٣ ﻣﺮﺷﺤﲔ ﻋﺮب ﻳﺨﻮﺿﻮن ﻣﻌﺮﻛﺔ »اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ« اﻟﻴﻮم
اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﲣﻠﻂ اﻷوراق... وﻣﺼﺮ ﲢﺬر ﻣﻦ »ﺷﺮاء اﻷﺻﻮات«
ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ، اﻟﻴﻮم، ﻣﻌﺮﻛﺔ اﳌـﻨـﺎﻓـﺴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻨـﺼـﺐ اﳌــﺪﻳــﺮ اﻟـﻌـﺎم اﻟﺠﺪﻳﺪ ﳌﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﻌﻠﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ )اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ(، اﻟﺘﻲ ﻳــﺨــﻮﺿــﻬــﺎ ٣ ﻣـــﺮﺷـــﺤـــﲔ ﻋـــــﺮب ﻫـــﻢ: ﻣـــﺸـــﻴـــﺮة ﺧـــﻄـــﺎب ﻣــــﻦ ﻣـــﺼـــﺮ، وﻓـــﻴـــﺮا ﺧﻮري ﻻﻛﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻄﺮي ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻜﻮاري, إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ٤ آﺧﺮﻳﻦ.
وﺗﺆﻛﺪ أوﺳﺎط اﳌﺮﺷﺤﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﻮزﻳﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺸﻴﺮة ﺧﻄﺎب أﻧﻬﺎ ﺗــﺤــﻈــﻰ ﺑـــﺪﻋـــﻢ اﻻﺗــــﺤــــﺎد اﻷﻓـــﺮﻳـــﻘـــﻲ، وأﻧﻬﺎ ﻣﺮﺷﺤﺔ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ودول ﺣﻮض اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﻌﺮب.
ﻏﻴﺮ أن ﻫﻨﺎك ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ ﺗﻔﺘﺖ اﻷﺻـﻮات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺮﺷﺤﲔ آﺧـــــﺮﻳـــــﻦ، أﺑـــــﺮزﻫـــــﻢ وزﻳــــــــﺮة اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ أودري أزوﻻي اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻄﺖ اﻷوراق ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء، ﺧــﺎﺻــﺔ أﻧــــﻪ ﺟــــﺮى اﻟـــﻌـــﺮف أﻻ ﺗـﻘـﺪم ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺮﺷﺤﴼ ﳌﻨﺼﺐ اﳌﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم؛ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻀﻴﻒ ﻣﻘﺮ اﳌﻨﻈﻤﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺧﺎﻟﻔﺖ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪورة.
وﻟـــــــــﻢ ﻳــــﺤــــﻆ اﻟـــــــﻌـــــــﺮب ﻣــﻄــﻠــﻘــﴼ ﺑـﻬـﺬا اﳌﻨﺼﺐ اﻟـﺮﻓـﻴـﻊ ﻃــﻮال ﺗﺎرﻳﺦ اﳌـﻨـﻈـﻤـﺔ. وﳌــﺤــﺖ ﻣـﺼـﺮ إﻟــﻰ ﻣـﺴـﺎع ﻟـــــــﺸـــــــﺮاء أﺻـــــــــــــﻮات اﻷﻋــــــــﻀــــــــﺎء ﻓــﻲ اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت. وﻗــﺎل اﳌـﺘـﺤـﺪث ﺑﺎﺳﻢ وزارة اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ أﺣـــﻤـــﺪ أﺑــــﻮ زﻳــﺪ أﻣــﺲ، إن »وزﻳـــﺮ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ ﺳﺎﻣﺢ ﺷﻜﺮي، اﳌﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، أﻛﺪ ﺛﻘﺘﻪ ﻓﻲ أن ﺗﺨﺘﺎر اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ ﻣﺪﻳﺮﻫﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻧــــﺰﻳــــﻪ )....(، وأﻧــــــــﻪ ﻣـــــﻦ اﻟــﺼــﻌــﺐ ﺷﺮاؤﻫﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻢ ﺷـﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت أﺧﺮى«، ﻓﻲ إﺷﺎرة ﻟﻔﻮز ﻗﻄﺮ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻛﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ ٢٢٠٢.
ﺗﺠﺮى ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻷوﻟـــﻰ ﻣـﻦ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺪﻳﺮ اﻟـﻌـﺎم ﳌﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠﻮم »اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ« وﺳﻂ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﺣــﺎد ﺑــﲔ اﳌـﺮﺷـﺤـﲔ اﻟﺴﺒﻌﺔ »ﺑﻌﺪ اﻧﺴﺤﺎب اﳌﺮﺷﺢ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺤﺴﻨﺎوي وﻗﺒﻠﻪ ﻣﺮﺷﺢ ﻏﻮاﺗﻴﻤﺎﻻ«. وﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻦ ﺑﺪء اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ، ﻣﺎ زاﻟﺖ اﻟﺼﻮرة ﻏﺎﻣﻀﺔ وﺳﻂ ﺳﻴﻞ ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﺘﺴﺮﻳﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻏﺮﺿﻬﺎ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ أﻋﻀﺎء اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي اﻟـــ٨٥ اﳌﻨﺎﻃﺔ ﺑﻬﻢ ﻣـﻬـﻤـﺔ اﻧــﺘــﺨــﺎب اﳌـــﺪﻳـــﺮ »أو اﳌـــﺪﻳـــﺮة« اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ اﻟـــــﺬي ﺳــﻴــﺨــﻠــﻒ اﻟــﺒــﻠــﻐــﺎرﻳــﺔ إﻳﺮﻳﻨﺎ ﺑﻮﻛﻮﻓﺎ ﻓـﻲ اﳌﺒﻨﻰ اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ اﻟــــﻘــــﺎﺋــــﻢ ﻓــــــﻲ أﺣـــــــﺪ أﺟـــــﻤـــــﻞ اﻷﺣـــــﻴـــــﺎء اﻟﺒﺎرﻳﺴﻴﺔ.
وﺗـــــــﺤـــــــﻞ ﻫـــــــــــﺬه اﻻﻧــــــﺘــــــﺨــــــﺎﺑــــــﺎت »اﳌﻔﺼﻠﻴﺔ«، وﻓــﻖ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﻣﺴﺆول ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺗﺤﺪﺛﺖ إﻟﻴﻪ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«، وﺳﻂ أزﻣﺔ رﺑﺎﻋﻴﺔ اﻷوﺟﻪ: ذﻟﻚ أن اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ ﺗﻮاﺟﻪ أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻋﻘﺐ ﺗﻮﻗﻒ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﻦ ﺗﺴﺪﻳﺪ ﺣﺼﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ »٠٢ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ ﻣـﻴـﺰاﻧـﻴـﺘـﻬـﺎ« ﺑﻌﺪ ﻗﺒﻮل ﻓﻠﺴﻄﲔ ﻋﻀﻮﴽ ﻓﻴﻬﺎ. وﺗﺘﺮاﻓﻖ ﻫــﺬه اﻷزﻣـــﺔ ﻣـﻊ أزﻣــﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺣﻴﺚ اﻻﻧــﻘــﺴــﺎﻣــﺎت ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ إﻟـــﻰ ﻣـﺴـﺎﺋـﻞ ﻣـﻠـﺘـﻬـﺒـﺔ ﻣــﺜــﻞ اﻟـــﻨـــﺰاع اﻟـﻔـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻲ - اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ واﳌـــﺴــﺎﺋـــﻞ اﳌــﺘــﺼــﻠــﺔ ﺑﻪ ﻣــﺜــﻞ اﻻﺳــﺘــﻴــﻄــﺎن واﻟـــﻘـــﺪس واﳌــﻮاﻗــﻊ اﻷﺛــﺮﻳــﺔ ﺗـﺸـﻞ ﻋـﻤـﻞ اﻟـﻴـﻮﻧـﻴـﺴـﻜـﻮ. أﻣـﺎ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻸزﻣﺔ ﻓﻴﺘﻨﺎول ﻫﻮﻳﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ وﻣﻬﻤﺎﺗﻬﺎ اﳌﺘﺸﻌﺒﺔ وﻣــــــــﺪى ﻓــﺎﻋــﻠــﻴــﺘــﻬــﺎ وﺗــــﺄﺛــــﻴــــﺮﻫــــﺎ ﻓــﻲ ﺑـــﺚ ﺛــﻘــﺎﻓــﺔ اﻟـــﺴـــﻼم واﻟــﺘــﻌــﺎﻳــﺶ وﻓــﻲ ﺗــﺤــﺪﻳــﺪ اﻷوﻟـــــﻮﻳـــــﺎت ﻓـــﻲ زﻣــــﻦ اﻟــﺸــﺢ اﳌـــﺎﻟـــﻲ. وأﺧـــﻴـــﺮﴽ ﺗـﻌـﺎﻧـﻲ اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ ﻣــﻦ أزﻣــــﺔ إدارﻳـــــﺔ أﺑــﺮزﺗــﻬــﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﻘــﺎرﻳــﺮ اﻟــﺘــﻲ وﺿــﻌــﺖ اﻹﺻـﺒـﻊ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﺔ اﻟﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴﺔ ﺑﻞ أﻳﻀﴼ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻴﻴﻨﺎت ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬﺎ أو ﻏﺮﺿﻬﺎ إﺳﺪاء ﺧﺪﻣﺎت... وﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ذﻟــﻚ ﺳﻌﻲ اﳌــﺪﻳــﺮة اﳌﻨﺘﻬﻴﺔ وﻻﻳﺘﻬﺎ إﻟـــــﻰ اﺣــــﺘــــﻼل ﻣــﻨــﺼــﺐ اﻷﻣــــــﲔ اﻟــﻌــﺎم ﻟـــﻸﻣـــﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة وﻣـــــﺎ اﺳــﺘــﺘــﺒــﻊ ذﻟـــﻚ ﻣـــﻦ ﺧـــﺪﻣـــﺎت وﻣــﺼــﺎرﻳــﻒ وﺧــﻼﻓــﻬــﺎ. وﺑﺎﺧﺘﺼﺎر، ﻓﺈن اﳌﻨﺎخ اﻟﻌﺎم اﳌﺨﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻋﻦ ﺻـﻮرﺗـﻬـﺎ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ وﻋــﻦ ﻣﻬﻤﺎﺗﻬﺎ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ.
ﺑــﻴــﺪ أن ﻫـــﺬه اﻟــﺼــﻌــﻮﺑــﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﳌـﺪﻳـﺮ اﻟـﻌـﺎم ﻣﻨﺬ اﻟـﻴـﻮم اﻷول ﻟـﺘـﺜـﺒـﻴـﺘـﻪ ﻓــﻲ ﻣـﻨـﺼـﺒـﻪ ﻓــﻲ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﺜﺒﻂ ﻋﺰم اﻟﻄﺎﻣﺤﲔ وﺑﻴﻨﻬﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮﺷﺤﲔ ﻋﺮب »اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻓﻴﺮا ﺧـــــــﻮري ﻻﻛـــــــﻮي واﳌــــﺼــــﺮﻳــــﺔ ﻣــﺸــﻴــﺮة ﺧﻄﺎب واﻟﻘﻄﺮي ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟـــﻜـــﻮاري«. وﻳـﻘـﺎﺑـﻠـﻬـﻢ ﻣــﺮﺷــﺤــﺎن ﻣﻦ اﻟﻮزن اﻟﺜﻘﻴﻞ ﻫﻤﺎ اﻟﺼﻴﻨﻲ ﻛﻴﺎن ﺗﺎﻧﻎ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أودري أزوﻻي. واﻷﺧﻴﺮان ﻳــﻤــﺜــﻼن ﻋــﻀــﻮﻳــﻦ داﺋــﻤــﻲ اﻟـﻌـﻀـﻮﻳـﺔ ﻓــﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣـــﻦ اﻟــﺪوﻟــﻲ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓـــﺈن ﺻــــﻮرة وﻧــﻔــﻮذ ﻛــﻞ ﻣـﻨـﻬـﻤـﺎ ﻋﻠﻰ اﳌــﺴــﺘــﻮى اﻟــﻌــﺎﳌــﻲ ﻓــﻲ اﳌـــﻴـــﺰان. وﻟـــﺬا، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ أي ﻣﻨﻬﻤﺎ أن ﻳﺨﺴﺮ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺠﻢ. واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن اﻟـــﺼـــﲔ ﻟــــﻢ ﺗــﺸــﻐــﻞ أﺑــــــﺪﴽ ﻣـﻨـﺼـﺐ ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم ﻫﺬه اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ وﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺣﺎل ﻓﺮﻧﺴﺎ. وﺑﻌﻜﺲ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟـﺴـﺎﺋـﺪ، ﻓــﺈن اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟــﻰ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓـﺈﻧـﻬـﺎ ﺗـﺨـﻀـﻊ ﻟـﺤـﺴـﺎﺑـﺎت اﳌـﺼـﺎﻟـﺢ. واﻟــﻨــﺘــﻴــﺠــﺔ اﳌـــﺒـــﺎﺷـــﺮة ﻟـــﻬـــﺬا اﻟــﻮﺿــﻊ أن ﺑـﺮاﻣـﺞ اﳌﺮﺷﺤﲔ اﻟﻄﻤﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي اﳌﻜﻮن ﻣـﻦ ٠٦ ﻋﻀﻮا ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮ وزن ﻓﻲ ﻗﺮار اﻻﻗﺘﺮاع ﻟﻬﺬا اﳌﺮﺷﺢ أو ذاك.
ﻣــﺮة ﺟــﺪﻳــﺪة، ﻳـﺬﻫـﺐ اﻟـﻌـﺮب إﻟﻰ ﻫـﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﺘﻨﺎﻓﺴﲔ ﻣﺸﺘﺘﻲ اﻷﺻـــــــﻮات. وﻛـــــﺎن ﻫــــﺬا اﻟـــﻮﺿـــﻊ أﺣــﺪ اﻟﺤﺠﺞ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻨﺪت إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻜﻲ ﻳﺮﺷﺢ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓـﺮﻧـﺴـﻮا ﻫــﻮﻻﻧــﺪ ﻣـﺴـﺘـﺸـﺎرﺗـﻪ وزﻳــﺮة اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﺔ اﻟــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ وﻫــــﻮ ﻣـــﺎ ﻳـﺨـﺎﻟـﻒ اﻷﻋﺮاف اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل إن اﻟﺒﻠﺪ اﳌﻀﻴﻒ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻋــﻦ ﺗـﻘـﺪﻳـﻢ ﻣـﺮﺷـﺤـﲔ ﳌﻨﻈﻤﺔ دوﻟــــﻴــــﺔ ﻣــﻘــﻴــﻤــﺔ ﻋــﻠــﻰ أراﺿـــــﻴـــــﻪ. ﻟـﻜـﻦ ﺑﺎرﻳﺲ ﻻ ﺗﻘﻴﻢ وزﻧﺎ ﻟﻬﺬه اﻟﺤﺠﺔ ﻻ ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ »ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ« وﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺮﺷﺤﺘﻬﺎ. وﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل، ﻓﺈن ﺑﺎرﻳﺲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮرﻫﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻋـــﻠـــﻰ ﻗـــﺪرﺗـــﻬـــﺎ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﺄﺛــﻴــﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي. وأول ﻫﺆﻻء اﻷﻓﺎرﻗﺔ اﳌﻨﻘﺴﻤﻮن ﻋﻠﻰ أﻧــﻔــﺴــﻬــﻢ: ﻓــﻤــﻦ ﺟــﻬــﺔ ﻫــﻨــﺎك أﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﺎ اﻟﻔﺮﻧﻜﻮﻓﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ ﻏــﻴــﺮ اﻟــﻔــﺮﻧــﻜــﻮﻓــﻮﻧــﻴــﺔ وﻋـﻠـﻰ رأﺳــﻬــﺎ ﺟــﻨــﻮب أﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﺎ وﻧـﻴـﺠـﻴـﺮﻳـﺎ. وﻳـﺸـﻜـﻞ اﻷﻓـــﺎرﻗـــﺔ ﻗـــﻮة وازﻧــــﺔ ﻣــﻦ ٣١ ﺻـــﻮﺗـــﴼ ﺗــﺘــﺒــﻌــﻬــﺎ اﻟــﻜــﺘــﻠــﺔ اﻵﺳـــﻴـــﻮﻳـــﺔ »٢١ ﺻـﻮﺗـﴼ« ﻓﺄﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ »٠١ أﺻـــــﻮات« ﺗـﻠـﻴـﻬـﺎ اﻟـﻜـﺘـﻠـﺔ اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ »٩ أﺻـــــــﻮات ﺑــﻴــﻨــﻬــﺎ اﻟـــــﻮﻻﻳـــــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ«. أﻣﺎ روﺳﻴﺎ ﻓﺘﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ اﳌــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ رﻗـــﻢ ٢ وﻫـــﻲ ﺗــﻀــﻢ ﺑــﻠــﺪان ﺷــــﺮق أوروﺑـــــــﺎ »٧ أﺻــــــــﻮات«. وﺗــﺠــﺪ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ ﻓــﻲ ﻣـﻮاﺟـﻬـﺘـﻬـﺎ »اﻷﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺔ« اﻟـــــﺼـــــﲔ اﻟــــﻀــــﺎﻟــــﻌــــﺔ ﻓــــــﻲ ﻣــــﺸــــﺎرﻳــــﻊ اﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ واﺳــــﻌــــﺔ واﺳـــﺘـــﺜـــﻤـــﺎرات ﺿـﺨـﻤـﺔ ﻓـــﻲ اﻟـــﻘـــﺎرة اﻟـــﺴـــﻮداء وﻋـﻠـﻰ ﺣﻀﻮر ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺘﻨﺎم. وﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ إذ ﺗﺆﻛﺪ أوﺳﺎط اﳌـﺮﺷـﺤـﺔ اﳌـﺼـﺮﻳـﺔ اﻟــﻮزﻳــﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣــﺸــﻴــﺮة ﺧــﻄــﺎب أﻧــﻬــﺎ ﺗــﺤــﻈــﻰ ﺑـﺪﻋـﻢ اﻻﺗــــﺤــــﺎد اﻷﻓـــﺮﻳـــﻘـــﻲ وأﻧـــﻬـــﺎ ﻣـﺮﺷـﺤـﺔ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ودول ﺣﻮض اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﻌﺮب.
ﺣــﻘــﻴــﻘــﺔ اﻷﻣـــــﺮ أن ﻣــﺮﺷــﺤــﲔ أو ﺛــــﻼﺛــــﺔ ﻳـــــﺮاﻫـــــﻨـــــﻮن ﻋــﻠــﻰ »اﳌﺼﺎدﻣﺔ« اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ - اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ وﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن ﻓــﺮص ﻓـﻮزﻫـﻢ ﺗﻜﻤﻦ ﻓـﻲ ﺣـﺎﺟـﺔ »اﻟﻜﺒﻴﺮﻳﻦ« إﻟﻰ اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌــﻄــﺎف ﻋــﻠــﻰ »ﻣــﺮﺷــﺢ ﺗــﺴــﻮﻳــﺔ«. وﻫـــﺬا اﻷﻣــﺮ ﻳــﺼــﺢ ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺮﺷــﺤــﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻓﻴﺮا اﻟـﺨـﻮري ﻻﻛــﻮي اﻟﺘﻲ ﺗــﺘــﻤــﺘــﻊ ﺑــﺨــﺒــﺮة ﻋــﻤــﻴــﻘــﺔ ﻓـــﻲ ﺷـــﺆون اﳌــﻨــﻈــﻤــﺔ اﻟـــﺪوﻟـــﻴـــﺔ ﺑــﺎﻟــﻨــﻈــﺮ ﻟــﻠــﻮﻗــﺖ اﻟـﻄـﻮﻳـﻞ اﻟــﺬي أﻣﻀﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ. وﺧـﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﻷﺧﻴﺮة، زارت ٣٤ ﺑﻠﺪﴽ وﻗﺎدت ﺣﻤﻠﺔ ﻗﻮﻳﺔ وﺳﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻟـﺪى اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ. وﻳـﺮأس اﳌﻨﺪوب اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺧﻠﻴﻞ ﻛﺮم اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟـــﻌـــﺮﺑـــﻴـــﺔ ﻓــــﻲ اﳌـــﺠـــﻠـــﺲ اﻟــﺘــﻨــﻔــﻴــﺬي. وﺗــــﺆﻛــــﺪ ﻣــــﺼــــﺎدر دﺑـــﻠـــﻮﻣـــﺎﺳـــﻴـــﺔ ﻓـﻲ ﺑــﺎرﻳــﺲ أن واﺷـﻨـﻄـﻦ »ﻟـﻴـﺴـﺖ راﻏـﺒـﺔ وﻟﻴﺲ ﻣـﻦ اﳌـﻘـﺪر ﻟﻬﺎ أن ﺗﻔﻀﻲ إﻟﻰ اﻧﺘﺨﺎب اﳌﺪﻳﺮ اﻟﺠﺪﻳﺪ. وﺟﻞ ﻣﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻪ ﻫﻮ ﻣﺆﺷﺮات ﻋﻠﻰ ﺗﻮزع اﻷﺻﻮات وﺗﺮﺗﻴﺐ أوﻟﻲ ﻟﻠﻤﺮﺷﺤﲔ. أﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟـﺤـﺎﺳـﻢ ﻓـﻬـﻮ اﻧـﺴـﺤـﺎب اﻷﻗـــﻞ ﺣﻈﴼ. واﻟـﺤـﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮﺷﺤﲔ اﻟﻌﺮب وﻷﺳﺒﺎب ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ، أن أﻳﺎ ﻣﻦ اﳌﺮﺷﺤﲔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎزم ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺴﺤﺎب. وﻟﺬا، ﻓﻤﻦ اﳌﺮﺟﺢ أﻻ ﻳﺨﺮج اﺳﻢ اﳌﺪﻳﺮ »أو اﳌﺪﻳﺮة« اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻗﺒﻞ اﻟــﺪورة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﺮى ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﻘﺎدم. وﻓﻲ أي ﺣﺎل، ﻓﺈن اﻷﻣـﻮر »اﻟﺠﺪﻳﺔ« ﺳﺘﺒﺪأ ﺑﻌﺪ اﻟـﺪورة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻳﻮم اﻷرﺑﻌﺎء. وﺑـــﺤـــﺴـــﺐ اﻟـــﻘـــﺎﻧـــﻮن اﻟــــﺪاﺧــــﻠــــﻲ، ﻓـــﺈن اﳌﺮﺷﺤﲔ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﻼن اﳌﺮﺗﺒﺘﲔ اﻷوﻟـــﻰ واﻟــﺜــﺎﻧــﻲ ﻓــﻲ اﻟــــﺪورة اﻟـﺮاﺑـﻌـﺔ ﻫﻤﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪان اﳌﺆﻫﻼن ﻟﻠﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ.
ﻫﻜﺬا ﺗﻨﻄﻠﻖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻴﻮم ﻓـــــﻲ ﻇـــــﻞ ﺿـــﺒـــﺎﺑـــﻴـــﺔ ﻛــﺜــﻴــﻔــﺔ ووﺳـــــﻂ أﺧـﺒـﺎر ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣـﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ. اﳌﻌﺮﻛﺔ ﺣﺎﻣﻴﺔ وﺗﺘﻄﻠﺐ أﻋﺼﺎﺑﴼ ﻗﻮﻳﺔ وأوراﻗﴼ راﺑﺤﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺪرة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﳌـــــﺎﻟـــــﻴـــــﺔ أو اﻟــــﺘــــﺄﺛــــﻴــــﺮ اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻲ واﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي. ﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻓـﻲ اﳌﻴﺰان اﻟـﻌـﺎﻣـﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟــﺬي ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎن أﺑﺪﴽ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮه.