ﻏﻴﺎب اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ

< ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣﻘﺎل ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ »إرﻫﺎب... ووﺳﺎدة ﻧﻮوﻳﺔ« اﳌﻨﺸﻮر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ١١ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( اﻟﺤﺎﻟﻲ، أود أن أﻗـــﻮل إن اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟـــﺬي ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻋـﺎﻟـﻢ ﻣﺨﻴﻒ ﻣﻀﻄﺮب وﻣﺸﻮش ﺿﺒﺎﺑﻲ، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﳌﺮء ﻓﻴﻪ ﻳﺤﺴﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻷﻣﻮر وﻻ اﻟـﺒـﺸـﺮ ﻣــﻦ ﺣــﻮﻟــﻪ، ﻟـﻘـﺪ ﻓـﻘـﺪﻧـﺎ ﻓــﻲ ﻫــﺬا اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟـﻘـﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﻌﺪو ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻳﻖ واﻟﺤﻠﻴﻒ اﳌﻮﺛﻮق ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻴﻒ اﳌﺪﻋﻲ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ أﻗﺮب اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻚ، وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻘﻴﻤﴼ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻚ وﻓﻲ ﻋﻤﻘﻚ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ، ﻟﻜﻦ اﻟﺴﺆال اﳌﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻮل ﻋﺎﳌﻨﺎ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﳌﻮﺣﺶ؟ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮي إﻧﻪ ﻏﻴﺎب اﻟﻘﻴﻢ واﳌﺜﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﺘﻲ اﺧﺘﻔﺖ وراء ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺪول ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻫﻨﺎك دول ذات ﻧﻈﺮة ﻋـﺪواﻧـﻴـﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻟـﻢ ﺗﺒﻠﻎ اﻟـﺮﺷـﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ أﻋﻄﺖ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ دورا ﻳـﻔـﻮق إﻣﻜﺎﻧﻴﺘﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻧﺮى أن ﻣﺜﻞ ﻫــﺬه اﻟـــﺪول واﻗـﻌـﺔ ﺗﺤﺖ رﺣـﻤـﺔ ﻣـﺎ اﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ ﺑـﺎﻟـﺪﻳـﻜـﺘـﺎﺗـﻮرﻳـﲔ اﻟـــﺬي ﻳـــﺮون أن اﻧﺴﺠﺎﻣﻬﻢ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﺑﻞ وﺗﻨﻤﻴﺔ ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮا ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﺪاوة ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻻ ﻳﻬﻤﻬﻢ إﻻ ﻣﺎ ﻳﺮﺳﺦ وﺟﻮدﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ، أﻣﺎ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﻋﻈﻤﻰ ﻓﺘﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌـﺴـﺆوﻟـﻴـﺔ اﻟـﻜـﺒـﺮى ﻓــﻲ ﻓـﻮﺿـﻰ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ أو ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗـــﻞ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣـﻨـﻬـﺎ، ﻷﻧــﻬــﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻣــﻦ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﺤﻀﺎري واﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺿﺒﻂ اﻷﻣﻮر ﻟﻮ ﻏﻠﺒﺖ ﻧﺰﻋﺘﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ اﻵﻧﻴﺔ وﻧﻈﺮت ﻟﺒﺎﻗﻲ اﻟﺸﻌﻮب ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﻈﺮة إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ اﳌﺼﺎﻟﺢ. ﺣﺴﻦ اﻟﻮﺻﺎﻟﻲ - اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ

hswasali@gamil.com