ﺑﺎﺑﺎ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن ﻓﻲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ وﺳﻂ ﺗﺤﺪﻳﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ
ﻳﺤﺎول دﻋﻢ ﻓﻜﺮة اﻟﺴﻼم ﻣﻊ اﳌﺘﻤﺮدﻳﻦ وﻳﺒﺤﺚ اﻷزﻣﺔ اﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻴﺔ
وﺻــﻞ اﻟـﺒـﺎﺑـﺎ ﻓـﺮﻧـﺴـﻴـﺲ ﺑﺎﺑﺎ اﻟــﻔــﺎﺗــﻴــﻜــﺎن إﻟـــﻰ ﻛــﻮﻟــﻮﻣــﺒــﻴــﺎ ﻟـﺪﻋـﻢ اﺗﻔﺎق اﻟﺴﻼم اﻟﺬي وﻗﻌﺘﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺔ واﳌﺘﻤﺮدﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﻓﺎرك، ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻳﻌﺎﻧﻲ اﻻﻧﻘﺴﺎم ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﻻﺗﻔﺎق.
وأﻛـــــــــــﺪ اﻟـــــﺒـــــﺎﺑـــــﺎ ﻓـــﺮﻧـــﺴـــﻴـــﺲ، اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻲ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﺬي ﻳﻨﺤﺪر ﻣــــﻦ أﻣـــﻴـــﺮﻛـــﺎ اﻟــﻼﺗــﻴــﻨــﻴــﺔ وﻳـــﻌـــﺮف ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟـﻘـﺎرة اﻟـﻘـﺎدم ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺑﺜﺖ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﲔ ﻣﻦ اﻧﻄﻼﻗﻪ، أن اﻟﺴﻼم ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻴﻪ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ وﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ، وﺧﺎﺻﺔ إن ﻛﺎن ﺳﻼﻣﴼ ﺛﺎﺑﺘﴼ وداﺋﻤﴼ.
وزار ﻓـــﺮﻧـــﺴـــﻴـــﺲ، أول ﺑــﺎﺑــﺎ ﻣــﻦ أﻣــﻴــﺮﻛــﺎ اﻟـﻼﺗـﻴـﻨـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﺗـﺎرﻳـﺦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ، ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﺛﻼث ﻣﺮات ﺣﺘﻰ اﻵن، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻛﺎﻫﻨﴼ ورﺋـﻴـﺲ أﺳﺎﻗﻔﺔ ﺑﻮﻳﻨﻮس إﻳﺮس.
وﺗــﺄﺗــﻲ زﻳــﺎرﺗــﻪ ﻫــﺬه اﳌـــﺮة ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ، ﺑﻌﺪ اﺗﻔﺎق اﻟــﺴــﻼم اﻟـــﺬي أﺑـــﺮم اﻟــﻌــﺎم اﳌـﺎﺿـﻲ ﺑﲔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﻮﻏﻮﺗﺎ وﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻟﺜﻮرﻳﺔ، اﳌﺎرﻛﺴﻴﺔ
واﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ اﳌﻨﺪﻟﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻣﻨﺬ ٢٥ ﻋـﺎﻣـﺎ، أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ٠٦٢ أﻟﻒ ﻗﺘﻴﻞ و٠٦ أﻟﻒ ﻣﻔﻘﻮد، وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻼﻳﲔ ﻣﻬﺠﺮ.
وأﻛﺪ رﺟﻞ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺧﻤﺴﺔ أﻳــﺎم ﻓـﻲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ، ﺣﻴﺚ ﺳﻴﺰور أرﺑﻊ ﻣﺪن ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻳﻠﺘﻘﻲ ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ.
وﻣـــــﺎ زاﻟـــــــﺖ اﻟــــﺤــــﺮب اﻷﻫــﻠــﻴــﺔ ﺗﻘﺴﻢ اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ رﻓﻀﺖ أﻛﺜﺮﻳﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ اﺗﻔﺎق اﻟﺴﻼم اﻟﺬي أﺑﺮم ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ﻓﻲ ﻫﺎﻓﺎﻧﺎ، ﺧﻼل اﺳﺘﻔﺘﺎء ﻓﻲ ٦١٠٢. إﻻ أن اﻻﺗــﻔــﺎق اﻟــﺬي ﻋــﺪل وﻗــﻊ ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ.
وﺗﺄﺗﻲ زﻳﺎرة اﻟﺒﺎﺑﺎ إﻟﻰ أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟــﻼﺗــﻴــﻨــﻴــﺔ ﻓــــﻲ وﻗـــــﺖ ﺗــﺸــﻬــﺪ ﻓـﻴـﻪ ﻓـﻨـﺰوﻳـﻼ اﻟـﺒـﻠـﺪ اﻟــﺠــﺎر ﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﺻﺮاﻋﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ وأزﻣﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻃــــﺎﺣــــﻨــــﺔ ﺗــــﺤــــﺖ إدارة اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ ﻣﺎدورو، اﻟﺬي ﻳﻮاﺟﻪ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻣﻦ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ وﺻﺮاﻋﺎ داﺧﻠﻴﺎ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ ﻟﻠﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻬﺎوﻳﺔ، واﻻﻧﺰﻻق إﻟﻰ ﺣﺮب أﻫﻠﻴﺔ ﻃﺎﺣﻨﺔ ﻗﺪ ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺻــــﺮاﻋــــﺎت إﻗــﻠــﻴــﻤــﻴــﺔ ﻗـــﺪ ﻻ ﻳـﺤـﻤـﺪ ﻋـﻘـﺒـﺎﻫـﺎ، وﻫــﻮ ﻣــﺎ دﻓــﻊ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن ﻟـﻠـﺘـﻮﺳـﻂ ﻟـﺤـﻞ اﻷزﻣــــﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓـﻲ ﻓﻨﺰوﻳﻼ، ﻋﺒﺮ إرﺳــﺎل ﻣﺒﻌﻮث ﻟﻪ إﻟﻰ ﻛﺎراﻛﺎس ﻟﻠﻘﺎء اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى، إﻻ أن ﻛﻞ اﻟﺠﻬﻮد ﺑﺎءت ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ.
ﻓـــﻲ ﻫـــﺬه اﻷﺛـــﻨـــﺎء ﺣـــﺚ اﻟـﺒـﺎﺑـﺎ ﻓـــﺮﻧـــﺴـــﻴـــﺲ اﻷول ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــــﺤــــﻮار واﺳــــــــﺘــــــــﻌــــــــﺎدة اﻻﺳــــــــﺘــــــــﻘــــــــﺮار ﻓـــﻲ ﻓﻨﺰوﻳﻼ، وذﻟـﻚ ﺧـﻼل ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ ﻟـﻠـﺼـﺤـﺎﻓـﻴـﲔ ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﱳ اﻟــﻄــﺎﺋــﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻠﻪ ﻣﻦ روﻣﺎ إﻟﻰ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ، وأﺿــﺎف ﺑﺎﺑﺎ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن أﻧﻪ ﺧﻼل اﻟﺮﺣﻠﺔ ﺳﻴﻤﺮ ﻓﻲ أﺟﻮاء ﻓﻨﺰوﻳﻼ، وﺳــﻴــﺪﻋــﻮ ﻣـــﻦ أﺟــــﻞ إﺟـــــﺮاء ﺣـــﻮار واﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻼﺳﺘﻘﺮار.
وﻗﺒﻴﻞ زﻳﺎرة اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻛﺎن أﻋﻠﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻲ ﺧﻮان ﻣﺎﻧﻮﻳﻞ ﺳﺎﻧﺘﻮس أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺔ وﺟﻤﺎﻋﺔ ﺟﻴﺶ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﳌــﺘــﻤــﺮدة، وﻫـــﻮ اﻟـﻔـﺼـﻴـﻞ اﳌـﺘـﻤـﺮد اﻷﺧﻴﺮ اﳌﻮﺟﻮد ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﺼﺮاع، ﻗﺪ اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ إﺑﺮام ﻫﺪﻧﺔ ﺑـــﲔ اﻟــﺠــﺎﻧــﺒــﲔ، اﻋــﺘــﺒــﺎرا ﻣـــﻦ أول أﻛـــﺘـــﻮﺑـــﺮ )ﺗـــﺸـــﺮﻳـــﻦ اﻷول( اﳌــﻘــﺒــﻞ ﺣﺘﻰ ٢١ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( ﻣﻊ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻤﺪﻳﺪﻫﺎ.
وﺗﻮﺻﻞ ﻣﻤﺜﻠﻮن ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟــﻜــﻮﻟــﻮﻣــﺒــﻴــﺔ وﺟـــﻴـــﺶ اﻟــﺘــﺤــﺮﻳــﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺧﻼل ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺴﻼم اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻴﺘﻮ، ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻹﻛﻮادور.
ﻛـــــﺎن اﻟـــﺠـــﺎﻧـــﺒـــﺎن ﻣـﺘـﺤـﻤـﺴـﲔ ﻣـــﻦ أﺟـــﻞ اﻟــﺘــﻔــﺎوض ﺑــﺸــﺄن ﻫـﺪﻧـﺔ ﻗﺒﻞ زﻳــﺎرة اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ اﻷول ﻟـــﻜـــﻮﻟـــﻮﻣـــﺒـــﻴـــﺎ اﻟــــﺘــــﻲ ﺑــــــــﺪأت أﻣـــﺲ اﻷرﺑﻌﺎء، وﻗﺎل ﺳﺎﻧﺘﻮس إن ﺑﻼده ﺗﻤﺮ ﺑﻔﺘﺮة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻹﻗﺮار اﻟﺴﻼم.
وﺗــــﺄﺳــــﺴــــﺖ ﺟــــﻤــــﺎﻋــــﺔ ﺟــﻴــﺶ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ، اﻟﺘﻲ ﻳـﻘـﺪر ﻋــﺪد ﻋـﻨـﺎﺻـﺮﻫـﺎ ﺑـﻌـﺪة آﻻف ﻗــﻠــﻴــﻠــﺔ، ﻋــــﺎم ٤٦٩١، وﺗــﻨــﺸــﻂ ﻓـﻲ اﻟـــﺼـــﺮاع اﳌــﺴــﻠــﺢ اﻟــﻜــﻮﻟــﻮﻣــﺒــﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﻨﻬﺎ، وﻟﻜﻦ دورﻫﺎ ﺗﻮارى ﺧﻠﻒ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟــﻘــﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻟﺜﻮرﻳﺔ اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺔ اﻷﻛﺒﺮ »ﻓــﺎرك« واﻟﺘﻲ أﺻـــﺒـــﺤـــﺖ ﺣـــﺰﺑـــﺎ ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺎ اﻵن، وﺗـــــﺠـــــﺮدت ﻣــــﻦ اﻟـــــﺴـــــﻼح، وﺣــﻠــﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓــﻲ ﻳـﻮﻧـﻴـﻮ اﳌــﺎﺿــﻲ، ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺳﻼم ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻣﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺔ.
وأﺻــــﺒــــﺤــــﺖ ﻛـــﻮﻟـــﻮﻣـــﺒـــﻴـــﺎ ﻓــﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﺤﻂ أﻧﻈﺎر اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑــﻌــﺪ اﺗـــﻔـــﺎق اﻟـــﺴـــﻼم، ﻧــﻈــﺮﴽ ﻟــﻠــﺪور اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻲ واﻻﻗـــــﺘـــــﺼـــــﺎدي اﻟــــﺬي ﺗـﻠـﻌـﺒـﻪ ﻓـــﻲ أﻣــﻴــﺮﻛــﺎ اﻟــﻼﺗــﻴــﻨــﻴــﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ، وﺧﺎﺻﺔ أن ﻣﻮاﻗﻔﻬﺎ ﺗــﺘــﻤــﺎﺷــﻰ ﻣـــﻊ اﳌــﺠــﺘــﻤــﻊ اﻟـــﺪوﻟـــﻲ، وأﺻﺒﺤﺖ ﻣﺮﻛﺰﴽ ﻟﺠﺬب اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻣﻊ دول إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ودوﻟﻴﺔ ﻋﺪة.