اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻷﺳﺒﺮﻳﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄزﻣﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ
ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺟﺮﻋﺔ ﺻﻐﲑة ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﻜﻮﻳﻦ اﳉﻠﻄﺎت
ﺑﻌﺪ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄزﻣﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ، ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﺼﻒ اﻷﻃﺒﺎء ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺟﺮﻋﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺮﻳﻦ، ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄزﻣﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺮاﻳﲔ اﻟﻘﻠﺐ. وﻟﻜﻦ ﻣﻌﺪي اﻟﺪراﺳﺔ اﻟـــﺴـــﻮﻳـــﺪﻳـــﺔ ﻳـــﺸـــﻴـــﺮون ﻓــــﻲ دورﻳـــــﺔ »اﻟــــــﺪورة اﻟــﺪﻣــﻮﻳــﺔ« إﻟـــﻰ أن واﺣـــﺪا ﺗــﻘــﺮﻳــﺒــﺎ ﻣـــﻦ ﺑـــﲔ ﻛـــﻞ ﺳــﺘــﺔ ﻣـﺮﺿـﻰ ﻳﺘﻮﻗﻔﻮن ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻷﺳﺒﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ﺛﻼث ﺳﻨﻮات. ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺬرت اﻟـــﺪراﺳـــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﻮﻗــﻒ ﻋــﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺟـــﺮﻋـــﺔ ﻣــﻨــﺨــﻔــﻀــﺔ ﻣــــﻦ اﻷﺳــﺒــﺮﻳــﻦ ﻛــﻌــﻼج دون ﺳــﺒــﺐ ﻗــــﻮي؛ ﻷن ذﻟــﻚ ﻳــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﺣـﺘـﻤـﺎل اﻹﺻــﺎﺑــﺔ ﺑـﺄزﻣـﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ أو ﺟﻠﻄﺔ دﻣﺎﻏﻴﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﻗــــــــــــــــﺎل اﻟــــــﻄــــــﺒــــــﻴــــــﺐ ﻳــــــﻮﻫــــــﺎن ﺳﻨﺪﺳﺘﻮرم، ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻌﺪي اﻟﺪراﺳﺔ ﻟـــــ»روﻳــــﺘــــﺮز ﻫـــﻴـــﻠـــﺚ« ﻋـــﺒـــﺮ اﻟــﺒــﺮﻳــﺪ اﻹﻟــــﻜــــﺘــــﺮوﻧــــﻲ، إن ﺗـــﻌـــﺎﻃـــﻲ ﺟــﺮﻋــﺔ ﺻـﻐـﻴـﺮة ﻣــﻦ اﻷﺳــﺒــﺮﻳــﻦ »ﻳـﻘـﻠـﻞ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﺟﻠﻄﺎت دﻣﻮﻳﺔ، وﻫـﺬا ﻣﻔﻴﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺧـــــﺎص ﻓـــﻲ اﻟـــﺸـــﺮﻳـــﺎن اﻟـــﺘـــﺎﺟـــﻲ أو اﻟﺸﺮاﻳﲔ اﻟﺴﺒﺎﺗﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻗﺪ ﺗﺆدي اﻟــﺠــﻠــﻄــﺎت اﻟــﺪﻣــﻮﻳــﺔ إﻟــــﻰ اﺣــﺘــﺸــﺎء ﻋﻀﻠﺔ اﻟﻘﻠﺐ وﺟﻠﻄﺎت دﻣﺎﻏﻴﺔ«.
وﻗـــﺎل ﺳـﻨـﺪﺳـﺘـﻮرم وﻫــﻮ ﻋﺎﻟﻢ أوﺑــﺌــﺔ ﻓــﻲ ﺟـﺎﻣـﻌـﺔ »أوﺑــــﺴــــﺎﻻ«، إن »ﻣــﻼﻳــﲔ اﳌــﺮﺿــﻰ ﻓــﻲ ﺷـﺘـﻰ أﻧـﺤـﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺘﻌﺎﻃﻮن اﻷﺳﺒﺮﻳﻦ ﺑﺼﻔﺔ ﻳﻮﻣﻴﺔ، ورﺑﻤﺎ ﻳﻔﻜﺮون ﻓﻲ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻟــﺒــﻌــﺾ اﻟــــﻮﻗــــﺖ ﺧــــــﻼل ﺣــﻴــﺎﺗــﻬــﻢ. أﺟـــﺮﻳـــﻨـــﺎ ﻫـــــﺬه اﻟـــــﺪراﺳـــــﺔ ﳌــﺴــﺎﻋــﺪة اﻷﻃﺒﺎء واﳌﺮﺿﻰ ﻋﻠﻰ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮار ﻣـﺴـﺘـﻨـﻴـﺮ، ﺳــــﻮاء اﻟــﺘــﻮﻗــﻒ أو ﻋــﺪم اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﺒﺮﻳﻦ«.
وﳌـــﻌـــﺮﻓـــﺔ ﻣـــﺎ إذا ﻛــــﺎن اﻟــﺨــﻄــﺮ ﻳــــﺰﻳــــﺪ ﺑـــﻌـــﺪ ﺗــــﻮﻗــــﻒ اﳌـــــﺮﻳـــــﺾ ﻋــﻦ اﻟـــــﻌـــــﻼج ﺑــــﺎﻷﺳــــﺒــــﺮﻳــــﻦ، اﺳـــﺘـــﺨـــﺪم ﻓـــــﺮﻳـــــﻖ ﺳــــﻨــــﺪﺳــــﺘــــﻮرم اﻟـــﺴـــﺠـــﻼت اﻟــﻄــﺒــﻴــﺔ وﺳـــﺠـــﻼت اﳌــﺘــﻮﻓــﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺴﻮﻳﺪ، ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﳌﺮﺿﻰ اﻟـﺬﻳـﻦ ﺗﺰﻳﺪ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻋـﻦ ٠٤ ﻋﺎﻣﺎ وﻳـــﺘـــﻌـــﺎﻃـــﻮن ﺟـــﺮﻋـــﺔ ﺻـــﻐـــﻴـــﺮة ﻣـﻦ اﻷﺳـﺒـﺮﻳـﻦ. وﻓــﻲ اﻟﺴﻮﻳﺪ ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ اﻟـﺤـﺼـﻮل ﻋﻠﻰ ﺟـﺮﻋـﺎت ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺮﻳﻦ إﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻄﺒﻴﺐ، وﻟـﺬﻟـﻚ ﺗﻤﻜﻦ اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـﻮن أﻳـﻀـﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻤﺮوا ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻷﺳﺒﺮﻳﻦ ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ٥٠٠٢ و٩٠٠٢.
وﺣــــﻠــــﻞ اﻟــــﺒــــﺎﺣــــﺜــــﻮن ﺳـــﺠــﻼت ٧٢٥١٠٦ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺎﺑﲔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن، وأﺧـــﺬوا ﻣـﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٠٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺟﺮﻋﺎت اﻷﺳﺒﺮﻳﻦ اﻟـﺘـﻲ ﺣــﺪدﻫــﺎ ﻟـﻬـﻢ أﻃــﺒــﺎؤﻫــﻢ ﺧـﻼل أول ﺳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج. وﺑﻌﺪ اﺳﺘﺒﻌﺎد ﻧـﺴـﺒـﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣــﻦ اﳌــﺮﺿــﻰ اﻟـﺬﻳـﻦ أﻇــﻬــﺮت ﺳﺠﻼﺗﻬﻢ اﻟﻄﺒﻴﺔ وﺟــﻮد ﺳــﺒــﺐ أﺟــﺒــﺮﻫــﻢ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﻮﻗــﻒ ﻋﻦ ﺗـــﻌـــﺎﻃـــﻲ اﻷﺳــــﺒــــﺮﻳــــﻦ، ﻣـــﺜـــﻞ إﺟـــــﺮاء ﺟﺮاﺣﺔ أو اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺈﺣﺪى ﺣﺎﻻت اﻟـﻨـﺰﻳـﻒ اﻟــﺸــﺪﻳــﺪ، وﺟــــﺪوا أن ﻧﺤﻮ ٥١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺗـــﻮﻗـــﻒ ﻋــــﻦ ﺗــﻌــﺎﻃــﻲ ﺟـــﺮﻋـــﺎﺗـــﻪ ﻣـﻦ اﻷﺳﺒﺮﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﻧﺤﻮ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات. وﻓﻲ ﺧﺘﺎم ﻓﺘﺮة اﻟﺪراﺳﺔ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ٠٩٦٢٦ ﺣــﺎﻟــﺔ إﺻــﺎﺑــﺔ ﻓــﻲ ﺷــﺮاﻳــﲔ اﻟـﻘـﻠـﺐ، وﺻــﻔــﺖ ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ أزﻣـــﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ أو ﺟﻠﻄﺔ دﻣـﺎﻏـﻴـﺔ، أو وﻓــﺎة ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺮاﻳﲔ اﻟﻘﻠﺐ.
وﻗﺎل ﺳﻨﺪﺳﺘﻮرم، إن »اﳌﺮﺿﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﻗﻔﻮا ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻷﺳﺒﺮﻳﻦ أﺻــــﻴــــﺒــــﻮا ﺑــــــﺤــــــﺎﻻت ﻓــــــﻲ ﺷــــﺮاﻳــــﲔ اﻟــﻘــﻠــﺐ، ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗــﺰﻳــﺪ ٧٣ ﻓــﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻋﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻤﺮوا ﻓﻲ ﺗـﻌـﺎﻃـﻲ اﻷﺳــﺒــﺮﻳــﻦ«. وﻳــﺘــﺮﺟــﻢ ﻫـﺬا إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺮاﻳﲔ اﻟـﻘـﻠـﺐ ﺳـﻨـﻮﻳـﺎ ﺑــﲔ ﻛــﻞ ٤٧ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻷﺳﺒﺮﻳﻦ.
وﻗﺎل ﺳﻨﺪﺳﺘﻮرم إن اﻟﺨﻄﺮ زاد ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة وﺟﻴﺰة ﻣﻦ ﺗﻮﻗﻒ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻷﺳـﺒـﺮﻳـﻦ، وﻟــﻢ ﻳﻘﻞ ﺑـﻤـﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو، »وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻻﻟﺘﺰام ﺑـﺎﻟـﻌـﻼج ﺑـﺘـﻌـﺎﻃـﻲ ﺟــﺮﻋــﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟــﺮاﺣــﻴــﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة أو ﻧـﺰﻳـﻒ، ﻋﺎﻣﻞ ﻋﻼﺟﻲ ﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ«.