء اﻟــﻘــﻨــﺎﺑــﻞ. ﻛﻤﺎ أﻓﻴﺪ ﺑﺎﻧﺪﻻع ﺣﺮاﺋﻖ ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﺤﺎل واﳌـﻨـﺎزل داﺧـﻞ اﳌﺨﻴﻢ، ﻓﻲ وﻗـﺖ ﺷﺪد ﻓـﻴـﻪ اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻲ ﻣــﻦ إﺟــﺮاءاﺗــﻪ اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺪاﺧﻠﻪ.
وﻟـﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻷﻣﻨﻲ ﻋﻠﻰ »ﻋﲔ اﻟﺤﻠﻮة« ﺑﻞ ﻃﺎل ﻣﺤﻴﻄﻪ أﻳﻀﴼ، إذ أﻗــﺪﻣــﺖ ﻗـــﻮى اﻷﻣـــﻦ اﻟــﺪاﺧــﻠــﻲ ﻋﻠﻰ إﻏﻼق ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺪوار اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺤﺴﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻴﺪا، ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺣﺪة اﻻﺷــﺘــﺒــﺎﻛــﺎت وﻃــﻠــﺒــﺖ ﻣـــﻦ اﳌــﻮاﻃــﻨــﲔ ﺗـﻮﺧـﻲ اﻟــﺤــﺬر أﺛــﻨــﺎء ﺗﻨﻘﻠﻬﻢ وﺳﻠﻮك اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ اﻟـﺒـﺤـﺮﻳـﺔ. وﻗـــﺎل ع. ح، وﻫـﻮ أﺣﺪ ﺳﻜﺎن اﳌﺨﻴﻢ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ ﻳﻮم أﻣﺲ، إن »ﻫـﺪوءﴽ ﺣﺬرﴽ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺎء ﺗﺘﺨﻠﻠﻪ ﺧﺮوﻗﺎت ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻟﻘﺮار وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر اﻟﺬي ﺗﻢ اﻹﻋﻼن ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﺗﻤﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ«. وأﺿﺎف: »اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻻ ﺗﺰال ﻣﻌﺪوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟــﺸــﻮارع واﻟـﺴـﻜـﺎن ﻏﻴﺮ ﻣﻄﻤﺌﻨﲔ أو ﻣﻘﺘﻨﻌﲔ ﺑﺜﺒﺎت ﻫﺬا اﻟﻘﺮار اﻟﺠﺪﻳﺪ«.