Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻓﺮﻧﺴﺎ: ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺗﻬﻤﺔ اﻹرﻫﺎب ﳌﻮﻗﻮﻓﲔ ﺣﺎوﻻ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑـ »داﻋﺶ« وﺧﻄﻄﺎ ﻟﺘﻔﺠﻴﺮات

- ﺑﺎرﻳﺲ: ﻣﻴﺸﺎل أﺑﻮ ﻧﺠﻢ

ﻓـــــــــ­ﻲ ﺣـــــــﻤـ­ــــــﺄة اﻟـــﺘـــﺤ­ـــﻀـــﻴــ­ـﺮ ﳌــــﺴــــ­ﻴــــﺮات وإﺿـــــــ­ﺮاﺑـــــــ­ﺎت اﻟـــﻴـــﻮ­م اﻟـــــــﺜ­ـــــــﻼﺛـ­ــــــﺎء اﺣـــــﺘــ­ـــﺠـــــﺎ­ﺟـــــﴼ ﻋـــﻠـــﻰ ﺗـــﻌـــﺪﻳ­ـــﻼت اﻟـــﺤـــﻜ­ـــﻮﻣـــﺔ ﻟــﻘــﺎﻧــ­ﻮن اﻟــــﻌـــ­ـﻤــــﻞ، وﺑـــﺴـــﺒ­ـــﺐ اﻷﻋـــﺎﺻــ­ـﻴـــﺮ اﳌـﺪﻣـﺮة اﻟﺘﻲ ﺿﺮﺑﺖ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎت ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓــﻲ ﺑـﺤـﺮ اﻟـﻜـﺎراﻳـ­ﻴـﺒـﻲ، ﺗــﺮاﺟــﻌـ­ـﺖ ﺗــﻔــﺎﺻــ­ﻴــﻞ اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴ­ـﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺤﻀﺮ ﻟﻬﺎ ﻓـــﻲ إﺣـــــﺪى ﺿـــﻮاﺣـــ­ﻲ ﺑـــﺎرﻳـــ­ﺲ، واﻟﺘﻲ ﻋﻄﻠﺘﻬﺎ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻳـــــــﻮم اﻷرﺑــــــ­ـﻌـــــــﺎ­ء اﳌـــــﺎﺿـ­ــــﻲ ﺑــﻌــﺪ اﻟـﻘـﺒـﺾ ﻋـﻠـﻰ ﺛــﻼﺛــﺔ أﺷــﺨــﺎص، ووﺿﻊ اﻟﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣــﻦ اﳌــﺘــﻔــ­ﺠــﺮات، وﻋــﻠــﻰ ﻛﻤﻴﺎت ﻛــﺒــﻴــﺮ­ة ﻣـــﻦ اﳌـــــﻮاد اﻟــﺪاﺧــﻠ­ــﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻨﻴﻊ ﻣﺘﻔﺠﺮة »أم اﻟﺸﻴﻄﺎن« ﻛـــﻤـــﺎ ﻳــﺴــﻤــﻴ­ــﻬــﺎ أﺗــــﺒـــ­ـﺎع ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ داﻋﺶ. ﻟﻜﻦ اﻟﻀﺠﻴﺞ اﻹﻋﻼﻣﻲ وﺗــــﺒـــ­ـﻌــــﺎت اﻹﻋـــــﺼـ­ــــﺎر »إﻳـــــﺮﻣـ­ــــﺎ« اﻟــــﺬي ﺣــﻤــﻞ اﻟــﺘــﺪﻣـ­ـﻴــﺮ واﻟــﺨــﺮا­ب ﻟﺠﺰﻳﺮﺗﻲ ﺳﺎن ﺑﺮﺗﻠﻴﻤﻲ وﺳﺎن ﻣﺎرﺗﺎن ﺟﻌﻠﺖ ﺗﺘﻤﺎت اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟــﺬي ﺗﻘﻮم ﺑﻪ اﻷﺟـﻬـﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺗﺘﺮاﺟﻊ إﻟﻰ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ رﻏﻢ ﻓﺪاﺣﺔ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ وﻣـــــﺎ ﻛــﺸــﻒ ﻋــﻨــﻪ ﻋــﺼــﺮ اﻷﺣــــﺪ ﻓﺮﻧﺴﻮا ﻣﻮﻟﻴﻨﺲ، اﳌﺪﻋﻲ اﻟﻌﺎم اﳌﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺷﺆون اﻹرﻫﺎب واﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ.

ﻣـــــــــ­ـــﻦ ﺑـــــــــ­ـــﲔ اﻷﺷـــــــ­ـــﺨــــــ­ــــﺎص اﻟـــﺜـــﻼ­ﺛـــﺔ اﻟـــﺬﻳـــ­ﻦ أوﻗــــﻔــ­ــﻮا ﻳــﻮﻣــﻲ اﻷرﺑــﻌــﺎ­ء واﻟﺨﻤﻴﺲ اﳌﺎﺿﻴﲔ، أﺧــﻠــﺖ اﻷﺟــﻬــﺰة اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ ﺳﺒﻴﻞ اﻟـــﺸـــﺨ­ـــﺺ اﻟــــﺜـــ­ـﺎﻟــــﺚ »ﻫـــــﺸـــ­ــﺎم«، ووﺟـــــﻪ اﻻدﻋــــــ­ـﺎء اﻟـــﻌـــﺎ­م رﺳـﻤـﻴـﺎ اﺗــﻬــﺎﻣـ­ـﺎت ﻟﻠﺸﺨﺼﲔ اﻵﺧــﺮﻳــﻦ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺧﻠﻴﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ وأرﺳﻼ إﻟــــﻰ اﻟــﺴــﺠــ­ﻦ. وﻣــــﻦ ﺑـــﲔ ﻫـﺬﻳـﻦ اﻟـﺸـﺨـﺼـﲔ، ﻳـﺒـﺪو ﻋـﻠـﻲ ﻣﺤﻤﺪ رﺣﻤﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺠﻨﺴﻴﺘﲔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »اﻟﺮأس اﳌﺪﺑﺮ«. رﺣﻤﺎﻧﻲ وﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﻣﻴﺎن وﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٦٣ ﻋﺎﻣﴼ، وﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺸﻘﺔ اﻟﺘﻲ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﳌـــﻮاد اﳌﺘﻔﺠﺮة ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻴﻞ ﺟﻮﻳﻒ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣـﺪﺧـﻞ ﺑـﺎرﻳـﺲ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺮأب ﻟﻠﺴﻴﺎرة ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﺗـﻴـﻴـﻪ، ﻏـﻴـﺮ اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻋــــﻦ ﻓـــﻴـــﻞ ﺟــــﻮﻳـــ­ـﻒ، ﺣـــﻴـــﺚ ﻋـﺜــﺮ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﻴﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ اﳌـــﻮاد اﻟـﺪاﺧـﻠـﺔ ﻓـﻲ ﺗﺼﻨﻴﻊ »أم اﻟﺸﻴﻄﺎن«.

أﻣـــﺎ اﻟــﺮﺟــﻞ اﻟــﺜــﺎﻧـ­ـﻲ واﺳـﻤـﻪ ﻓﺮدرﻳﻚ أل، ﻓﻬﻮ ﻣﻮاﻃﻦ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٧٣ ﻋﺎﻣﴼ، اﻋﺘﻨﻖ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٨٠٠٢. وﺑــﺤــﺴــ­ﺐ اﳌــــﺪﻋــ­ــﻲ اﻟــــﻌـــ­ـﺎم ﻓــﺈﻧــﻪ أﻛــﺪ أﻧــﻪ أﺧــﺬ ﻳــﻤــﺎرس اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥١٠٢. وﺑﻌﺪ أن ﻛـﺎن ﺑﺎﺋﻌﴼ ﻣﺘﻨﻘﻼ ﻓﻲ اﻷﺳــﻮاق اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﻋﺎﻃﻼ ﻋﻦ اﻟـﻌـﻤـﻞ ﻣـﻨـﺬ ﻋــﺎم ١١٠٢. وﻧﻘﻠﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺟﻮرﻧﺎل دو دﻳﻤﺎﻧﺶ« اﻷﺳــﺒــﻮﻋ­ــﻴــﺔ أن زوﺟــــﺔ ﻓــﺮدرﻳــﻚ ووﻟﺪﻳﻪ ﻣﺎ زاﻟﻮا ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ رﻏﻢ ﺑﺪء اﻟﻌﺎم اﻟﺪراﺳﻲ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ.

ﻓـــــــــ­ـﻲ ﺣـــــــﺪﻳ­ـــــــﺜــ­ـــــﻪ اﻟــــــﺴـ­ـــــﺮﻳـــ­ـــﻊ ﻟــﻠــﺼــﺤ­ــﺎﻓــﺔ ﻋــﺼــﺮ اﻷﺣـــــــ­ﺪ، أﻛــﺪ ﻓــــﺮﻧـــ­ـﺴــــﻮا ﻣـــﻮﻟـــﻴ­ـــﻨـــﺲ أن ﺧــﻄــﺔ اﻟــﺸــﺨــ­ﺼــﲔ اﳌــــﻮﻗــ­ــﻮﻓــــﲔ ﻛــﺎﻧــﺖ »ﺗﺼﻨﻴﻊ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻣﻦ أﺟـﻞ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻋﺘﺪاء إرﻫﺎﺑﻲ«.

وﺟﺎء ﻫﺬا اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﻌﺪ أن ﺗﻤﺖ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﻤﺎ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻨﺬ ﺗـﻮﻗـﻴـﻔـﻬ­ـﻤـﺎ وﻋــﻘــﺐ ﺗـﻮاﺟـﻬـﻬـ­ﻤـﺎ ﺻﺒﺎح اﻷﺣـﺪ. ﺑﻴﺪ أن ﻣﻮﻟﻴﻨﺲ أﺷﺎر إﻟﻰ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻫﺪف ﻣﺤﺪد ﻛﺎﻧﺎ ﻋﺎزﻣﲔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻪ، وﺟﻞ ﻣـﺎ ﺟــﺎء ﺑـﻪ أﻧﻬﻤﺎ ﻛـﺎﻧـﺎ ﻳﻨﻮﻳﺎن اﺳﺘﻬﺪاف ﻣﻨﻈﻤﺔ »ﺳﺎﻧﺘﻴﻨﻴﻞ« اﳌﻮﻟﺠﺔ اﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ أﻣﻦ وراﺣﺔ اﳌﻮاﻃﻨﲔ واﳌﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮد اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ.

ﻳﻨﻢ ﻛــﻼم اﳌـﺪﻋـﻲ اﻟـﻌـﺎم ﻋﻦ ﻗــﻨــﺎﻋــ­ﺔ ﻣــﻄــﻠــﻘ­ــﺔ ﻟــﺠــﻬــﺔ اﻟــﻐــﺮض اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮﻗﻮﻓﲔ، وﳌﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺤﻀﺮان ﻟﻪ. واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺟﻴﺮار ﻛﻮﻟﻮﻣﺐ ذﻛــــــــ­ـﺮ اﻷﺳـــــــ­ـﺒــــــــ­ﻮع اﳌـــــــﺎ­ﺿـــــــﻲ أن اﳌﻮﻗﻮﻓﲔ زﻋﻤﺎ أﻧﻬﻤﺎ ﻳﺼﻨﻌﺎن اﳌــﺘــﻔــ­ﺠــﺮات ﻟــﺴــﺮﻗــ­ﺔ ﻣـــــﻮزع آﻟــﻲ ﻟـــــــــ­ﻸوراق اﻟـــﻨـــﻘ­ـــﺪﻳـــﺔ. ﻟـــﻜـــﻦ ﻋـﻠـﻲ ﻣــﺤــﻤــﺪ رﺣــﻤــﺎﻧـ­ـﻲ وﻓــــﺮدرﻳ­ــــﻚ أل اﻋﺘﺮﻓﺎ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻨﻮﻳﺎن ﻓﻲ ﻋـﺎم ٥١٠٢ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑــ»داﻋـﺶ« ﻓــــﻲ ﺳــــﻮرﻳــ­ــﺎ ﻟـــﻜـــﻦ اﻓــﺘــﻘــ­ﺎرﻫــﻤــﺎ ﻟـﻼﺗـﺼـﺎﻻت اﻟــﻀــﺮور­ﻳــﺔ ﻣﺤﻠﻴﴼ وﻟــﻸﻣــﻮا­ل اﻟــﻼزﻣــﺔ أﺛﻨﺎﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﻫـــــﺬا اﳌــــﺸـــ­ـﺮوع اﻟــــــﺬي اﺳــﺘــﺒــ­ﺪﻻ ﺑــــــﻪ، ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــــﺎ ﻳــــﺒــــ­ﺪو، ارﺗــــﻜــ­ــﺎب أﻋــﻤــﺎل إرﻫــﺎﺑــﻴ­ــﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻷراﺿـــﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.

وﺑـــﻌـــﻜ­ـــﺲ اﳌـــــﻮﻗـ­ــــﻮف اﻷول اﻟــــــــ­ﺬي ﻟـــــﻢ ﻳـــﻜـــﻦ ﻣــــﻌــــ­ﺮوﻓــــﴼ ﻟـــﺪى اﻷﺟــــﻬــ­ــﺰة اﻷﻣـــﻨـــ­ﻴـــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻴــﺔ، ﻓـــــــﺈن ﻓــــــﺮدر­ﻳــــــﻚ ﻛـــــــﺎن ﻣــــﻮﺟـــ­ـﻮدﴽ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻼﺋــﺤـ­ـﺔ اﳌــﺴــﻤــ­ﺎة »أس« واﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ أﺳﻤﺎء اﻷﺷﺨﺎص اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳـﺸـﻜـﻠـﻮن ﺗـﻬـﺪﻳـﺪﴽ ﻟﻸﻣﻦ ﻓــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﺎ، ﺑـﺴـﺒـﺐ »زﻳـــﺎراﺗـ­ــﻪ« ﻟـــــﻠـــ­ــﻤـــــﻮا­ﻗـــــﻊ اﻟـــــﺠــ­ـــﻬـــــﺎ­دﻳـــــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ وﺑﺴﺒﺐ اﺗﺼﺎﻟﻪ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو، ﺑـ»رﺷﻴﺪ ﻗﺎﺳﻢ« وﻫﻮ ﻓـﺮﻧـﺴـﻲ اﻟـﺘـﺤـﻖ ﺑــــ»داﻋـــﺶ« ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ وﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( اﳌـــﺎﺿـــ­ﻲ. وﻣـــﻌـــﺮ­وف ﻋـــﻦ ﻗـﺎﺳـﻢ أﻧــﻪ ﻛــﺎن أﺣــﺪ ﻛـﺒـﺎر »اﳌﺠﻨﺪﻳﻦ« اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻴــﲔ، وﺑــــﺮز اﺳــﻤــﻪ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻣــﺮة ﻓـﻲ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎت ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت إرﻫــﺎﺑــﻴ­ــﺔ ﺣـﺼـﻠـﺖ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻣﲔ اﳌﺎﺿﻴﲔ.

وﻋــــــــ­ﻠــــــــﻰ رﻏــــــــ­ــــﻢ ﺿــــﺒــــ­ﺎﺑــــﻴـــ­ـﺔ ﻣـــﺸـــﺮو­ع اﳌــﺘــﻬــ­ﻤــﲔ اﻹرﻫــــﺎﺑ­ــــﻲ، ﻓـــﺈن ﻣـــﺎ ﺟــﻤــﻌــﺎ­ه ﻣـــﻦ ﻣــــﻮاد وﻣــﺎ ﻗـــﺎﻣـــﺎ ﺑـــﻪ ﻣـــﻦ ﺗــﺤــﻀــﻴ­ــﺮات ﻳــﺪل ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ. ﻓﻤﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ، ﻋـﻤـﺪا إﻟــﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺷﻘﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ رﺣﻤﺎﻧﻲ إﻟﻰ »ﻣﺨﺘﺒﺮ« ﻟﺘﺼﻨﻴﻊ اﳌﺘﻔﺠﺮات. وﻗﺪ اﻋﺘﺮف اﻟﺸﺨﺼﺎن ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻨﻮﻳﺎن ﺗﺼﻨﻴﻊ ﻣـﺎ ﺑـﲔ ٣ و٤ ﻛﻴﻠﻮﻏﺮاﻣﺎت ﻣـﻦ ﻣــﺎدة »ﺗﻲ آي ﺗـﻲ ﺑــﻲ« وﻋـﺜـﺮت اﳌـﺨـﺎﺑـﺮا­ت وﺟــﻬــﺎز ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫــــﺎب ﻋﻠﻰ ٥٠١ ﻏــــﺮاﻣــ­ــﺎت ﻣــــﻦ ﻫـــــﺬه اﳌـــــﺎدة ﻓـــﻲ ﺷــﻘــﺔ ﻓــﻴــﻞ ﺟـــﻮﻳـــﻒ إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ ﻛـﻤـﻴـﺎت ﻣــﻦ اﳌـــﻮاد اﻟـﺪاﺧـﻠـﺔ ﻓــــﻲ ﺗــﺼــﻨــﻴ­ــﻊ اﳌـــــــﺎ­دة اﳌــﺘــﻔــ­ﺠــﺮة ﻣــﺜــﻞ أﺳـــﻴـــﺪ اﻷﺳـــﻴـــ­ﺘـــﻮن، وﻣـــﺎء اﻷوﻛﺴﺠﲔ وأﺳﻴﺪ اﻟﺴﻮﻟﻔﻮرﻳﻚ إﺿــــﺎﻓــ­ــﺔ إﻟـــــﻰ ﻣــــﻌــــ­ﺪات وأﺳـــــﻼك ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺿــﺮورﻳــﺔ ﻟﻠﺘﻔﺠﻴﺮ. ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺜﺮ اﳌﺤﻘﻘﻮن ﻋﻠﻰ ﻛﻤﻴﺎت أﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﺮأب اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﺨﺎص ﺑﺮﺣﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻴﻴﻪ.

وأﺷــــــﺎ­رت ﺻــﺤــﻒ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟــﻌــﺮﺑـ­ـﻴــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﺸــﻘــ­ﺔ اﳌـــﺬﻛـــ­ﻮرة. وﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق ﻋﻴﻨﻪ، ﺑﲔ ﺗﻔﺤﺺ اﻟﺤﻮاﺳﻴﺐ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺮﺟﻠﲔ ﻋﻦ ﺑﺤﻮث ﻗﺎﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﺑﺨﺼﻮص ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﳌـــﺎدة اﳌﺘﻔﺠﺮة واﺳـﺘـﺨـﺪا­م اﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ اﻟﺮﺷﺎﺷﺔ ﻣـﻦ ﻃــﺮاز ﻛﻼﺷﻨﻴﻜﻮف وﻗـﻴـﺎدة اﻟﺸﺎﺣﻨﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة. ﺑﻴﺪ أن اﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻬﻤﺎ اﻋﺘﺮﻓﺎ ﺑﻘﻴﺎﻣﻬﻤﺎ ﺑﺘﺠﺮﺑﺘﲔ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺣﺼﻮل ﺗﻔﺠﻴﺮ ﻣﺎدة »ﺗﻲ إن ﺗﻲ ﺑﻲ«.

اﻟﺨﻼﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﳌﺪﻋﻲ اﻟﻌﺎم أن ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗــﻌــﻴــﺶ ﻓــــﻲ »ﻇـــــﻞ اﻟـــﺘـــﻬ­ـــﺪﻳـــﺪا­ت اﻹرﻫــــــ­ــﺎﺑــــــ­ــﻴـــــــ­ـﺔ اﻟــــــﺘـ­ـــــﻲ ﻳـــﻤـــﺜـ­ــﻠـــﻬـــ­ﺎ ﻣـﺤـﺒـﺬو داﻋـــﺶ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﺘﺒﻨﻮن آﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘ­ﻪ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮا اﻷراﺿــﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ«. وﺑﺤﺴﺐ ﻣـﻮﻟـﻴـﻨـﺲ، ﻓـــﺈن ﻫـــﺆﻻء ﻳﻤﺜﻠﻮن ﺧـــﻄـــﺮﴽ ﻣــﺸــﺎﺑــ­ﻬــﴼ ﻟــﻠــﺨــﻄ­ــﺮ اﻟـــﺬي ﻳﻤﺜﻠﻪ اﻟــﻌــﺎﺋـ­ـﺪون ﻣــﻦ »ﻣـﻴـﺎدﻳـﻦ اﻟﺘﻄﺮف« أﻛــﺎن ذﻟـﻚ ﻓـﻲ ﺳﻮرﻳﺎ أو اﻟــﻌــﺮاق أو ﺑــﻠــﺪان اﻟـﺼـﺤـﺮاء »ﻣــــــﺎﻟـ­ـــــﻲ، اﻟــــﻨـــ­ـﻴــــﺠـــ­ـﺮ، ﺑـــﻮرﻛـــ­ﻴـــﻨـــﺎ ﻓـــﺎﺳـــﻮ، ﺗــــــﺸــ­ــــﺎد...«. وﺻــﻌــﻮﺑـ­ـﺔ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻬﺆﻻء ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ أﻧﻬﻢ إﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﺋﺎب اﳌﺘﻮﺣﺪة أو ﻣﻦ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﻨﺎﺋﻤﺔ، أي أﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ ﺗﺤﺖ ﻣﻨﻈﺎر اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣــــﻨــ­ــﻴــــﺔ، وﻳـــﻤـــﻜ­ـــﻦ أن ﻳــــﻘــــ­ﺮروا اﻟﺘﺤﺮك ﻓﻲ أي ﻟﺤﻈﺔ ﻟﺴﺒﺐ أو ﻵﺧﺮ. وﺗﺨﻮف ﺑﺎرﻳﺲ أن ﻫﺰاﺋﻢ »داﻋﺶ« ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق ﻟﻦ ﺗﻀﻊ ﺣﺪﴽ ﻟﻺرﻫﺎب اﻟﺬي ﺿﺮب ﻓﺮﻧﺴﺎ وﺑﻠﺪاﻧﴼ أوروﺑـﻴـﺔ أﺧﺮى »ﺑـﻠـﺠـﻴـﻜـ­ﺎ، ﺑــﺮﻳــﻄــ­ﺎﻧــﻴــﺎ، أﳌــﺎﻧــﻴـ­ـﺎ، إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ...« ﻻ ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺳﺘﻐﺬﻳﻪ، ﻣـــﺎ ﻳــﺘــﻄــﻠ­ــﺐ ﺑــﺮأﻳــﻬـ­ـﺎ ﻣـــﺰﻳـــﺪ­ﴽ ﻣﻦ اﻟـــﺤـــﺬ­ر واﻟـــﺘـــ­ﻌـــﺎون ﺑـــﲔ اﻟـــــﺪول اﻷوروﺑــــ­ـﻴـــــﺔ. وﺳــﻴــﺒــ­ﺪأ اﻟــﺒــﺮﳌـ­ـﺎن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻗﺮﻳﺒﺎ دراﺳﺔ ﻣﺸﺮوع ﻗﺎﻧﻮن رﻓﻌﺘﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗـــﻌـــﺰﻳ­ـــﺰ ﺻــــﻼﺣـــ­ـﻴــــﺎت اﻷﺟــــﻬــ­ــﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ، رﻏﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻓــــﻲ وﺿـــــﻊ ﺣــــﺪ ﻟــﻠــﻌــﻤ­ــﻞ ﺑــﺤــﺎﻟــ­ﺔ اﻟﻄﻮارئ اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻼد ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻣﲔ.

 ??  ?? ﻳﺘﻈﺎﻫﺮون ﺿﺪ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻄﻮارئ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ أول ﻣﻦ أﻣﺲ )أ.ف.ب(
ﻳﺘﻈﺎﻫﺮون ﺿﺪ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻄﻮارئ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ أول ﻣﻦ أﻣﺲ )أ.ف.ب(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia