ﻓﺮﻧﺴﺎ: ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺗﻬﻤﺔ اﻹرﻫﺎب ﳌﻮﻗﻮﻓﲔ ﺣﺎوﻻ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑـ »داﻋﺶ« وﺧﻄﻄﺎ ﻟﺘﻔﺠﻴﺮات
ﻓـــــــــﻲ ﺣـــــــﻤـــــــﺄة اﻟـــﺘـــﺤـــﻀـــﻴـــﺮ ﳌــــﺴــــﻴــــﺮات وإﺿـــــــﺮاﺑـــــــﺎت اﻟـــﻴـــﻮم اﻟـــــــﺜـــــــﻼﺛـــــــﺎء اﺣـــــﺘـــــﺠـــــﺎﺟـــــﴼ ﻋـــﻠـــﻰ ﺗـــﻌـــﺪﻳـــﻼت اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ ﻟــﻘــﺎﻧــﻮن اﻟــــﻌــــﻤــــﻞ، وﺑـــﺴـــﺒـــﺐ اﻷﻋـــﺎﺻـــﻴـــﺮ اﳌـﺪﻣـﺮة اﻟﺘﻲ ﺿﺮﺑﺖ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎت ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓــﻲ ﺑـﺤـﺮ اﻟـﻜـﺎراﻳـﻴـﺒـﻲ، ﺗــﺮاﺟــﻌــﺖ ﺗــﻔــﺎﺻــﻴــﻞ اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺤﻀﺮ ﻟﻬﺎ ﻓـــﻲ إﺣـــــﺪى ﺿـــﻮاﺣـــﻲ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ، واﻟﺘﻲ ﻋﻄﻠﺘﻬﺎ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻳـــــــﻮم اﻷرﺑـــــــﻌـــــــﺎء اﳌـــــﺎﺿـــــﻲ ﺑــﻌــﺪ اﻟـﻘـﺒـﺾ ﻋـﻠـﻰ ﺛــﻼﺛــﺔ أﺷــﺨــﺎص، ووﺿﻊ اﻟﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣــﻦ اﳌــﺘــﻔــﺠــﺮات، وﻋــﻠــﻰ ﻛﻤﻴﺎت ﻛــﺒــﻴــﺮة ﻣـــﻦ اﳌـــــﻮاد اﻟــﺪاﺧــﻠــﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻨﻴﻊ ﻣﺘﻔﺠﺮة »أم اﻟﺸﻴﻄﺎن« ﻛـــﻤـــﺎ ﻳــﺴــﻤــﻴــﻬــﺎ أﺗــــﺒــــﺎع ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ داﻋﺶ. ﻟﻜﻦ اﻟﻀﺠﻴﺞ اﻹﻋﻼﻣﻲ وﺗــــﺒــــﻌــــﺎت اﻹﻋـــــﺼـــــﺎر »إﻳـــــﺮﻣـــــﺎ« اﻟــــﺬي ﺣــﻤــﻞ اﻟــﺘــﺪﻣــﻴــﺮ واﻟــﺨــﺮاب ﻟﺠﺰﻳﺮﺗﻲ ﺳﺎن ﺑﺮﺗﻠﻴﻤﻲ وﺳﺎن ﻣﺎرﺗﺎن ﺟﻌﻠﺖ ﺗﺘﻤﺎت اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟــﺬي ﺗﻘﻮم ﺑﻪ اﻷﺟـﻬـﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺗﺘﺮاﺟﻊ إﻟﻰ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ رﻏﻢ ﻓﺪاﺣﺔ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ وﻣـــــﺎ ﻛــﺸــﻒ ﻋــﻨــﻪ ﻋــﺼــﺮ اﻷﺣــــﺪ ﻓﺮﻧﺴﻮا ﻣﻮﻟﻴﻨﺲ، اﳌﺪﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﳌﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺷﺆون اﻹرﻫﺎب واﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ.
ﻣــــــــــــﻦ ﺑــــــــــــﲔ اﻷﺷــــــــــﺨــــــــــﺎص اﻟـــﺜـــﻼﺛـــﺔ اﻟـــﺬﻳـــﻦ أوﻗــــﻔــــﻮا ﻳــﻮﻣــﻲ اﻷرﺑــﻌــﺎء واﻟﺨﻤﻴﺲ اﳌﺎﺿﻴﲔ، أﺧــﻠــﺖ اﻷﺟــﻬــﺰة اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ ﺳﺒﻴﻞ اﻟـــﺸـــﺨـــﺺ اﻟــــﺜــــﺎﻟــــﺚ »ﻫـــــﺸـــــﺎم«، ووﺟـــــﻪ اﻻدﻋـــــــﺎء اﻟـــﻌـــﺎم رﺳـﻤـﻴـﺎ اﺗــﻬــﺎﻣــﺎت ﻟﻠﺸﺨﺼﲔ اﻵﺧــﺮﻳــﻦ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺧﻠﻴﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ وأرﺳﻼ إﻟــــﻰ اﻟــﺴــﺠــﻦ. وﻣــــﻦ ﺑـــﲔ ﻫـﺬﻳـﻦ اﻟـﺸـﺨـﺼـﲔ، ﻳـﺒـﺪو ﻋـﻠـﻲ ﻣﺤﻤﺪ رﺣﻤﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺠﻨﺴﻴﺘﲔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »اﻟﺮأس اﳌﺪﺑﺮ«. رﺣﻤﺎﻧﻲ وﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﻣﻴﺎن وﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٦٣ ﻋﺎﻣﴼ، وﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺸﻘﺔ اﻟﺘﻲ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﳌـــﻮاد اﳌﺘﻔﺠﺮة ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻴﻞ ﺟﻮﻳﻒ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣـﺪﺧـﻞ ﺑـﺎرﻳـﺲ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺮأب ﻟﻠﺴﻴﺎرة ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﺗـﻴـﻴـﻪ، ﻏـﻴـﺮ اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻋــــﻦ ﻓـــﻴـــﻞ ﺟــــﻮﻳــــﻒ، ﺣـــﻴـــﺚ ﻋـﺜــﺮ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﻴﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ اﳌـــﻮاد اﻟـﺪاﺧـﻠـﺔ ﻓـﻲ ﺗﺼﻨﻴﻊ »أم اﻟﺸﻴﻄﺎن«.
أﻣـــﺎ اﻟــﺮﺟــﻞ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ واﺳـﻤـﻪ ﻓﺮدرﻳﻚ أل، ﻓﻬﻮ ﻣﻮاﻃﻦ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٧٣ ﻋﺎﻣﴼ، اﻋﺘﻨﻖ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٨٠٠٢. وﺑــﺤــﺴــﺐ اﳌــــﺪﻋــــﻲ اﻟــــﻌــــﺎم ﻓــﺈﻧــﻪ أﻛــﺪ أﻧــﻪ أﺧــﺬ ﻳــﻤــﺎرس اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥١٠٢. وﺑﻌﺪ أن ﻛـﺎن ﺑﺎﺋﻌﴼ ﻣﺘﻨﻘﻼ ﻓﻲ اﻷﺳــﻮاق اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﻋﺎﻃﻼ ﻋﻦ اﻟـﻌـﻤـﻞ ﻣـﻨـﺬ ﻋــﺎم ١١٠٢. وﻧﻘﻠﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺟﻮرﻧﺎل دو دﻳﻤﺎﻧﺶ« اﻷﺳــﺒــﻮﻋــﻴــﺔ أن زوﺟــــﺔ ﻓــﺮدرﻳــﻚ ووﻟﺪﻳﻪ ﻣﺎ زاﻟﻮا ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ رﻏﻢ ﺑﺪء اﻟﻌﺎم اﻟﺪراﺳﻲ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ.
ﻓــــــــــﻲ ﺣـــــــﺪﻳـــــــﺜـــــــﻪ اﻟــــــﺴــــــﺮﻳــــــﻊ ﻟــﻠــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ ﻋــﺼــﺮ اﻷﺣـــــــﺪ، أﻛــﺪ ﻓــــﺮﻧــــﺴــــﻮا ﻣـــﻮﻟـــﻴـــﻨـــﺲ أن ﺧــﻄــﺔ اﻟــﺸــﺨــﺼــﲔ اﳌــــﻮﻗــــﻮﻓــــﲔ ﻛــﺎﻧــﺖ »ﺗﺼﻨﻴﻊ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻣﻦ أﺟـﻞ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻋﺘﺪاء إرﻫﺎﺑﻲ«.
وﺟﺎء ﻫﺬا اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﻌﺪ أن ﺗﻤﺖ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﻤﺎ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻨﺬ ﺗـﻮﻗـﻴـﻔـﻬـﻤـﺎ وﻋــﻘــﺐ ﺗـﻮاﺟـﻬـﻬـﻤـﺎ ﺻﺒﺎح اﻷﺣـﺪ. ﺑﻴﺪ أن ﻣﻮﻟﻴﻨﺲ أﺷﺎر إﻟﻰ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻫﺪف ﻣﺤﺪد ﻛﺎﻧﺎ ﻋﺎزﻣﲔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻪ، وﺟﻞ ﻣـﺎ ﺟــﺎء ﺑـﻪ أﻧﻬﻤﺎ ﻛـﺎﻧـﺎ ﻳﻨﻮﻳﺎن اﺳﺘﻬﺪاف ﻣﻨﻈﻤﺔ »ﺳﺎﻧﺘﻴﻨﻴﻞ« اﳌﻮﻟﺠﺔ اﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ أﻣﻦ وراﺣﺔ اﳌﻮاﻃﻨﲔ واﳌﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮد اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ.
ﻳﻨﻢ ﻛــﻼم اﳌـﺪﻋـﻲ اﻟـﻌـﺎم ﻋﻦ ﻗــﻨــﺎﻋــﺔ ﻣــﻄــﻠــﻘــﺔ ﻟــﺠــﻬــﺔ اﻟــﻐــﺮض اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮﻗﻮﻓﲔ، وﳌﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺤﻀﺮان ﻟﻪ. واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺟﻴﺮار ﻛﻮﻟﻮﻣﺐ ذﻛـــــــــﺮ اﻷﺳــــــــﺒــــــــﻮع اﳌـــــــﺎﺿـــــــﻲ أن اﳌﻮﻗﻮﻓﲔ زﻋﻤﺎ أﻧﻬﻤﺎ ﻳﺼﻨﻌﺎن اﳌــﺘــﻔــﺠــﺮات ﻟــﺴــﺮﻗــﺔ ﻣـــــﻮزع آﻟــﻲ ﻟـــــــــﻸوراق اﻟـــﻨـــﻘـــﺪﻳـــﺔ. ﻟـــﻜـــﻦ ﻋـﻠـﻲ ﻣــﺤــﻤــﺪ رﺣــﻤــﺎﻧــﻲ وﻓــــﺮدرﻳــــﻚ أل اﻋﺘﺮﻓﺎ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻨﻮﻳﺎن ﻓﻲ ﻋـﺎم ٥١٠٢ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑــ»داﻋـﺶ« ﻓــــﻲ ﺳــــﻮرﻳــــﺎ ﻟـــﻜـــﻦ اﻓــﺘــﻘــﺎرﻫــﻤــﺎ ﻟـﻼﺗـﺼـﺎﻻت اﻟــﻀــﺮورﻳــﺔ ﻣﺤﻠﻴﴼ وﻟــﻸﻣــﻮال اﻟــﻼزﻣــﺔ أﺛﻨﺎﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﻫـــــﺬا اﳌــــﺸــــﺮوع اﻟــــــﺬي اﺳــﺘــﺒــﺪﻻ ﺑــــــﻪ، ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــــﺎ ﻳــــﺒــــﺪو، ارﺗــــﻜــــﺎب أﻋــﻤــﺎل إرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻷراﺿـــﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.
وﺑـــﻌـــﻜـــﺲ اﳌـــــﻮﻗـــــﻮف اﻷول اﻟــــــــﺬي ﻟـــــﻢ ﻳـــﻜـــﻦ ﻣــــﻌــــﺮوﻓــــﴼ ﻟـــﺪى اﻷﺟــــﻬــــﺰة اﻷﻣـــﻨـــﻴـــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ، ﻓـــــــﺈن ﻓــــــﺮدرﻳــــــﻚ ﻛـــــــﺎن ﻣــــﻮﺟــــﻮدﴽ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻼﺋــﺤــﺔ اﳌــﺴــﻤــﺎة »أس« واﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ أﺳﻤﺎء اﻷﺷﺨﺎص اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳـﺸـﻜـﻠـﻮن ﺗـﻬـﺪﻳـﺪﴽ ﻟﻸﻣﻦ ﻓــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ، ﺑـﺴـﺒـﺐ »زﻳـــﺎراﺗـــﻪ« ﻟـــــﻠـــــﻤـــــﻮاﻗـــــﻊ اﻟـــــﺠـــــﻬـــــﺎدﻳـــــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ وﺑﺴﺒﺐ اﺗﺼﺎﻟﻪ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو، ﺑـ»رﺷﻴﺪ ﻗﺎﺳﻢ« وﻫﻮ ﻓـﺮﻧـﺴـﻲ اﻟـﺘـﺤـﻖ ﺑــــ»داﻋـــﺶ« ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ وﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( اﳌـــﺎﺿـــﻲ. وﻣـــﻌـــﺮوف ﻋـــﻦ ﻗـﺎﺳـﻢ أﻧــﻪ ﻛــﺎن أﺣــﺪ ﻛـﺒـﺎر »اﳌﺠﻨﺪﻳﻦ« اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﲔ، وﺑــــﺮز اﺳــﻤــﻪ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻣــﺮة ﻓـﻲ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎت ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت إرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ ﺣـﺼـﻠـﺖ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻣﲔ اﳌﺎﺿﻴﲔ.
وﻋــــــــﻠــــــــﻰ رﻏــــــــــــﻢ ﺿــــﺒــــﺎﺑــــﻴــــﺔ ﻣـــﺸـــﺮوع اﳌــﺘــﻬــﻤــﲔ اﻹرﻫــــﺎﺑــــﻲ، ﻓـــﺈن ﻣـــﺎ ﺟــﻤــﻌــﺎه ﻣـــﻦ ﻣــــﻮاد وﻣــﺎ ﻗـــﺎﻣـــﺎ ﺑـــﻪ ﻣـــﻦ ﺗــﺤــﻀــﻴــﺮات ﻳــﺪل ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ. ﻓﻤﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ، ﻋـﻤـﺪا إﻟــﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺷﻘﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ رﺣﻤﺎﻧﻲ إﻟﻰ »ﻣﺨﺘﺒﺮ« ﻟﺘﺼﻨﻴﻊ اﳌﺘﻔﺠﺮات. وﻗﺪ اﻋﺘﺮف اﻟﺸﺨﺼﺎن ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻨﻮﻳﺎن ﺗﺼﻨﻴﻊ ﻣـﺎ ﺑـﲔ ٣ و٤ ﻛﻴﻠﻮﻏﺮاﻣﺎت ﻣـﻦ ﻣــﺎدة »ﺗﻲ آي ﺗـﻲ ﺑــﻲ« وﻋـﺜـﺮت اﳌـﺨـﺎﺑـﺮات وﺟــﻬــﺎز ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫــــﺎب ﻋﻠﻰ ٥٠١ ﻏــــﺮاﻣــــﺎت ﻣــــﻦ ﻫـــــﺬه اﳌـــــﺎدة ﻓـــﻲ ﺷــﻘــﺔ ﻓــﻴــﻞ ﺟـــﻮﻳـــﻒ إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ ﻛـﻤـﻴـﺎت ﻣــﻦ اﳌـــﻮاد اﻟـﺪاﺧـﻠـﺔ ﻓــــﻲ ﺗــﺼــﻨــﻴــﻊ اﳌـــــــﺎدة اﳌــﺘــﻔــﺠــﺮة ﻣــﺜــﻞ أﺳـــﻴـــﺪ اﻷﺳـــﻴـــﺘـــﻮن، وﻣـــﺎء اﻷوﻛﺴﺠﲔ وأﺳﻴﺪ اﻟﺴﻮﻟﻔﻮرﻳﻚ إﺿــــﺎﻓــــﺔ إﻟـــــﻰ ﻣــــﻌــــﺪات وأﺳـــــﻼك ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺿــﺮورﻳــﺔ ﻟﻠﺘﻔﺠﻴﺮ. ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺜﺮ اﳌﺤﻘﻘﻮن ﻋﻠﻰ ﻛﻤﻴﺎت أﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﺮأب اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﺨﺎص ﺑﺮﺣﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻴﻴﻪ.
وأﺷــــــﺎرت ﺻــﺤــﻒ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﺸــﻘــﺔ اﳌـــﺬﻛـــﻮرة. وﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق ﻋﻴﻨﻪ، ﺑﲔ ﺗﻔﺤﺺ اﻟﺤﻮاﺳﻴﺐ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺮﺟﻠﲔ ﻋﻦ ﺑﺤﻮث ﻗﺎﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﺑﺨﺼﻮص ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﳌـــﺎدة اﳌﺘﻔﺠﺮة واﺳـﺘـﺨـﺪام اﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ اﻟﺮﺷﺎﺷﺔ ﻣـﻦ ﻃــﺮاز ﻛﻼﺷﻨﻴﻜﻮف وﻗـﻴـﺎدة اﻟﺸﺎﺣﻨﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة. ﺑﻴﺪ أن اﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻬﻤﺎ اﻋﺘﺮﻓﺎ ﺑﻘﻴﺎﻣﻬﻤﺎ ﺑﺘﺠﺮﺑﺘﲔ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺣﺼﻮل ﺗﻔﺠﻴﺮ ﻣﺎدة »ﺗﻲ إن ﺗﻲ ﺑﻲ«.
اﻟﺨﻼﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﳌﺪﻋﻲ اﻟﻌﺎم أن ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗــﻌــﻴــﺶ ﻓــــﻲ »ﻇـــــﻞ اﻟـــﺘـــﻬـــﺪﻳـــﺪات اﻹرﻫــــــــﺎﺑــــــــﻴــــــــﺔ اﻟــــــﺘــــــﻲ ﻳـــﻤـــﺜـــﻠـــﻬـــﺎ ﻣـﺤـﺒـﺬو داﻋـــﺶ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﺘﺒﻨﻮن آﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻪ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮا اﻷراﺿــﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ«. وﺑﺤﺴﺐ ﻣـﻮﻟـﻴـﻨـﺲ، ﻓـــﺈن ﻫـــﺆﻻء ﻳﻤﺜﻠﻮن ﺧـــﻄـــﺮﴽ ﻣــﺸــﺎﺑــﻬــﴼ ﻟــﻠــﺨــﻄــﺮ اﻟـــﺬي ﻳﻤﺜﻠﻪ اﻟــﻌــﺎﺋــﺪون ﻣــﻦ »ﻣـﻴـﺎدﻳـﻦ اﻟﺘﻄﺮف« أﻛــﺎن ذﻟـﻚ ﻓـﻲ ﺳﻮرﻳﺎ أو اﻟــﻌــﺮاق أو ﺑــﻠــﺪان اﻟـﺼـﺤـﺮاء »ﻣــــــﺎﻟــــــﻲ، اﻟــــﻨــــﻴــــﺠــــﺮ، ﺑـــﻮرﻛـــﻴـــﻨـــﺎ ﻓـــﺎﺳـــﻮ، ﺗــــــﺸــــــﺎد...«. وﺻــﻌــﻮﺑــﺔ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻬﺆﻻء ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ أﻧﻬﻢ إﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﺋﺎب اﳌﺘﻮﺣﺪة أو ﻣﻦ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﻨﺎﺋﻤﺔ، أي أﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ ﺗﺤﺖ ﻣﻨﻈﺎر اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣــــﻨــــﻴــــﺔ، وﻳـــﻤـــﻜـــﻦ أن ﻳــــﻘــــﺮروا اﻟﺘﺤﺮك ﻓﻲ أي ﻟﺤﻈﺔ ﻟﺴﺒﺐ أو ﻵﺧﺮ. وﺗﺨﻮف ﺑﺎرﻳﺲ أن ﻫﺰاﺋﻢ »داﻋﺶ« ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق ﻟﻦ ﺗﻀﻊ ﺣﺪﴽ ﻟﻺرﻫﺎب اﻟﺬي ﺿﺮب ﻓﺮﻧﺴﺎ وﺑﻠﺪاﻧﴼ أوروﺑـﻴـﺔ أﺧﺮى »ﺑـﻠـﺠـﻴـﻜـﺎ، ﺑــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺎ، أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ، إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ...« ﻻ ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺳﺘﻐﺬﻳﻪ، ﻣـــﺎ ﻳــﺘــﻄــﻠــﺐ ﺑــﺮأﻳــﻬــﺎ ﻣـــﺰﻳـــﺪﴽ ﻣﻦ اﻟـــﺤـــﺬر واﻟـــﺘـــﻌـــﺎون ﺑـــﲔ اﻟـــــﺪول اﻷوروﺑـــــﻴـــــﺔ. وﺳــﻴــﺒــﺪأ اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻗﺮﻳﺒﺎ دراﺳﺔ ﻣﺸﺮوع ﻗﺎﻧﻮن رﻓﻌﺘﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗـــﻌـــﺰﻳـــﺰ ﺻــــﻼﺣــــﻴــــﺎت اﻷﺟــــﻬــــﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ، رﻏﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻓــــﻲ وﺿـــــﻊ ﺣــــﺪ ﻟــﻠــﻌــﻤــﻞ ﺑــﺤــﺎﻟــﺔ اﻟﻄﻮارئ اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻼد ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻣﲔ.