ﻣﻌﺮض »ﻣﻘﻄﻮﻋﺎت وأﻟﻮان« ﺗﻜﺮﻳﻢ ﻷﻣﲔ اﻟﺒﺎﺷﺎ ﻣﻦ »ﻣﺘﺤﻒ ﺳﺮﺳﻖ«
ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻧﺤﻮ ٠٤ ﻟﻮﺣﺔ ﲢﻜﻲ ﻋﻦ ﻣﺸﻮاره اﻟﻔﲏ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ
ﻳــﻌــﺪ اﻟــﺮﺳــﺎم أﻣـــﲔ اﻟــﺒــﺎﺷــﺎ ﻣﻦ اﻟــﺸــﺨــﺼــﻴــﺎت اﻟــﻔــﻨــﻴــﺔ اﻟــــﺒــــﺎرزة ﻓـﻲ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﻔﻨﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ. وﻗـﺪ ﻋﺸﻖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﺮوت إﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﻮﻟﻊ، ﻓﺎرﺗﺒﻂ اﺳﻤﻪ ﺑﻬﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ اﻷﺳـﻄـﻮرة اﻟﺘﻲ واﻛــــﺒــــﺘــــﻪ ﻓـــــﻲ ﺗـــﻨـــﻘـــﻼﺗـــﻪ وأﺳـــــﻔـــــﺎره ﺧـﺎرﺟـﻬـﺎ، وﺗـﺸـﺒـﻊ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﺑﻤﺸﺎﻫﺪ ﻣـﻨـﻬـﺎ، ﻓـﺤـﻔـﺮت ﻓــﻲ ذاﻛـــﺮﺗـــﻪ، واﻟـــﺬي ﻛﺎن ﻳﺮاﻓﻖ واﻟﺪه ﻓﻲ ﻣﺸﺎوﻳﺮه ﺣﻮل اﳌﺪﻳﻨﺔ وﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ اﻟﺒﺤﺮ.
وﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ ﺗﻜﺮم ﺑﻴﺮوت اﺑﻨﻬﺎ اﳌﻮﻟﻮد ﻓﻴﻬﺎ )ﻋـﺎم ٢٣٩١( ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺮض ﻓﻨﻲ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻧﺤﻮ ٠٤ ﻟــﻮﺣــﺔ وﻳـﺤـﻤـﻞ ﻋــﻨــﻮان »ﻣـﻘـﻄـﻮﻋـﺎت وأﻟـــﻮان«. ﻫـﺬا اﳌﻌﺮض اﻟــﺬي ﻳﻔﺘﺘﺢ ﻏــــﺪﴽ )٤١ اﻟــــﺠــــﺎري( ﻟـﻴـﺴـﺘـﻤـﺮ ﺣﺘﻰ ﻣـﻨـﺘـﺼـﻒ ﻣــــﺎرس )آذار( اﳌــﻘــﺒــﻞ ﻓﻲ ﻣــﺘــﺤــﻒ ﺳـــﺮﺳـــﻖ ﺳــﻴــﻜــﻮن ﺑــﻤــﺜــﺎﺑــﺔ اﻟـــﺒـــﻮاﺑـــﺔ اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻴــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳـﻔـﺘـﺤـﻬـﺎ اﳌﺘﺤﻒ اﳌــﺬﻛــﻮر أﻣــﺎم رواده ﻟﻴﻜﻮن اﻷول ﺿـﻤـﻦ ﺳـﻠـﺴـﻠـﺔ ﻣــﻦ اﳌــﻌــﺎرض اﻟـﺘـﻲ ﺳـﺘـﻜـﺮم ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﻮاﻟـﻴـﺮﺳـﺎﻣـﲔ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن.
»اﳌــــﻌــــﺮض ﻫــــﻮ ﺑــﻤــﺜــﺎﺑــﺔ رﺣــﻠــﺔ ﺳـﻴـﻘـﻮم ﺑـﻬـﺎ زاﺋــــﺮه ﻓــﻲ ﻣــﺴــﺎر أﻣـﲔ اﻟﺒﺎﺷﺎ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻪ ﻓـﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﺣــﺘــﻰ ﻋـــﺎم ٣١٠٢«. ﺗــﻘــﻮل أﻧﺠﻠﻴﻨﺎ اﻟـــﺒـــﺎﺷـــﺎ زوﺟـــــــﺔ اﻟـــﻔـــﻨـــﺎن اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻲ ﻟـــــ »اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳــــــــــــﻂ«. وﺗـــﻀـــﻴـــﻒ: »ﺳـﻴـﻐـﻮص ﻓــﻲ ﺧـﻴـﺎل أﻣــﲔ اﻟﺒﺎﺷﺎ وﻳﺘﻌﺮف إﻟﻰ ﻓﻨﻪ ﻋﻦ ﻗﺮب، ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳـﻤـﺜـﻞ ﻟــﻪ اﻟــﺮﺳــﻢ ﻣــــﺎدة اﻷوﻛـﺴـﺠــﲔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﺸﻘﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﻟﻮﻻه ﻻﺧﺘﻨﻖ«.
٤ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت رﺋﻴﺴﻴﺔ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓــﻲ أﻋــﻤــﺎل أﻣــﲔ اﻟـﺒـﺎﺷـﺎ اﳌـﻌـﺮوﺿـﺔ ﻓــــــﻲ ﻣـــﺘـــﺤـــﻒ ﺳـــــﺮﺳـــــﻖ ﻟــــﻐــــﺎﻳــــﺔ ٢١ ﻣـــــــﺎرس اﳌـــﻘـــﺒـــﻞ، وﺗـــﺘـــﻤـــﺤـــﻮر ﺣـــﻮل اﻟﻔﻦ اﻟﺘﺠﺮﻳﺪي واﳌﻨﺎﻇﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟـــﺨـــﻴـــﺎل )ﻓــﺎﻧــﺘــﺎﺳــﺘــﻴــﻚ( واﻟـــﺪﻳـــﻦ. ﻓـــﺘـــﺮﺻـــﺪ ﺗــــﺤــــﻮﻻت ﻣــــﺴــــﺎره اﻟــﻔــﻨــﻲ اﻟـﺘـﺼـﺎﻋـﺪي ﻣــﻦ ﻣـﻨـﺎﺧـﺎت اﻟﺘﺠﺮﻳﺪ وﻋـــﺘـــﺒـــﺎت اﻟــﺘــﻌــﺒــﻴــﺮ اﳌـــﺘـــﺤـــﺮرة إﻟــﻰ ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻷﻟﻮان اﳌﺮﺗﺠﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺸﻜﻴﻠﻲ ﻣﺘﻨﺎﻏﻢ.
ﺗـﻮﺿـﺢ أﻧﺠﻠﻴﻨﺎ اﻟـﺒـﺎﺷـﺎ: »ﻫﻮ اﺑـــﻦ اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ وﻟــﻌــﻞ ﻋـﺸـﻘـﻪ ﻟـﺒـﻴـﺮوت دﻓـﻌـﻪ ﻻﻛـﺘـﺸـﺎف ﻣــﺪن أﺧـــﺮى ﻛﺜﻴﺮة وﺑــﺴــﻬــﻮﻟــﺔ ﺗـــﺎﻣـــﺔ، ﺑــﺤــﻴــﺚ ﻛــــﺎن ﻓـﻲ اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ أن ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﻣﺸﺎﻫﺪﻫﺎ وﻣﻌﺎﳌﻬﺎ ﺑﻔﺘﺮة ﻗﺼﻴﺮة ﻻ ﻳﺠﻴﺪﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮون«.»ﺧﺮاﺑﺔ ﻗﺮﻃﺒﺎ« و»اﻟﻌﺸﺎء اﻟـﺴـﺮي« و»اﻷورﻛــﺴــﺘــﺮا« و»اﻟﻌﺸﺎء اﻟﺤﻤﻴﻤﻲ« و»اﻟـﺤـﺼـﺎن اﻟﺨﺸﺒﻲ«، ﻫﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻟـــﻮﺣـــﺎت أﻣــــﲔ اﻟــﺒــﺎﺷــﺎ ﻓـــﻲ ﻣــﻌــﺮض »ﻣــﻘــﻄــﻮﻋــﺎت وأﻟـــــــــﻮان«. »ﻟــﻘــﺪ ﺗــﺄﺛــﺮ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ إﻟﻰ أﺑﻌﺪ ﺣﺪود ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻨﺒﻌﺎ ﻷﻓﻜﺎره اﻟﻔﻨﻴﺔ. وإذا ﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ أﺣﺪﻫﻢ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﻴﻒ ﺗﺴﺘﻮﺣﻲ أﻓﻜﺎرك وﻣﻤﻦ؟ ﻳﺮد ﺑﺴﺮﻋﺔ: اﻟﻮﺣﻲ ﺳﻴﺰورك دون ﺷﻚ وأﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ«.
وﺣﺴﺐ أﻧﺠﻠﻴﻨﺎ اﻟـﺰوﺟـﺔ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ٢٥ ﻋﺎﻣﺎ، ﻓﺈن أﻣﲔ اﻟــﺒــﺎﺷــﺎ ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻳـﺘـﺨـﻠـﻰ ﻳــﻮﻣــﺎ ﻋﻦ دﻓﺘﺮه وﻗﻠﻤﻪ وأدواﺗﻪ، وأﻳﻨﻤﺎ ﺟﻠﺲ ﻛـــﺎﻧـــﺖ اﻟــــﺮﺳــــﻮم ﺻــﺪﻳــﻘــﺘــﻪ. وﻟــﺬﻟــﻚ ﻧﺠﺪ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺸﺘﻰ اﳌﻮاﺿﻴﻊ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﺑﻌﻨﺎوﻳﻦ ﻣﻌﻴﻨﺔ.
ﺗـــﻠـــﻘـــﻰ أﻣــــــﲔ اﻟـــﺒـــﺎﺷـــﺎ دروﺳــــــﻪ ﻓــﻲ اﻷﻛــﺎدﻳــﻤــﻴــﺔ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﺔ ﻟﻠﻔﻨﻮن اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ، ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ إﻟﻰ اﳌﻌﻬﺪ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻔﻨﻮن اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ وأﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ »دي ﻻ ﻏﺮاﻧﺪ ﺗﺸﻮﻣﻴﻴﺮ« ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ.
وﺑـﲔ رﺳــﻮم اﻷﻛـﻮارﻳـﻞ وأﺧـﺮى ﺗﺄﺧﺬﻧﺎ إﻟﻰ ﻓﻦ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »اﻟﻼﻧﻬﺎﻳﺔ«، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﻦ اﻟﺘﺠﺮﻳﺪي اﻟــﺬي ﻏــﺎص ﻓـﻲ ﺣﻨﺎﻳﺎه وﻏــــــﺐ ﻣــﻨــﻪ روﺣـــﻴـــﺔ ﻓــﻨــﻴــﺔ ﺟـــﺪﻳـــﺪة، ﺳــﻴــﺘــﻌــﺮف زاﺋـــــﺮ ﻫــــﺬا اﳌـــﻌـــﺮض إﻟــﻰ رﺳﻮم أﻣﲔ اﻟﺒﺎﺷﺎ اﻟﺘﻲ ﺧﺎﻃﺐ ﺑﻬﺎ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ وأﺧـﺮى ﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺒﺔ اﻟﺤﺮب اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺮوت اﻟﺴﻼم »ﺳﺖ اﻟﺪﻧﻴﺎ«.
»ﻫﻮ ﻣﻌﺮض ﺻﻐﻴﺮ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ وﻟـﻜـﻨـﻪ ﻳــﻮﺟــﺰ ﺳــﻴــﺮة ﺣــﻴــﺎة وﺷﻐﻒ ﻣـــﻮﻫـــﺒـــﺔ وﺣــــــــﺐ ﺑـــــــﻴـــــــﺮوت«، ﺗــﺨــﺘــﻢ زوﺟﺘﻪ أﻧﺠﻴﻼ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻣﺸﻴﺮة إﻟﻰ أن زوﺟﻬﺎ ﻓﻨﺎن ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﻜﺮر، وﺑـﺄﻧـﻬـﺎ ﺗـﻌـﺘـﺰ ﺑــﻮاﺣــﺪة ﻣــﻦ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﻓﺘﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ﻟﺴﺎﻋﺎت دون ﻣﻠﻞ أﻻ وﻫﻲ »اﻟﻌﺸﺎء اﻟﺴﺮي«.