ﺣﻠﻴﻒ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﺳﻠﺤﺔ
ﻓـــﻮر ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ اﻟــﺤــﺮب اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ اﻟــﺜــﺎﻧــﻴــﺔ ﺑــﲔ ﻣﻌﺴﻜﺮي »اﻟـﺤـﻠـﻔـﺎء« و»اﳌــﺤــﻮر« ﺑــﺪأت اﻟـﺤـﺮب اﻟــﺒــﺎردة ﺑـﲔ ﺗﺤﺎﻟﻒ اﻷﻣــــﺲ: اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة واﻻﺗــﺤــﺎد اﻟـﺴـﻮﻓـﻴـﺎﺗـﻲ. ﻛﺎﻧﺖ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻗﺪ ﺣﻘﻘﺖ ﺳﺒﻘﴼ ﻏﻴﺮ وﺿﻊ اﻟﺘﺴﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻜﻮن، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺒﻘﺖ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻓﻲ اﺻﻄﻴﺎد ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺬرة اﻷﳌﺎن، وﻟﺬا، ﺑﺪا اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺎﻓﺊ.
ﻟﻜﻦ ﻓﺮﻳﻘﴼ ﻣﺎ ﻇﻞ ﻳﻀﺨﻢ اﻟﻘﻮة اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺔ وﻳﻨﺴﺞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ اﻟﻔﺮﻳﻖ ﺳﻮى ﻗﻮى ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﺳﻠﺤﺔ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ. ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻋﺪو ﺟﺒﺎر ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻓﺈن ﺗﻠﻚ اﳌﺼﺎﻧﻊ ﺳﻮف ﺗﺘﻮﻗﻒ وﺗﻔﻠﺲ. وﺣﺘﻰ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻻ ﺗﺰال ﻣﻮازﻧﺔ اﻟﺘﺴﻠﺢ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ، ﺿﻌﻒ ﻣﻮازﻧﺎت ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺪول، ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ روﺳﻴﺎ.
أﺧــﺸــﻰ - وﻟــــﻮ ﻣـــﻦ ﻗــﺒــﻴــﻞ اﳌـــــﺰاح - أن أﻛــﺒــﺮ اﳌــﺮوﺟــﲔ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻫﻤﺎ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ وإﻳﺮان. وﻛﻠﻤﺎ أﻃﻠﻘﺖ إﺣﺪاﻫﻤﺎ ﺻﺎروﺧﴼ ﺑﺎﻟﻴﺴﺘﻴﴼ، ﺟﺮى اﺣﺘﻔﺎل ﻓـﻲ اﳌﺼﺎﻧﻊ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. وﻓــﻲ اﻷﺳـﺎﺑـﻴـﻊ اﻷﺧــﻴــﺮة، اﺷﺘﺮت اﻟﻴﺎﺑﺎن وﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻨﻌﺶ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ إﻟﻰ ﺳﻨﻮات.
إﻻ أن آﺧــﺮ ﻃﻔﻞ ﻓـﻲ آﺧــﺮ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻟﻸﻧﺎﺷﻴﺪ ﻓـﻲ ﺑﻼد اﳌـﺒـﺠـﻞ، ﻳـﻌـﺮف أن أي ﺳـﺒـﺎق ﺗﺴﻠﺢ ﻣــﻊ أﻣـﻴـﺮﻛـﺎ ﻫــﻮ ﻟﻌﺒﺔ أﻃﻔﺎل ﻋﺒﺜﻴﺔ. ﺻﺤﻴﺢ أن ﺑﻴﻮﻧﻎ ﻳﺎﻧﻎ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻰ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﻬﻴﺪروﺟﻴﻨﻴﺔ، وﻫﻮ ﻛﺎﺑﻮس ﻛﻮﻧﻲ، ﻷن ﻣﻦ اﳌﺤﺘﻤﻞ ﺟﺪﴽ أن ﻳﺤﻞ ﻛﺎﺑﻮس ﺑﺎﻟﻔﺘﻰ اﳌﺒﺠﻞ ذات ﻟﻴﻠﺔ، ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻹﻛﺜﺎر ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻨﺔ واﻟـﺪﻫـﻮن، ﻓﻴﻔﻴﻖ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم ﻏﺎﺿﺒﴼ، ﻓﻴﺠﻠﺲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أزرار ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻹﺑﺎدة أﻋﺪاﺋﻪ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻪ وزوج ﻋﻤﺘﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
اﻟـــﺮادع اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻃﺒﻌﴼ ﻫـﻮ اﻟـﺨـﻮف ﻣـﻦ أن »ﻳﻄﺮﻃﺶ« اﻟﺼﲔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳌﻌﻤﻌﺔ. ﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎن اﻟﻜﺎﺑﻮس ﻗﻮﻳﴼ ﻓﻮق درﺟـﺔ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺰان اﻟـﺤـﺮارة، ﻗﺪ ﻻ ﺗﻈﻞ اﻟﺼﲔ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺎب. »أﺑﻮ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺒﻴﺮوﺗﻲ« ﻛﺎن ﻳﺴﻤﻲ ذﻟﻚ »ﻃﻠﻊ ﺧﻠﻘﻮ« ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺪم أﺣﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ »رش« ﺑﻀﻌﺔ أﺷﺨﺎص، ﺧﻄﺮ ﻟﻬﻢ أن »ﻳﻨﺮﻓﺰوه«.
ﻫﻞ ﺗﻌﺮف أﻳـﻦ ﻫﻲ اﳌـﺄﺳـﺎة اﻟﻜﺒﺮى؟ إﻧﻬﺎ ﻓﻲ »ﻃﻠﻮع اﻟﺨﻠﻖ«. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺼﺮف زﻋﻴﻢ دوﻟﺔ - وﻳﺤﻜﻲ - ﻣﺜﻞ ﺟﻠﻮاز ﻣـﺪﺟـﺞ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﺑﻞ اﻟﻬﻴﺪروﺟﻴﻨﻴﺔ. أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﻄﺮ ﻟـﻪ أن ﻳﻨﻘﻞ اﳌﺒﺎرزة ﻣﻦ اﻟﺰر إﻟﻰ ﻛﺒﺲ اﻟﺰر. ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻳﻠﺘﻘﻂ ﻟﻪ اﻟﺼﻮر ﻣﺤﺎﻃﴼ ﺑﺮﺟﺎﻟﻪ اﻟﻨﻮوﻳﲔ.