»أﺳﺒﻮع اﻟﺴﻔﺮاء« ﻳﻨﻄﻠﻖ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣﺎﻛﺮون
اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻳﺤﺪد اﻟﺜﻼﺛﺎء ﺗﻮﺟﻬﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﰲ ﻋﻬﺪه
ﻳﻨﻄﻠﻖ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ »أﺳﺒﻮع اﻟﺴﻔﺮاء«، وﻫــﻮ اﳌــﻮﻋــﺪ اﻟـﺪﺑـﻠـﻮﻣـﺎﺳـﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﺴﻨﻮي اﻟﺬي ﻳﺠﻤﻊ ﻧﺤﻮ ٠٠٢ ﺳﻔﻴﺮ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻳــﻮﻓــﺮ ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ووزﻳـــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟــﻔــﺮﺻــﺔ ﻟــﺘــﻘــﻮﻳــﻢ ﺳــﻴــﺎﺳــﺔ اﻟـــﺒـــﻼد اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ، وﺗﺤﺪﻳﺪ أوﻟﻮﻳﺎت اﻷﺷﻬﺮ اﻟـ٢١ اﻟﻘﺎدﻣﺔ.
وﺑﻤﺎ أﻧـﻪ اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻷول اﻟــﺬي ﻳﻨﻌﻘﺪ ﺗﺤﺖ رﺋﺎﺳﺔ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون، ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺸﻜﻞ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻪ ﻟﻴﻌﺮض ﻏﺪا )اﻟﺜﻼﺛﺎء( ﺗﻮﺟﻬﺎت ﻋﻬﺪه اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وأوﻟﻮﻳﺎﺗﻪ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ. وﻳﺤﻞ ﻫﺬا اﳌﻮﻋﺪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺣﲔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻣﺎﻛﺮون ﺗﺘﺪاﻋﻰ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻘﻠﻘﺔ. وﻳﺒﲔ آﺧﺮ اﺳﺘﻄﻼع ﻟﻠﺮأي أﺟﺮﺗﻪ ﻣﺆﺳﺴﺔ »إﻳﻔﻮب« وﻧﺸﺮت ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ أﻣﺲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺟـﻮرﻧـﺎل دو دﻳﻤﺎﻧﺶ« اﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ، أن ٧٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ »ﻏﻴﺮ راﺿﲔ« ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟـﺸـﺎب اﻟــﺬي وﺻــﻞ إﻟﻰ ﻗﺼﺮ اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ ﻗﺒﻞ أﻗﻞ ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ. وﺗﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ ﺗﺮاﺟﻌﺎ ﺑـ٤١ ﻧﻘﻄﺔ ﻋﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺸﻬﺮ اﳌـﺎﺿـﻲ. ﻓـﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻓـﺈن ﻋـﺪد اﳌﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﺴﻴﺎﺳﺘﻪ ﺗﺮاﺟﻊ إﻟﻰ ٠٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ٤٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ.
وﻳـــﺘـــﻮﻗـــﻊ اﳌــــﺮاﻗــــﺒــــﻮن، أن ﺗــﺴــﺘــﻤــﺮ ﺷـﻌـﺒـﻴـﺔ ﻣﺎﻛﺮون ﺑﺎﻟﺘﺪﻫﻮر ﻓﻲ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ واﻷﺷﻬﺮ اﻟﻘﻤﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺻﺪور ﻣﺮاﺳﻢ إﺻﻼح ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺗﺮﺿﻲ اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت. وﻓﻲ أي ﺣﺎل، ﻓﺈن زﻋﻴﻢ اﻟﻴﺴﺎر اﳌﺘﺸﺪد واﳌﺮﺷﺢ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺟﺎن ﻟﻮك ﻣﻴﻠﻮﻧﺸﻮن دﻋﺎ أﻣﺲ ﻓﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮي ﻓـﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﺳﻴﻠﻴﺎ اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ إﻟــﻰ »ﻣﺴﻴﺮة« ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑـﺎرﻳـﺲ، ﻳـﻮم ٣٢ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳـــﻠـــﻮل( اﳌــﻘــﺒــﻞ؛ ﺗـﻌـﺒـﻴـﺮا ﻋــﻦ رﻓـــﺾ »اﻻﻧــﻘــﻼب اﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﻲ« اﻟـــــﺬي ﺗــﻤــﺜــﻠــﻪ ﺳــﻴــﺎﺳــﺔ ﻣـــﺎﻛـــﺮون اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺒﻌﺾ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﻴﻞ إﻟــﻰ اﳌﻴﺴﻮرﻳﻦ وأﺻــﺤــﺎب اﻟـﺜـﺮوات وﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻄﺒﻘﺘﲔ اﻟﻮﺳﻄﻰ واﻟﺪﻧﻴﺎ.
ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﻟــﺼــﺪد، ﻓـــﺈن »أﺳــﺒــﻮع اﻟــﺴــﻔــﺮاء« ﻳﺴﺪي ﺧﺪﻣﺔ ﻻ ﺗﻀﺎﻫﻰ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﺬي ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺧﻄﻮاﺗﻪ اﻷوﻟــﻰ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺮح اﻟﺪوﻟﻲ أﻛـــﺎن ذﻟـــﻚ ﻋـﺒـﺮ ﻗـﻤـﺘـﲔ ﻣــﻊ اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﲔ اﻟــﺮوﺳــﻲ واﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، أو ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺮﺣﲔ اﻷوروﺑﻲ واﻟﺸﺮق أوﺳﻄﻲ. ﻓﻔﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ، اﻋﺘﺒﺮ وﺻﻮل ﻣﺎﻛﺮون إﻟﻰ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﺎﻣﻼ »إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ« ﻟﺠﻬﺔ ﻛﺴﺮ دﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﺻـﻌـﻮد اﻟﻴﻤﲔ اﳌﺘﻄﺮف واﻟـﺘـﻐـﻄـﻴـﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺧــــﺮوج ﺑـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺎ ﻣــﻨــﻪ. وﻣــﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ آﺧـــﺮ، ﻳﻌﺪ ﻣــﺎﻛــﺮون أوروﺑــﻴــﺎ »ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ« ﺑﺎﳌﺸﺮوع اﻷوروﺑـــﻲ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﻳﺪ إدﺧــﺎل ﺑﻌﺾ اﻹﺻـــﻼﺣـــﺎت إﻟـــﻰ آﻟــﻴــﺎت ﻋـﻤـﻠـﻪ. ﺑـﻴـﺪ أن اﻟــﻨــﺰاع اﻟــﻌــﻠــﻨــﻲ ﻣـــﻊ ﺑــﻮﻟــﻨــﺪا، اﻟــــﺬي ﺛـــﺎر أﺛـــﻨـــﺎء زﻳــﺎرﺗــﻪ اﻷﺧﻴﺮة ﻷرﺑﻌﺔ ﺑﻠﺪان ﻣﻦ ﺷﺮق أوروﺑــﺎ، ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻻ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺮﺿﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ اﻧﺘﻘﺪوا اﺗﻬﺎﻣﺎﺗﻪ اﻟﺤﺎدة ﻟﻠﻘﺎدة اﻟﺒﻮﻟﻨﺪﻳﲔ وﻟﺮﺋﻴﺴﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. وﻛﺎن رد اﻷﺧﻴﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻛﺮون ﺣﺎدا؛ إذ رأت أﻧﻪ »ﻳﻔﺘﻘﺪ ﻟﻠﺨﺒﺮة«، ﺑﻞ وﺻﻔﺖ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻨﻢ ﻋﻦ »ﺗﻌﺠﺮف«.
وﻳــﻨــﻄــﻠــﻖ أﺳـــﺒـــﻮع اﻟـــﺴـــﻔـــﺮاء ﺗــﺤــﺖ ﻋــﻨــﻮان »ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻋﻤﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺘﻘﻠﺐ«. وﺑﺤﺴﺐ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺮﺳﻤﻲ اﻟﺬي وزﻋﺘﻪ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﳌــﺸــﺮﻓــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺗــﻨــﻈــﻴــﻤــﻪ، ﻓـــﺈﻧـــﻪ ﺳــﻴــﺘــﻨــﺎول إﻟــﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺧﻄﺎب ﻣﺎﻛﺮون ﻗﺒﻞ ﻇﻬﺮ اﻟﺜﻼﺛﺎء، ﺛﻼث ﻣـﺪاﺧـﻼت ﻟﻠﻮزﻳﺮ ﺟـﺎن إﻳـﻒ ﻟـﻮدرﻳـﺎن وﻣﺪاﺧﻠﺔ ﻟﻨﻈﻴﺮه اﻷﳌﺎﻧﻲ ﺳﻴﻐﻤﺎر ﻏﺎﺑﺮﻳﻴﻞ، وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣـﻦ ورش اﻟﻌﻤﻞ اﳌــﻮزﻋــﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑـﻌـﺔ أﻳـــﺎم؛ ﻫﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﳌﺘﻌﺪد واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼم، وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــﻲ ﺑـﻌـﺪ »ﺑـﺮﻳـﻜـﺴـﺖ«، واﻟـﺤـﺮب اﻹﻟـــﻜـــﺘـــﺮوﻧـــﻴـــﺔ، وﺗــــﺠــــﺎرب ﺳـــﻔـــﺮاء ﻓـــﻲ ﻋــــﺪد ﻣـﻦ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ.
ﺑﻴﺪ أن اﻟﺴﻔﺮاء ﺳﻴﻌﻘﺪون اﺟﺘﻤﺎﻋﺎت ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻣﻊ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻓﻲ اﻹدارة اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺑﺤﻀﻮر ﺧﺒﺮاء أﺣــﻴــﺎﻧــﺎ، ﺗـﺘـﻤـﺤـﻮر إﻣـــﺎ ﺣـــﻮل ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ »ﻣﺜﻼ أزﻣﺎت اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ، ﺑﻠﺪان اﻟﺴﺎﺣﻞ...«، أو ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﻋﺎﺑﺮة ﻟﻠﺤﺪود »اﻹرﻫــﺎب، اﻷﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ، اﻟﻔﻀﺎء...«.
وﺳــﻴــﻨــﺼــﺐ اﻧـــﺘـــﺒـــﺎه اﻟـــﺴـــﻔـــﺮاء واﳌـــﺮاﻗـــﺒـــﲔ ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺎ ﺳـﻴـﺄﺗـﻲ ﻓــﻲ ﺧـﻄـﺎب اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﻣــﺎﻛــﺮون، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﺸﺄن »اﻟﺒﺆر اﳌﻠﺘﻬﺒﺔ« أﻛﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺳـﻮرﻳـﺎ واﻟــﻌــﺮاق أو ﻓـﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ وﺑـﻠـﺪان اﻟﺴﺎﺣﻞ وأﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، أو ﺣﻮل ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣـﻊ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة وروﺳـﻴـﺎ، ﻓﻀﻼ ﻋـﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑـــﻲ واﻟــﺪور اﻟﺬي ﺗﺮﻳﺪ ﻓﺮﻧﺴﺎ أن ﺗﻠﻌﺒﻪ. وﺑﺨﺼﻮص اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻷﺧﻴﺮة، ﻳﺮى اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺤﻠﻠﲔ أن أﻣﺎم اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺎﻛﺮون »ﻓﺮﺻﺔ« ﻧﺎدرة ﻟﺘﻮﻟﻲ »ﻗﻴﺎدة« اﻻﺗﺤﺎد، أﻗـﻠـﻪ ﻣﺮﺣﻠﻴﺎ ﺑـﺎﻋـﺘـﺒـﺎر أن اﳌـﺴـﺘـﺸـﺎرة اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻛﻴﻞ ﻏـﺎرﻗـﺔ ﻓـﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﺮى اﻟﺸﻬﺮ اﳌﻘﺒﻞ، ﻓﻲ ﺣﲔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻨﺸﻐﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎوض ﻋﻠﻰ ﺷـﺮوط ﺧﺮوﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد.
وﺑﻤﻮازاة ذﻟﻚ، ﻳﻄﻤﺢ ﻣﺎﻛﺮون، وﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﻣﺼﺎدر دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ، إﻟﻰ ﻟﻌﺐ دور »ﻧﺸﻂ« ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ــ اﻟﺮوﺳﻴﺔ؛ اﻷﻣــــــﺮ اﻟــــــﺬي ﺗــﻌــﻜــﺴــﻪ ﺟــــﻬــــﻮده ﻟــﺒــﻨــﺎء ﻋــﻼﻗــﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ وﻗﻮﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺴﲔ ﺑﻮﺗﲔ وﺗﺮﻣﺐ، ﻛﻤﺎ ﺑــﺪا ذﻟــﻚ ﻣـﻦ دﻋﻮﺗﻬﻤﺎ ﺗﺒﺎﻋﺎ إﻟــﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ؛ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣـﺎﻳـﻮ )أﻳـــﺎر( ﻟﺴﻴﺪ اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ وﻣﻨﺘﺼﻒ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ.
وﺧـﻼل ﺣﻤﻠﺘﻪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ، اﻧﺘﻘﺪ ﻣﺎﻛﺮون أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻣـــﺮة اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ اﳌـــﺴـــﺪود اﻟــــﺬي وﺻـﻠـﺖ إﻟﻴﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺑﻼده إزاء اﳌﻠﻒ اﻟﺴﻮري؛ إذ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎرﻳﺲ أﻛﺜﺮ اﻟﺪول وﻗﻮﻓﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﺔ واﳌـــﻄـــﺎﻟـــﺒـــﺔ ﺑــﺮﺣــﻴــﻞ رﺋـــﻴـــﺲ اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟﺴﻮري. ﺑﻴﺪ أن اﻷﻣﻮر ﺗﻐﻴﺮت وﺑﺮزت اﻧﻌﻄﺎﻓﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺑﺎرﻳﺲ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ ﳌﺎﻛﺮون أو ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻋــﺪة، آﺧـﺮﻫـﺎ ﻓـﻲ ﺑـﻐـﺪاد ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﲔ. وأﻋـﻠـﻦ ﻟـﻮ درﻳــﺎن أن أوﻟـﻮﻳـﺔ ﺑــﻼده ﻫـﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺤــﺎرﺑــﺔ »داﻋـــــﺶ«، وأﻧــﻬــﺎ ﻟــﻢ ﺗـﻌـﺪ ﺗﻄﺮح رﺣﻴﻞ اﻷﺳﺪ ﺷﺮﻃﺎ ﻟﻠﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
وﻟــــﺬا؛ ﻓـــﺈن اﳌــﺮاﻗــﺒــﲔ ﻳــﺮﻳــﺪون أن ﻳﺘﻌﺮﻓﻮا إﻟـــﻰ »اﻟــﺨــﻄــﻮات اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة« اﻟــﺘــﻲ ﺳـﺘـﺠـﺘـﺎزﻫـﺎ اﻟــﺪﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻴــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ، ﻋـﻠـﻤـﺎ ﺑـــﺄن ﻣــﺎﻛــﺮون اﻗــﺘــﺮح ﺗﺸﻜﻴﻞ »ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ اﺗــﺼــﺎل« ﻣــﻦ اﻟـــﺪول داﺋـﻤـﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻓـﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣــﻦ وﻣــﻦ اﻟــﺪول اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟـﻔـﺎﻋـﻠـﺔ، ﻓـﻀـﻼ ﻋــﻦ ﻣﻤﺜﻠﲔ ﻟﻠﻨﻈﺎم واﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ. وﻟـﻢ ﺗﻌﺮف ﺑﺪﻗﺔ ردود اﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﳌﻘﺘﺮح اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، وﻻ ﻋﻠﻰ »اﳌﻬﻤﺎت« اﳌﺤﺪدة ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ. وﻛــﺎﻧــﺖ زﻳـــﺎرة وزﻳـــﺮي اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ واﻟﺪﻓﺎع إﻟﻰ ﺑﻐﺪاد وأرﺑﻴﻞ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﺆﻛﺪ ﻓﺮﻧﺴﺎ رﻏــﺒــﺘــﻬــﺎ ﻓـــﻲ اﻟــﺤــﻀــﻮر ﻓـــﻲ اﻟـــﻌـــﺮاق ﻓـــﻲ »زﻣـــﻦ اﻟــﺴــﻠــﻢ«، وأن ﻳـﻜـﻮن ﻟـﻬـﺎ دور ﻓــﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋــﺎدة اﻹﻋﻤﺎر وﻟﻜﻦ أﻳﻀﺎ ﻟﺘﺤﺬﻳﺮ اﻷﻛــﺮاد ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﳌﻘﺮر ﻓﻲ ٥٢ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ اﳌﻘﺒﻞ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ أن ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻔﻀﻞ دﻋﻤﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﺧﻼل ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ.
وﺗـﺤـﻈـﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑــﺮﻋــﺎﻳــﺔ ﻓـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ، ﺗـﺠـﻠـﺖ ﻓـــﻲ ﻗــﻤــﺔ ﺳــﻴــﻞ ﺳـــﺎن ﻛــﻠــﻮ اﻟــﺘــﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﺎﻛﺮون رﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﻓﺎق اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓــﺎﺋــﺰ اﻟـــﺴـــﺮاج وﻗــﺎﺋــﺪ اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ اﳌﺸﻴﺮ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺣﻔﺘﺮ. وﺧﺮﺟﺖ اﻟﻘﻤﺔ ﺑـ»ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻃﺮﻳﻖ« وﺑﺘﻮاﻓﻖ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻋﻠﻰ وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر وإﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﳌﻘﺒﻞ. وﻳﻨﺘﻈﺮ أن ﻳﻜﺸﻒ ﻣﺎﻛﺮون ﻋﻦ ﺗﺘﻤﺎت ﻫﺬه اﻟﻘﻤﺔ.
ﻛﺬﻟﻚ، ﻳﻨﺘﻈﺮ اﳌﺮاﻗﺒﻮن ﻣﺎ ﺳﻴﻘﻮﻟﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺸﺄن اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان اﻟﺴﺎﺣﻞ، وﻣﺎ ﻳـﺒـﺪو ﺑـﻮﺿـﻮح ﻋﻠﻰ أﻧــﻪ اﺳـﺘـﻘـﻮاء ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻤﺎت ذات اﻟــﻄــﺒــﻴــﻌــﺔ اﻹرﻫــــﺎﺑــــﻴــــﺔ، ﻛــﻤــﺎ ﺑــــﺮز ذﻟــــﻚ ﻓـﻲ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﺿﺮﺑﺖ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﺎﻟﻲ وﺑﻮرﻛﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻮ. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺒﻌﺪ أن ﻳﺘﻨﺎول ﻣﺎﻛﺮون أزﻣﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ، وﻣــﺎ ﺳﻌﻰ إﻟـﻴـﻪ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣــﻦ ﺧــﻼل إرﺳـــﺎل وزﻳــﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺘﻬﺎ إﻟﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ.