Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻣﺼﺎدر ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ: ﺣﻞ اﻷزﻣﺔ ﺑﲔ أرﺑﻴﻞ وﺑﻐﺪاد ﻓﻲ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮر

ﻧﻔﺖ ﻟـ وﺟﻮد »ﻣﺒﺎدرة« رﺳﻤﻴﺔ ﻣﺸﱰﻛﺔ ﻣﻊ أﻧﻘﺮة

- ﺑﺎرﻳﺲ: ﻣﻴﺸﺎل أﺑﻮﻧﺠﻢ

ﻓــﻲ اﻷﻳــــﺎم اﻷﺧـــﻴـــ­ﺮة، ﻧـﺸـﻄـﺖ ﺑــﺎرﻳــﺲ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴ­ﺔ ﺑـﺎﺗـﺠـﺎه اﳌـﺴـﺄﻟـﺔ اﻟـﻜـﺮدﻳـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﺮاق واﺳـــﺘـــ­ﺸـــﻌـــﺮت اﻟـــﺨـــﻄ­ـــﺮ اﳌـــﺘـــﻤ­ـــﺜـــﻞ ﺑـــﺎﺳـــﺘ­ـــﻔـــﺘــ­ـﺎء ﻋـﻠـﻰ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺬي ﺗﻨﻮي أرﺑﻴﻞ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ اﻻﺛﻨﲔ اﳌﻘﺒﻞ. ﻓﻮزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺟﺎن إﻳﻒ ﻟﻮ درﻳـﺎن زار ﺑﻐﺪاد وإﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﻻﺣﻘﺎ إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﻘﻰ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻧﻈﻴﺮه اﻟﺘﺮﻛﻲ. ﻛﺬﻟﻚ أﺟــﺮى ﺟﻮﻟﺔ ﻣــﺸــﺎورا­ت دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ واﺳﻌﺔ ﻟﺘﻼﻓﻲ ﻣﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮه »ﺧﻄﺮا داﻫﻤﺎ« و»ﺗﺄﺳﻴﺴﺎ ﻟﺤﺮب ﺟﺪﻳﺪة« ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ورﺑﻤﺎ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ.

وﻟـــﻢ ﺗـﻘـﺘـﺼـﺮ اﻻﺗـــﺼـــ­ﺎﻻت ﻋــﻠــﻰ ﻟـــﻮ درﻳــــــﺎ­ن، ﺑﻞ ﺳﺎﻫﻢ ﺑﻬﺎ أﻳﻀﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون. وﺧﻼل اﻟـﺴـﺎﻋـﺎت اﳌـﺎﺿـﻴـﺔ، ﻛــﺎن اﳌـﻠـﻒ اﻟــﻜــﺮدي ﺣـﺎﺿـﺮا ﻓﻲ اﻟــﻠــﻘــ­ﺎءات اﻟــﺘــﻲ أﺟـــﺮاﻫــ­ـﺎ اﻷﺧــﻴــﺮ أول ﻣــﻦ أﻣـــﺲ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺴﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ واﻹﻳﺮاﻧﻲ وأﻣﺲ ﻣﻊ ﻧﻈﻴﺮه اﻟﺘﺮﻛﻲ رﺟﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏﺎن. وﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، ﻛـﺎﻧـﺖ ﺑــﺎرﻳــﺲ واﺿــﺤــﺔ ﻓــﻲ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣــﻦ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﳌﺮﺗﻘﺐ اﻟـﺬي ﻋﻜﺴﺘﻪ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻟﻮ درﻳـﺎن ﻣﺠﺪدا أول ﻣﻦ أﻣﺲ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺣﻴﺚ وﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ »ﻣﺒﺎدرة ﻏــﻴــﺮ ﻣــﻨــﺎﺳــ­ﺒــﺔ«. وﻗــﺎﻟــﺖ ﻣــﺼــﺎدر رﺳــﻤــﻴــ­ﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻬﺎ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ« أﻣـﺲ: »إﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﻟﻬﺬا اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء أن ﻳﺤﺼﻞ وﻧﺤﻦ ﻧﺒﺬل ﺟﻬﻮدا ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻨﺎ وﻣﻊ آﺧﺮﻳﻦ ﻹﻗﻨﺎع اﻷﻛﺮاد ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺆول دون ﺗﺪﻫﻮر اﻟﻮﺿﻊ« ﻫﻨﺎك.

وإزاء اﻟـﺘـﻘـﺎرﻳ­ـﺮ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻣﻨﺬ ﻳــﻮﻣــﲔ ﻋــﻦ ﻣــﺒــﺎدرة ﻣـﺸـﺘـﺮﻛـﺔ ﻓـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ - ﺗـﺮﻛـﻴـﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق، ﻗﺎﻟﺖ اﳌﺼﺎدر اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ إﻧﻪ »ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻣﺒﺎدرة ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ« ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﺑﺎرﻳﺲ وأﻧـﻘـﺮة وإن ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ اﻧﻄﻠﻖ ﻵن ﺳﻔﻴﺮا ﻓﺮﻧﺴﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ ﻗﺎﻣﺎ ﺑﺰﻳﺎرة ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟـــﻮزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻓـﻲ ﺑـﻐـﺪاد وﻛـﺬﻟـﻚ ﻓﻌﻞ اﻟﻘﻨﺼﻼن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ واﻟﺘﺮﻛﻲ ﻟﺪى اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻜﺮدﻳﺔ ﻓـﻲ أرﺑــﻴــﻞ. وأﺿــﺎﻓــﺖ ﻫــﺬه اﳌــﺼــﺎدر أﻧــﻪ ﺛﻤﺔ »ﻧﻘﺎط ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ« ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﳌﻮﺿﻮع اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء وﳌﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ. ﻟﻜﻦ، ﺗﻀﻴﻒ اﳌﺼﺎدر اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ »ﻫــﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧـﻨـﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﻣﻌﺎ ﺑﻤﺒﺎدرة ﻣﻮﺣﺪة« ﻣﻠﻤﺤﺔ ﺿﻤﻨﺎ ﻟﻠﻤﻨﻄﻠﻘﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮك اﻟﻌﺎﺻﻤﺘﲔ.

واﺳﺘﻄﺮدت ﻫﺬه اﳌﺼﺎدر ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ أن ﺑﺎرﻳﺲ ﺗﺆﻳﺪ اﳌﺒﺎدرة اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ اﻷﻣـﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺸﺨﺺ ﻳﺎن ﻛﻮﺑﻴﺲ اﻟﺬي زار اﻟﻌﺮاق ﻓﻲ ٤١ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( ﻣﻘﺘﺮﺣﺎ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻣﻘﺎﺑﻞ أن ﺗﺘﻌﻬﺪ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﺑﲔ ﺑﻐﺪاد وأرﺑﻴﻞ ﻟﺜﻼث ﺳﻨﻮات وأن ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ اﻗﺘﺮاح اﻟﺤﻠﻮل. وﻓﻲ أي ﺣﺎل، ﻓﺈن ﺑﺎرﻳﺲ »ﻻ ﺗﺮى ﻏﻀﺎﺿﺔ« ﻓﻲ أن ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ أو ذاك أو ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان ﳌﻨﻊ اﻧﺰﻻق اﻟﻌﺮاق إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎه وأن اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻫﻮ »اﻟﺤﻮار« ﻣﻊ اﻹﻋﺮاب ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺣﺎل ﻃﻠﺐ ذﻟﻚ. وﻟﺨﺺ ﻟﻮ درﻳﺎن ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺑﻼده ﺑﺎﻟﻘﻮل: إﻧﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق »ﻧﻌﻤﻞ« ﻟﻺﻋﺪاد ﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ »داﻋﺶ«، وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻨﺎ ﻓﺈن ﻣﺎ ﺑﻌﺪ )داﻋﺶ( ﻳﻔﺘﺮض ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ ﻳﺸﻤﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻳﺤﺘﺮم اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻌﺮاﻗﻲ وﺑﻌﺪه اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ واﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻠﻪ ووﺣﺪة أراﺿﻲ اﻟﻌﺮاق.

وﺛﻤﺔ ﻣﻨﻄﻠﻖ أﺳﺎﺳﻲ ﻳﺸﺪد ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺴﻮؤﻟﻮن اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـ­ﻴـﻮن وﻫـــﻮ اﺣـــﺘـــﺮ­ام اﻟــﺪﺳــﺘـ­ـﻮر اﻟــﻌــﺮاﻗ­ــﻲ ﺑﻤﺎ ﻳــﻨــﺺ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻣــﻦ اﺣـــﺘـــﺮ­ام ﺳــﻴــﺎدة ووﺣـــــﺪة وﺳــﻼﻣــﺔ أراﺿﻲ اﻟﻌﺮاق وﻫﻲ ﺗﺆﻛﺪ أن »اﻟﺤﻞ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣــﺎ ﻳـﻨـﺺ ﻋـﻠـﻴـﻪ اﻟــﺪﺳــﺘـ­ـﻮر وﻓـــﻲ ﺗـﻤـﻜـﲔ اﻷﻛـــــﺮا­د ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ« اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻌﻨﻲ، وﻓﻖ اﻟﻘﺮاءة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أن ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻮق ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻤﺎرس ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم. واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﻬﻬﺎ ﺑﺎرﻳﺲ إﻟﻰ ﺑﻐﺪاد ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ دﻋﻮﺗﻬﺎ ﻻﺣﺘﺮام ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻮق وﺗﻤﻜﲔ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ إدارة ذاﺗﻴﺔ ﻣﻮﺳﻌﺔ ﻓﻲ إﻃﺎر ﻧﻈﺎم ﻓﻴﺪراﻟﻲ ﺣﻘﻴﻘﻲ. وﺗــﺼــﻒ اﳌـــﺼـــﺎ­در اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻴــﺔ ﻣــﻮﻗــﻒ ﺑــﺎرﻳــﺲ ﺑـﺄﻧـﻪ »ﻣﺘﻮازن«. وﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ، ﻓﺈن اﳌﺼﺎدر اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﺸﺪد ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة أن ﻳﺘﺤﺎﺷﻰ اﻷﻛﺮاد أي ﺗﺼﺮف »اﺳـﺘـﻔـﺰاز­ي« ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﻫـﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮى ﺑﺎرﻳﺲ أﻧﻪ ﻳﺘﻌﲔ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺠﻬﻮد ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺤﺎرﺑﺔ »داﻋﺶ« واﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻹرﻫﺎب. وﻟﺬا، ﻓﺈن اﳌﺼﺎدر اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﺤﺚ ﻛﻞ اﻷﻃﺮاف ﻋﻠﻰ »اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﺾ اﻟﺘﻮﺗﺮ« ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻷﻛﺮاد ﺑﺄن ﻳﺘﺨﻠﻮا ﻋﻦ ﻣﺸﺮوع اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء.

ﺗـﺸـﻌـﺮ ﺑــﺎرﻳــﺲ أﻧـــﻪ ﻳـﺘـﺮﺗـﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺠﺎه أﻛــﺮاد اﻟــﻌــﺮاق. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺴﺒﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﻋﻠﻰ ﺟـﻌـﻞ ﺷــﻤــﺎل اﻟــﻌــﺮاق ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣـﺤـﺮﻣـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻃـﻴـﺮان ﻧﻈﺎم اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺻــﺪام ﺣﺴﲔ. وﺷـﺎرﻛـﺖ اﻟﻄﺎﺋﺮات اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﺬﻛﻮرة. ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻌﺒﺖ داﻧـﻴـﻴـﻞ ﻣـﻴـﺘـﺮان، زوﺟـــﺔ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻷﺳــﺒــﻖ ﻓﺮﻧﺴﻮا ﻣﻴﺘﺮان ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺆﺳﺴﺘﻬﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ »ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺤﺮﻳﺎت« دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ دﻓﻊ ﺑﺎرﻳﺲ ﳌﻮاﻗﻒ داﻋﻤﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﻜﺮدي وﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﳌﺴﺎﻋﺪات. وﻣﻨﺬ ﺗﻤﺪد »داﻋﺶ« ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ وﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺛـﻠـﺚ ﻣـﺴـﺎﺣـﺘـﻬ­ـﺎ، ﺳــﺎرﻋــﺖ ﺑــﺎرﻳــﺲ إﻟــﻰ اﻻﻧـﻀـﻤـﺎم إﻟـــﻰ اﻟـﺘـﺤـﺎﻟـ­ﻒ اﻟــﺪوﻟــﻲ ﺑــﻘــﻴــﺎ­دة اﻟـــﻮﻻﻳــ­ـﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴ­ـﺔ وأرﺳــﻠــﺖ اﳌــﺪرﺑــﲔ واﻷﺳــﻠــﺤ­ــﺔ واﻟـﻌـﺘـﺎد وﻗﻮﻟﺖ ﻛﻮﻣﺎﻧﺪوز إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺸﻤﺮﻛﺔ. وأﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﺎرﻳﺲ أن ﻟﻬﺎ »ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ« إزاء اﻷﻛﺮاد إذ أن اﻟﺤﺪود اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ وﺣـــﺮﻣـــ­ﺎن اﻷﻛـــــﺮا­د ﻣــﻦ دوﻟــــﺔ ﻟــﻬــﻢ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻫﻢ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ - اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﻤﺜﻼ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺳﺎﻳﻜﺲ - ﺑﻴﻜﻮ اﻟﺘﻲ رﺳﻤﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻔﻮذ ﻛﻞ ﻃﺮف ﺑﻌﺪ اﻧﻬﻴﺎر اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ­ﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ. واﻟﺘﺨﻮف اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ أن اﻧﻔﺼﺎل إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﻋﻦ اﻟﻌﺮاق ﺳﻴﻜﻮن ﻛﻜﺮة اﻟﺜﻠﺞ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﺠﺎوز ﺗﺒﻌﺎﺗﻪ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ وﺣﺪﻫﺎ ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮاﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟـــﺪول اﳌــﺠــﺎور­ة ﻟﻠﻌﺮاق أﻛــﺎن ذﻟــﻚ إﻳـــﺮان أو ﺗﺮﻛﻴﺎ أو ﺳﻮرﻳﺎ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia