Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻟﺴﻴﺠﺎر واﻟﺼﺤﻮن

-

اﻟﺘﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك أﺣﺪ ﻧﺠﻮم اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﳌﻌﺎﺻﺮة اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻟﺘﻮه ﻣﻦ زﻳـﺎرة إﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎن. وﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ أﻫﻢ اﻧﻄﺒﺎﻋﺎﺗﻪ: ﻓﻘﺎل، اﺛﻨﺎن؛ اﻷول، ﻫﻮ اﻻﻧﻄﺒﺎع اﻟﺸﺎﺋﻊ: ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﺘﺰﻟﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ واﻟﺘﺰﻟﺞ ﻋﻠﻰ ﺛﻠﻮج اﻟﺠﺒﻞ، وﻫـﺬه ﻣﻴﺰة ﻻ وﺟـﻮد ﻟﻬﺎ ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻜﻮﻛﺐ.

اﻟــــﺜـــ­ـﺎﻧــــﻲ، ﻫــــﻮ »اﻹرﻫــــــ­ـــــﺎب اﻻﺟــــﺘــ­ــﻤــــﺎﻋـ­ـــﻲ«. وﺷـــﻌـــﺮ­ت ﺑﺎﺿﻄﺮاب وأﻧﺎ أﺳﻤﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﻓﻤﻀﻰ ﻳﺸﺮح: »ﻟﺒﻴﺖ دﻋــﻮة ﺻـﺪﻳـﻖ ﻟـﻲ إﻟــﻰ اﻟـﻌـﺸـﺎء. ﻣـﺄدﺑـﺔ ﺳﺨﻴﺔ، وﺻﺤﻮن ﻃﺎﺋﺮة وراﺑﻀﺔ، وأﻟﻮان وأﻟﻮان، وذوق رﻓﻴﻊ. وﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ اﳌﺎﺋﺪة ﻗﺎم ﻧﺼﻔﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺪار ﻳﺪﺧﻦ اﻟﺴﻴﺠﺎر، واﻟﻨﺼﻒ اﻵﺧﺮ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺼﺤﻮن إﻟﻰ اﳌﻄﺒﺦ ﻟﺠﻠﻴﻬﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺴﻬﺮة، ﻛﺎن اﻟﺮﺟﺎل ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻳﺪﺧﻨﻮن اﻟﺴﻴﺠﺎر، واﻟﻨﺴﺎء ﻻ ﻳﺰﻟﻦ ﻳﺠﻠﲔ اﻟﺼﺤﻮن، أو ﻳﺸﺮﻓﻦ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ«.

وﺑﻜﻞ ﺳﺬاﺟﺔ ﺳﺄﻟﺘﻪ، أﻳـﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ اﻷﻣــﺮ؟ ﻗـﺎل ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، ﻳﺸﺎرك اﻟﺰوج اﻟﺰوﺟﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﺼﺤﻮن، وﻓﻲ ﻏﺴﻠﻬﺎ. وأول ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻪ ﻓﻲ اﻟـﺰواج أن اﳌﺴﺆوﻟﻴﺎت ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء! أﻋﺎد إﻟﻰ ذاﻛﺮﺗﻲ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻗﺒﻞ أرﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮد ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰوج زﻣﻴﻞ ﻋﺰﻳﺰ ﻣﻦ ﻓﺘﺎة أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. وﻳﻮم ﺟﺎء ﻣﻮﻋﺪ اﻟﻮﻻدة اﻷوﻟﻰ ﻃﻠﺒﺖ اﻟﺰوﺟﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﺒﻬﺎ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ أن ﻳﺤﻀﺮ اﻟﺰوج ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻮﺿﻊ.

وﺗﻌﺠﺐ اﻟﻄﺒﻴﺐ وﻗــﺎل إن ﻫــﺬا أﻣــﺮ ﻏﻴﺮ ﻣـﺄﻟـﻮف ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن. وردت اﻟﺴﻴﺪة أن ﻫﺬا أﻣﺮ إﻟﺰاﻣﻲ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ، ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﻌﺮف اﻷب ﻣﺎذا ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻷم، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻌﻨﻰ اﻷﺑـﻮة؟ وﺑﻌﺪ ﺟﺪال رﺿﺨﺖ إدارة اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻟﻄﻠﺐ اﻷم. أﻣﺎ ردة ﻓﻌﻞ »أﻫﻞ اﻟﺒﻠﺪ« ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺰوج »ﺷﻮ ﻣﺶ رﺟﺎل«.

ﻣﺎ زﻟﺖ، ﻟﻸﺳﻒ، رﺟﻼ ﺷﺮﻗﻴﴼ. ﺻﺤﻴﺢ أﻧﻨﻲ ﻻ أدﺧﻦ اﻟﺴﻴﺠﺎر اﻟﻐﻠﻴﻆ وأﻧﻔﺜﻪ ﻓـﻲ وﺟــﻮه اﻵﺧــﺮﻳــﻦ، وﻻ أدﺧـﻦ اﻟﺴﻴﺠﺎرة وأﻧـﻔـﺚ ﺳﻤﻮﻣﻬﺎ ﻓـﻲ ﺻــﺪور اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ، وﻻ أﻃﻴﻖ اﻟﻨﺎرﺟﻴﻠﺔ وﻣﻈﻬﺮ اﻟﺨﻤﻮل واﻟﻜﺴﻞ واﻟﺘﺨﻠﻒ اﻟﺬي ﺗﻨﺸﺮه ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﺷﺎرك ﻓﻲ ﻏﺴﻞ ﺻﺤﻦ، أو إزاﺣﺔ ﻛﺮﺳﻲ، أو اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺗﻮرة ﻋﺎﺋﺪة إﻟﻰ ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟﺒﻴﺖ.

وﻫـــــﺬا ﺻــﺤــﺎﻓــ­ﻲ ﺷــﻬــﺪ أﺧــﻄــﺮ أﺣــــــﺪا­ث اﻟـــﻌـــﺎ­ﻟـــﻢ، وﻫــﺰ ﺑﻜﺘﺎﺑﺎﺗﻪ اﻟــﻮﻻﻳــﺎ­ت اﳌـﺘـﺤـﺪة، ﻳﻌﺠﺐ ﻣﻤﺎ ﺳﻤﺎه إرﻫﺎﺑﻨﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. اﻟﺮﺟﺎل ﻳﺪﺧﻨﻮن اﻟﺴﻴﺠﺎر واﻟﻨﺴﺎء ﻳﻐﺴﻠﻦ اﻟﺼﺤﻮن. وﺑﻜﻞ ﺳﺬاﺟﺔ أﻳﻀﴼ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻣﺘﻌﺠﺒﴼ: أﻟـﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪى ﻣﻀﻴﻔﻚ ﺧﺎدﻣﺔ آﺳﻴﻮﻳﺔ؟ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻨﺰل ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﻬﻦ؟ ﻗﺎل: »ﻛﻨﺖ أﺗﻮﻗﻊ اﻟﺴﺆال ﻣﻦ أﺟﻞ أن أﻣﺘﺤﻦ ﻣﺪى ﺷﺮﻗﻴﺘﻚ. ﻟﻘﺪ ﻓﺰت«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia