ﺗﻌﺜﺮات »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ« ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻈﻼﳍﺎ ﻋﻠﻰ زﻳﺎرة ﻣﺎي ﻟﻠﻴﺎﺑﺎن
ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﻬﺪﺋﺔ ﻣﺨﺎوف اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻜﱪى وﺑﺤﺚ اﺗﻔﺎق ﲡﺎرة ﺣﺮة
وﺻـــــﻠـــــﺖ رﺋــــﻴــــﺴــــﺔ اﻟــــــــــــﻮزراء اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺔ ﺗـــﻴـــﺮﻳـــﺰا ﻣـــــﺎي إﻟـــﻰ اﻟﻴﺎﺑﺎن ﻓﻲ زﻳــﺎرة رﺳﻤﻴﺔ، أﻣﺲ، ﺑــﻬــﺪف ﺗــﻬــﺪﺋــﺔ ﻣـــﺨـــﺎوف ﻃـﻮﻛـﻴـﻮ ﺑﺸﺄن اﻟﺒﺮﻳﻜﺴﺖ، واﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﺗﺠﺎه إﺟــــــــﺮاء ﻣـــﺤـــﺎدﺛـــﺎت ﺗــــﺠــــﺎرة ﺣـــﺮة ﻣﺒﻜﺮة ﻣﻊ ﺛﺎﻟﺚ أﻛﺒﺮ اﻗﺘﺼﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ.
وﻣــﻦ اﳌــﻘــﺮر أن ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻣـﺎي ﻣــﻊ رﺋــﻴــﺲ ﻣـﺠـﻠـﺲ إدارة ﺷـﺮﻛـﺔ ﺗـــﻮﻳـــﻮﺗـــﺎ ﺧــــــﻼل زﻳــــﺎرﺗــــﻬــــﺎ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺴﺘﻐﺮق ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم، واﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ أوﺳﺎﻛﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟــــــﻰ ﻃــــﻮﻛــــﻴــــﻮ، ﺣـــﻴـــﺚ ﺳــﺘــﻠــﺘــﻘــﻲ اﻹﻣـــﺒـــﺮاﻃـــﻮر اﻛــﻴــﻬــﻴــﺘــﻮ ورﺋــﻴــﺲ اﻟــــــــﻮزراء ﺷــﻴــﻨــﺰو آﺑــــﻲ اﻟـــــﺬي زار ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم.
وأﺑــﻠــﻐــﺖ ﺑـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺎ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑـــــــــــــﻲ رﺳـــﻤـــﻴـــﴼ ﻓـــــﻲ ﻣـــــﺎرس )آذار( اﳌـﺎﺿـﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﻨﺴﺤﺐ ﻣـﻦ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻟــﺬي ﻳﻀﻢ ٨٢ ﺑﻠﺪﴽ، ﻣــﺎ أﺛـــﺎر ﻣــﺨــﺎوف ﻓــﻲ اﻟـﻴـﺎﺑـﺎن ﻣﻦ اﻧــﻌــﻜــﺎﺳــﺎت ذﻟـــﻚ ﻋــﻠــﻰ ﺷـﺮﻛـﺎﺗـﻬـﺎ وﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ.
وﻗــــــــﺎل ﻣـــــﺴـــــﺆول ﻓـــــﻲ وزارة اﻟـــﺨـــﺎرﺟـــﻴـــﺔ اﻟـــﻴـــﺎﺑـــﺎﻧـــﻴـــﺔ اﳌــﻜــﻠــﻒ ﺑــﺎﻟــﺸــﺆون اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ ﻗـﺒـﻞ زﻳــﺎرة ﻣﺎي: »ﺳﻨﻄﻠﺐ اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﻮﻗﻌﻪ، ﺣﺘﻰ ﻧﻘﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺎﺗﻨﺎ«، ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻧـــﻘـــﻠـــﺖ ﻋــــﻨــــﻪ وﻛـــــﺎﻟـــــﺔ اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.
وﺗـــــﻌـــــﻤـــــﻞ أﻛــــــﺜــــــﺮ ﻣـــــــﻦ أﻟـــــﻒ ﺷــﺮﻛــﺔ ﻳــﺎﺑــﺎﻧــﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺑـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺎ، وﺗﻮﻇﻒ ﻧﺤﻮ ٠٤١ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ، وﺗـــﺴـــﺘـــﺨـــﺪم اﻟــــﻌــــﺪﻳــــﺪ ﻣـــــﻦ ﻫـــﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻧﻘﻄﺔ اﻧﻄﻼق ﻟﻬﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ أوروﺑﺎ. وﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت »ﺗﻮﻳﻮﺗﺎ« و»ﻧﻴﺴﺎن« ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻴﺎرات، واﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﺼﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻛﻤﺎ أﻋﻠﻨﺖ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟــﻌــﻤــﻼﻗــﺔ »ﺳــﻮﻓــﺖ ﺑــﻨــﻚ« اﻟــﻌــﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﻋﻦ ﺷـﺮاء ﺷﺮﻛﺔ »إﻳـﻪ آر إم ﻫﻮﻟﺪﻧﻐﺰ« اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻤﻢ رﻗﺎﺋﻖ ﻫﻮاﺗﻒ آﻳﻔﻮن.
إﻻ أن ﺑـــﺮﻳـــﻄـــﺎﻧـــﻴـــﺎ ﺗــــﻮاﺟــــﻪ ﺣـــﺎﻟـــﻴـــﴼ ﺧـــﻄـــﺮ ﺧــــﺴــــﺎرة اﻟــﺤــﻘــﻮق اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻋﻤﻼء ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ دول اﻻﺗــــﺤــــﺎد اﻷوروﺑـــــــــﻲ. وأﺛــــــﺎر ذﻟــﻚ إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻋــﺪم اﻟـﻮﺿـﻮح اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺑـﺮﻳـﻜـﺴـﺖ، ﻗـﻠـﻖ ﺷــﺮﻛــﺎت أﺟﻨﺒﻴﺔ ﺗــﻌــﻤــﻞ ﻓـــﻲ ﺑــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺎ أو أﻗــﺎﻣــﺖ ﻣـﻘـﺮﻫـﺎ اﻷوروﺑــــﻲ ﻓــﻲ ذﻟــﻚ اﻟﺒﻠﺪ، ودﻓﻌﺘﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﺪء ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﻠﺪان ﺑﺪﻳﻠﺔ.
وﻗﺎل ﻣﺼﺮف »ﻣﻴﺘﺴﻮﺑﻴﺸﻲ ﻳﻮ إف ﺟﺎي« اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ اﻟﻌﻤﻼق إن أﻣﺴﺘﺮدام وﺑﺎرﻳﺲ ﻫﻤﺎ اﻟﻮﺟﻬﺘﺎن اﳌﻔﻀﻠﺘﺎن ﻛﻤﻘﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻪ. وﺗﻌﺘﺰم ﻛﻞ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺔ ﻧﻮﻣﻮرا ﻟﻠﻤﻀﺎرﺑﺎت وداﻳﻮا ﻟﻸوراق اﳌﺎﻟﻴﺔ وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺳﻮﻣﻴﺘﻮﻣﻮ ﻣﻴﺘﺴﻮي اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻧﻘﻞ ﻣﻘﺮاﺗﻬﺎ اﻷوروﺑـﻴـﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﻟﻨﺪن إﻟﻰ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت.
وﺧــﻼل زﻳـﺎرﺗـﻪ ﻟﻠﻴﺎﺑﺎن ﻫﺬا اﻟـــﺼـــﻴـــﻒ، أﻛـــــﺪ وزﻳـــــــﺮ ﺧــﺎرﺟــﻴــﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺑﻮرﻳﺲ ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ - اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺔ، إﻻ أن اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﺳﺘﺘﻄﻠﻊ إﻟﻰ اﳌــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﻄـﻤـﻴـﻨـﺎت ﻣــﻦ ﻣـﺎي اﻟـــﺘـــﻲ ﻳـــﺮاﻓـــﻘـــﻬـــﺎ وﻓـــــﺪ ﻣــــﻦ رﺟــــﺎل اﻷﻋﻤﺎل.
وﻗــــﺎل أﺷـــﻴـــﺮو ﻫـــــﺎرا، رﺋـﻴـﺲ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﺗﺤﺎد اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟـﻴـﺎﺑـﺎﻧـﻲ »ﻛـﻴـﺪاﻧـﺮﻳـﻦ«، ﻟـﻮﻛـﺎﻟـﺔ اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ إن »أﻓــﻀــﻞ ﺳـﻴـﻨـﺎرﻳـﻮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﻫــــﻮ أن ﺗــﻠــﻐــﻲ ﺑــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺎ ﻗــــﺮار اﻟﺒﺮﻳﻜﺴﺖ«. وأﺿﺎف: »وﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻘﻮل إﻧﻨﺎ ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻓﺘﺮة اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ... ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ«.
وﻣﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﻨﺎﻗﺶ ﻣﺎي اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ إﻟــﻰ أوﺳـﺎﻛـﺎ أﻣـﺲ، وﺣﻀﺮت ﺣﻔﻞ ﺷﺎي ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ ﻓﻲ ﻛﻴﻮﺗﻮ اﳌــﺠــﺎورة، ﻗﻀﺎﻳﺎ أﺧـﺮى ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹرﻫﺎب اﻟﻌﺎﳌﻲ واﻷﻣﻦ اﻹﻗـــﻠـــﻴـــﻤـــﻲ ﺑـــﻌـــﺪ إﻃـــــــﻼق ﻛـــﻮرﻳـــﺎ اﻟـﺸـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ ﺻـــﺎروﺧـــﺎ ﺣــﻠــﻖ ﻓــﻮق اﻟــﻴــﺎﺑــﺎن أول ﻣــﻦ أﻣــﺲ اﻟـﺜـﻼﺛـﺎء. ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﺮﻛﺰ ﻣﺎي ﻋﻠﻰ دﻓﻊ ﺧﻄﻂ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺗﺠﺎرة ﺣﺮة ﺑﲔ ﺑﻼدﻫﺎ واﻟﻴﺎﺑﺎن.
إﻻ أن ﻣﺤﻠﻠﲔ ﺗـﻮﻗـﻌـﻮا ﻋﺪم ﺣــــــﺪوث اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣــــﻦ اﻟـــﺘـــﻘـــﺪم إﻻ ﺑــﻌــﺪ اﻧــﺘــﻬــﺎء اﻟــﻴــﺎﺑــﺎن واﻻﺗـــﺤـــﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻣﻦ اﺗﻔﺎق ﺗﺠﺎرة ﺷﺎرف اﻟﻌﻤﻞ ﺑـﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﻛـﺘـﻤـﺎل، وﺣﺘﻰ ﺗﺘﻀﺢ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﺒﺮﻳﻜﺴﺖ.
وﻗـﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺒﺎرز ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ »داﻳﺘﺸﻲ ﻻﻳﻒ رﻳﺴﺮﺗﺶ« أوﺳــﺎﻣــﻮ ﺗــﺎﻧــﺎﻛــﺎ: »ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺒﺪأ ﻣﺤﺎدﺛﺎت رﺳﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫـــﺬه اﻟــﻔــﻜــﺮة، إﻻ ﺑــﻌــﺪ أن ﺗــﻐــﺎدر ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ«.