وﺻﻮل أول دﻓﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﳌﺴﺎل إﻟﻰ ﻟﻴﺘﻮاﻧﻴﺎ
ﲤﺜﻞ ﺑﺪاﻳﺔ ﻟﻠﺼﺮاع ﻣﻊ روﺳﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻮق اﻟﺒﻠﻄﻴﻖ
وﺻﻠﺖ إﻟــﻰ ﻟﻴﺘﻮاﻧﻴﺎ أﻣــﺲ أول دﻓﻌﺔ ﻣـﻦ اﻟﻐﺎز اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﳌﺴﺎل، وذﻟﻚ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺗﻌﻬﺪ ﻗﺪﻣﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ دوﻧــﺎﻟــﺪ ﺗـﺮﻣـﺐ ﻟــﺪول اﻟﺒﻠﻄﻴﻖ، ﺑﺘﺰوﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎز اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣـﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎز اﻟﺮوﺳﻲ، وﺳﻌﻴﺎ ﻣﻨﻪ، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ، ﻹدﺧﺎل ﻣﺼﺪري اﻟﻐﺎز اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ إﻟﻰ اﻟﺴﻮق اﻷوروﺑﻴﺔ.
وﻗـــــﺎل وزﻳـــــﺮ اﻟــﻄــﺎﻗــﺔ اﻟــﻠــﻴــﺘــﻮاﻧــﻲ ﺟـﻴـﻐـﻤـﺎﻧـﺘـﺎس ﻓﺎﻳﺘﺸﻴﻮﻧﺎس إن »اﻟﻐﺎز اﳌﺴﺎل ﺗﻢ ﺗﻮرﻳﺪه إﻟﻰ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﳌﺒﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺷﻴﻨﻴﻴﺮ«. ووﺻﻠﺖ أﻣﺲ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﻏــﺎز ﺗﺤﺖ ﻋﻠﻢ ﺟــﺰر ﻣــﺎرﺷــﺎل إﻟــﻰ ﻣﻴﻨﺎء ﻛﻼﻳﺒﺪا ﻓﻲ ﻟﻴﺘﻮاﻧﻴﺎ، ﺗﺤﻤﻞ ٠٤١ أﻟﻒ ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز اﳌﺴﺎل، وﻳﺘﻮﻗﻊ وﺻﻮل ﺳﻔﻴﻨﺔ أﺧﺮى إﻟﻰ اﳌﻴﻨﺎء ذاﺗﻪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( اﻟﻘﺎدم، وﻓﻖ ﻣﺎ أﻛﺪ اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﻠﻴﺘﻮاﻧﻲ.
وﻛﺎﻧﺖ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺗﻌﻬﺪت ﺑﺘﻮرﻳﺪ اﻟﻐﺎز اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ اﳌـﺴـﺎل إﻟــﻰ ٢١ دوﻟــﺔ أوروﺑــﻴــﺔ، ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻌﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ »اﻟﺒﺤﺎر اﻟـﺜـﻼث«، وﺗﻀﻢ اﻟــﺪول اﻷوروﺑـﻴـﺔ اﳌﻤﺘﺪة ﺑﲔ ﺑﺤﺎر اﻷدرﻳﺎﺗﻴﻜﻲ واﻟﺒﻠﻄﻴﻖ واﻷﺳــﻮد، وﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺟـﻤـﻬـﻮرﻳـﺎت اﻟﺒﻠﻄﻴﻖ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﴼ، ﻻﺗﻔﻴﺎ وﻟﻴﺘﻮاﻧﻴﺎ وإﺳﺘﻮﻧﻴﺎ.
وﺗـــﻬـــﺪف ﻫــــﺬه اﻟــﺨــﻄــﻮة اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ إﻟــــﻰ ﺗـﻨـﻮﻳـﻊ ﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺪول واﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎز اﻟﺮوﺳﻲ ﺑﺼﻮرة رﺋﻴﺴﻴﺔ. وﻳﺮى ﻣﺮاﻗﺒﻮن أن ﺗﺰوﻳﺪ اﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺎز اﳌﺴﺎل ﺳﻴﻮاﺟﻪ ﻋﻘﺒﺎت ﻓﻲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟــﻰ، وﺑـﺼـﻮرة ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻮﺿﻮع ﺳﻌﺮ اﳌﺘﺮ اﳌﻜﻌﺐ، إذ ﻳﺮى اﻟﺒﻌﺾ أن اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺳﻌﺮ ﻣﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻷوروﺑﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺷﺮﻛﺔ »ﻏﺎز ﺑـــــﺮوم« اﻟــﺮوﺳــﻴــﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻬﻠﻜﲔ اﻷوروﺑــــﻴــــﲔ. ﻋــﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺘﺤﻮل ﻧﺤﻮ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟـﻐـﺎز اﳌـﺴـﺎل ﻗـﺪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣـﻦ اﻟــﺪول اﻷوروﺑــﻴــﺔ ﺗﻬﻴﺌﺔ اﻟﺤﺠﻢ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻷﻣـﺮ، ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن ﻣﺤﻄﺎت اﻟﻐﺎز اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺼﻮرة رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﻟﺬي ﻳﺼﻠﻬﺎ ﻣﻦ روﺳﻴﺎ ﻋﺒﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺎت اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ.
وﻣــﻊ ﺗـﺪﻓـﻖ اﻟــﻐــﺎز اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ اﳌــﺴــﺎل إﻟــﻰ اﻟـﺴـﻮق اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ ﻳـﺘـﻮﻗـﻊ أن ﻳـﺤـﺘـﺪم اﻟـﺘـﻨـﺎﻓـﺲ ﺑــﲔ ﻗﻄﺎﻋﻲ اﻟـــﻄـــﺎﻗـــﺔ اﻟــــﺮوﺳــــﻲ واﻷﻣــــﻴــــﺮﻛــــﻲ. ذﻟــــﻚ أن اﻟــــﺼــــﺎدرات اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﺗـﻌـﺘـﺒـﺮ إﻟـــﻰ ﺣــﺪ ﻣــﺎ ﺟــﺪﻳــﺪة ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺴــﻮق اﻷوروﺑﻴﺔ، وﺳﺘﺤﺎول ﺑﺸﺘﻰ اﻟﺴﺒﻞ ﺷﻐﻞ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻮق، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﺷﺮﻛﺎت اﻟﻐﺎز اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻣﻊ أوروﺑــــﺎ ﻣـﻨـﺬ ﻋـﻘـﻮد ﺑـﻌـﻴـﺪة، وﺗﻤﻜﻨﺖ ﺧــﻼل اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﳌﺎﺿﻴﲔ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎت واﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻮق، وﺗﻌﺘﻤﺪ اﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎز اﻟﺮوﺳﻲ ﺑﻨﺴﺐ ﺗــﺘــﺮاوح ﻣــﺎ ﺑــﲔ ٠٢ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ وﺣـﺘـﻰ ٠٠١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ. وﺣﺴﺐ وﻛﺎﻟﺔ »رﻳﺎ ﻧﻮﻓﻮﺳﺘﻲ«، ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻻﺗﻔﻴﺎ وإﺳﺘﻮﻳﻨﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٠١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺎدرات اﻟــﻐــﺎز اﻟـــﺮوﺳـــﻲ، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﺗـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻟــﻴــﺘــﻮاﻧــﻴــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺎدرات ﺑﻨﺴﺒﺔ ٨٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، وﻳﺒﺪو أن اﳌﺼﺪرﻳﻦ ﻣـﻦ روﺳـﻴـﺎ واﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺳﻴﻀﻄﺮون ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺷﺮوط ﺗﻮرﻳﺪ اﻟﻐﺎز ﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺎت اﻟﺒﻠﻄﻴﻖ، وﺳﻴﺴﻌﻰ ﻛـﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻋــﺮوض أﻓـﻀـﻞ ﺑﻐﻴﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﳌﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺳﻮق ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺎت.
وﻋﺒﺮ وزﻳﺮ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻠﻴﺘﻮاﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت أﻣﺲ ﻋﻦ أﻣﻠﻪ ﺑﺄن ﺗﻘﺮر اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر اﻟﻐﺎز ﺗﺨﻔﻴﺾ ﺳﻌﺮ اﳌـﺘـﺮ اﳌﻜﻌﺐ ﻣــﻦ اﻟــﻐــﺎز ﻟﻠﻤﺴﺘﻬﻠﻜﲔ اﻟـﻠـﻴـﺘـﻮاﻧـﻴـﲔ، وأﺷـــﺎر إﻟــﻰ أن »ﺳـﻌـﺮ اﳌـﺘـﺮ اﳌـﻜـﻌـﺐ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺳﻴﻨﺨﻔﺾ ﻋﺎﺟﻼ أم آﺟﻼ ﻣﻊ زﻳﺎدة اﻟﺼﺎدرات«. وﻳﺼﻞ اﻟﻐﺎز اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﳌﺴﺎل إﻟﻰ ﻣﺤﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﻨﺎء ﻛﻼﻳﺒﺪا ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺮ اﻟﺒﻠﻄﻴﻖ، وﻣﻦ ﻫﻨﺎك ﻳﺘﻢ ﺗﻮزﻳﻌﻪ ﻋﺒﺮ ﺷﺒﻜﺎت اﻷﻧـﺎﺑـﻴـﺐ اﻟـﺨـﺎﺻـﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻨﻮي ﻟﻴﺘﻮاﻧﻴﺎ ﺿﺦ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻤﻴﺎت ﻓﻲ ﺧﺰان ﺧﺎص ﺗﺤﺖ اﻷرض.
وﺗﺠﺪر اﻹﺷــﺎرة إﻟـﻰ أن ﻣﺤﻄﺔ اﻟﻐﺎز اﳌﺴﺎل ﻓﻲ ﻣﻴﻨﺎء ﻛﻼﻳﺒﺪا ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺸﻜﻞ دوري ﻫــﺬا اﻟـﺨـﺎم ﻣﻦ اﻟﻨﺮوﻳﺞ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻋﻘﺪ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺔ »ﺳﺘﺎﺗﻮال«، وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ وﻣﻦ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺗﺮﻳﻨﻴﺪاد وﺗﻮﺑﺎﻏﻮ ﻓﻲ اﻟﻜﺎرﻳﺒﻲ.