Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻳﻨﺸﺊ ﻫﻴﺌﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻔﺮض ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ

ﻣﻜﺘﺐ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ

- ﻟﻨﺪن: أﻣﲑ ﻃﺎﻫﺮي

ﻓﻲ ﺧﻄﻮة ﻫﺪﻓﻬﺎ ﻓﺮض اﳌﺰﻳﺪ ﻣــﻦ اﻟـﻘـﻴـﻮد ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻲ ﺣــﺴــﻦ روﺣـــــﺎﻧ­ـــــﻲ، وﻋــﺮﻗــﻠـ­ـﺘــﻪ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳــﺘــﻌــﻠ­ــﻖ ﺑـــﻮﺿـــﻊ اﻟـــﺴـــﻴ­ـــﺎﺳـــﺎت، أﻣــﺮ ﻋــﻠــﻲ ﺧــﺎﻣــﻨــ­ﺌــﻲ: »اﳌـــﺮﺷـــ­ﺪ اﻷﻋـــﻠـــ­ﻰ« ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻫﻴﺌﺔ رﻗــﺎﺑــﻴـ­ـﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة ﻣــﻦ أﺟـــﻞ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﻛﻞ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻌﻬﺎ.

وﻛـــﺸـــﻒ ﺧــﺎﻣــﻨــ­ﺌــﻲ ﻋـــﻦ ﺧـﻄـﺘـﻪ ﺧــــــــﻼ­ل اﺟـــــﺘــ­ـــﻤـــــﺎ­ع ﺧــــــــﺎ­ص ﳌــﺠــﻠــﺲ اﻟﺨﺒﺮاء ﻋﻘﺪ ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ اﳌﺎﺿﻲ ﻓــﻲ ﻃـــﻬـــﺮا­ن. وﻳــﺘــﻜــ­ﻮن اﳌــﺠــﻠــ­ﺲ ﻣﻦ ٢٩ ﻋـﻀـﻮا، وﺗــﻢ إﻧــﺸــﺎؤه ﺑـﺎﻷﺳـﺎس ﳌﺮاﻗﺒﺔ أداء »اﳌـﺮﺷـﺪ اﻷﻋـﻠـﻰ« ذاﺗــﻪ. ﻣﻊ ذﻟﻚ، ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ اﻟﻄﻮﻳﻞ اﳌﻬﻤﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﻓﻲ دﺳﺘﻮر اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ؛ وﻗﺎل ﻋﻮﺿﴼ ﻋﻦ ذﻟﻚ: إن ﻋﻠﻰ اﳌﺠﻠﺲ »ﺗﻮﻟﻲ ﻣﻬﻤﺔ اﻹﺷﺮاف واﻟــﺮﻗــﺎ­ﺑــﺔ ﻟـﻀـﻤـﺎن اﻻﻟـــﺘـــ­ﺰام ﺑﻤﺴﺎر وﺗﻘﺪم اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ«.

وأوﺿــــــ­ـــــــﺢ ﺧــــﺎﻣـــ­ـﻨــــﺌـــ­ـﻲ ﻗــــﺎﺋـــ­ـﻼ: »ﺗﺘﻮﻟﻰ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ إدارة اﻟﺒﻼد ﻃﺒﻘﴼ ﻟﻨﻬﺞ اﻟﺜﻮرة، ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﺒﺮاء اﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻷﺟﻬﺰة ﻟﻀﻤﺎن اﻟﺘﺰاﻣﻬﺎ ﺑﻤﺴﺎر اﻟﺜﻮرة، وﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻬﺎ ﺣﲔ ﺗﺨﻔﻖ«. ﻧﺘﻴﺠﺔ وﺟﻮد رؤﻳﺔ ﻹﻳﺮان ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺠﺴﻴﺪ ﺛﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ، وﻛﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻣــﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ آﺧـــﺮ، ﺟـﻌـﻞ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻣــﻮاﺟــﻬـ­ـﺔ ﺗـﻨـﺎﻗـﻀـﺎ­ت ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻣﻨﺬ اﻟــﺒــﺪاﻳ­ــﺔ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﺗﻤﺜﻞ رؤﻳﺔ إﻳﺮان دوﻟﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺗﺒﺪأ اﻟﺘﺼﺮف ﻓـــﻲ ﻫــــﺬا اﻹﻃــــــﺎ­ر ﺧــﻄــﺮﴽ ﻻ ﻳــﻘــﻞ ﻋﻦ ﺧﻄﺮ »اﳌــﺆاﻣــﺮ­ات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﻨﻈﺎم«.

وﻗــــــــ­ـﺪ ﺗـــــــﻢ وﺿــــــــ­ـﻊ اﻟـــــﺪﺳـ­ــــﺘـــــ­ﻮر اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟــﺮﺳــﻤـ­ـﻴــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــﻤــﺜــﻠ­ــﻬــﺎ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ وﻣــﺠــﻠــ­ﺲ اﻟــــــــ­ﻮزراء. وﻳــﺘــﻢ ذﻟــــﻚ ﻣﻦ ﺧــﻼل اﻷﺟــﻬــﺰة اﻟـﺜـﻼﺛـﺔ اﳌــﻮﺟــﻮد­ة، وأوﻟﻬﺎ ﻣﺠﻠﺲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم؛ وﻳﻀﻄﻠﻊ ﻫﺬا اﳌﺠﻠﺲ ﺑﺪور اﻟﻮﺳﻴﻂ ﻓﻲ اﻟﺨﻼﻓﺎت ﺑﲔ اﻟﺮﺋﻴﺲ وﻣﺠﻠﺲ اﻟـــﻮزراء ﻣـﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ، وﺑﲔ ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻟـــــﺸــ­ـــﻮرى اﻹﺳـــــﻼﻣ­ـــــﻲ، أو اﻟﺒﺮﳌﺎن، ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ.

اﻷﺳـــﻮأ ﻣــﻦ ذﻟــﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟـﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﻫﻮ أن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻗـﺪ زاد ﺳﻠﻄﺎت ﻣﺠﻠﺲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﻋﺎم ٥١٠٢ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺻـــﺪار أﻣــﺮ ﻟــﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺧﻄﻂ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﴼ ﺧﺎﺻﺔ ﺑــﻜــﻞ ﺟـــﻮاﻧـــ­ﺐ اﻟــﺴــﻴــ­ﺎﺳــﺔ اﻟــﻘــﻮﻣـ­ـﻴــﺔ. وﻳﻌﻨﻲ ﻫــﺬا ﺑﻌﺒﺎرة أﺧـــﺮى، أن ﻣﻦ ﻳـﺸـﻜـﻞ اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ ﻓــﻲ أي وﻗـــﺖ ﻣﻦ اﻷوﻗـــــﺎ­ت ﻟــﻦ ﻳـﺘـﻤـﺘـﻊ ﺑــﺤــﺮﻳــ­ﺔ وﺿــﻊ أي ﺳﻴﺎﺳﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ اﻟـﺨـﻄـﻂ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻢ وﺿـﻌـﻬـﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﺴﺒﻘﴼ. وﻧﻈﺮﴽ ﻷن »اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ« ﻫــﻮ ﻣــﻦ ﻳــﻘــﻮم ﺑـﺘـﻌـﻴـﲔ ﻛــﻞ أﻋــﻀــﺎء ﻣﺠﻠﺲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻨﻈﺎم، ﻣـﻦ اﻟﺒﺪﻳﻬﻲ اﻟـﻘـﻮل إن وﺟـﻬـﺔ ﻧﻈﺮ اﳌـﺮﺷـﺪ ﻫـﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﺳﺎﺋﺪة وﻣﻬﻴﻤﻨﺔ.

اﻟـــﺠـــﻬ­ـــﺎز اﻟـــﺜـــﺎ­ﻧـــﻲ ﻫــــﻮ ﻣـﺠـﻠـﺲ ﺻـــﻴـــﺎﻧ­ـــﺔ اﻟــــﺪﺳــ­ــﺘــــﻮر، اﻟــــــﺬي ﻟــــﻪ ﺣـﻖ اﻟـﻨـﻘـﺾ، واﻻﻋــﺘــﺮ­اض ﻋﻠﻰ أي ﻗــﺮار ﺗـﺘـﺨـﺬه اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ، ﺣـﺘـﻰ إذا ﺣﻈﻲ ﺑﻤﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺒﺮﳌﺎن. وﻳﺴﻴﻄﺮ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﺠﻠﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺒﻪ ﻛﺎﻣﻞ، ﺣــﻴــﺚ ﻳــﻌــﲔ ﺳــﺘــﺔ ﻣــــﻦ ﺑــــﲔ اﻻﺛــﻨــﻲ ﻋﺸﺮ ﻋﻀﻮﴽ، وﻳﺠﺐ أن ﻳﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﻷﻋــــﻀــ­ــﺎء اﻟـــﺴـــﺘ­ـــﺔ اﻵﺧــــﺮﻳـ­ـــﻦ اﻟـــﺬﻳـــ­ﻦ ﻳﺮﺷﺤﻬﻢ اﻟﺒﺮﳌﺎن.

ﺳﺘﺘﻜﻮن اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة، اﻟﺘﻲ أﻣـﺮ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﺈﻧﺸﺎﺋﻬﺎ، ﻣﻦ »ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ«، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻮاﺿﺢ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن »اﳌﻔﻜﺮون« ﺳﻴﻜﻮﻧﻮن ﻣﻦ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﺒﺮاء، أم ﺳﻴﺘﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻت أﺧﺮى. ﻣﻊ ذﻟﻚ؛ ﻧﻈﺮﴽ ﻟﻀﺮورة ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻋﻠﻰ اﳌـﺮﺷـﺤـﲔ، ﻣـﻦ اﻟــﻮاﺿــﺢ أن اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺠﺪﻳﺪ اﳌﻘﺘﺮح ﺳﻮف ﻳﻀﻴﻒ ﻃﺒﻘﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ إﻟـﻰ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﳌﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﻨﻔﻮذ اﻟــــﺬي ﻳـﺘـﻤـﺘـﻊ ﺑـــﻪ »اﳌـــﺮﺷـــ­ﺪ اﻷﻋــﻠــﻰ« ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ.

ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ، ﻟﻦ ﻳﺮﺿﻰ »اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ« ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺜﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ واﺿـﺢ، ﻓﻬﻮ ﻳﺨﺸﻰ ﻣﻦ أن ﻳﻀﺤﻲ اﻟﺮﺋﻴﺲ وﻣﺠﻠﺲ وزراﺋـــﻪ، رﻏــﻢ أﻧــﻪ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮاﻓﻘﺔ »اﳌــﺮﺷــﺪ اﻷﻋــﻠــﻰ«، ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟـﺜـﻮرة ﻣـــﻦ أﺟـــﻞ ﺣــﻤــﺎﻳــ­ﺔ ﻣـﺼـﻠـﺤـﺔ اﻟـــﺪوﻟــ­ـﺔ. ﻟـــﻬـــﺬا اﻟـــﺴـــﺒ­ـــﺐ؛ ﺗــــﻢ إﺑــــﻌـــ­ـﺎد »اﻷﻣــــــﻮ­ر اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ« ﻋﻦ ﻧﻄﺎق ﻋﻤﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ وﻣـــﺠـــﻠ­ـــﺲ اﻟــــــــ­ـــﻮزراء ﻣـــﻨـــﺬ اﻟـــﺒـــﺪ­اﻳـــﺔ. ﻋــﻠــﻰ ﺳـﺒـﻴـﻞ اﳌـــﺜـــﺎ­ل، ﻳـﺘـﺤـﻜـﻢ ﻣﻜﺘﺐ »اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ«، اﻟﺬي ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ »ﺑﻴﺖ اﻟـﻘـﻴـﺎدة«، ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓـﻲ وﺿﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، ﻓﻲ ﺣﲔ ﺗﻘﺘﺼﺮ وﻇﻴﻔﺔ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟـﺒـﺮوﺗـﻮ­ﻛـﻮل واﳌــﺮاﺳــ­ﻢ. ﻛﺬﻟﻚ، ﻳﻘﻮم »ﻓﻴﻠﻖ اﻟــﻘــﺪس«، اﳌـﺴـﺆول ﻋﻦ »ﺗــﺼــﺪﻳــ­ﺮ اﻟـــﺜـــﻮ­رة«، واﻟــــﺬي ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﻤﺴﺎء ﻟﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ »اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ« ﻣﺒﺎﺷﺮة، ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر ﻛﻞ ﺳﻔﺮاء إﻳـﺮان ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.

ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺗﺠﺎه إﻳــــﺮان، اﻟـﺘـﻲ ﺗﺒﻨﺎﻫﺎ ﺑـــﺎراك أوﺑــﺎﻣــﺎ، اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﺴﺆوﻟﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻋﻦ اﺗﺨﺎذ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻗﺮار ﺑﺘﻘﻴﻴﺪ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﻬﻴﺌﺎت، واﻷﺟﻬﺰة اﻟــﺜــﻮرﻳ­ــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺨـﻀـﻊ ﻟـﺴـﻴـﻄـﺮﺗ­ـﻪ. ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺪث أوﺑﺎﻣﺎ ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻦ »دﻋﻢ اﻟــﻌــﻨــ­ﺎﺻــﺮ اﳌــﻌــﺘــ­ﺪﻟــﺔ« اﻋـــﺘـــﻘ­ـــﺎدﴽ ﻣﻨﻪ أن ﻫـــﺬا ﺳـــﻮف ﻳـﺴـﺎﻋـﺪ ﻓــﻲ »ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻓﻲ إﻳﺮان«.

ﻓـــــــﻲ ﻇـــــــﻞ اﺗـــــــﺠ­ـــــــﺎه اﻟـــﺴـــﻴ­ـــﺎﺳـــﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﻳﺒﺪو ﻓـﻲ اﺗﺠﺎه ﻋﻜﺲ اﺗﺠﺎه أوﺑﺎﻣﺎ، ﻳﺸﻌﺮ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ وﻳـﻌـﻤـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﺗـﺪﻋـﻴـﻢ وﺿـﻊ اﻷﺟــﻬــﺰة اﻟـﺜـﻮرﻳـﺔ ﻗﺒﻞ ﺗـﺄﺛـﺮ اﻹدارة اﻷﻣـــﻴـــ­ﺮﻛـــﻴـــﺔ ﺑــﻨــﺴــﺨ­ــﺔ ﺟـــــﺪﻳــ­ـــﺪة ﻣــﻦ ﻋـﻼﻗـﺔ اﻟــﻮد اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺑـﲔ أوﺑـﺎﻣـﺎ واﳌﻌﺘﺪﻟﲔ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان.

ﻫـــــﻨـــ­ــﺎك ﺣــــــﺪﺛـ­ـــــﺎن ﻳـــــــﺆﻛ­ـــــــﺪان أن ﻗـــﺮار ﺧـﺎﻣـﻨـﺌـﻲ ﻫــﺪﻓــﻪ ﻗـــﺺ أﺟﻨﺤﺔ إدارة روﺣـﺎﻧـﻲ اﳌﻌﺘﺪﻟﺔ. اﻷول ﻛﺎن اﳌــﺤــﺎدﺛ­ــﺔ اﻟــﺨــﺎﺻـ­ـﺔ اﻟــﻄــﻮﻳـ­ـﻠــﺔ، اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﺮت أرﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎت، ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟـــﺮوﺳــ­ـﻲ ﻓــﻼدﻳــﻤـ­ـﻴــﺮ ﺑــﻮﺗــﲔ واﻟــﺘــﻲ ﺗــــﻢ إﻗــــﺼـــ­ـﺎء روﺣــــﺎﻧـ­ـــﻲ ﻋــﻨــﻬــﺎ. ﻣـﻨـﺬ ذﻟــﻚ اﻟــﺤــﲔ ﻳـﺘـﻮﻟـﻰ ﻣﻜﺘﺐ »اﳌــﺮﺷــﺪ اﻷﻋـــﻠـــ­ﻰ« أﻣــــﺮ اﻟــﺴــﻴــ­ﺎﺳــﺔ اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻴــﺔ ﺗـﺠـﺎه روﺳــﻴــﺎ، واﻟــﺘــﻲ أﻃـﻠـﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ »اﻟـﻨـﻈـﺮ ﺑـﺎﺗـﺠـﺎه اﻟـﺸـﺮق«، وﻳــﺘــﻢ إرﺳــــــﺎ­ل ﺷــﺨــﺼــﻴ­ــﺎت ﻗــﻴــﺎدﻳـ­ـﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻠﻮاء ﻗﺎﺳﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ، اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺎم ﻟـ»ﻓﻴﻠﻖ اﻟﻘﺪس«، وﻋﻠﻲ أﻛﺒﺮ وﻻﻳـــﺘـــ­ﻲ، ﻣــﺴــﺘــﺸ­ــﺎر ﺧــﺎﻣــﻨــ­ﺌــﻲ، إﻟــﻰ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺟﻮاد ﻇﺮﻳﻒ، وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ. اﻟﺤﺪث اﻵﺧﺮ، ﻛﺎن اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﻠﻮاء ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮي، رﺋﻴﺲ اﻷرﻛﺎن اﻟــﻌــﺎﻣـ­ـﺔ اﻟــﺠــﺪﻳـ­ـﺪ، إﻟـــﻰ أﻧـــﻘـــﺮ­ة ﻟﻔﺘﺢ ﻗــﻨــﺎة اﺗـــﺼـــﺎ­ل ﻣــﺒــﺎﺷــ­ﺮة ﺑـــﲔ ﺟﻴﺶ اﻟـــﺠـــﻤ­ـــﻬـــﻮرﻳ­ـــﺔ اﻹﺳــــﻼﻣـ­ـــﻴــــﺔ، وﺣــﻠــﻒ ﺷﻤﺎل اﻷﻃﻠﺴﻲ.

وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ أي دور ﻓﻲ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ. ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﲔ، أﺻــﺒــﺢ اﻟـــﻠـــﻮ­ء ﺑـــﺎﻗـــﺮ­ي ﻋــﻠــﻰ اﺗــﺼــﺎل ﻣـﺒـﺎﺷـﺮ ﺑــﻘــﻴــﺎ­دات اﻟــﻘــﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴ­ﺔ، ﻣﺘﺠﺎوزﴽ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺠﻠﺲ اﻟــــــــ­ــﻮزراء وروﺣـــــﺎ­ﻧـــــﻲ اﻟــــــﺬي ﻳــــﺮأس اﳌﺠﻠﺲ اﺳﻤﻴﴼ.

ﻣـــﻦ اﻟــﺠــﺪﻳـ­ـﺮ ﻣــﻼﺣــﻈــ­ﺔ ﺗـﻮﻗـﻴـﺖ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮار اﺧﺘﺒﺎر ﺻﺎروخ ﺑﺎﻟﻴﺴﺘﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺤﻤﻞ اﺳﻢ »ﺧﺮﻣﺸﻬﺮ«، ﺣﻴﺚ ﺗــﻢ ﺑـﻌـﺪ ﻳـﻮﻣـﲔ ﻣــﻦ ﻋـــﻮدة روﺣـﺎﻧـﻲ ﻣــﻦ ﻧــﻴــﻮﻳــ­ﻮرك، ﺣـﻴـﺚ ﺑـــﺪا روﺣــﺎﻧــﻲ ﻓــﻲ ﺧـﻄـﺎﺑـﻪ أﻣـــﺎم اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ﻟـــﻸﻣـــﻢ اﳌــــﺘـــ­ـﺤــــﺪة، ﻣـــﻌـــﺘـ­ــﺪﻻ وﻳــﻤــﻴــ­ﻞ إﻟـــﻰ اﻟــﺘــﺼــ­ﺎﻟــﺢ، وﻣــﺴــﺘــ­ﻌــﺪﴽ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺘﺰاﻣﺎت إﻳـﺮان ﻃﺒﻘﴼ ﻟﻘﺮارات اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة، واﻟﺘﻲ ﻳﺤﻈﺮ آﺧﺮﻫﺎ إﺟﺮاء ﻣـﺜـﻞ ﺗـﻠـﻚ اﻻﺧــﺘــﺒـ­ـﺎرات. ﻟـــﺬا؛ اﻟـﻬـﺪف ﻣـﻦ اﺧﺘﺒﺎر ذﻟــﻚ اﻟــﺼــﺎرو­خ اﳌـﺬﻛـﻮر ﻫــﻮ إﺧــﺒــﺎر اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ أن اﻟــﻮﻋــﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ إﻳﺮان ﻛﺪوﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻬﻤﺔ، ﺑﻞ اﳌﻬﻢ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ إﻳﺮان ﻛﺜﻮرة.

ﻓــﻲ اﻟــﻨــﻬــ­ﺎﻳــﺔ، رﺳــﺎﻟــﺔ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ واﺿﺤﺔ وﻣﻔﺎدﻫﺎ ﻫﻮ أن »ﻋﻠﻰ إﻳﺮان أن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺛﻮرﺗﻬﺎ، وﻟﻴﺲ اﻟﻌﻜﺲ«.

 ??  ?? ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ أﺛﻨﺎء ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﺗﻨﺼﻴﺐ روﺣﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان )أ.ب(
ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ أﺛﻨﺎء ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﺗﻨﺼﻴﺐ روﺣﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان )أ.ب(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia