ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻟﻮﻻﻳﺔ راﺑﻌﺔ... و»اﻟﺒﺪﻳﻞ« ﻳﺨﺘﺮق اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ
ﺗﺮﻗﺐ ﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﳉﺪﻳﺪة وﻣﺨﺎوف ﻣﻦ ﺗﺪاﻋﻴﺎت »ﻋﻮدة« اﻟﻴﻤﲔ اﳌﺘﻄﺮف
ﻋــــﻜــــﺮ اﻟــــــﺪﺧــــــﻮل اﻟـــﺘـــﺎرﻳـــﺨـــﻲ ﻟﻠﻴﻤﲔ اﳌﺘﺸﺪد إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب اﻷﳌــــﺎﻧــــﻲ أﻣــــــﺲ، ﻓـــﺮﺣـــﺔ اﻧــﺘــﺼــﺎر اﳌﺤﺎﻓﻈﲔ ﺑﻘﻴﺎدة أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﺑـــﻮﻻﻳـــﺔ راﺑـــﻌـــﺔ ﻓـــﻲ اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ.
وﻣــﻊ أن اﻟـﺤـﺰﺑـﲔ اﳌﺤﺎﻓﻈﲔ اﻟــﺤــﻠــﻴــﻔــﲔ؛ »اﻻﺗــــﺤــــﺎد اﳌـﺴـﻴـﺤـﻲ اﻟــــــﺪﻳــــــﻤــــــﻘــــــﺮاﻃــــــﻲ«، و»اﻻﺗــــــــﺤــــــــﺎد اﳌﺴﻴﺤﻲ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ«، ﺣــﻼ ﻓﻲ اﻟﻄﻠﻴﻌﺔ وﺟﻤﻌﺎ ﻣﺎ ﺑﲔ ٥٫٢٣ ﻓﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ و٥٫٣٣ ﻓـﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ، ﻓــﺈن ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﻤﺎ ﺗﻌﺪ اﻷدﻧﻰ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ )٨٫٣٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻋﺎم ٩٠٠٢(.
وﻓـــــﻲ اﳌـــﺮﺗـــﺒـــﺔ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻴـــﺔ، ﺣـﻞ اﻟــﺤــﺰب اﻻﺷــﺘــﺮاﻛــﻲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎ ﻣﺎ ﺑﲔ ٠٢ و١٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻓﻲ أﺳﻮأ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥٤٩١. وذﻟﻚ ﺑﺤﺴﺐ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت ﻟﻠﺮأي ﻟﺪى اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻣﻜﺎﺗﺐ اﻻﻗﺘﺮاع ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﺷﺒﻜﺘﺎ »إي آر دي« و»زد دي إف«.
وأﻗـــﺮت ﻣـﻴـﺮﻛـﻞ، ﻣـﺴـﺎء أﻣـﺲ، اﻟـــﺘـــﻲ ﺳــﺘــﻤــﺘــﺪ ﻓـــﺘـــﺮة ﺣــﻜــﻤــﻬــﺎ ٦١ ﺳﻨﺔ ﻟﺘﻌﺎدل ﺑﻬﺎ اﻟﺮﻗﻢ اﻟﺬي ﺣﻘﻘﻪ اﳌﺴﺘﺸﺎر اﻷول ﻛــﻮﻧــﺮاد أدﻳـﻨـﺎور واﳌـــﺴـــﺘـــﺸـــﺎر اﻷﺳــــﺒــــﻖ ﻫــﻴــﻠــﻤــﻮت ﻛﻮل، ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮﻗﻊ اﻟﺤﺼﻮل ﻋـﻠـﻰ »ﻧـﺘـﺎﺋـﺞ أﻓــﻀــﻞ«، ﻛـﻤـﺎ ﻋــﺪت أن دﺧــــﻮل اﻟــﻘــﻮﻣــﻴــﲔ اﳌـﺘـﺸـﺪدﻳـﻦ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻳﻌﺘﺒﺮ »ﺗﺤﺪﻳﺎ ﺟﺪﻳﺪا«. وﺑـــــﺎت ﻳـــﻌـــﻮد اﻟـــﻴـــﻮم إﻟــــﻰ ﻣـﻴـﺮﻛـﻞ ﺗﺴﻠﻢ اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﺔ ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺮاﺑﻌﺔ وﺗـــﺸـــﻜـــﻴـــﻞ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪة ﻣـــﻊ ﺷـــﺮﻛـــﺎء آﺧـــﺮﻳـــﻦ ﻏــﻴــﺮ اﻟــﺤــﺰب اﻻﺷـــﺘـــﺮاﻛـــﻲ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻲ، اﻟـــﺬي ﺳــــﺎرع إﻟـــﻰ اﻟــﺘــﺄﻛــﻴــﺪ ﺑــﻌــﺪ ﺻــﺪور ﻫﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻗﺮر اﻻﻧــﺘــﻘــﺎل إﻟــﻰ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ، ﺑـﻌـﺪ أن ﺣـﻜـﻢ ﻣــﻊ ﻣـﻴـﺮﻛـﻞ ﺧــﻼل اﻟـﺴـﻨـﻮات اﻷرﺑﻊ اﳌﺎﺿﻴﺔ.
وﺑـــﺎت ﻣــﻦ اﳌــﺮﺟــﺢ أن ﺗﺴﻌﻰ ﻣﻴﺮﻛﻞ إﻟــﻰ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣـﻊ اﻟﺤﺰب اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ، وﻣﻊ ﺣﺰب اﻟــﺨــﻀــﺮ ﻟــﺘــﺸــﻜــﻴــﻞ أﻛـــﺜـــﺮﻳـــﺔ، ﻛـﻤـﺎ أوردت وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. إﻻ أن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﺣـﻘـﻘـﻬـﺎ ﺣـــﺰب »اﻟــﺒــﺪﻳــﻞ ﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺎ« اﻟﻴﻤﻴﻨﻲ اﻟﺸﻌﺒﻮي اﳌﺘﺸﺪد، اﻟﺬي ﺣﻞ ﻓﻲ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑـ٣١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣــﻦ اﻷﺻـــــﻮات وﻓـــﻖ اﺳـﺘـﻄـﻼﻋـﺎت اﻟﺨﺮوج، ﻋﻜﺮت ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺮﻛﻞ وﻋﻠﻰ اﳌﺤﺎﻓﻈﲔ ﻓﺮﺣﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ.
وﺗــﻌــﺪ ﻫــﺬه ﻫــﻲ اﳌـــﺮة اﻷوﻟــﻰ اﻟﺘﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺤﺰب إﻟﻰ اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن، وﻫــﻮ ﻣــﻌــﺮوف ﺑﻤﻮاﻗﻔﻪ اﳌـــﻨـــﺎﻫـــﻀـــﺔ ﻟـــﻠـــﻬـــﺠـــﺮة واﻹﺳــــــــﻼم واﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ. وﺑﻌﺪﻣﺎ ﻓﺸﻞ ﻓــﻲ دﺧـــﻮل ﻣﺠﻠﺲ اﻟــﻨــﻮاب ﺧـﻼل اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت اﻷﺧــﻴــﺮة ﻋــﺎم ٣١٠٢، ﻓــﺈﻧــﻪ اﻟــﻴــﻮم ﻳـﺘـﻔـﻮق ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻴـﺴـﺎر اﻟــﺮادﻳــﻜــﺎﻟــﻲ )»دي ﻟـﻴـﻨـﻜـﻲ« ٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(، وﻋﻠﻰ اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﲔ )ﻧﺤﻮ ٠١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(، وﻋﻠﻰ »اﻟﺨﻀﺮ« )ﻧﺤﻮ ٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ(.
وﻓـــــــﻲ اﻟــــــﻮﻗــــــﺖ اﻟـــــــــﺬي ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻓـــﻴـــﻪ اﳌـــﺴـــﺘـــﺸـــﺎرة ﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻞ ﺗــﺮﻛــﺰ ﻓــــﻲ ﺣــﻤــﻠــﺘــﻬــﺎ اﻻﻧـــﺘـــﺨــﺎﺑـــﻴـــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺿــــﺮورة اﻟــﺤــﻔــﺎظ ﻋــﻠــﻰ اﻻزدﻫــــﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺬي ﺗﻨﻌﻢ ﺑﻪ اﻟﺒﻼد، ﻛﺎن ﺣﺰب »اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻷﳌﺎﻧﻴﺎ« ﻳﺸﻦ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻫـﺠـﻤـﺎت ﻋـﻨـﻴـﻔـﺔ، وﻳﺸﻴﺪ ﺑــﺴــﻴــﺎﺳــﺎت اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ دوﻧـــــﺎﻟـــــﺪ ﺗــــﺮﻣــــﺐ »اﻻﻧــــﻌــــﺰاﻟــــﻴــــﺔ«، وﺑﺘﺼﻮﻳﺖ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ ﻟﺼﺎﻟﺢ »ﺑــﺮﻳــﻜــﺴــﺖ«. وﻳــﺘــﻬــﻢ اﻟــﻘــﻮﻣــﻴــﻮن ﻣﻴﺮﻛﻞ ﺑـ »اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ« ﻟﻔﺘﺤﻬﺎ أﺑﻮاب اﻟﺒﻼد ﻋﺎم ٥١٠٢ أﻣﺎم ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ ﻃﺎﻟﺒﻲ اﻟﻠﺠﻮء وﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻤﲔ.
وﺑــﺎت اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﺸﺎرة أن ﺗﺒﺮر أﻣﺎم ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ »اﻻﺗﺤﺎد اﳌﺴﻴﺤﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ« ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺑﺎﻓﺎرﻳﺎ، وأﻣﺎم اﻟﺸﺮﻳﺤﺔ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻓـــﻲ ﺣــﺰﺑــﻬــﺎ »اﻻﺗــــﺤــــﺎد اﳌـﺴـﻴـﺤـﻲ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻲ«، ﻣـﻮاﻗـﻔـﻬـﺎ ﺷـﺪﻳـﺪة اﻟﻮﺳﻄﻴﺔ واﻧﻔﺘﺎﺣﻬﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ.
وﺗـــــﻤـــــﻜـــــﻦ ﺣــــــــــﺰب »اﻟـــــﺒـــــﺪﻳـــــﻞ ﻷﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ« ﻣـــﻦ ﻗــﻀــﻢ أﺻــــــﻮات ﻣﻦ اﳌـــﺤـــﺎﻓـــﻈـــﲔ رﻏـــــﻢ ﺗـــﻄـــﺮف ﺑـﻌـﺾ ﻗـﻴـﺎداﺗـﻪ ودﻋـﻮﺗـﻬـﻢ اﻷﳌــﺎن إﻟــﻰ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻓﺨﻮرﻳﻦ ﺑﺄﻋﻤﺎل ﺟﻨﻮدﻫﻢ ﺧـــﻼل اﻟـــﺤـــﺮب اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ اﻟــﺜــﺎﻧــﻴــﺔ، وﻫـــﻮ أﻣـــﺮ ﻟــﻢ ﻳـﺤـﺼـﻞ ﺳــﺎﺑــﻘــﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﺗﻘﻮم ﻫﻮﻳﺘﻪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﺬ اﻟﻨﺎزﻳﺔ واﻟﺘﻄﺮف.
وﻟـﻢ ﻳـﺘـﺮدد وزﻳــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﺳــﻴــﻐــﻤــﺎر ﻏـــﺎﺑـــﺮﻳـــﻴـــﻞ، ﻓــــﻲ اﻟــﻘــﻮل ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﻣـﻮﻋـﺪ اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت إن دﺧـــــﻮل ﺣــــﺰب »اﻟـــﺒـــﺪﻳـــﻞ ﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺎ« إﻟﻰ اﻟﺒﻮﻧﺪﺳﺘﺎغ ﺳﻴﺴﺠﻞ ﻋﻮدة اﻟﻨﺎزﻳﲔ إﻟﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ »ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٧ ﻋﺎﻣﺎ«.
وﻣـــــــــــــﻊ ﺣــــــــﺼــــــــﻮل اﻟـــــﻴـــــﺴـــــﺎر اﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻲ »دي ﻟﻴﻨﻜﻲ« ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ٩ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ، ﻓﻬﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻧﺤﻮ رﺑـﻊ اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ اﺧـﺘـﺎروا اﻟﺘﻄﺮف. وﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺘﻲ اﻗﺘﺤﻤﺖ دوﻻ أوروﺑـﻴـﺔ ﻋـﺪة ﺗﺒﺪو ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟـﻰ واﺿـــﺤـــﺔ اﻟـــﻴـــﻮم ﻓـــﻲ أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ. أﻣــﺎ اﻟـﺨـﺎﺳـﺮ اﻷﻛــﺒــﺮ ﻓــﻲ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ اﻟـﻴـﻮم اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻓﻬﻮ ﻣـﻦ دون ﻣـﻨـﺎزع اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟـــﻠـــﺒـــﺮﳌـــﺎن اﻷوروﺑـــــــــــــﻲ واﻟـــﺰﻋـــﻴـــﻢ اﻟــــﺤــــﺎﻟــــﻲ ﻟــــﻠــــﺤــــﺰب اﻻﺷــــﺘــــﺮاﻛــــﻲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻣﺎرﺗﻦ ﺷﻮﻟﺘﺰ اﻟﺬي ﻗــﺎد اﻻﺷــﺘــﺮاﻛـﻴــﲔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﲔ إﻟـــــــﻰ ﻫـــﺰﻳـــﻤـــﺘـــﻬـــﻢ اﻟـــــﺮاﺑـــــﻌـــــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﻮاﻟــﻲ، ﺑـﻤـﻮاﺟـﻬـﺔ ﻣـﻴـﺮﻛـﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪو ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﻬﺮ.
وﻓـــﺸـــﻞ اﻟــــﺤــــﺰب اﻻﺷـــﺘـــﺮاﻛـــﻲ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻲ ﻓــﻲ ﺗــﻘـﺪﻳــﻢ ﻧـﻤـﻮذج ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ، وﻟــﻢ ﻳﺴﺘﻔﺪ ﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣﻦ دﺧﻮﻟﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻊ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٣١٠٢، ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺎرات ﺣــــﻮل اﻟــﻌــﺪاﻟــﺔ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ، ﻓﻲ ﺣـــــﲔ أن اﻟـــــﺒـــــﻼد ﺗـــﻌـــﻴـــﺶ ﻧـــﻤـــﻮا ﻛـﺒـﻴـﺮا وﻧـﺴـﺒـﺔ ﺑـﻄـﺎﻟـﺔ ﻣــﻦ اﻷدﻧــﻰ ﻓــﻲ ﺗـﺎرﻳـﺨـﻬـﺎ. ﺣﺘﻰ إن ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺷـــﻮﻟـــﺘـــﺰ اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻲ ﻋـــﻠـــﻰ رأس اﻟــﺤــﺰب اﻻﺷــﺘــﺮاﻛــﻲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﺑـــﺎت ﻣـــﻬـــﺪدا، ﺑــﻌــﺪ أن ﻛـــﺎن ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻳﺤﻤﻞ اﻵﻣﺎل اﻟﻜﺜﻴﺮة ﳌﻨﺎﺻﺮي ﻫﺬا اﻟﺤﺰب.
وﺑــــــﺈزاء ﻫـــﺬه اﻟــﻨــﺘــﺎﺋــﺞ، وإﺛــﺮ ﻣــــــﻮﻗــــــﻒ اﻟـــــــﺤـــــــﺰب اﻻﺷــــــﺘــــــﺮاﻛــــــﻲ اﻟـــــﺪﻳـــــﻤـــــﻘـــــﺮاﻃـــــﻲ ﻟــــﺠــــﻬــــﺔ رﻓـــﻀـــﻪ اﻻﺳــﺘــﻤــﺮار ﻓــﻲ اﻟـﺤـﻜـﻢ، ﻟــﻦ ﺗﻜﻮن ﻣـﻬـﻤـﺔ ﻣـﻴـﺮﻛـﻞ ﺳـﻬـﻠـﺔ ﻓــﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﺋﺘﻼف ﺣﻜﻮﻣﻲ ﺟﺪﻳﺪ.
اﻟــﺨــﻴــﺎر اﻷﺳـــﻬـــﻞ ﻛــــﺎن إﺑــﻘــﺎء اﻻﺋــــــــﺘــــــــﻼف ﻣـــــــﻊ اﻻﺷـــــﺘـــــﺮاﻛـــــﻴـــــﲔ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻴــﲔ، وﻣـــﻊ ﻏــﻴــﺎب ﻫـﺬا اﻟﺨﻴﺎر ﺗﺘﺠﻪ اﻷﻣﻮر ﻧﺤﻮ اﺋﺘﻼف ﺟـــﺪﻳـــﺪ ﻳــﻀــﻢ اﻟـــﺤـــﺰب اﻟــﻠــﻴــﺒــﺮاﻟــﻲ وﺣﺰب »اﻟﺨﻀﺮ«. إﻻ أن اﻟﺨﻼﻓﺎت ﺑــﲔ اﻟـﻠـﻴـﺒـﺮاﻟـﻴـﲔ واﻟــﺨــﻀــﺮ ﺣـﻮل ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟــﺪﻳــﺰل أو اﻟــﻬــﺠــﺮة، ﻟﻦ ﺗﺴﻬﻞ اﻷﻣــــﻮر ﻧـﺤـﻮ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻫـﺬا اﻻﺋﺘﻼف.
وﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﻮاﺻﻞ اﳌﺤﺎدﺛﺎت ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﻻﺋــﺘــﻼف اﻟـﺠـﺪﻳـﺪ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ، وﻟﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻣﺴﺘﺸﺎرة ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺮاﺑﻌﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﺋﺘﻼف ﺟﺪﻳﺪ. وﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻻﺋﺘﻼف اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة إزاء إﺻـــــــﻼح ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻟـــــﻴـــــﻮرو، وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت ﺑــﲔ ﺿﻔﺘﻲ اﻷﻃﻠﺴﻲ، وﻗﻀﻴﺔ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻋﻠﻰ روﺳﻴﺎ.
وﻓـﻲ ﺳﻨﺔ ٥١٠٢، أي ﺑﻌﺪ ٤١ ﺷــﻬــﺮﴽ ﻣــﻦ اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﺳﻨﺔ ٣١٠٢، ﻓﺎزت ﻛﻠﻤﺔ »ﻏﺮوﻛﻮ« ﺑــﺠــﺎﺋــﺰة أﻓــﻀــﻞ ﺗـﻌـﺒـﻴـﺮ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ. وﻫـﻲ ﻛﻠﻤﺔ اﺧﺘﺼﺮت ﺑﻬﺎ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺳﻨﺔ ٤١٠٢ ﺗﻌﺒﻴﺮ »اﻟـــﺘـــﺤـــﺎﻟـــﻒ اﻟــﻜــﺒــﻴــﺮ« ﺑــﺎﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ )ﻏﺮوﺳﻪ ﻛﻮاﻟﺘﺴﻴﻮن(.
وﺗـــﺴـــﺎءﻟـــﺖ ﺑــﻌــﺾ اﻟـﺼـﺤـﻒ أﻣـــــﺲ ﻋــﻤــﺎ إذا ﻛـــــﺎن »ﺑــﺮاﻳــﺘــﻜــﻮ« ﺳـــــﻴـــــﺤـــــﻞ ﻣـــــــﺤـــــــﻞ »ﻏـــــــــــﺮوﻛـــــــــــﻮ«؟ و»ﺑـــــﺮاﻳـــــﺘـــــﻜـــــﻮ« ﻛـــﻠـــﻤـــﺔ ﺗــﺨــﺘــﺼــﺮ ﺗﻌﺒﻴﺮ »اﻟــﺘــﺤــﺎﻟــﻒ اﻟــﻌــﺮﻳــﺾ« أو اﳌــﺘــﻌــﺪد )ﺑــﺮاﻳــﺘــﻪ ﻛــﻮاﻟــﺘــﺴــﻴــﻮن(. وﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﻳـﻌـﺒـﺮ »ﺑــﺮاﻳــﺘــﻜــﻮ« ﻋﻦ ﺗﺤﺎﻟﻒ اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ واﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﲔ واﻟــــــﺨــــــﻀــــــﺮ، أو اﻻﺷــــﺘــــﺮاﻛــــﻴــــﲔ واﻟﻴﺴﺎر واﻟﺨﻀﺮ، أو أي ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺰﺑﲔ.
وﻳﺒﺪو أن ﻗﻠﺔ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺎت، واﻟـﺴـﻨـﻮات اﻟـــﻄـــﻮﻳـــﻠـــﺔ ﻟـــﺤـــﻜـــﻢ اﳌـــﺴـــﺘـــﺸـــﺎرﻳـــﻦ اﳌـــﺘـــﻌـــﺎﻗـــﺒـــﲔ، ﺑــﻌــﺜــﺖ ﺑـــﺸـــﻲء ﻣـﻦ اﳌــﻠــﻞ ﻓـــﻲ ﺻــﻔــﻮف اﻟــﻨــﺎﺧــﺒــﲔ؛ إذ اﻧﺨﻔﻀﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣــﻦ ١٫١٩ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﺳــﻨــﺔ ٢٧٩١، إﻟـــــﻰ ٢٨ ﻓــــﻲ اﳌــــﺎﺋــــﺔ ﺳــﻨــﺔ ٤٩٩١، وإﻟﻰ ﻣﺠﺮد ٥٫١٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻗﺒﻞ ٤ ﺳﻨﻮات.
وﻋــــــﺪت ﻣـــﺮاﻛـــﺰ اﺳــﺘــﻄــﻼﻋــﺎت اﻟـــــﺮأي أن ﺣـــﻞ ﻣـﺸـﻜـﻠـﺔ اﻟــﻼﺟــﺌــﲔ وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻋﺪد اﻟﻮاﻓﺪﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ إﻟﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ، ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﺴﻤﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ، ﺑــﺤــﺴــﺐ دراﺳـــــﺔ ﻧــﺸــﺮﻫــﺎ »ﻣـﻌـﻬـﺪ اﻟـﻴـﻨـﺰﺑـﺎخ«. وﺑـﻬـﺬا اﻟـﺼـﺪد، دﻋﺖ ﻧﺴﺒﺔ ٩٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ إﻟــﻰ زﻳــــﺎدة دﻋــﻢ اﻟــﺒــﻠــﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺑﻬﺪف ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﻣﺼﺎدر اﻟﻬﺠﺮة، وﻫــﻮ ﻣـﺎ ﺷــﺪدت ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ أﻣﺲ. ﺗﻼ ذﻟﻚ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﺮﺗﻔﻊ إﻟــﻰ ٩٨ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣـﻦ اﻷﳌــﺎن ﺗﺮى ﺿــــﺮورة اﻻﻫــﺘــﻤــﺎم أﻛــﺜــﺮ ﺑﻘﻀﻴﺔ اﻟــﺘــﻌــﻠــﻴــﻢ، وزﻳــــــــﺎدة ﻣــﺨــﺼــﺼــﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓـﻲ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ. ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟـــــﻚ ﻗــﻀــﻴــﺔ اﻷﻣــــــﻦ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ ورﻋﺎﻳﺔ اﳌﺴﻨﲔ واﳌﻌﺎﻗﲔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٩٣ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ. وﺗــﺠــﺪ ﻧــﺴــﺒــﺔ ٥٧ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻗـﻀـﻴـﺔ ﺣــﻤــﺎﻳــﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻓــﻲ ﻣــﻘـﺪﻣــﺔ اﻟــﻘــﻀــﺎﻳــﺎ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺆﺛـﺮ ﻓـــﻲ ﺧــﻴــﺎرﻫــﻢ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ. وﻋـﻠـﻰ اﻟـﺼـﻌـﻴـﺪ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ، ﻳـﺘـﻤـﻨـﻰ ٩٣ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ اﻟـﻨـﺎﺧـﺒـﲔ ﻋـﻼﻗـﺎت أﻓﻀﻞ ﻣﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ، و١٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻊ روﺳﻴﺎ. وﻓﻀﻠﺖ ﻧﺴﺒﺔ ٥٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌــــﺘــــﺤــــﺪة ﺗـــﺤـــﺖ ﺣـــﻜـــﻢ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ.