اﻟﻐﺰﻳﻮن ﻳﺘﻄﻠﻌﻮن إﻟﻰ اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع ﻣﻦ ﺑﻮاﺑﺔ اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ
١١ ﻋﺎﻣﴼ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻦ وأﻓﻘﺮت ﻛﺜﲑﻳﻦ وﳕﺖ ﰲ ﻇﻠﻬﺎ ﲡﺎرة اﻷﻧﻔﺎق وازدﻫﺮت
أدى اﻟﺤﺼﺎر اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﳌﺸﺪد ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﻣﻨﺬ أﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ، إﻟﻰ ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﻬﻦ واﻗﺘﺮاﺑﻬﺎ ﺑــﻌــﻀــﻬــﺎ ﻣــــﻦ اﻻﻧــــــﻘــــــﺮاض، ﻓــــﻲ ﺣـﲔ ﺷﻬﺪت ﻣﻬﻦ أﺧﺮى ازدﻫـﺎرا ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺷـﺎرﻓـﺖ ﻋﻠﻰ اﻻﻧــﻘــﺮاض ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪا، ﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪة، ﻛﺎن أﺑﺮزﻫﺎ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي دﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﻮات ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺼﺎر.
وأدت ﺛﻼث ﺣﺮوب ﺧﻼل ﺳﻨﻮات اﻟــﺤــﺼــﺎر، إﻟــﻰ ﺗـﻀــﺮر اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد ﻓﻲ ﻗــﻄــﺎع ﻏـــﺰة ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻛـﺒـﻴـﺮ. ﻓـﻘـﺪ دﻣــﺮت اﻟـــــﺤـــــﺮب آﻻف اﳌــــﺼــــﺎﻧــــﻊ واﻟـــــــــﻮرش واﳌـﻌـﺎﻣـﻞ اﻟـﺘـﻲ ﻟـﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ اﺳﺘﻌﺎدة ﺣﻀﻮرﻫﺎ إﻟـﻰ اﻟـﻴـﻮم، ﺑﻌﺪ اﻟﺨﺴﺎرة اﳌــﺎدﻳــﺔ اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮة اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻌـﺮﺿـﺖ ﻟﻬﺎ؛ ﻣــﺎ دﻓـﻌـﻬـﺎ إﻟـــﻰ اﻻﺳــﺘــﻐــﻨــﺎء ﻋــﻦ آﻻف اﻟﻌﻤﺎل، وﻫﻮ ﻣﺎ رﻓﻊ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ أﺻﻼ.
ﻓﺘﺮاﺟﻌﺖ ﺧـﻼل ﻫـﺬه اﻟﺴﻨﻮات، ﺑـــﺸـــﻜـــﻞ ﻛــــﺒــــﻴــــﺮ، ﻣــــﺼــــﺎﻧــــﻊ اﳌــــﻼﺑــــﺲ وﺧـﻴـﺎﻃـﺘـﻬـﺎ ﺑـﺄﻧـﻮاﻋـﻬـﺎ واﻗــﺘــﺮﺑــﺖ ﻣﻦ اﻻﻧــــــﻘــــــﺮاض ﻓـــــﻲ ﻇـــــﻞ ﺗـــــﺮاﺟـــــﻊ ﻓـــﺮص ﺗﺼﺪﻳﺮ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﻌﺪم. ﻏﻴﺮ أن ﺗﻐﻴﺮا ﻃﺮأ ﺧﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﻷﺧﻴﺮة؛ إذ ﻧﺸﻄﺖ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﺼﺎﻧﻊ ﻣـﻦ أﺻﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٥ ﻣﺼﻨﻊ ﻟﻠﺨﻴﺎﻃﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻌﺶ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﺎ وﻋﻤﺎﻟﻬﺎ، وﺗﺒﻴﻊ ﻣــﻨــﺘــﺠــﺎﺗــﻬــﺎ ﻓـــﻲ ﻟــــﻸﺳــــﻮاق اﳌــﺤــﻠــﻴــﺔ، وﺗﺼﺪر ﺑﻌﻀﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وإﺳﺮاﺋﻴﻞ. ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻣﺎ زاﻟﺖ أﻋﻤﺎل اﻟــﻨــﺠــﺎرة »اﳌــﻮﺑــﻴــﻠــﻴــﺎ«، ﻓــﻲ ﺣــﺎﻟــﺔ ﻣﻦ اﻟــﺮﻛــﻮد واﻟــﺘــﺮاﺟــﻊ اﳌـﺴـﺘـﻤـﺮ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟــﻠــﺤــﻈــﺮ اﻹﺳــــﺮاﺋــــﻴــــﻠــــﻲ ﻋـــﻠـــﻰ دﺧــــﻮل اﻷﺧﺸﺎب إﻟﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، رﻏﻢ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻧﻘﺮﺿﺖ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﺗﺠﺎرة اﻷﻧﻔﺎق، اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎن ﻣﻦ أﺟﻞ ﻛﺴﺐ ﻗﻮت ﻳﻮﻣﻬﻢ.
ﻳــﻘــﻮل إﺳـﻤـﺎﻋـﻴـﻞ ﺣــﺴــﻮﻧــﺔ، أﺣـﺪ أﺻـــــﺤـــــﺎب ﻣـــﺼـــﺎﻧـــﻊ اﻟـــﺨـــﻴـــﺎﻃـــﺔ، إﻧـــﻪ أﻏــﻠــﻖ ﻣﺼﻨﻌﻪ أﺧــﻴــﺮا، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﺪم ﻗـــﺪرﺗـــﻪ ﻋــﻠــﻰ اﺳـــﺘـــﻴـــﺮاد اﻷﻗــﻤــﺸــﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج، ﺑﺴﺒﺐ إﻏﻼق اﳌﻌﺎﺑﺮ ﻟﻔﺘﺮات ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ. وأﺷـــﺎر إﻟــﻰ أن ﻣﺼﻨﻌﻪ ﻛﺎن ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ٥٤ ﻋﺎﻣﻼ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ إﻧـﺘـﺎج اﳌـﻼﺑـﺲ اﻟﺮﺟﺎﻟﻴﺔ واﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ وﻣﻼﺑﺲ اﻷﻃﻔﺎل ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ. وﻛــــــﺎن ﻛــﺜــﻴــﺮا ﻣــــﺎ ﻳـــﺼـــﺪر ﻣــﻨــﻬــﺎ إﻟــﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وإﺳﺮاﺋﻴﻞ. وﻗــﺎل: إن إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ أﻏـﻠـﻘـﺖ اﳌـﻌـﺎﺑـﺮ ﻣـﻨـﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋــــــﺎم ٧٠٠٢ وﺣــــﺘــــﻰ ﻣــﻨــﺘــﺼــﻒ ﻋـــﺎم ٠٠٢، وﺣـــﲔ ﺳــﻤــﺤــﺖ ﺑـﻔـﺘـﺤـﻬـﺎ أﻣـــﺎم اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ، ﻛـﺎن ذﻟـﻚ ﺟﺰﺋﻴﺎ، ﻓـﻲ ﺣﲔ اﺳﺘﻤﺮ ﻣﻨﻊ إدﺧـــﺎل اﻷﻗـﻤـﺸـﺔ واﳌــﻮاد اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺨﻴﺎﻃﺔ واﳌﺎﻛﻴﻨﺎت، واﺳﺘﻤﺮ ذﻟـﻚ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋـﺎم ٤١٠٢. وأﺿـﺎف ﺣــﺴــﻮﻧــﺔ: »ﻏــﺎﻟــﺒــﻴــﺔ اﳌــﺼــﺎﻧــﻊ ﻓــﻘــﺪت ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ أول ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﺎر، ﻓﻲ ﺣﲔ اﺳﺘﻤﺮت اﻷزﻣﺎت وﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﺗـﻠـﺘـﻬـﺎ، وأدت ﺗــﺪرﻳــﺠــﻴــﺎ، إﻟـــﻰ إﻏــﻼق ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺼﺎﻧﻊ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬه اﳌﻬﻨﺔ، واﻋـﺘـﻤـﺪ ﺗـﺠـﺎر ﺑﻴﻊ اﳌــﻼﺑــﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﺗﻬﺮﻳﺒﻪ ﻋﺒﺮ اﻷﻧﻔﺎق اﻟﺘﻲ ازدﻫﺮ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﻮات«.
وأﺷـــــﺎر إﻟـــﻰ أﻧـــﻪ ﻣــﻊ ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ ﻋــﺎم ٤١٠٢ وﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺎم ٥١٠٢، ﺑﺪأت ﺑﻌﺾ اﳌﺼﺎﻧﻊ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ رأﺳـﻤـﺎﻟـﻬـﺎ ﺑﺘﺸﻐﻴﻠﻬﺎ واﺳﺘﺜﻤﺎرﻫﺎ ﻓـﻲ ﻣﻬﻦ أﺧــﺮى، وﺗﻤﻜﻨﻮا ﻓـﻲ ﻓﺘﺮات ﻻﺣﻘﺔ، ﻣﻦ إدﺧﺎل اﻷﻗﻤﺸﺔ ﻋﺒﺮ اﳌﻌﺎﺑﺮ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎوﻻت ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ، وﻋﺎد ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻠﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻴﻊ ﺑــﻌــﺾ ﻣـــﺎ ﻳـﺴـﺘـﻄـﻴـﻌـﻮن إﻧــﺘــﺎﺟــﻪ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺲ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة. إﻻ أن ﻫﺆﻻء ﻇﻠﻮا ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺻﻐﻴﺮة، ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺪ اﳌﺼﺎﻧﻊ اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﻈﻢ. وﻗﺪ ﺳﻤﺢ ﻟﻬﺎ، أﺧﻴﺮا، ﺑﺘﺼﺪﻳﺮ ﺑﻌﺾ اﳌﻼﺑﺲ ﻣﻦ ﻏﺰة إﻟﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وإﺳﺮاﺋﻴﻞ.
وﻛــﺎﻧــﺖ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ ﺳـﻤـﺤـﺖ ﻓــﻲ ٣١ ﻣــﻦ اﻟــﺸــﻬــﺮ اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ ﺑﺘﺼﺪﻳﺮ ﺷﺤﻨﺔ ﻣﻼﺑﺲ ﻫﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻤﺤﺖ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ أﻏــﺴــﻄــﺲ )آب( اﳌــــﺎﺿــــﻲ، ﺑـﺘـﺼـﺪﻳـﺮ ﺷﺤﻨﺔ أوﻟـــﻰ إﻟــﻰ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ واﻟﻀﻔﺔ اﻟــﻐــﺮﺑــﻴــﺔ، ﻷول ﻣـــﺮة ﻣـﻨـﺬ ﻋـــﺎم ٧٠٠٢، وﺷﻤﻠﺖ اﻟﺸﺤﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﺗﺴﻮﻳﻘﻬﺎ ﻣـــﻦ ﻗــﺒــﻞ ﺷــﺮﻛــﺔ »ﻳــﻮﻧــﻴــﺒــﺎل« ﻹﻧــﺘــﺎج اﳌـــﻼﺑـــﺲ، ٠٠٥٣ ﻗــﻄــﻌــﺔ ﻣـــﻦ اﳌــﻼﺑــﺲ اﻟــــﺠــــﺎﻫــــﺰة اﳌــﺨــﺘــﻠــﻔــﺔ. وﻗـــــــﺎل رﺋــﻴــﺲ ﻣﺠﻠﺲ إدارة اﻟﺸﺮﻛﺔ، ﺑﺸﻴﺮ اﻟﺒﻮاب، ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻟﻪ، ﺗﻌﻘﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟــــﻚ: إن اﻻﺣـــﺘـــﻼل ﺗــﻌــﻬــﺪ ﺑـﺎﻟـﺴـﻤـﺎح ﺑــﻤــﻮاﺻــﻠــﺔ ﻧــﻘــﻞ ﺷــﺤــﻨــﺎت ﻻﺣــﻘــﺔ ﻣﻦ اﳌﻼﺑﺲ اﳌﻨﺘﺠﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة إﻟﻰ اﻟﺴﻮق اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة.
وﻗﺎل: إن ﻣﻦ ﺷﺄن ﻫﺬه اﻟﺸﺤﻨﺔ، ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ، أن ﺗﺸﺠﻊ اﻟﺘﺎﺟﺮ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺌﻨﺎف ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣـﻊ ﻣﺼﺎﻧﻊ اﻟـــﻘـــﻄـــﺎع، ﻛــﻤــﺎ ﺗــﻤــﺜــﻞ ﺑــــﺪاﻳــــﺔ ﻟــﻌــﻮدة اﻟــﺘــﺼــﺪﻳــﺮ إﻟـــﻰ اﻟــﺴــﻮق اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﺮ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﺎم ٧٠٠٢.
وﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻷﺧﻴﺮة، ﻧـﺸـﻄـﺖ ﺧـﻴـﺎﻃـﺔ اﳌــﻼﺑــﺲ اﻟـﻨـﺴـﺎﺋـﻴـﺔ، ﻋﻠﻰ أﻳﺪي ﻧﺴﺎء ﻳﻌﻤﻠﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻦ، ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﳌﻬﻨﺔ ﻗﺪ اﻧﻘﺮﺿﺖ ﻣــﻨــﺬ ﺗـﺴـﻌـﻴـﻨـﺎت اﻟــﻘــﺮن اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﻣﻊ ﻇﻬﻮر اﳌﺼﺎﻧﻊ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻄﻮرا وﻗـﺪرة ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎج ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺒﺮ.
وﺗـــﻘـــﻮل ﺑــﺎﺳــﻤــﺔ ﺷــﻌــﺒــﺎن، إﻧــﻬــﺎ اﺷــــﺘــــﺮت ﻣــﺎﻛــﻴــﻨــﺔ ﺻـــﻐـــﻴـــﺮة، وﺑـــــﺪأت ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻣﻼﺑﺲ ﻧﺴﺎﺋﻴﺔ داﺧــﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ. وإﻧـﻬـﺎ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟــﻨــﺴــﺎء. وأﺷـــــﺎرت إﻟـــﻰ أن ﻫـﻨـﺎك اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﻟــﻨــﺴــﺎء ﻳـﺤـﺒـﺬن اﳌـﻼﺑـﺲ اﻟـــﻘـــﺮﻳـــﺒـــﺔ ﻣــــﻦ اﳌــــﻮﺿــــﺔ، واﻟــﺘــﻔــﺼــﻴــﻞ اﻟﺠﻴﺪ، واﺳﺘﺨﺪام أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻷﻗﻤﺸﺔ أﻓـــﻀـــﻞ ﻣــــﻦ ﺗـــﻠـــﻚ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺴــﺘــﻮردﻫــﺎ اﳌﺤﻼت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ. ﻻﻓﺘﺔ إﻟـﻰ أن ذﻟﻚ دﻓﻊ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب ﻣﺤﺎل اﻷﻟﺒﺴﺔ إﻟﻰ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻴﻬﺎ وإﻟﻰ ﻧﺴﺎء أﺧﺮﻳﺎت ﻳﻌﻤﻠﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻦ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻟﺼﺎﻟﺤﻬﻢ.
وﻗــﺎﻟــﺖ: إﻧـﻬـﺎ ﻋــﺎدت إﻟــﻰ ﻣـﺰاوﻟـﺔ ﻫـﺬه اﳌﻬﻨﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗـﺪرﺑـﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٠٢ ﻋــﺎﻣــﺎ، ﻓــﻲ أﺣــﺪ ﻣﺸﺎﻏﻞ اﻟﺨﻴﺎﻃﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﻨﺸﻂ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع آﻧـــــــﺬاك، ﺑــﻬــﺪف ﺗــﻮﻓــﻴــﺮ ﻣــﺼــﺪر دﺧــﻞ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻬﺎ، وﺑﺨﺎﺻﺔ أن زوﺟﻬﺎ ﻋﺎﻃﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٠٠٠٢، ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻨﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻤﺎل ﻏﺰة ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﺪﻳﻬﺎ.
وﻳــــﻼﺣــــﻆ ﺧـــــﻼل ﺳــــﻨــــﻮات ﻋـﻤـﺮ اﻟــــﺤــــﺼــــﺎر، ﺗــــﺮاﺟــــﻊ ﻣــﻬــﻨــﺔ اﻟـــﻨـــﺠـــﺎرة »اﳌﻮﺑﻴﻠﻴﺎ« ﻣﻊ ﻓﺮض إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺣﻈﺮا ﻋــﻠــﻰ إدﺧـــــﺎل اﻷﺧـــﺸـــﺎب إﻟـــﻰ اﻟـﻘـﻄـﺎع ﺑﺤﺠﺞ أﻣﻨﻴﺔ. وﻳﻘﻮل ﺑﻼل دروﻳـﺶ، أﺣــــﺪ أﺻـــﺤـــﺎب ورش اﻟـــﻨـــﺠـــﺎرة، إﻧــﻪ اﺿﻄﺮ إﻟﻰ إﻏﻼق ورﺷﺘﻪ ﺳﺒﻌﺔ أﻋﻮام ﺧـﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﺤﺼﺎر، ﻣﺸﻴﺮا إﻟـﻰ أﻧﻪ ﻋﺎد ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥١٠٢، ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻧــﺠــﺎح أﺻــﺤــﺎب اﻷﻧــﻔــﺎق ﻓــﻲ ﺗﻬﺮﻳﺐ ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ إﻟﻰ ﻏﺰة ﻣﺎ ﺑﲔ ٤١٠٢ وﺣﺘﻰ ﺑﺪاﻳﺔ ٦١٠٢.
وأﺷﺎر إﻟﻰ أﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻋﺎم ٦١٠٢، ﺑﺪأت اﻷﻣﻮر ﺗﺰداد ﺗﻌﻘﻴﺪا ﻣﻦ ﺟــﺪﻳــﺪ، ﻣــﻊ اﺷــﺘــﺪاد اﻟـﺤـﻤـﻠـﺔ اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ اﳌـﺼـﺮﻳـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻧــﻔــﺎق. ﻻﻓـﺘـﺎ إﻟــﻰ أن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺪأت ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺘﺠﺎر، أﺧﻴﺮا، ﺑـــﺎﺳـــﺘـــﻴـــﺮاد ﺑــﻌــﺾ أﻧـــــــﻮاع اﻟــﺨــﺸــﺐ، وﻟــﺬﻟــﻚ؛ ﻓــﺈن اﻟــﻮﺿــﻊ ﻣــﺎ زال ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺴﻨﻮات ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺼﺎر.
وﻗﺎل: إن أﺻﺤﺎب ورش اﻟﻨﺠﺎرة، ﻟــﻢ ﻳـﺘـﻤـﻜـﻨـﻮا ﻣــﻦ ﺗــﻮﻓــﻴــﺮ اﺣـﺘـﻴـﺎﺟـﺎت اﻟــﺴــﻜــﺎن وﻃــﻠــﺒــﺎﺗــﻬــﻢ، ﺑــﺴــﺒــﺐ ﻧﻘﺺ اﳌــــــــﻮاد اﻟــــﺨــــﺎم اﻟــــﻼزﻣـــــﺔ ﻟــــﺬﻟــــﻚ، وﻫـــﻢ ﻳﺄﻣﻠﻮن ﻓﻲ أن ﻳﺠﺮي ﺗﺠﺎوز اﻟﻌﻘﺒﺎت وﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﺼﺪﻳﺮ اﻷﺛﺎث اﳌﻨﺰﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﺨﺎرج ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﺳﺎﺑﻘﺎ.
ﻣـــــــــﻦ ﺟــــــﻬــــــﺘــــــﻪ، ﻗــــــــــــﺎل اﻟــــﺨــــﺒــــﻴــــﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي، ﻧﻬﺎد ﻧﺸﻮان: إن ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻗـﻄـﺎع ﻏــﺰة، ﺧــﻼل ﺳـﻨـﻮات اﻟﺤﺼﺎر، اﻗــــﺘــــﺼــــﺎدﻳــــﺎ، ﻛـــﺒـــﻴـــﺮة ﺟــــــــﺪا، ﺑــﺴــﺒــﺐ اﻧـــﺨـــﻔـــﺎض اﻟـــﻨـــﺎﺗـــﺞ اﳌـــﺤـــﻠـــﻲ. وأﺷـــــﺎر ﻧﺸﻮان إﻟﻰ أن ﻣﺌﺎت اﳌﺼﺎﻧﻊ ﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﺴﻨﻮات ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗﻮﻓﺮ ﻣﻮاد اﻟﺨﺎم، وﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﺮﻣﺎن ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ إﻟــــﻰ اﻟــــﺨــــﺎرج، ﻣــﺜــﻞ اﳌـــﻬـــﻦ اﻟــﺰراﻋــﻴــﺔ ﻛﺘﺼﺪﻳﺮ اﻟﺘﻮت اﻷرﺿﻲ واﻟـﻮرد إﻟﻰ أوروﺑــــﺎ وإﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ وﻏــﻴــﺮﻫــﺎ. وأﺷــﺎد ﺑﻤﻬﻨﻴﺔ وﺣﺮﻓﻴﺔ اﻷﻳــﺪي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة، ﻟﻜﻨﻪ أﺷﺎر إﻟﻰ اﻧﺨﻔﺎض دﺧﻠﻬﺎ أﻳﻀﺎ؛ ﻣﺎ ﺷﺠﻊ دوﻟﺔ ﻣﺜﻞ اﻷردن ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻴﺮاد اﻷﺛﺎث اﳌﻨﺰﻟﻲ ﻣﻦ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﻧﻈﺮا ﻟﺠﻮدﺗﻪ واﻧﺨﻔﺎض أﺳﻌﺎره.
ورﺟــــــــﺢ أﻧــــــﻪ ﻓـــــﻲ ﺣــــــﺎل ﻧــﺠــﺤــﺖ اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ورﻓﻊ اﻟﺤﺼﺎر ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻛــﺎﻣــﻞ ﻋــﻦ اﻟــﻘــﻄــﺎع، أن ﺗﺸﻬﺪ اﻷوﺿــﺎع ﺗـﻄـﻮرات ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ وﻧﺘﺎﺋﺞ ﺟـــﻴـــﺪة. ﻻﻓــﺘــﺎ إﻟـــﻰ أن ذﻟـــﻚ ﻟـــﻦ ﻳـﻜـﻮن ﻋــﻠــﻰ اﳌــــﺪى اﻟــﻘــﺼــﻴــﺮ، وﻳــﺤــﺘــﺎج إﻟــﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻈﺮا ﳌﺎ ﺧﻠﻔﻪ اﻟﺤﺼﺎر ﻣـﻦ آﺛــﺎر ﻓـﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌـﺠـﺎﻻت. وﻗـﺎل إن »اﳌـﺼـﺎﻟـﺤـﺔ ﻫــﻲ ﺟـﻮﻫـﺮ اﻹﻧـﻌـﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪة، ﻣﻨﻬﺎ إﻋﺎدة إﻋــﻤــﺎر اﻟـﻘـﻄـﺎع، ودﺧـــﻮل ﻣﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﺟـــــــــﺪد إﻟـــــــــﻰ اﻟــــــــﺴــــــــﻮق، وﻓــــــﺘــــــﺢ ﺑــــﺎب اﻟﺼﺎدرات ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎع وﻋـﻮدة اﻟﻜﺎدر اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻟﻪ«.