اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺮوﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻃﻮم ﺟﺜﺔ داﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﻪ
ﲢﺴﻦ ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ ـ اﻷﻣﲑﻛﻴﺔ
ﻋـــﺜـــﺮ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺴــﻔــﻴــﺮ اﻟـــﺮوﺳـــﻲ ﻟــﺪى اﻟــــــﺴــــــﻮدان ﻣـــﻴـــﺮﻏـــﺎﻳـــﺎس ﺷــﻴــﺮﻳــﻨــﺴــﻜــﻲ ﺟـﺜـﺔ داﺧــﻞ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓـﻲ اﻟـﺨـﺮﻃـﻮم، أﻣﺲ )اﻷرﺑــﻌــﺎء(، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ أﻓــﺎدت ﺑﻪ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ.
وﻗﺎﻟﺖ اﻟﻮزارة إن »اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺮوﺳﻲ ﺗﻮﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺴﺎء ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻃﻮم« ﻣﻦ دون ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺳﺒﺐ اﻟﻮﻓﺎة.
ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ آﺧﺮ، ﻳﺒﺪو أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺗﺤﺎول اﻟﺘﻮدد إﻟﻰ ﺣﻠﻴﻒ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ.
وﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ أﻏﺴﻄﺲ/آب ﻟﻌﺎم ٧١٠٢ اﻟﺠﺎري ﻗﺎم اﻟﻜﺴﻨﺪر ﻻﺳﻜﺎرﻳﺲ – اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻟﺪى اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﻣـﻘـﺮﻫـﺎ ﻓـﻲ أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ – ﺑــﺰﻳــﺎرة اﻟـﺴـﻮدان ﻟــﻌــﻘــﺪ ﺳــﻠــﺴــﻠــﺔ ﻣــــﻦ اﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﺎت ﻣـﻊ اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ واﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﲔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.
وﺗﺄﺗﻲ اﻟﺰﻳﺎرة وﺳﻂ ﺗﺤﺮﻛﺎت ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻛﺜﺮ دﻓﺌﺎ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ. وﻓﻲ ﻣﺎرس/آذار ﻟﻌﺎم ٦١٠٢، أﻋﺎدت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟــــﺴــــﻮداﻧــــﻴــــﺔ اﻓــــﺘــــﺘــــﺎح ﻣـــﻜـــﺘـــﺐ اﳌــﻠــﺤــﻖ اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮي ﻓــﻲ ﺳـﻔـﺎرﺗـﻬـﺎ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﻌﺪ إﻏﻼﻗﻪ ﻟﻔﺘﺮة اﺳﺘﻤﺮت ﻗﺮاﺑﺔ ٨٢ ﻋــﺎﻣــﺎ. وﻓــﻲ ﻏــﻀــﻮن اﻷﺛــﻨــﺎء ذاﺗــﻬــﺎ، ﻋــﻴــﻨــﺖ واﺷـــﻨـــﻄـــﻦ ﻣــﻠــﺤــﻘــﻬــﺎ اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮي ﺑﺴﻔﺎرﺗﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟـﺨـﺮﻃـﻮم. وﻓــﻲ أﺑﺮﻳﻞ/ ﻧﻴﺴﺎن ﻟﻌﺎم ٧١٠٢ اﻟﺠﺎري، اﻟﺘﻘﻲ وﻓﺪ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﲔ ﻣــﻊ اﻟــﻘــﻴــﺎدة اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﺘﻮﺗﻐﺎرت اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ.
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر واﺷﻨﻄﻦ واﻟﺨﺮﻃﻮم ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻔﺎء اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﲔ. ﻓﻠﺪى اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ ﺳﺠﻞ ﻏﻴﺮ ﺟﻴﺪ ﻟﺪى اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، ﻣﻨﻬﺎ إﻳﻮاء ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ دوﻟﻴﺎ ﻣﺜﻞ زﻋــﻴــﻢ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة اﻷﺳــﺒــﻖ أﺳـﺎﻣـﺔ ﺑــﻦ ﻻدن واﻹرﻫـــﺎﺑـــﻲ اﻟــﺪوﻟــﻲ ﻛــﺎرﻟــﻮس اﳌﻌﺮوف إﻋﻼﻣﻴﺎ ﺑﺎﻟﺜﻌﻠﺐ. وﺧﻄﻂ ﺑﻦ ﻻدن، ﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻣﺒﻨﻰ اﻟــﺘــﺠــﺎرة اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻓــﻲ ﻧــﻴــﻮﻳــﻮرك ﻋـــﺎم ٣٩٩١. وﻓـــﻲ أﻋـﻘـﺎب ذﻟﻚ، وﺻﻔﺖ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﺴﻮدان ﻛﺪوﻟﺔ راﻋﻴﺔ ﻟﻺرﻫﺎب. وﻓﻲ ﻋﺎم ٨٩٩١، أﺻﺪر اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻷﺳﺒﻖ ﺑﻴﻞ ﻛﻠﻴﻨﺘﻮن أواﻣــﺮه ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﺿﺮﺑﺎت ﺻــﺎروﺧــﻴــﺔ ﺿــﺪ أﺣــﺪ ﻣـﺼـﺎﻧـﻊ اﻷدوﻳـــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺴــﻮدان ذﻟــﻚ اﻟـــﺬي زﻋــﻤــﺖ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ وﻗﺘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎج ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻏﺎز اﻷﻋﺼﺎب، وﺗﺒﲔ ﻻﺣﻘﺎ ﻋﺪم ﺻﺤﺔ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت.
وﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺗــﻠــﻚ اﻟــﻀــﺮﺑــﺔ اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﺪل وﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ. وﻓﻲ ﻋﺎم ٩٩٩١، ذﻛﺮت ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗــﺎﻳــﻤــﺰ أن وزﻳـــــﺮة اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ ﻣﺎدﻟﲔ أوﻟﺒﺮاﻳﺖ وﻧﺎﺋﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻮزارة ﺷﺠﻌﺎ ﻣﺤﻠﻠﻲ وزارة اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻳﻔﻴﺪ ﺑﺄن اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺴـــﻮدان ﻏــﻴــﺮ ﻣــﺒــﺮرة ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ.
وﺧـــــــﻼل زﻳــــــــﺎرة ﻻﺳــــﻜــــﺎرﻳــــﺲ إﻟـــﻰ اﻟــــﺨــــﺮﻃـــﻮم، ﻧـــﺎﻗـــﺶ ﺑــﺮﻓــﻘــﺔ اﳌــﺴــﺌــﻮﻟــﲔ اﻟــﺴــﻮداﻧــﻴــﲔ ﻗــﻀــﺎﻳــﺎ اﻹرﻫــــــــﺎب. وﻛـــﺎن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎزﺣﲔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﲔ – وﻻ ﺳـﻴـﻤـﺎ ﻣـــﻦ إﻗــﻠــﻴــﻢ دارﻓــــــﻮر – ﻗـــﺪ دﻓــﻌــﻮا اﻷﻣــﻮال اﻟﻄﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﻤﻬﺮﺑﲔ ﺑﻐﻴﺔ اﻟﻔﺮار إﻟــﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣـﻦ اﻟﻌﻨﻒ ﻏﻴﺮ اﳌﺘﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﺑــﻼدﻫــﻢ، ﻋﻠﻰ أﻣــﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻟـﻠـﻮﺻـﻮل إﻟﻰ اﻟــﺒــﻠــﺪان اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ، أو إﻟــﻰ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ، أو إﻟﻰ ﻣﺼﺮ.
وﻛﺎن اﻟﺴﻮدان إﺣﺪى اﻟﺪول اﻟﺴﺘﺔ اﳌــﺪرﺟــﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺣﻈﺮ اﻟﺴﻔﺮ اﻟـﺬي أﻋـﻠـﻨـﺘـﻪ إدارة اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ دوﻧــﺎﻟــﺪ ﺗـﺮﻣـﺐ، واﻟـﺘـﻲ ﺗﺤﻈﺮ اﻵن دﺧــﻮل اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻣﻦ دارﻓـــﻮر وﻣــﻦ ﺟـﻮﺑـﺎ. وﺑـﺮﻏـﻢ ذﻟــﻚ، ﻳﺒﺪو أن اﳌﺴﺌﻮﻟﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ واﻟﺴﻮداﻧﻴﲔ ﺣﺮﻳﺼﻮن ﻋﻠﻰ اﳌﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟـــﻌـــﻼﻗـــﺎت اﻟــﺜــﻨــﺎﺋــﻴــﺔ. وﺻـــــﺮح اﻟــﻔــﺮﻳــﻖ ﻋــﻤــﺎد اﻟـــﺪﻳـــﻦ ﻣـﺼـﻄـﻔـﻰ ﻋـــــﺪوي رﺋـﻴـﺲ أرﻛــﺎن اﻟﺠﻴﺶ اﻟـﺴـﻮداﻧـﻲ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴﲔ اﻟﺼﻴﻨﻴﲔ ﺑــﺄن اﳌـﺴـﺌـﻮﻟـﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻗـﺪ وﺟـﻬـﻮا اﻟــﺪﻋــﻮة ﻟـﻠـﻘـﻮات اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎورات اﻟﻨﺠﻢ اﻟﺴﺎﻃﻊ ﻓــﻲ ﻣـﺼـﺮ. وﻓــﻲ اﻷﺛــﻨــﺎء ذاﺗــﻬــﺎ، ﺗﺴﺎءل ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ داﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﺎ إذا ﻛــﺎن اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣــﻊ ﻧـﻈـﺎم ﻳﻨﻔﺬ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺤﻖ أﺑﻨﺎء ﺷﻌﺒﻪ ﻫﻮ اﻟﺸﻲء اﻟﺴﻠﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ.