اﻷﻟﻐﺎم ﺳﻼح »داﻋﺶ« اﻟﻔﺘﺎك
ﻟﻄﺎﳌﺎ ﺷﻜﻠﺖ اﻷﻟﻐﺎم ﻓﻲ اﳌﻌﺎرك اﻟﺘﻲ ﻳﺨﻮﺿﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ ﺳﻮاء ﻓــﻲ اﻟـــﻌـــﺮاق أو ﻓــﻲ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ، ﺳـﻼﺣـﺎ ﻓﺘﺎﻛﺎ اﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ، وﻋﻤﺪ إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮه ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻤﻮﻳﻪ، ﻣﺎ ﺳﺎﻫﻢ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ إﻃــﺎﻟــﺔ أﻣــﺪ اﳌــﻌــﺎرك اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺸـﻦ ﻋﻠﻴﻪ وﻣﻀﺎﻋﻔﺔ أﻋــﺪاد اﻟﻘﺘﻠﻰ إن ﻛـﺎن ﻣﻦ اﻟـــﻘـــﻮات اﳌـﺴـﻠـﺤـﺔ ﺧـــﻼل اﳌــﻮاﺟــﻬــﺎت أو ﻣــﻦ اﳌــﺪﻧــﻴــﲔ ﺑــﻌــﺪ إﻧــﺠــﺎز ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ.
وﻟـــــﻴـــــﺲ ﺗـــﺨـــﺼـــﻴـــﺺ اﻟـــﺠـــﻴـــﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﺧﻼل ﻣﻌﺮﻛﺘﻪ ﺑﻮﺟﻪ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﺘﻄﺮف ﻓﻲ اﻟﺠﺮود اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﺤﺪودﻳﺔ ﻟﺘﻤﺸﻴﻂ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌـــﺤـــﺮرة وإزاﻟــــــﺔ اﻷﻟـــﻐـــﺎم واﻷﻓـــﺨـــﺎخ واﻟﻨﺴﻔﻴﺎت ﻣﻦ ﻣﺤﺎور اﻟﺘﻘﺪم، ﻛﻤﺎ ﻣﻘﺘﻞ ٤ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮه وﺟــﺮح آﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻧﻔﺠﺎر أﻟﻐﺎم، إﻻ ﻣﺆﺷﺮا ﻟﻠﺘﺤﺪي اﻟـــﻜـــﺒـــﻴـــﺮ اﻟـــــــــﺬي ﻳـــــﻮاﺟـــــﻪ اﳌـــﺆﺳـــﺴـــﺔ اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ ﺧـــﺼـــﻮﺻـــﺎ ﻣــــﻊ دﺧــــﻮل اﳌــﻌــﺮﻛــﺔ اﳌــﺮﺣــﻠــﺔ اﻟـﺜـﺎﻟـﺜـﺔ واﻷﺻــﻌــﺐ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻻﻋﺘﻤﺎد أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮات اﻟﺒﺮﻳﺔ واﳌﻮاﺟﻬﺎت اﳌﺒﺎﺷﺮة.
وﺗـﺸـﻴـﺮ ﻣــﺼــﺎدر أﻣـﻨـﻴـﺔ ﻣﻄﻠﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﳌﻌﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺟﺮود رأس ﺑﻌﻠﺒﻚ واﻟﻘﺎع، إﻟﻰ أن وﺣﺪات اﻟﺠﻴﺶ ﺗﺮﻛﺰ ﻗﺴﻤﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ﺟﻬﻮدﻫﺎ ﻋﻠﻰ »ﺗــﻨــﻈــﻴــﻒ اﳌـــﺴـــﺎﻟـــﻚ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـﺴـﻠـﻜـﻬـﺎ اﻵﻟﻴﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻐﺎور واﻟﺪﻫﺎﻟﻴﺰ واﻟﻜﻬﻮف«، ﻻﻓﺘﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« إﻟﻰ »أﻧﻨﺎ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺗﻨﻈﻴﻢ إرﻫﺎﺑﻲ ﻻ ﻳﻀﻊ اﻷرﺟــﺢ ﺧـﺮاﺋـﻂ ﳌـﻮاﻗـﻊ زرع اﻷﻟﻐﺎم، ﺑﺨﻼف اﻟﺠﻴﻮش اﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﻢ ﻋﺎدة ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﺮب ﻫﺬه اﻟﺨﺮاﺋﻂ ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻟﻌﺪو ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﻫـﺬه اﻷﻟـﻐـﺎم«. وﺗﻮﺿﺢ اﳌـــــــﺼـــــــﺎدر أن »اﻟــــﺘــــﻨــــﻈــــﻴــــﻢ وﺧــــــﻼل اﺣﺘﻼﻟﻪ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﺮدﻳﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟــــ٣ ﺳــﻨــﻮات ﻛـــﺎن ﻟــﺪﻳــﻪ ﻣــﺎ ﻳـﻜـﻔـﻲ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺰرع اﻷﻟﻐﺎم وﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﺗﺤﺴﺒﺎ ﻷي ﻫـﺠـﻮم ﻣــﻦ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ«، وأﺿﺎﻓﺖ: »ﻛﻤﺎ أن اﳌﺴﺎﺣﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺠــﺮي ﻓـﻴـﻬـﺎ اﳌــﻌــﺮﻛــﺔ ﺗﺼﻌﺐ اﻷﻣﻮر أﻛﺜﺮ وﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺟﻬﺪا إﺿﺎﻓﻴﺎ ﻹﺗﻤﺎم ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻔﻜﻴﻚ اﻷﻟﻐﺎم«.
وﻳـــﻮاﺻـــﻞ »داﻋـــــــﺶ« اﻻﻋــﺘــﻤــﺎد ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻟﻐﺎم وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻔﺨﻴﺦ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺘﻪ ﺑﻮﺟﻪ »ﻗـﻮات ﺳـــﻮرﻳـــﺎ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻴــﺔ« ﻓـــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ اﻟــﺮﻗــﺔ ﻣﻌﻘﻠﻪ ﻓــﻲ اﻟـﺸـﻤـﺎل اﻟــﺴــﻮري، وﻫـــﻮ ﻛـــﺎن ﻗــﺪ ﻓــﺨــﺦ وﺑــﺸــﻜــﻞ واﺳــﻊ أﺣﻴﺎء ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﳌﻮﺻﻞ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻛــﻤــﺎ ﻓـــﻲ ﻛــﻮﺑــﺎﻧــﻲ وﻣــﻨــﺒــﺞ واﻟـــﺒـــﺎب وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﳌﺪن اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺤﺘﻠﻬﺎ.
وﻳﺸﻴﺮ اﻟﻨﺎﺷﻂ ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺔ »اﻟﺮﻗﺔ ﺗـــﺬﺑـــﺢ ﺑــﺼــﻤــﺖ« واﳌــﺘــﺨــﺼــﺺ ﻓـﻲ ﺷﺆون اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﺘﻄﺮف أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮﻗﺎوي، إﻟﻰ أن »داﻋﺶ« ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻫﺬا اﻟﺘﻜﺘﻴﻚ ﻟﻴﺤﺪ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ اﻟـﻌـﻨـﺎﺻـﺮ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳـﻬـﺎﺟـﻤـﻮﻧـﻪ، ﻻﻓﺘﺎ إﻟـﻰ »إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ أن ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺨﻴﺦ أي ﺷــــﻲء ﺣــﺘــﻰ ﻟــﻌــﺐ اﻷﻃــــﻔــــﺎل، ﻣـﺎ ﻳﻀﻄﺮ اﳌﻬﺎﺟﻢ إﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪام ﻋﺮﺑﺎت ﻣﺼﻔﺤﺔ أو ﺳﻴﺎرات ﻣﺪرﻋﺔ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻋــــﻨــــﺎﺻــــﺮ اﻟـــﺘـــﻨـــﻈـــﻴـــﻢ ﺑــــﺎﻟــــﺼــــﻮارﻳــــﺦ اﻟـــﺤـــﺮارﻳـــﺔ«. وﻳــﻮﺿــﺢ اﻟـــﺮﻗـــﺎوي ﻓﻲ ﺗــﺼــﺮﻳــﺢ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳـــــــــﻂ«، أن »زرع اﻟــﺮﻋــﺐ وإرﻫـــــﺎب اﻟــﻌــﺪو ﻫـﺪف أﺳــﺎﺳــﻲ ﻟــﻪ ﻣــﻦ اﺳــﺘــﺨــﺪام اﻷﻟــﻐــﺎم، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ أﺣﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻗﻮﺗﻪ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ اﻓﺘﻘﺎره إﻟﻰ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺒﺸﺮي ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ اﳌﻌﺎرك اﻟﺘﻲ ﻳﺨﻮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ«.
وﻳﺘﺤﺪث أﺣﺪ اﻟﺨﺒﺮاء ﺑﺘﻔﻜﻴﻚ أﻟـــﻐـــﺎم »داﻋـــــــﺶ« ﻓـــﻲ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ، وﻫــﻮ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟــﻰ ﻓـﺼـﺎﺋـﻞ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ، ﻋﻦ أﻧـــــــﻮاع ﻣـــﺘـــﻌـــﺪدة ﻣــــﻦ اﻷﻟــــﻐــــﺎم اﻟــﺘــﻲ ﻳﺰرﻋﻬﺎ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ: »ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺘﺤﺴﺲ وﻳﻨﻔﺠﺮ إذا ﻣﺮ اﻹﻧﺴﺎن أو اﻟﺤﻴﻮان ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﻤﻞ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــــﺒــــﺪأ اﳌــــﺴــــﻄــــﺮة، ﻓـــــــﺈذا وﻃـــﺊ اﻹﻧـﺴـﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﳌﺴﻄﺮة ﺗﻨﻔﺠﺮ. أﻣﺎ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻴﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺒﻞ، وﻟـــﻪ ﻋـﻘـﺪ ﺗـﺸـﺒـﻪ اﻟـــﺜـــﻮم، ﻳــﻜــﻮن ﻃـﻮل اﻟـﺤـﺒـﻞ ﻣــﻦ ﻣـﺘـﺮﻳـﻦ إﻟـــﻰ ﺛــﻼﺛــﺔ، وإذا ﳌﺲ اﻹﻧﺴﺎن ذﻟﻚ اﻟﺤﺒﻞ ﻳﻨﻔﺠﺮ اﻟﻠﻐﻢ ﻓﻮرﴽ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﻟﻐﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻜﻬﺮﺿﻮﺋﻴﺔ اﻟﺤﺮﻛﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ«.
وﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺒﺎب ﻓﻲ رﻳﻒ ﺣﻠﺐ اﻟــﺸــﺮﻗــﻲ وزع »داﻋـــــﺶ« اﻷﻟــﻐــﺎم ﻓﻲ ﻣــﻨــﺎزل اﳌـﺪﻧـﻴـﲔ واﻟــﻄــﺮﻗــﺎت واﳌـﺤـﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﳌـــﺪارس واﳌﻌﺎﻣﻞ. وأﻛﺪ اﳌﺪﻧﻴﻮن اﻟﺬﻳﻦ دﺧﻠﻮا ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ أن اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ »ﺗﻔﻨﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل زرع أﻟﻐﺎم ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻷﺷﻜﺎل وﻣـﻤـﻮﻫـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺷـﺎﻛـﻠـﺔ ﺣـﺠـﺮ وأﺛــﺎث ﻣـــﻨـــﺰل«. وﻗـــﺪ وﺟـــﺪ ﻋــﻨــﺎﺻــﺮ اﻟــﺪﻓــﺎع اﳌـــﺪﻧـــﻲ ﺑـﺤـﻴـﻨـﻬـﺎ »ورﺷــــــﺔ ﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﺔ ﻗــــﻮاﻟــــﺐ ﻟـــﻸﻟـــﻐـــﺎم، ﺣــﻴــﺚ ﻛـــــﺎن ﻳــﻘــﻮم اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ أﺟﺴﺎم ﻣﻦ اﻟﺠﺺ ﻟﺘﻤﻮﻳﻪ أﻟﻐﺎﻣﻪ«.